حدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه العاشورائي يوم أمس موقف الحزب من التطورات والاحداث التي تشهدها الساحتان المحلية والعربية، وشاء نصر الله أن يغرد مرة جديدة خارج السرب الوطني اللبناني، فأعلن مواقف عدة خارج السياق الوطني للمواقف اللبنانية الرسمية والشعبية، وجاء خطابه بنبرة عالية ضد المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى، ليؤكد من جديد أحادية الحزب في قراراته العشوائية التي أصبحت تؤثر سلبا على النسيج الوطني اللبناني، فضلا عن كونها خارج السياق الرسمي والشعبي .

إن إصرار نصر الله على القرارات الأحادية الجانب والتي تمس الوحدة الوطنية في البلاد من شأنه أن يزج لبنان من جديد في أزمة علاقات وخصوصا مع الدول التي أشار إليها السيد نصر الله وعلى رأسها المملكة العربية السعوية التي كانت وما زالت من الدول الاساسية التي تدعم لبنان في اقتصاده وأمنه واستقراره .

ويصر نصر الله من جهة ثانية أن يجعل لبنان كله طوع قرارته وخياراته متجاهلا عن قصد او غير قصد لبنان الوطن ولبنان الدولة ولبنان التنوع السياسي والذي لا يوافقه في كثير من قراراته وخياراته التي باتت تهدد الوحدة الوطنية والسياسية السائدة ولو بحدها الأدنى في البلاد .

إن هذا الإصرار على أن يكون لبنان ضمن المحور الذي يريده نصر الله لم يعد مقبولا، وخصوصا في الوقت الذي يحاول فيه لبنان السياسي أن ينأى بنفسه عن مجمل الأحداث والتطورات السياسية التي تعصف بالمنطقة حيث أن الموقف السياسي المتصل بأحداث المنطقة تعبر عنه الجهات السياسية المختصة وهي اليوم متمثلة بمجلس الوزراء وحده.

إن اختزال مواقف لبنان الرسمية والشعبية من الأحداث السياسية في المنطقة ليست من اختصاص السيد نصر الله وخصوصا أن أحدا من اللبنانيين رسميا وشعبيا لم يفوض السيد نصر الله إعلان مواقف لبنان من هذه الأحداث وبالتالي فإن لبنان الرسمي مدعو اليوم لتوضيح الموقف الرسمي للبلاد بعد اللغط الذي أراده السيد نصر الله في خطابه يوم أمس .

إن هذه التعبئة التي أرساها السيد نصر الله في خطابه أمس، وإن هذا الاستغلال السياسي  المسيء لمناسبة عاشوراء ليس في محله في وقت باتت الحلول السياسية على أبواب المنطقة وخصوصا ما يتعلق بالازمة السورية، وإن اخذ لبنان إلى اصطفافات سياسية جديدة لا يريدها، من شأنه أن يزيد من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد والتي أراد نصر الله يوم أمس مناقشتها بدعوته الى المشاركة في الحوار، فإذا كان نصر الله اتخذ قرارته السياسية وخياراته السياسية فلماذا يدعو إلى الحوار وعلى ماذا يريد أن يتحاور ومع من ؟