الرئيس بري يعمل على إقناع الافرقاء عدم الانتحار مع البلد , والاوساط منشغلة بزيارة بشار الى موسكو , وإنجاز جديد للأمن العام ..

 

السفير :

لو تسنى لخلية «داعش» التي كشف الأمن العام، أمس، عن إلقاء القبض عليها، أن تبقى طليقة لكان لبنان على موعد مع أعمال إرهابيّة بواسطة انتحاريين وسيارات مفخّخة أو اعتداءات مسلّحة تستهدف مناطق الضاحية الجنوبيّة، وتحديداً خلال فترة إحياء مراسم عاشوراء.
هذا السيناريو أحبطه الأمن العام بعد عملية نوعيّة كانت نتيجتها أن الفلسطينيين زياد وجهاد كعوش صارا في قبضة الأمن اللبناني، الأوّل، هو عضو اللجنة الشرعيّة التابعة لـ«داعش» في مخيّم عين الحلوة، والثاني، هو المسؤول الشرعي لـ«داعش» في المخيّم.
اعترف التوأم أنهما من المؤسسين لـ«الهيئة الاستشاريّة» التابعة للتنظيم في عين الحلوة والتي عدّلت لاحقاً لتصبح «غرفة عمليّات موحدة» بناءً لاقتراح اللبناني محمّد علي جوهر الملقّب بـ«أبو الزبير». أمّا أهمّ المهام الموكلة إلى أفراد هذه الغرفة، فهي ربط المخيمات الفلسطينية في العاصمة اللبنانية ببعضها البعض (برج البراجنة، مار الياس، وصبرا وشاتيلا) بهدف تشكيل إمارة إسلاميّة فيها واستهداف شخصيات وأهداف عسكرية ودور عبادة ومناسبات دينية مثل عاشوراء في الضاحية الجنوبية، بناء على تعليمات من قيادة التنظيم في الرقة.
ولهذه «الغرفة» لائحة أهداف طويلة، تتمثّل بالإعداد لاغتيال الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» د.أسامة سعد بواسطة سيارة مفخّخة، بالإضافة إلى البدء منذ أيلول الماضي بالتحضير لعمليّة اغتيال تطال القيادي الفلسطيني في عين الحلوة محمود عيسى الملقّب بـ «اللينو» واستهداف «مجمّع الزهراء» في صيدا الذي يشرف على أعماله الشيخ عفيف النابلسي.
واللافت للانتباه أنه تم استفتاء الرأي الشرعي لجهاد كعوش بشأن تنفيذ عمليات ضدّ الجيش اللبنانيّ بعد الاستحصال على التمويل من «داعش» في سوريا وأحزمة ناسفة من أحد المقربين من هيثم الشعبي الموجود في مخيم عين الحلوة: عمليّة انتحارية تستهدف ثكنة محمد زغيب في صيدا ثأراً لأهل السنّة بعد انتهاء معارك طرابلس وبحنين، وعمليّة انغماسية مزدوجة على حاجز ثابت عند أحد مداخل عين الحلوة والمعروف بـ «حاجز النبعة» وعلى حاجز التعمير، وذلك على خلفيّة أحداث سجن رومية في نيسان الماضي وبعد إلقاء القبض على العراقية سجى الدليمي طليقة أبو بكر البغدادي.
ولطالما كان الأمير الشرعي لـ «داعش» مباركاً لهذه العمليات باستثناء طلبه التروي في احداها (العملية المزدوجة ضد الجيش) «لأنّها ستضرّ بالتنظيم أكثر مما تفيده». وبرغم ذلك، أخفق «داعش» في تنفيذ معظم العمليات. فمنفّذ عملية ثكنة زغيب في صيدا لم يستطع الخروج من المخيّم بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش اللبناني ومجموعات متطرفة في منطقة التعمير. أما منفذا عملية استهداف حاجز التعمير بعد اعتقال الدليمي فتمّ منعهما من التحرّك من قبل «هيثم الشعبي» وجماعة «جند الشام» كون المنطقة تخضع لهما عسكرياً.
وقد انطلقت «الغرفة الموحدة» في بادئ الأمر بوصفها لجنة استشاريّة كانت من بنات أفكار القيادي في «داعش» اللبناني محمّد عمر الإيعالي الملقّب بـ «أبو البراء اللبناني»، والتي عرضها أثناء لقائه بزياد كعوش في مقرّ القيادي العسكري المعروف في «داعش» «أبو أيوب العراقي» في الرقّة. وقد اطلع الأخير من كعوش على وضع مجموعات التنظيم في المخيمات وحاجتهم الماسة للتمويل والأسلحة والعتاد ورغبة المجموعات في عين الحلوة بتقديم «بيعة الحرب» لأبي بكر البغدادي. وهذه الطلبات كانت أيضاً محور اللقاء الذي عقد بين زياد كعوش والناطق الرسمي لـ «داعش» في حينه «أبو محمّد العدناني» الذي نصحه بالعمل الجديّ على تطوير القدرات التنظيمية لعناصر المجموعات في عين الحلوة.

