الخطاب المتوتر لا يدل إلا على هزيمة السيد حسن نصرالله , وإعترافات بالهزيمة بطريقة الصراخ

 

السفير :

برغم قرع طبول الحرب في المنطقة من اليمن إلى فلسطين وبرغم التهديدات الإرهابية التكفيرية من كل حدب وصوب، وخصوصاً تلك التي يمكن أن تستهدف مناسبات دينية ومنها إحياء مراسم عاشوراء، أطلَّ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصياً، ليل أمس، على المشاركين في إحياء مراسم ليلة العاشر من محرم في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك في رسالة واضحة إلى جمهوره بأننا برغم ما واجهناه على مدى سنيّ المقاومة ضد إسرائيل وقوى التكفير لن نيأس ولن نتعب ولن نتراجع بل مستمرون في المواجهة و «سننتصر فيها»، وبالتالي، لا تسويات ولا صفقات ولا تفريط بما تحقق من مكتسبات وانجازات.
«المعركة» التي تحدّث عنها السيد نصرالله وضع إطاراً سياسياً استراتيجياً لها، جوهره أن «حزب الله» لم يضع البوصلة، وهو عندما يواجه إسرائيل وقوى التكفير إنما يقاتل أدوات مشروع الهيمنة الأميركية الغربية على المنطقة الذي لا يريد أن تقوم قيامة دول عربية أو إسلامية قوية ومستقلة ومقتدرة وتراعي مصالح شعوبها أولاً وأخيراً.
ولقد وصف السيد نصرالله الولايات المتحدة بأنها «المايسترو» الحقيقي لكل الحروب الدائرة في المنطقة من اليمن إلى سوريا وفلسطين مروراً بالعراق وإيران، وأشاد بدور كل من تصدّى لمحاولة تحويل هذه الحروب إلى فتنة سنية ـ شيعية. وقال إن الحرب على اليمن هي حرب أميركية لإخضاع هذا البلد العربي وهم كانوا يريدون أن تكون الحرب مذهبية وطائفيّة «حتى يجد التنابل وجيوش التنابل مرتزقة يقاتلون عنهم، وكان المطلوب أن تستفز مشاعر الشباب السنة لكي يقاتلوا عن الملوك والأمراء وناهبي الشعوب وأصحاب الكروش وكي تكون نتائج المعركة لمصلحة أميركا».
وكان لافتاً للانتباه أنه بعد هذه الكلمات وقف جمهور «مجمع سيد الشهداء» وهتف على مدى حوالي دقيقة واحدة: «الموت لآل سعود».
وأشار نصرالله إلى أن المعركة تهدف إلى إخضاع كل من ساهم بإسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. وشدّد على أن هذه الحروب «ليس قائدها أيمن الظواهري ولا أبو بكر البغدادي ولا الجولاني ولا سلمان بن عبد العزيز لكن قائدها الأميركي الذي يديرها ويدير كل الذين يخضعون له».
وختم «سنحضر غداً (اليوم) في كل الساحات والميادين مع الحسين، ولن يمنعنا لا مطر ولا حر ولا سيارات مفخخة ولا تهديدات ولا شيء.. وسنقول لإمامنا لبيك يا حسين»(ص2).
توقيف انتحاري جديد
من جهة ثانية، حقّق الأمن العام اللبناني إنجازا أمنياً جديداً، بتوقيفه المدعو (ع. ع) في محلة القبة في طرابلس والذي كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية في إحدى المناطق اللبنانية بتكليف من تنظيم «داعش»، بهدف إثارة الفتنة والنعرات الطائفية.
وتشير المعلومات إلى أن الموقوف (ع. ع) ينتمي إلى «داعش» وهو كان يجاهر بأنه بات جاهزاً لتنفيذ عملية انتحارية في المكان والزمان اللذين يحددهما له التنظيم، وبأنه خضع لدورة عسكرية لمدة ثلاثة أشهر في جرود عرسال، وتم تجنيده مؤخراً لتنفيذ عملية انتحارية من قبل المطلوب (ن. سكاف) أحد رموز مجموعة الشيخ الموقوف خالد حبلص وقد توارى عن الأنظار في منطقة المنية منذ أحداث بحنين قبل نحو سنة، كما تربطه علاقة بالمطلوب (ط . خياط) الذي توارى أيضا عن الأنظار مع المطلوب شادي المولوي منذ أحداث التبانة الأخيرة.
وتضيف المعلومات أن الموقوف (ع. ع)، تربطه صلات قربى بعدد لا بأس به من المتهمين بعمليات إرهابية، وبينهم عبد الغني جوهر (أبو هاجر) المتهم باستهداف باصين عسكريين للجيش اللبناني بعبوتين ناسفتين في محلتيّ التل والبحصاص في طرابلس وهو قُتل مؤخراً في القصير بينما كان يقاتل إلى جانب تنظيم «داعش»، إضافة إلى الشيخ الموقوف أحمد سليم ميقاتي، فضلا عن أن قريباً له يشغل منصب المسؤول الإعلامي لدى «داعش» في مدينة الرقة السورية.
وكان الموقوف (ع. ع) متوارياً عن الأنظار لدى أقارب له في إحدى البلدات العكارية، وهو مطلوب بمذكرة توقيف بعد القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري فادي صوان بحقه وحق آخرين بتهمة تأليف مجموعات مسلحة للقيام بأعمال إرهابية ومحاولة قتل عسكريين.

