اذا كانت قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الاسد قد شكلت محور الحدث، فان ما استتبع "لقاء الأحبة" من اتصالات دولية واقليمية، وما يرتقب ان يعقبها من محطات، يفترض ان يخضع لقراءة ومتابعة دقيقة لجهة الأبعاد والمدى السياسي على مستوى التسويات التي يتحدث الكثيرون عن قرب وضعها على السكة.

وتعتبر مصادر دبلوماسية متابعة ان التدخل الروسي في سوريا، جاء بعد ان حيكت خيوط تسويته بغض نظر أميركي في أسوأ الحالات، من قبل المنظر الأوّل له منذ اربعة اشهر، رئيس الوزراء الراحل "يفغيني بريماكوف"، تشمل من بين ما تشمله الوضع في لبنان، وهو ما كان بدأ عمليا منذ عدة اشهر، يوم سرب محضر لقاء السفير اللبناني في روسيا مع نائب وزير الخارجية، والتي تناول موضوع ترشيح رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون ، واللّغط الذي تبعه.

وعليه تعتبر المصادر أن "السخونة" التي تشهدها الساحة الداخلية، والحديث المتزايد عن اتجاه لتعزيز التعطيل الذي تعيشه البلاد ، انما يندرج تحت عنوان "تمرير" بعض القرارات، المرتبطة بالتشابكات الاقليمية وبالتحديد السورية، حيث تسعى دمشق الى استعادة المبادرة لبنانيا، واعادة تموضعها بشكل يسمح لها بفرض مرشحها، او على الاقل ان يكون لها حق "الفيتو"، مشيرة الى ان "الثمار السياسية" "للزرع العسكري" الروسي في سوريا ستكون في بيروت.

وفي هذا الاطار تبدي المصادر تخوفها، من ان تكون الحلول اللبنانية على الساخن، في ظل ما سرب عن ملحق سري للاتفاق الاسرائيلي – الروسي الذي يرعى "التنسيق العسكري" في سوريا بين الجانبين، استنادا الى معاهدة التعاون الاستراتيجي التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين عام 2010، والذي يتناول الوضع الايراني بعد بدء السريان الفعلي للاتفاق النووي، كاشفة بعضا من جوانبه والذي يتضمن تحجيما لدور الجمهورية الاسلامية في "بلاد الشام"، وبالتالي "أقلمة أظافر" حزب الله في لبنان وعلى طول الحدود الشمالية الممتدة من رأس الناقورة حتى اعالي الجولان مرورا بمزارع شبعا.

من هنا تعتقد المصادر ان ايران ستعمد الى التشدد في مقاربة الملف اللبناني ، متكئة على حارة حريك، وهو ما ستظهره القمة التي ستعقد في باريس بين الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والايراني حسن روحاني في 16 تشرين الثاني، والتي سيتبعها "انفجار لبناني" يطيح بجنرالي سوريا وايران في لبنان لمصلحة الرئيس التوافقي، الذي تجري عملية تظهير صورته على قدم وساق بين بيت الوسط-عين التينة-والمختارة ،داخليا، وبين واشنطن-موسكو-باريس-الفاتيكان-السعودية،بعدما فرغ الجميع من تحديد مواصفاته التي اعلنتها صراحة سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان والتي يمكن اختصار عناوينها بالالتزام "باعلان بعبدا".

على وقع كل ذلك يجري اعداد الساحة اللبنانية لتلقف التغييرات القادمة، سواء على طاولة الحوار الوطنية ام الاسلامية "بصيغتها" الجديدة ، فيما يجول الموفدون بين الرابية ومعراب مكوكيا مسربين خارج سرب التطورات ، التي سبقتهم على ما يبدو وهم بانتظار تحديد نوع الملائكة. 

اليوم يلتئم في فيينا اجتماع على مستوى وزراء الخارجية بدعوة من الوزير الاميركي وبحضور نظرائه ، الروسي ، السعودي، التركي ، وغياب لافت للايراني ، وهنا بيت قصيد القطبة المخفية. فلماذا تغييب طهران ؟ ولمصلحة من ؟ وهل يكتمل "البازل" اللبناني قبل نهاية العام، طالما ان الحل السوري ما زال بعيدا؟ ام علينا الانتظار حتى النصف الاول من عام 2016؟ بالتاكيد جزءا من الجواب عند ليلى عبد اللطيف كما الاسماء ..... وان كذب المنجمون ولو صدقوا....

(ليبانون ديبايت)