النهار :

فيما أبرزت مأساة عائلة صفوان التي شيعت امس في الاوزاعي سبعة من ضحاياها الذين قضوا في غرق مركب كان ينقل مهاجرين بين تركيا واليونان، أحد وجوه الازمة الاجتماعية التي تعانيها فئات لبنانية، باتت تنخرط في "رحلات الموت" مع مهاجرين من جنسيات أخرى، اكتسبت التحذيرات الجديدة التي وجهها رئيس الوزراء تمام سلام من خطورة الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد أبعادا قاتمة عكست التخبط المستمر على مستوى الازمة السياسية الكبرى. ذلك انه فيما ترتسم شكوك واسعة في مصير العمل الحكومي في ظل العد العكسي الذي أطلقه كل من سلام ووزير الزراعة أكرم شهيب في شأن خطة النفايات التي باتت امام مهلة محددة بنهاية الاسبوع المقبل مبدئيا، اعلن سلام بوضوح امس "انه لا لزوم لمجلس الوزراء اذا كان غير قادر على الاجتماع". وإذ أشار الى ان ملف النفايات "لا يزال موضع تجاذب بين القوى السياسية وغالبية هذه القوى غير مهتمة بالامر كأن لا علاقة لها به"، أضاف: "اذا تبين لي بعد أيام او أسبوع على الاكثر انهم لا يريدون حلا، فسوف أضطر الى تسمية الاشياء بأسمائها". وأيد سلام عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب لاقرار القوانين ذات الطابع الملح ومنها المصادقة على هبات من البنك الدولي مهددة بالالغاء في نهاية السنة محذرا من خسارة لبنان "الكثير من صدقيته الدولية وفي وقت غير بعيد، قد نصبح مصنفين دولة فاشلة".
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" أن التحذير الذي وجهه امس الرئيس سلام في شأن مصير الحكومة ليس مناورة، وإذا ما قرر قلب الطاولة فسيلقى دعما عربيا إنطلاقا من حسابات إقليمية تؤدي الى إيجاد دينامية تثمر انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتوقعت أن يظهر قريبا جدا تسهيل متصل بملف النفايات بما يؤدي الى الحفاظ على الستاتيكو الحكومي الحالي ويؤجل طرح الانتخابات الرئاسية.