النهار :

على رغم الاجواء الضبابية القاتمة، فإن آفاقاً ايجابية لا تزال ترتسم، وآمالاً في إمكان ان تعي الطبقة السياسية خطورة المرحلة، فتعمل على ابتكار حلول تقي البلاد ازمة فراغ مستشر، سيزيد تعميقها اقدام الرئيس تمام سلام على تقديم استقالة حكومته، في ظل عجزها الفاضح عن توفير حل لمشكلة النفايات التي دخلت شهرها الرابع. وقد ابلغ سلام الوزير أكرم شهيب انه سيستقيل إذا اعلن وزير الزراعة عجزه وتخليه عن متابعة الملف، لأن ذلك يعني ان الافرقاء السياسيين لا يريدون إزالة الألغام من أمام الحكومة. وأمهل الأحزاب حتى الخميس المقبل.

وقال مصدر وزاري لـ"النهار" ان وعود بعض السياسيين والاحزاب ذهبت سدى حتى الساعة، لان لا نيات جدية تقابلها. وأفاد ان اقتراح تصدير النفايات الى سوريا في مقابل مئة دولار للطن قوبل بايجابية من كل الاطراف بعد موافقة من دمشق على استيراد نحو الف طن يوميا في مقابل مئة الف دولار تحتاج اليه الخزينة هناك من العملات الصعبة. وقد نوقش الامر كجزء من حل قبل أكثر من شهر، لكن كلمة سر سياسية لبنانية عطلت الاقتراح في مقابل رفض شريحة مقابلة المضي في الترفيعات العسكرية والتشريع، مما ابقى الازمة قائمة. كما ان شراء معامل للفرز والحرق لم يتم بحجة ان الاستيراد والتركيب يحتاجان الى ثلاثة أشهر حداً أدنى، وها قد انقضت المدة من دون الاقدام على أي خطوة.
لكن المصدر الوزاري توقع ايجاد مواقع جديدة للطمر في البقاع بعدما لمس الجميع جدية الرئيس سلام في الاستقالة التي اعتبرها البعض حتى الامس القريب "ممنوعة" من جهات اقليمية. لذا كان الخيار عدم ارجاء مواعيد الحوار الى الاسبوع المقبل، ولو غاب البعض عن جلسة الحوار الوطني الاثنين، لأن ملف النفايات سيتقدم موضوع مواصفات الرئيس العتيد. وستشكل الجلسة مناسبة لتقدير مدى الجدية في معالجة ازمة النفايات او تؤشر بالضوء الاخضر لسلام للمضي في الخيار الصعب.
وقد سعى الرئيس نبيه بري أمس من خلال لقاءات جانبية واتصالات في عين التينة الى تجنب الكأس المرة باستقالة الحكومة، مع تداعياتها السلبية على مجمل الوضع، وخصوصا على جلسة تشريع الضرورة التي يحضر بري لعقدها في الاسبوع الاول من تشرين الثاني، وبمَن حضر، شرط توافر ما درج على تسميته بـ"الميثاقية".

 

الخطة الأمنية للبقاع
وعلى طاولة بري حضرت الخطة الامنية للبقاع التي بحث فيها وزير الداخلية نهاد المشنوق مع رئيس المجلس الذي "تعهد شخصيا متابعة تنفيذ الخطة مع كل الاطراف المعنيين في الجيش اللبناني او الاطراف السياسيين الموجودين في المنطقة"، بعدما اطلعه المشنوق على حصول 425 عملية خطف وسلب في البقاع وتحديدا في مدينة بعلبك ومحيطها خلال 14 شهرا.
وسألت "النهار" مصدرا عسكريا عن الخطة فأجاب: انها تنفذ ببطء ولكن دونها عقبات بسبب طبيعة المنطقة الممتدة الى الجرود والتي تساعد في هروب المطلوبين. وقد اعتمد الجيش خططا جديدة لملاحقة هؤلاء. وتم القبض على كثيرين منهم، ولا يزال كثيرون طلقاء. علما ان عدد المطلوبين بمذكرات توقيف في المنطقة يفوق الثلاثين الفا، ولا يمكن تالياً توقيف هذا العدد. اضف ان وجود العشائر وتضامنها في ما بينها لا يسهل العملية الامنية أحيانا، اذ لا يمكن الجيش مواجهة الأهالي بطريقة جماعية. وما يحصل للقبض على بعض المطلوبين هو رصد وعمليات خاطفة. المهم انه ليس من عوائق او خطوط حمر تمنع الجيش من القيام بواجبه".
لكن مصدراً وزارياً مطلعاً قال لـ"النهار" ان الخطة الامنية طبقت جزئيا في أوقات سابقة بطريقة أفضل منها الآن، وقد هرب عدد من المطلوبين الى الداخل السوري، لكن معظمهم عاد بغطاء "حزب الله" الذي استعان بهم في الحرب السورية فزودهم السلاح وارسل عدداً كبيراً منهم للقتال. وبذلك توافر لهم الغطاء السياسي، والبطاقات الامنية التي تحول دون تعامل الجيش معهم بالطريقة المناسبة". وبعض هذا الكلام أكده وفد بعلبكي زار المشنوق أمس، اذ أشار أحد اعضائه حسن شقير الى "ان الخطة الامنية في بعلبك لم تطبق، وهي مرت مرور الكرام، وكانت ذات طابع فولكلوري".

 

المستقبل :

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع فيينا الرباعي بخصوص الأزمة السورية أمس، أن اللقاء كان ايجابياً وأن الخلافات على موعد رحيل بشار الأسد لا تزال قائمة. وفي حين قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه «مقتنع تماماً بأن الاجتماع كان بنّاء ومثمراً»، طالب نظيره الروسي سيرغي لافروف بإشراك كل من إيران ومصر في أي محادثات مستقبلية بشأن سوريا.
ففي تصريحاته بعد الاجتماع الرباعي الأميركي الروسي السعودي التركي في فيينا، قال وزير الخارجية السعودي مساء إن الخلافات لا تزال قائمة حول موعد رحيل الأسد. وصرح الجبير بقوله «نحن لا نعترض على توسيع الاجتماعات»، مضيفاً أن الاجتماع كان إيجابياً حيث تمت مناقشة تطبيق مبادئ جنيف1 المتضمنة إنشاء حكومة انتقالية في سوريا، وضمان انتقال سلس للسلطة، وتكوين حكومة ديموقراطية وبناء مستقبل جديد لسوريا لا يشمل بشار الأسد. وأكد الجبير أنه لا يزال هناك تباين في ما يتعلق بموعد رحيل الأسد، وأنه سيتم التخطيط لاجتماعات مستقبلية في ما يخص إنهاء الأزمة.
وهذا الاجتماع الرباعي المخصص للنزاع في سوريا يُعقد للمرة الأولى من دون إشراف الأمم المتحدة على أمل حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ آذار 2011.
وأملت واشنطن وموسكو في ختام الاجتماع بأن يعقد اجتماع دولي جديد قريباً يكون «موسعاً أكثر»، وفي حين أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بقاء بشار الأسد «يجعل السلام مستحيلاً»، رأى أن هذا الاجتماع بهدف استطلاع أفق الحل السياسي للحرب في سوريا قد أثمر أفكاراً قد تغير مسار ما يجري في هذا البلد.
وأضاف كيري للصحافيين بعد الاجتماع «أنا مقتنع بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمراً». كما قال كيري إن الدول الأربع ربما تجتمع مرة أخرى بحلول 30 من هذا الشهر.
وصرح كيري للصحافيين «توافقنا على التشاور مع جميع الأطراف أملا بأن نعقد الجمعة المقبل اجتماعاً يكون موسعاً أكثر» بهدف إحراز تقدم على صعيد «عملية سياسية» لتسوية النزاع السوري. وأضاف أن هدف الاجتماع الرباعي حول سوريا كان «محاولة إيجاد أفكار جديدة للخروج من المأزق»، مع إقراره بأن المشاركين يدركون أن هذا الأمر سيكون «صعباً».
وحول مصير الأسد قال كيري إن «غالبية دول أوروبا، عشرات إذا لم نقل مئات من الدول تدرك أن بشار الأسد يحدث دينامية تجعل السلام مستحيلاً، وأننا لن نكون قادرين على فعل شيء، حتى لو أردنا ذلك، في حال بقائه».
ووصف كيري الاجتماع بأنه كان «بناء» من دون أن يحدد المسارات التي تم تناولها والتي أمل في أن تفضي الى «تغيير في الدينامية».
ولفت الى أن مشاركة إيران في اجتماع مماثل لم تكن واردة وقال «حتى الآن، ليست إيران حول الطاولة، قد يحين وقت نتحدث فيه الى إيران ولكنه لم يحن بعد».
وشدد لافروف في تصريح منفصل للصحافيين على ضرورة توسيع هذا الاجتماع بحيث يشمل دولاً أخرى وقال «الاجتماع الرباعي غير كافٍ (...) يجب توسيعه». ولفت خصوصاً الى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي واللاعبين الإقليميين مثل مصر وإيران وقطر إضافة الى الأردن والإمارات العربية المتحدة.
وقال لافروف للصحافيين بعد الاجتماع في تصريحات بثها التلفزيون الروسي الرسمي «طلبنا أن تُجرى الاتصالات المستقبلية بصورة أكثر تمثيلاً». وأضاف أنه يعني مشاركة إيران ومصر على وجه الخصوص.
وشدد لافروف على ضرورة ترك «الشعب السوري« يقرر مصير رئيس النظام بشار الأسد، وهي مسألة تثير انقساماً بين موسكو وواشنطن.
وصرح لافروف للصحافيين في فيينا أن «مصير الرئيس السوري ينبغي أن يقرره الشعب السوري»، مكرراً رفض روسيا لتنحي الأسد.
وأورد كيري الدول نفسها باستثناء إيران، وركز خصوصاً على دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا.
وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي حضرت الى النمسا للمشاركة في اجتماع للرباعية الدولية حول الشرق الأوسط عن «الأمل في أن تكون إيران طرفاً في عملية» التشاور حول سوريا.
وكان النشاط الديبلوماسي في العاصمة النمساوية بدأ صباحاً باجتماع بين الولايات المتحدة وتركيا والسعودية بدون أن يدلي أي من الوزراء بتصريحات أمام الصحافيين.
كما التقى بعد ذلك كيري ولافروف اللذان يحافظان على قناة اتصال برغم تدهور العلاقات بين بلديهما.