بري وهيئة المكتب
ولم تختلف أجواء مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا السياق، عن مواقف سلام إذ قال امس امام زواره انه "لا بد من عقد جلسة تشريعية ولن أقبل بانتحار البلد، لان الانتحار ممنوع". وسيكون التركيز في اجتماع هيئة مكتب المجلس على الامور والملفات الضرورية والملحة.
وعلم ان بري وزع على أعضاء الهيئة ما بين 40 و50 من مشاريع القوانين الملحة المنجزة في اللجان النيابية، على ان يختار منها الاعضاء ما يرونه ضروريا لوضعها على جدول أعمال الجلسة، ومن لديه اقتراحات اخرى يتقدم بها في اقتراحات قوانين معجلة مكررة اذا توافرت فيها الشروط.
وأبدى رئيس المجلس حرصه على "تطبيق الميثاقية وفي النهاية بات من الواجب عقد هذه الجلسة لا محال، لان استمرار الوضع على هذا المنوال يأخذ البلد الى الافلاس". واسترعى الانتباه في هذا السياق ان بري أعرب عن ارتياحه الى موقف "تيار المستقبل" من الجلسة التشريعية.
من جهة أخرى، علمت "النهار" ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سيلتقي بري قريبا للبحث في أكثر من ملف من أزمة النفايات التي تراوح مكانها الى الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل".
كما علمت أن اجتماع الحوار النيابي المقرر الاثنين المقبل سيغيب عنه رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة بداعي السفر، ومثله وزير الاتصالات بطرس حرب، مع احتمال أن يتغيّب أيضا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وتوقعت مصادر مواكبة للحوار ألا تثمر جولته المقبلة نتائج ملموسة في موضوعي النفايات والمأزق الدستوري المتصل بعمل الحكومة.
في المقابل، بدأ التحضير لاجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الثلثاء المقبل والذي وصفته مصادر الهيئة بـأنه "دقيق جدا". وفهم ان الرزمة الكبيرة من المشاريع التي أرسلها بري الى أعضاء الهيئة ستخضع للمراجعة والفحص والغربلة لتحديد الضروري منها من غير الضروري، تمهيدا لإدراج ما هو ضروري على جدول أعمال الجلسة التشريعية الاولى يعقدها المجلس في إطار دورته العادية الحالية. ولفتت الى ان الاهتمام يتركّز على مواقف الكتل المسيحية من حضور الجلسة. وقد أكدت ان كتلة الكتائب ملتزمة موقفها المبدئي الذي يشدد على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وقالت إن المشاورات مستمرة مع كتلتي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" اللتين تتمسكان بإقرار قانوني الانتخاب والجنسية. وأوضحت أن قانون الجنسية قد يتوافر له مخرج من خلال طرح إقتراح معجل مكرر للتصويت عليه، فإذا ما حظي بأكثرية الاصوات يطرح اقتراح قانون الجنسية على التصويت. وإذا لم يحظ بالموافقة، يحال اقتراح القانون على اللجان المختصة. أما في ما يتعلق بقانون الانتخابات فدونه تعقيدات أبرزها النسبية وتقسيم الدوائر. وشددت المصادر على ضرورة تمرير القوانين الاقتصادية والمالية التي يتوقف عليها استقرار لبنان الاقتصادي والمالي.

 

المستقبل :