الديار :

شارك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً بإحياء الليلة التاسعة من عاشوراء في مجمع سيد الشهداء في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية ودعا الى النزول اليوم الى الساحات للمشاركة في المسيرات العاشورائية، لنؤكد على ثوابتنا». وشن نصرالله هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة الأميركية، ووضع ما يجري في المنطقة في اطار الصراع ضد الهيمنة الاميركية - الاسرائيلية، واعتبر ان الحكومات العربية والاقليمية المتورطة في المخطط الاميركي والجماعات الارهابية التكفيرية واسرائيل هي مجرد ادوات في خدمة الهيمنة الاستعمارية الاميركية على المنطقة.
وهاجم السيد نصرالله الحكومات الاسلامية المضللة والكاذبة والتي تصور ان الاميركيين يريدون الديموقراطية والانتخابات والعدالة وهؤلاء منافقون لانهم يسوقون ويدعمون أشد الدول استبداداً بقيادة عملائهم والخاضعين لارادتهم ويستهدفون كل من يرفع راية الاستقلال والتمرد على مشيئتهم. وهذا هو سر ما تعرضت له ايران وسوريا الأسد اليوم.
وأكد سماحته على ارادة التصدي والصمود مهما عظمت المؤامرات واشتدت الهجمات. وهذا هو الطريق الوحيد لمواجهة المشاريع الاستعمارية والتكفيرية، مؤكداً التواجد في كل الساحات، و«حيث يجب ان نكون سنكون» ولن نخضع للاحتلال الصهيوني وللارهاب التكفيري والمشروع الاميركي.
واكد سماحته «ان المقاومة في لبنان وسوريا الاسد وفلسطين وايران اسقطت مشروع الشرق الاوسط الجديد» مؤكداً ان الجبهة المقابلة ليس قائدها الجولاني اوالظواهري او البغدادي بل واشنطن ومَن معها، اما جبهتنا فتضم كل من يرفض الخضوع والهيمنة وهذا هو التوصيف الحقيقي للمعركة».
وقال السيد حسن نصرالله: نقول للتهديدات الاسرائيلية والاميركية والتكفيرية كما قال الامام الحسين، «هيهات منا الذلة»، ونقول لكل من يهددنا «هيهات منا الذلة» ولن نتراجع في هذه المعركة ومن يراهن على تراجعنا فهو واهم. هذه معركة نؤمن بها ونشارك فيها وسننتصر فيها، وهذه المعركة بهذا الفهم وهذه الحقيقة، وهذه البصيرة لا يمكن ان نتخلى عنها او ان نتراجع فيها ومن يفكر ان يتراجع كما يترك الحسين في ليلة العاشر في وسط الليل.

 

 

 

التشريع... النفايات... الحكومة
اما على صعيد الملفات السياسية، فان ملف النفايات ما زال في واجهة الاهتمامات وتغطيه «الغيوم السوداء» كما غطت سماء لبنان امس جراء قيام العديد من الاشخاص والبلديات بحرق «النفايات» فعمت «روائح الموت» في معظم المناطق اللبنانية مما يهدد بكارثة بيئية.
ورغم كل هذا الوضع السيئ، فان الحلول لملف النفايات ما زالت مقفلة كلياً، وتهديدات سلام بالاستقالة اذا لم يباشر بحل النفايات لم تلق اذانا صاغية. وتؤكد مصادر الرئيس سلام انه متفق مع الوزير اكرم شهيب على اعطاء مهلة حتى الخميس، فاذا جاءت الردود ايجابية كان خيراً واذا كانت سلبية «فسأقول للبنانيين : «يا رب اشهد انني بلغت».
وفي معلومات لـ«الديار» ان كل الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية لم تصل الى نتيجة،
وما زالت المواقف على حالها في ظل رفض بقاعي ان كان من اهالي عنجر او من اهالي بعلبك لاقامة مطامر في المنطقة، حرصاً على المياه الجوفية، حتى ان القوى السياسية في بعلبك تواجه بموقف متصلب للاهالي برفض اقامة اي مطمر في المنطقة.
في المقابل فان نواب المستقبل والعديد من فاعليات عكار يرفضون «طمر» نفايات العاصمة الجنوبية في «سرار» عكار، ويصرون على فتح مطمر في بعلبك لطمر نفايات المناطق الشيعية. وفي ظل هذه المواقف فالامور معقدة حتى ان فاعليات بعلبك ابلغت اللجنة البيئية رفضها اقامة مطمر وطلبت العودة الى البحث في مطمر عنجر لانه مستوف الشروط الصحية وهذا ما يرفضه نواب المستقبل.
وفي المعلومات ايضاً، «ان جلسة الحوار الوطني التي ستعقد الاثنين في غياب الاقطاب ستتحول الى مناقشة ملف النفايات وستكون «الفرصة الاخيرة» للحل قبل ان يكاشف سلام اللبنانيين بالحقائق الخميس، علماً ان طاولة الحوار ستعقد في غياب اقطاب بارزين كالعماد ميشال عون الذي انتدب الوزير جبران باسيل ليمثله، كما ان الرئيس فؤاد السنيورة لن يحضر الجلسة بسبب السفر وكلف النائب عاطف مجدلاني تمثيله، ومن المتوقع غياب الوزير بطرس حرب، فيما حزب الكتائب يناقش مسألة الحضور ولم يتخذ موقفاً بعد. وفي ظل هذه الغيابات فان الجلسة ربما تحولت الى جلسة مشاورات بشأن النفايات.

 

 

 

حناوي لـ«الديار» : لا زال هناك بصيص أمل

قال وزير الشباب عبد المطلب حناوي ان دولة الرئيس سلام كان متفائلا حيث اشار الى ان حزب الله ابدى ايجابية في التعاون لحل ملف النفايات وان الحزب يحاول ايجاد مطمر صحي في البقاع، غير ان الخلافات السياسية عطلت امكانية الوصول الى حل في هذا المجال ولذلك يريد سلام الانتظار الى الخميس المقبل ليتخذ بعده قرارات مهمة.
من جهته، رأى حناوي ان هناك بصيص امل في ملف النفايات على عكس ما يتداوله بعض السياسيين بأن الحكومة وصلت الى طريق مسدود، معتبراً ان معالجة هذا الملف تصب في خدمة المصلحة العامة، خصوصاً ان الشتاء بات قريبا ومخاطر تلوث المياه الجوفية تتصاعد. ولذلك دعا وزير الشباب والرياضة الافرقاء الذين ينادون بالشعارات الوطنية الى ان يطبقوا ذلك على الارض وليس بالكلام فقط لان عرقلتهم للتوصل الى حلول لها تداعيات سلبية وخطيرة على الشعب اللبناني بأجمعه.
كما اعتبر ان الترحيل ليس حلا لملف النفايات لان احتمال عدم وجود جهة تشتري هذه النفايات كبير جدا ويعيدنا الى نقطة الصفر ويجب ان نتمسك بحلول جذرية تعالج بجدية الموضوع.
في السياق ذاته، تحدث وزير الزراعة اكرم شهيب لـ«الديار» انه يتحفظ عن الادلاء بأي موقف منتظرا الردود على طرحه وبعدها سيعلن عن مواقفه وخطواته المستقبلية. وهناك معلومات حصلت عليها «الديار» تشير الى ان هناك شركات ايطالية وألمانية عرضت على شهيب ان تكون مسؤولة عن ترحيل النفايات، لكن شهيب اختار التريث في اعطاء جواب لأن هذا الموضوع من اختصاص مجلس الوزراء.

 

الجمهورية :