«دوره هو مغادرة سوريا«.. بهذا الوضوح الحازم أجاب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس عن سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه بشار الأسد في أي حكومة موقتة في سوريا. وبوضوح موازٍ اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن شيئاً واحداً يقف في طريق الحل.. الأسد.
هذا التقاطع بالوضوح بين الرياض وواشنطن، عشية لقاء فيينا الرباعي الروسي ـ الأميركي ـ السعودي ـ التركي اليوم، يسنده رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، في حديث لـ«المستقبل» من مقر إقامته في اسطنبول، الى معلومات رشحت عن «جلسة الاستدعاء» التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأسد تؤكد أن «ثمة جهوزية روسية لمرحلة انتقالية من دون الأسد» ستنطلق اليوم في فيينا. 
وفي تصريحات لقناة «العربية» قال وزير الخارجية السعودية إن بشار الأسد مغناطيس جلب المقاتلين الأجانب إلى داعش، وهو السبب في انتشار داعش في سوريا. وأوضح أن «علينا إبعاد الأسد إذا أردنا القضاء على داعش». مشيراً إلى أن السعودية تسعى لحل سلمي في أقرب وقت ممكن على أساس جنيف واحد. قائلاً: «إننا حريصون على الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسسات الدولة السورية«.
ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأسد في أي حكومة موقتة في سوريا، أكد الجبير أن «دوره هو مغادرة سوريا«.
وأعلن أن الهدف من الاجتماع الرباعي الذي سيُعقد الجمعة في جنيف هو التشاور والتنسيق وبحث حل الأزمة في سوريا سلمياً، بناء على مقررات جنيف واحد، وبحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات ورحيل الأسد، معتبراً أن الأهم هو الحفاظ على وحدة سوريا.
إلى ذلك شدد الجبير على أن إيران هي جزء من المشكلة ويجب ألا تكون جزءاً من الحل. وقال إن إيران «جهة مقاتلة ودولة أدخلت حزب الله وميليشيات أخرى إلى سوريا لدعم الأسد«.
كما أكد أن التدخل الروسي في سوريا خطير جداً.
وفي موقف مماثل، أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن الدول التي ستشارك في الاجتماع التي ستعقده الرباعية الدولية اليوم في فيينا، اتفقت على «مبادئ مشتركة» حول مستقبل سوريا، مضيفاً «اتفقنا على سوريا موحدة ذات نظام علماني تعددي ديموقراطي«، وأضاف: «لكن أمامنا شخص يجب إزاحته بسرعة، هذا الشخص هو بشار الأسد«.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده كيري مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في مبنى الخارجية الألمانية ببرلين أمس إن الدول المعنية بالأزمة السورية، اتفقت على «مبادئ مشتركة» حول مستقبل سوريا، لافتاً إلى ضرورة حل الأزمة السورية بطرق سلمية.
وشدد كيري على ضرورة محاربة جميع الدول لتنظيم «داعش«، والمجموعات المتطرفة التي لا ترغب بـ«حل سلمي» للأزمة في سوريا، مشيراً إلى ضرورة عمل جميع المؤسسات من أجل حل سياسي للأزمة السورية.
وأوضح كيري أنه سيعقد اجتماعات مع كل من، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، ووزير الخارجية السعودي عادل أحمد الجبير، على هامش اجتماعات الرباعية الدولية في فيينا.
وأشار الوزير الألماني إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا صعّب حل الأزمة، مضيفاً «القصف الجوي الروسي قبل كل شيء جلب المزيد من الآلام، وأدى إلى حركة نزوح جديدة».
وفي واشنطن، انتقد البيت الأبيض بشدة الأربعاء استقبال بشار الأسد بحفاوة في روسيا متهمة موسكو بتقويض التقدم باتجاه انتقال سياسي عبر دعمه.
وقال مساعد الناطق باسم البيت الأبيض ايريك شولتز للصحافيين إن الولايات المتحدة ترى أن «الاستقبال الحافل للأسد الذي استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه يتناقض مع الهدف الذي أعلنه الروس من أجل انتقال سياسي في سوريا». وأضاف أن تحركات موسكو في الشرق الأوسط الذي يشهد حروباً «تأتي بنتائج عكسية».
في غضون ذلك، كشف خوجة لـ»المستقبل» أمس أن الرسالة التي أراد بوتين توجيهها للعالم من خلال استقباله رئيس النظام السوري بشار الأسد هي أن «ثمة جهوزية روسية للتحضير لمرحلة انتقالية في سوريا من دون بشار الأسد». وقال في حوار مع «المستقبل» في مقر إقامته في اسطنبول إن ما جرى في موسكو أول من أمس «لم يكن زيارة قام بها الأسد وإنما الرئيس بوتين نفسه قال ما معناه أنه استدعاه، وهو استدعاه بالفعل وبطريقة مهينة على متن طائرة نقل عسكرية ومن دون إجراء مراسم استقبال كما يجري عادة لرؤساء الدول، ولم يكن برفقته أحد حتى من حلقته الضيقة، ما يعني أن بوتين أراد أن يوجه له حديثاً يعنيه شخصياً«.
وأضاف خوجة، أن اتصال بوتين بقادة المملكة العربية السعودية والأردن وتركيا ومصر وإطلاعهم على فحوى اللقاء «يعني أن اجتماع فيينا (اليوم) سيكون تمهيدياً لمرحلة انتقالية والأرجح بلا الأسد». وتابع: «لكن واضح أن الرئيس بوتين وجّه رسالة مفادها أن أمور سوريا أصبحت في يده ولم تعد بيد الأسد. وهذا يدل على أن ما سبق وأعلنه المسؤولون الروس من أنهم غير متمسكين بالأسد هو حقيقي وبدأت ترجمته اليوم عملياً».
وتابع خوجة أن روسيا دخلت «بقوة خشنة إلى الوضع السوري والرئيس بوتين استخدم أسلوب الكاوبوي وسيطر على مواقع القرار في سوريا بما في ذلك الوزارات السيادية حيث لم يعد يمكن لوزارة المال حتى أن تتخذ قراراً من دون موفقة روسيا».
أضاف أن «مضمون اللقاء التفصيلي بين بوتين والأسد لم يتسرب لكن المعلومات تؤكد أن بوتين كان قاسياً مع الأسد وأن ثمّة جهوزية روسية لمرحلة انتقالية من دون الأسد».