الاجتماع الرباعي في العاصمة النمسوية فيينا الذي جمع وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية وتركيا لم يخرج بأيّ اتفاق أوّلي ولا نهائي بطبيعة الحال، حيث إنّ الخلاف ما زال يدور حول النقطة الأساس المتصلة بمصير الرئيس السوري ودوره في المرحلة الانتقالية وموعد رحيله. ولكن الملاحظ استعجال موسكو للتسوية السياسية خشية أن يطول تورّطها العسكري وألّا يفضي إلى نتائج عملية، فيما لا يبدو أنّ سائر الأطراف تتعاطى مع هذه الأزمة بالاستعجال نفسه، خصوصاً أن لا تغيير في الوقائع الميدانية التي تدفعها إلى القبول بتسوية خارج سياق «جنيف 1»، كما أنه لا يجب استبعاد الرغبة الدولية في إغراق روسيا في الوحل السوري. وحيال هذا المشهد الذي تؤكد كلّ مؤشراته أن لا حلول قريبة في الأفق، فإنّ استمرار ربط الحلول في لبنان بالحلول في سوريا، يعني أنّه لا يجب توقّع انفراجات قريبة إلّا في حال قرّر أحد الأطراف قلبَ الطاولة من أجل تحريك الوضع السياسي من قبيل استقالة رئيس الحكومة تمام سلام، أو خروج «المستقبل» فعلاً من الحوار والحكومة، أو أيّ تطوّر آخر، وفيما عدا ذلك لا انتخابات رئاسية، ولا جلسات دورية لمجلس الوزراء، وبالكاد ينجح رئيس مجلس النواب نبيه بري في عقد جلسة تشريعية يضع كلّ ثقله لإتمامها بغية إقرار هبات وقروض ومسائل ماليّة تشكّل مصلحة حيوية للناس والاستقرار النقدي. وفي معلومات لـ»الجمهورية» أنّ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون يتّجه إلى المشاركة في الجلسة التي ستستثني قانون الانتخاب عن جدول الأعمال، فيما لم يحسم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مشاركته في الحوار الثنائي الثلثاء المقبل، هذا الموضوع الذي ما زال يخضع للتشاور داخل «المستقبل». وفي الوقت الذي لم يتطرّق فيه الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله في كلمته أمس إلى الشأن المحلي، من المتوقع أن تحمل مواقفه اليوم إشارات عدّة حيال الحوار والحكومة، خصوصاً بعد موقفه السابق الذي رفض فيه أن يمنّنه «المستقبل» بالجلوس معه، وكان دعا قيادته إلى اتّخاذ الموقف المناسب، فضلاً عن ملفات أخرى تبدأ بالرئاسة ولا تنتهي بقانون الانتخاب، وكلّ ذلك وسط مشهدية شعبية استثنائية يريد عبرَها الحزب توجيه رسالة قوّة وحضور إلى الداخل والخارج. بعد أسابيع على بدء دخول روسيا الحرب في سوريا، وأيام على اللقاء الروسي ـ السوري في موسكو بين الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الاسد، وما رافقه من قراءات في أبعاده، حلّت الأزمة السورية طبقاً دسماً على طاولة اجتماعات فيينا الرباعية بغياب إيران والامم المتحدة وفرنسا.
إلّا انّ المحادثات التي انعقدت بين وزراء الخارجية الاميركية جون كيري والروسية سيرغي لافروف والسعودية عادل الجبير والتركية فريدون سنيرلي أوغلو، لم تتوصل الى موقف مشترك من مصير الاسد، وتبيّن انّ للبحث صلة، بعدما تحدّث كيري عن احتمال عقد اجتماع رباعي آخَر نهاية الشهر الجاري حول سوريا قد يضمّ دولاً أخرى، واصفاً المحادثات بالبنّاءة والمثمرة. وفيما شدّد لافروف على أنّ «الشعب السوري هو من يقرّر مصير الأسد، أعلن الجبير أن لا اتفاق بعد حول مصيره.
نصرالله
وعلى وقع الحراك الديبلوماسي في فيينا، أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» مباشرةً أمام الحشود خلال مجلس عاشورائي في الضاحية الجنوبية. وتحدّث عن التطورات الاخيرة، فشنّ هجوماً على الولايات المتحدة الاميركية، وأكد انّ اسرائيل أداة تنفيذية في مشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة، ورأى انّ واشنطن تسعى لتحقيق الاهداف المرسومة في المنطقة بأساليب مختلفة، موضحاً أنّ هدفها الهيمنة على منطقتنا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وتريد منّا أن نقبل اسرائيل في المنطقة وأن يكون النفط والغاز تحت قبضتها.
وفي الملف السوري، رأى السيّد نصرالله انّ المطلوب إخضاع سوريا للإرادة الأميركية، مشيراً الى انّ الحرب الدائرة في المنطقة قائدُها الحقيقي الولايات المتحدة. وأوضح أنّ الحرب على اليمن أميركيّة وأرادوها أن تأخذ بعداً طائفيا. أمّا في الملف العراقي، فشدّد على انّ الإرادة هي التي هزَمت واشنطن.
وقال: «المطلوب في سوريا والعراق واليمن كان أن تستفزّ مشاعر المسلمين السُنّة»، موضحاً أنّ الحرب الدائرة ليست من أجل الديمقراطية والإصلاحات، بل هدفها إخضاع من تمرَّد على أميركا. وختمَ نصر الله: «نحن على الموعد غداً (اليوم)، ولا شيء يمنعنا، لا مطر ولا سيارات مفخّخة».
التشريع
وفي موازاة تسارُع التطورات الدولية والإقليمية، يستمر المأزق السياسي في الداخل وتتلاحق الأزمات وتتراكم الملفات اللبنانية بانتظار تحريك عجَلة التشريع، حيث تتواصل التحضيرات لجلسة هيئة مكتب مجلس النواب المقرّرة الثلثاء تحضيراً للجلسة التشريعية.
حكيم
وأكد وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم انّ موقف حزب الكتائب حازم جدّاً تجاه موضوع عقدِ جلسة تشريعية، وقال لـ»الجمهورية» «ليشَرّعوا مِن دوننا».
ومع اعترافه بأنّ عدم التشريع يؤثّر سلباً على الوضع المالي، إلّا أنّه أكد أنّ «الوضع ليس مأسوياً كما يصفه البعض، وموقف البنك الدولي واضح من ناحية انّ لبنان ما زال في قائمة الأولويات. وكلّ ما يُشاع عن تهديد البنك الدولي بوقف القروض أو الهبات غير صحيح، ويهدف الى التهويل فقط على الشعب اللبناني».
وأضاف: لا يُحرجنا أحد بهذا الموضوع، لأنّ الأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس للجمهورية. أمّا بالنسبة لرواتب القطاع العام التي يحتاج تأمينها في كانون الأوّل، الى التشريع، فأكّد حكيم انّ حزب الكتائب لا يقبل عدمَ دفع الرواتب «لكنّ الحلول تُبتكَر دائماً لحلّ هذا الموضوع من دون اللجوء الى التشريع».
خليل
وكان المعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل قال: «إنّ مجلس النواب ليس لمجموعة أو فئة معيّنة»، وإنّ بري «رئيس للمجلس سواءٌ اجتمعَ هذا المجلس أم لم يجتمع»، ودعا «كلّ من يحاول التعطيل الى عدم إصدار فتاوى دستورية من أجل استمرار عملية التعطيل، بل العمل على ورشة عمل لاستمرار الوطن».
الحوار
وعشية استئناف جلسات الحوار الوطني بين الكتل النيابية بعد غدٍ الاثنين، وجلسة الحوار بين تيار«المستقبل» و«حزب الله» مساء الثلثاء في مجلس النواب، لفتت زيارة وزير الداخلية الى عين التينة مطلِعاً رئيس مجلس النواب على دوافع مواقفِه في ذكرى اغتيال الشهيد وسام الحسن، شارحاً له وقائعَ ما يحصل في منطقة البقاع و«التي تفيد بأنّه خلال 14 شهراً حصل 245 عملية خطف وسلب»، وحصل منه على تعهّد شخصي بمتابعة تنفيذ خطة البقاع الأمنية مع الجيش اللبناني أو الأطراف السياسية الموجودة في المنطقة.
وإذ أكد المشنوق أنّ الحوار هو جزء من السِلم الأهلي في لبنان، أوضَح لبري أنّه لم يتحدث لا بأمور شخصية ولم يتناول كرامات أحد، وقال: «أنا لديّ موقع أتصرّف من خلاله بمسؤولية، وهذه المسؤولية في البقاع كانت معطّلة لفترة طويلة جداً. الـ 245 حادثاً التي تكلّمتُ عنها حصلت كما قلت خلال 14 شهراً، وهذه أعلى نسبة ممكنة من الخطف والسلب والاعتداء على الأبرياء والمواطنين».
ولاحقاً، غرّد المشنوق على «تويتر» قائلاً: «كلامي في عين التينة لا يعني أنّني قرّرت المشاركة بحوار الثلاثاء، بل أجري مشاورات بدأتُها مع برّي، لاتّخاذ قرار مناسب».

الاخبار :

على وقع هتافات «الموت لآل سعود» التي أطلقها المحتشدون في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، وضع الامين العام لحزب الله امس عنواناً للمعركة الدائرة في المشرق حالياً. بالنسبة إليه، العدو هو الإدارة الأميركية. وسمّى «وكلاءها» في هذه المنطقة، واضعاً الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في الخانة نفسها مع زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وامير تنظيم القاعدة العالمي أيمن الظواهري، وأميرها في سوريا أبو محمد الجولاني. وبلهجة غير مسبوقة لجهة حزمها، وضع نصرالله المشاركة في المعركة الدائرة حالياً في مصاف الدفاع عن الوجود، قائلاً إن «التخلف عن الحرب اليوم كترك الإمام الحسين وحيداً» في كربلاء. وركّز نصرالله في خطابه، في ليلة العاشر من محرّم، على كون الإدارة الأميركية هي الرأس الحقيقي للمحور الصهيوني التكفيري في المنطقة. قال إن «أميركا، كوريث لقوى الاستعمار القديم، ومعها بقية قوى الاستعمار القديم وفي مقدمها فرنسا وبريطانيا، هدفها الهيمنة على بلادنا، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً أيضاً.

ما تريده أميركا يجب أن يخضع له الجميع، ومن لا يخضع فليأذن بحرب ذكية ومتنوعة ومتعددة الأشكال من قبل الولايات المتحدة الأميركية، حرب عسكرية حيناً وحرب سياسية حيناً وحرب اقتصادية وحرب أمنية وحرب إعلامية، وحصار وعقوبات، فليستعدّ».
وأضاف الأمين العام لحزب الله أنه «في الظاهر النفط والغاز هو للحكومات العربية والإسلامية، ولكن في الواقع هو لأميركا ولشركات النفط الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية. الحكومات لا تملك حتى أن تسعّر النفط، يعني عندما تريد أميركا أن توجه ضربة اقتصادية كبيرة مثلاً لإيران أو للعراق أو لروسيا أو لفنزويلا أو لأي دولة في العالم في دائرة المواجهة والإخضاع، هي تأمر الحكومات العربية والإسلامية بأن تخفض سعر النفط، ولو كانت هذه الحكومات هي أيضاً سيلحق بها الفقر والعجز والمصاب. هم يريدون خيرات بلادنا لهم، وأيضاً هم يريدون بلادنا أسواقاً لهم. فقط هذه السنتين والثلاث سنوات إذا كنتم تتابعون الأخبار، كم صار المشترى من قبل السعودية وقطر والإمارات ودول أخرى من السلاح من أميركا بشكل خاص، ومن فرنسا وبريطانيا؟ عشرات مليارات الدولارات من طائرات وسفن ومدافع ودبابات والله أعلم إن كانوا يحتاجونها أو لا يحتاجونها، ولكنهم يرتبون أسواقاً لشركات السلاح الأميركية الكبرى، لأن الذي يحكم في أميركا ليس جمعيات حقوق الإنسان، بل الذي يحكم في أميركا هم أصحاب شركات النفط الكبرى وشركات السلاح الكبرى».