الديار :

انجاز جديد للامن العام اللبناني في حربه ضد الارهاب، حيث انقذ الامن العام اللبناني لبنان والضاحية الجنوبية من مجزرة كانت تخطط لها جماعة ارهابية ربما كانت تعتقد انه من خلال الاوضاع السياسية المتشنجة تستطيع النفاذ لضرب الداخل اللبناني وجر لبنان الى فتنة ونقل المشهد السوري اليه. وهذا الامر ربما اخذه الامن العام اللبناني في عين الاعتبار «فأبقى» التركيز الاساسي على عمل هذه الشبكات واسقطها الواحدة تلو الاخرى بدءاً من احمد الاسير وصولا الى الشبكة التي سقطت امس من خلال عملية نوعية ومباغتة ادت الى توقيف المسؤول الشرعي لتنظيم «داعش» الارهابي في مخيم عين الحلوة جهاد فضل كعوش، وشقيقه زيان كعوش والفلسطيني عمر ابو عبدالله ابو خروب وافراد اخرين كانوا يؤلفون شبكة ارهابية تنتمي وتأتمر بأوامر قادة «داعش»، واعترف جهاد كعوش انه دخل الاراضي السورية واجتمع مع قياديين بتنظيم «داعش» بهدف التنسيق وتنفيذ عمليات في الداخل اللبناني تستهدف سياسيين لبنانيين وفلسطينيين وسفارات وديبلوماسيين ومجالس عاشوراء وانهم قاموا بانشاء غرفة عمليات موحدة في مخيم عين الحلوة بهدف ربطها بكل المجموعات الارهابية المنتمية الى «داعش» والمنتشرة داخل المخيمات الفلسطينية وتحديداً في مخيم برج البراجنة القريب من الضاحية الجنوبية من بيروت حيث ظهر نشاط العناصر الارهابية بشكل واضح وهدفها الضاحية الجنوبية وارباك حزب الله، وقد سقط العديد من هؤلاء في قبضة الامن العام سابقاً.
وفي معلومات الامن العام ان الشبكة الارهابية كانت تخطط لاستهداف مراكز وحواجز الجيش اللبناني وتجهيز انتحاريين لهذه الغاية، اضافة الى التحضير للقيام بعمليات اغتيال تطال شخصيات سياسية لبنانية وفلسطينية وتجهيز وتفخيخ سيارات لتفجيرها في احياء الضاحية الجنوبية وتحديدا خلال فترة احياء المناسبات مراسم عاشوراء، وذلك كله بهدف اشعال واثارة الفتنة وضرب العيش المشترك.
بعد انتهاء التحقيقات معهم، أحيلوا على القضاء المختص، ولا يزال العمل جاريا لرصد وتعقب باقي افراد المجموعة والمحرضين والمشتركين والمتدخلين معهم بهدف ملاحقتهم وتوقيفهم وسوقهم أمام العدالة».

 

 

اللواء ابراهيم: لا خوف على لبنان
اكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم انه «لاخوف على لبنان والامن سيبقى مستقرا طالما نحن نعمل»، مشيرا الى انه «سنكشف مخططات الارهابيين الذين تم توقيفهم في مخيم عين الحلوة وسترون انهم كانوا يخططون لاغتيال سياسيين»، مشددا على ان «الامن العام عازم على التصدي للارهابيين الموجودين داخل لبنان والدليل على ذلك التوقيفات التي تحصل بشكل يومي».
فلفت ابراهيم الى ان «جهود الامن العام في ملاحقة تجار البشر الذين يعملون على تهريب اللبنانيين الى الخارج بطرق غير شرعية بدأت منذ سنوات، عبر توقيف شبكات واصدرنا بيانات ان هناك عصابات تحاول الايقاع بهم لقاء منافع مادية، ومنذ بداية العام 2015 اوقفنا الاف محاولات التزوير للخروج من البلاد بطرق غير شرعية»، موجها النداء الى اللبنانيين بعدم الوقوع في حبل هؤلاء التجار».
واوضح ابراهيم ان «كل خروج او دخول شرعي الى لبنان نتعامل معه بشكل طبيعي، وعائلة صفوان كانت اوراقها الثبوتية قانونية وهي غادرت بطريقة شرعية وليس لنا الحق بمنعها من ذلك». وكان اللواء ابراهيم زار الرئيس بري وبحث معه في مختلف التطورات في البلاد.
وكانت «الديار» اشارت الاسبوع الماضي الى اجراءات امنية بالتزامن مع مجالس عاشوراء، وان معلومات وصلت للامن العام عن التحضيرات لعمليات ارهابية ضد مجالس عاشورائية.
وفي المجال ذاته علم ان اجراءات امنية استثنائية ستنفذ في المناطق اللبنانية خلال اليومين القادمين وتحديدا في مناطق الضاحية الجنوبية والبقاع وبعلبك ومعظم المناطق بالتزامن مع احياء المجالس العاشورائية يوم غد السبت حيث ستنطلق في الضاحية الجنوبية مسيرة عاشورائية كبرى، وقد اتخذت كل الاجراءات لامن المسيرة.

 

 

تحذيرات للسفير الروسي
وفي الموضوع الامني ايضا، فان وزارة الخارجية الروسية طلبت من السفير الروسي في لبنان التخفيف من تحركاته، بناء على معلومات للامن الروسي عن امكانية استهداف السفارة الروسية في بيروت او السفير الروسي او اي من الديبلوماسيين العاملين في السفارة.
واشارت المعلومات ان القوى الامنية اللبنانية تملك معلومات في هذا الملف وتخضع محيط السفارة لاجراءات امنية مشددة، وكذلك تحركات السفير الروسي التي تخضع لمراقبة شديدة من قبل الامن العام والاجهزة اللبنانية.
كما أعلنت المديرية العامة للأمن عن توقيف السوري أ. ر. لإنتمائه إلى تنظيم داعش وتأمين الدعم اللوجستي لصالح المجموعات المسلحة التابعة للتنظيم المتواجدة في جرود عرسال.

 

الجمهورية :

ظلّت زيارة الرئيس السوري بشّار الأسد الخاطفة إلى موسكو، والتي التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محور الاهتمام والمتابعة لِما يمكن أن تتركه من انعكاسات على مسار الحلّ السياسي للأزمة السوريّة، في وقتٍ استمرّ الانقسام اللبناني داخلياً حول قراءة معاني هذه الزيارة وأبعادها، وما يمكن أن يكون لها من تداعيات على لبنان والمنطقة عموماً. وفي موازاة الانشغال بهذا التطوّر الذي يؤشّر إلى دخول الأزمة السوريّة في مرحلة سياسية جديدة، راوحَت الأزمة اللبنانية مكانها وتعثّرَت خطة النفايات، ما دفعَ رئيس الحكومة تمّام سلام إلى التهديد بفضح كلّ شيء وتسمية الأشياء بأسمائها إذا لم يعالج هذا الملف، في وقت تصَدّر موضوع الجلسة التشريعية المقرّرة مطلع الشهر المقبل الاهتمامَ الداخلي، حيث شدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري على وجوب انعقادها، مؤكّداً أنّه «لن يقبل بانتحار البلد، وأنّ الانتحار ممنوع». في هذه الأجواء، يطلّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله صباح غد السبت في اختتام المسيرة العاشورائية الكبرى التي ينظّمها الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث ستكون له كلمة دينية وسياسية في المناسبة، علماً أنّه سيكون أوّل خطاب له بعد زيارة الأسد إلى موسكو.
حمادة
وأكد النائب مروان حمادة لـ«الجمهورية» أنّ «التدخّل الروسي في سوريا لن يغيّر شيئاً جوهرياً في الميدان، إلّا أنّه أعطى موسكو موقع الطليعة في المبادرات السياسية، وهي ستكتشف مع الوقت، مثلما اكتشف قبلها الغرب، أنّ بشّار الأسد سِلعة لم تعُد صالحة للاستعمال، وسيفاوض في الأوّل عنه، وبعد ذلك عليه.
وهذا ما يمكن أن نتوقعه في الأسابيع المقبلة». وأضاف: «طروحات موسكو حول إبقاء الأسد غير قابلة للتنفيذ، فالمفاوضات التي ستجري من الآن فصاعداً ستكون حول الفترة الانتقالية وكم من الأسابيع أو الأشهر تفصلنا عن رحيله».
وقال: «زيارة موسكو هي بداية الجولات التي ستؤدّي إلى هجرة آل الأسد وحكمهم عن دمشق. فالكلفة المالية والاقتصادية لحرب طويلة في سوريا لا تستطيع روسيا تحمّلها في وضعها الحالي ومع تراجع أسعار النفط، وبالتالي كلّ النقاش ليس في بقاء الأسد ولكن في رحيله، وكم هي الكلفة».