أرادوا تطييف حرب اليمين ليأتي المرتزقة للقتال نيابة عن التنابل

 


وأكّد نصرالله أن «الكثير من دولنا وحكوماتنا هي حكومات سلطات حكم إداري ذاتي يرأسها من يسمى ملكاً أو أميراً أو رئيساً، ولكن هي ليست دولة حقيقية وليست سلطة حقيقية، لأن قرار السياسة الخارجية هو لأميركا، وقرار الحرب والسلم عند أميركا، وقرار النفط والغاز عند أميركا، وقرار السوق الكبرى عند أميركا». ولفت إلى أن «إسرائيل ليست المشروع، بل هي أداة تنفيذية في مشروع الهيمنة الأميركي الغربي على منطقتنا، لذلك يقومون بحمايتها، وإذا تعرضت لخطر جدي فسيقاتلون للدفاع عنها. (...) إسرائيل هي أداة. الذي يتحمل المسؤولية الأولى وبالأساس عن كل جرائم إسرائيل ومجازر إسرائيل واحتلال اسرائيل وما تفعله اليوم في القدس وفي المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل فلسطين قبل نتنياهو وجيش نتنياهو الإرهابي، هو أمريكا والإدارات الأميركية المتعاقبة».
وأكد ان «مشروع الهيمنة الأميركية في المنطقة» لن يسمح بأن تقوم دولة قوية ومستقلة، مصر أو باكستان مثلاً. «هنا لا يوجد سني شيعي، ولا يوجد مسلم ومسيحي. أي دولة تريد أن تصبح حرة سيدة مستقلة مقتدرة في إقليمها ممنوع عليها أمريكياً».
ولفت إلى «خدعة الديمقراطية» التي تستخدمها الولايات المتحدة لفتح سجلات الدول والأنظمة والقوى التي لا تنصاع لها، فيما هي تدعم «أعتى الديكتاتوريات في المنطقة وأسوأ أنظمة الفساد في المنطقة، وأسوأ أنظمة الاعتداء على حقوق الإنسان في المنطقة، وتدعم أنظمة لا دساتير فيها ولا انتخابات فيها ولا تداول سلطة ولا هامش ولو بسيط على الإنترنت للتعبير عن الرأي، وإلا يحكم عليه بمئة جلدة أو بألف جلدة أو بالإعدام».
وتحدّث عن «كذبة الأميركيين» في ما يخص المشروع النووي الإيراني، والخديعة الأمريكية الإسرائيلية، بأن إيران تريد أن تصنع سلاحاً نووياً «بل ادعوا أن إيران صنعت سلاحاً نووياً وأخفته». ثم فرضوا حصاراً على إيران «بهدف إخضاع الشعب الإيراني. كذبة عمرها 13 سنة ألحقت الأذى بشعب بكامله هو شعب إيران والأذى أيضاً باقتصاديات دول أخرى كانت تتعامل اقتصادياً مع إيران، وكاد ـ في أكثر من مناسبة ـ الموضوع النووي أن يطلق حرباً إقليمية».
وأشار إلى أن المقاومة العراقية هزمت أمريكا، «ولكنه عرس لم يحضر فيه العريس، لم يحتفلوا به، جئنا نحن لنحتفل به احتجوا علينا». واليوم، في العراق وسوريا، «دول غربية وعربية وإقليمية تجمع عشرات الآلاف من المقاتلين التكفيريين وتأتي بهم من كل أنحاء العالم، وكلنا نعرف إن أراد شخص تحصيل تأشيرة كم يتعب، وتقدم لهم التسهيلات وتقدم لهم الأموال وتقدم لهم آلاف الأطنان من السلاح والذخائر، وأسلحة متطورة جداً. هذا مشروع أمريكي تعمل به السعودية ودول عربية أخرى وتركيا ودول غربية». وبحسب نصرالله، «تريد أميركا اليوم أن تُخضِع العراقيين، وتفرض عليهم دستوراً ورئيس حكومة وتحدد لهم سعر النفط وتقيم قواعد لها في بلادهم، وتقول لهم: إذا كان يناسبكم هذا يا عراقيين فلتتفضلوا معنا لنتخلص من داعش، وإذا لم يناسبكم هذا الأمر فلندع داعش تفعل ما تشاء».