«8 آذار»
في المقابل، قالت مصادر قيادية بارزة في قوى 8 آذار لـ«الجمهورية»: «إنّ زيارة الأسد إلى موسكو ليست هي الحدث، بل تأتي في سياق التحوّل الجديد في المنطقة والمتمثّل بالحضور الروسي المباشر والقوي والتحالف الروسي ـ السوري ـ الإيراني ضد الإرهاب. وهذا هو الحدث الأهم».
ودعت هذه المصادر إلى عدم الاستغراب غداً لدى رؤية بوتين في دمشق، وأكّدت «أنّ الأسد باقٍ في منصبه، ولا شيء يزيحه من منصبه إلّا إذا رفض الشعب السوري بقاءَه»، واعتبرَت أنّ المساعدة الروسية أعادت إحياء الآمال ببقاء سوريا موحّدة.
وأشارت الى أنّ «هناك من يحاول ان يدفن رأسه في الرمال ويرفض قراءة الاحداث والتطورات ورؤية الصورة كما تشي، فزيارة الأسد واضحة بدلالاتها ولا تقبل التأويل والتفسير. فهو بالنسبة الى روسيا ليس محلّ مساومة، سوريا هي الأسد بقيادته، وعندما نتحدّث عن سوريا نكون نتحدث عن الأسد ومع الأسد».
وردّت المصادر على المشكّكين، وقالت: «إذا فهموا مِن حفاوة الاستقبال وتعمُّد إذاعة الحوار ـ وهي المرّة الأولى التي يذاع فيها حوار بين رئيسين ـ أنّ العد العكسي لرحيله قد بدأ، فمعنى ذلك أنّنا أمام مصيبة كبرى، والسبب الكبير في مصائبنا هو القراءات الخاطئة التي تعكس التمنّيات».
واعتبرت المصادر أنّ الحلّ السياسي في سوريا لا يزال بعيد المنال، ومعنى ذلك انّ لبنان ليس مقترباً الى حلول. ورأت في مروحة الاتصالات الهاتفية التي أجراها بوتين عقب لقائه الأسد دعوة إلى من اتّصل بهم الى المشاركة في محاربة الإرهاب ومن ثمّ المشاركة في الحلّ السياسي.
وأكدت المصادر انّ سوريا تعني كثيراً لروسيا، فهي داعم اساسي لها، وهي لن تتركها كما لن تترك غيرها لتكون لقمة سائغة للإرهاب وللداعمين له». وقالت «إنّ الخلطة السحرية انكشفت، أن تكون تحارب الإرهاب من فوق فيما أنت تدعمه من تحت، والأميركي ليس جديراً بمحاربته، والتحالف الدولي مضى عليه سنة ونصف السنة، والنتيجة أنّ الإرهاب تمدّد ولم يتراجع».
تنسيق تشريعي
وعلى الجبهة النيابية، تستمر المشاورات بين النواب والكتل تحضيراً للجلسة التشريعية، وتتكثّف الاتصالات التنسيقية، خصوصاً على خط الرابية التي زارها رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» ملحم رياشي موفَداً من رئيس الحزب سمير جعجع، ومعراب التي سيزورها في اليومين المقبلين أمين سر تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ابراهيم كنعان موفد رئيس التكتل النائب ميشال عون، وذلك بغية بلوَرة تصوّر مشترك للجلسة النيابية يأخذ في الاعتبار تشريع الضرورة، وخصوصاً قانون الانتخاب واستعادة الجنسية إضافة الى بعض القوانين المالية.
وعلمت «الجمهورية» انّ هناك استحالة قانونية في إدراج قانون الانتخابات النيابية على جدول اعمال الجلسة التشريعية، إذ إنّ هناك نحو 18 مشروع قانون واقتراح قانون لم يتمّ إقرار أيّ منها في اللجان النيابية المشتركة حتى يمكن عرضها على الهيئة العمومية للمجلس.
برّي
وإلى ذلك، أكد بري أمام زوّاره أمس أنّه «لا بدّ من عقد جلسة تشريعية، ولن أقبل بانتحار البلد لأن الانتحار ممنوع». وأشار الى انّه سيركّز في اجتماع هيئة مكتب المجلس الثلثاء المقبل على وجوب إدراج القضايا الضرورية والملحّة على جدول اعمال الجلسة التشريعية التي ستعقد مطلع الشهر المقبل. وقال: «أنا حريص على الميثاقية لكن لا بدّ من انعقاد الجلسة التشريعية لا محال، لئلّا يذهب البلد الى الإفلاس».
وأضاف: «وضعت في تصرّف أعضاء هيئة مكتب المجلس ما بين 40 إلى 50 مشروع قانون، وهي تمثّل كلّ القوانين المقرّة في جلسات اللجان النيابية المشتركة والمقترحة لينتقي كلّ زميل ما يراه ضرورياً وملحّاً لطرحه في الجلسة، ومَن لديه مشاريع أخرى فليتقدّم بها باقتراحات قوانين معجّلة مكررة إذا توافرت فيها الشروط المطلوبة».

الاخبار :

أوقف الأمن العام، قبل عشرة أيام، الشقيقين جهاد وزياد كعوش وآخرين بتهمة تأليف خلية مرتبطة بـ «الدولة الإسلامية». وأوضحت المديرية الأمنية أنّ جهاد يشغل منصب «الأمير الشرعي» للتنظيم داخل مخيم عين الحلوة. واعترف الموقوفون بأن الخلية وضعت رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد تحت المراقبة تمهيداً لاغتياله، وأقروا بالتخطيط لاغتيال القيادي الفتحاوي محمود عيسى («اللينو») المعروف بخصومته الشديدة مع الإسلاميين في مخيم عين الحلوة.

كذلك اعترفوا بتجنيد انتحاريين والتخطيط لتفجير ثكنة الجيش في صيدا واستهداف حواجز الجيش ومجمع الزهراء في المدينة. وأوضحت المعلومات أن الموقوفين أدلوا بأسماء انتحاريين جنّدوهم لتنفيذ العمليات.
وبحسب المعلومات، بدأت القصة قبل أشهر عندما رصد أحد الأجهزة الأمنية نشاطاً ملحوظاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المخيم، بما يشير الى «التحضير لعمل أمني كبير». وعليه، وُضِع في دائرة الشبهة سبعة أشخاص، معروفون بالأسماء والألقاب، كانوا قد بايعوا «الدولة». كذلك وردت معلومة أُخرى تفيد بأن الخلية نفسها تنشط على خط استقطاب وافدين جُدد، وقد نجحت في ضم العديدين، مستفيدة من حيازتها المال. وقد عرض أفراد الخلية البيعة على شخصيات إسلامية بازرة في المخيم، لكنها رفضت، علماً بأن بينها من يدور في فلك تنظيم «جبهة النصرة» و«كتائب عبدالله عزام». المعلومات الأمنية رجّحت أن الخلية كانت تهيئ لعمل أمني يكون فاتحة لإعلان ولادة فرع للتنظيم المتشدد في لبنان.
وكان اسم جهاد كعوش، وهو شابٌّ فلسطيني لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، يتردد بوصفه «الأمير الشرعي» لهذه الجماعة. وقد حصّل كعوش علومه الدينية في الجزائر وتتلمذ على أيدي مشايخ من مشارب مختلفة هناك. وهو نشط، إلى جانب شقيقه زياد، في «الدعوة والتبليغ» في عدد من البلدان. ويجمع من يعرفونه في المخيم على أنه «خلوق وهادئ، وكان ناشطاً في مجال الدعوة، ولا يُعرف عنه أي نشاط عسكري».