«الشباب الغازية» و «السلام» زغرتا و «الاجتماعي» و «الحكمة»، أربعة اندية يكتنفها الغموض ولا يمكن التنبؤ بمصيرها، فهي عملت ما بوسعها كي تلعب الموسم المقبل في الأضواء بتحضيرات روتينية لا تتعدى الشكل العام، أو الإمكانيات البسيطة التي تعيشها، وهي أعدّت تشكيلاتها بالمستوى الذي يتماشى معها ومع ميزانياتها وما تخبئه من مردود مادي قد لا يتعدى ثلث الميزانيات التي ترصدها الأندية الكبيرة.
وتخوض هذه الأندية الدوري بهدف البقاء في الأضواء، فلا طموحات او ما شابه، ويمكن لبعضها أن يكون حجر عثرة أمام الفرق المعروفة أحياناً، لكن سرعان ما يبدأ في المعاناة، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة للدوري، حيث يجد البعض منها نفسه وهو يصارع خوفاً من الهبوط.
وكم بدّل البعض الآخر في المعادلات وحرم أندية مرشحة للقب من تحقيق مرادها، لذلك فإن عدداً من الأندية الكبيرة ستلعب بحسابات أخرى امامها هذا الموسم خوفاً من الوقوع في مطب التعادلات أو الخسارة، وهو الأمر الوحيد الذي يُحسب لها.

«الغازية»
قد لا يكون «شباب الغازية» طموحاً الى درجة أنه سيسعى وراء اللقب، وهذا ما أثبتته المباراة الأولى في الدوري حيث سقط في فخ التعادل على أرضه امام «السلام» ما يشير الى أنه يعاني فعلياً من مشكلة معينة في بنيته الفنية، يمكن لمدربه مالك حسون أن يكتشفها ويلعب عليها، خصوصاً ان هذا النادي الذي يمثل محافظة الجنوب سجل في الموسم الماضي نتائج مهمة قد يكرّرها في المستقبل.
لكن برأي حسون فترة التحضيرات كانت جيدة، وقد تمكن من اختبار الفريق في كأس التحدي، حيث عمل بعدها على معالجة ما كان ينقصه في بعض المراكز، وكان استقدام علي ناصر الدين مهماً على الصعيد الفني نظراً لما يملكه اللاعب من مهارة وخبرة، كذلك فإن صفقة اسماعيل فاضل لا تقلّ أهمية عن الأولى، علماً أن النادي استغنى عن مجموعة من اللاعبين الصاعدين.
وأبقت الإدارة على الكاميروني ستاندلي واستقدمت مواطنه سيريل داني الذي سبق ولعب لـ «الزمالك» و «وهران» الجزائري، إضافة الى اليكس أودامو.
ويرى حسون أن الهدف في البداية سيكون المنافسة من أجل البقاء بين الأضواء «ثم سنعمل بعد ذلك لاحتلال مركز متقدّم، خصوصاً مع وجود 4 أندية مميزة والبقية كلها بمستويات متقاربة، طموحنا أن نكون على مستوى المباريات بحسب المجهود الذي يبذله اللاعبون، علماً أن الإدارة تدعمنا بقوة».

«السلام» زغرتا
كان «السلام» زغرتا سباقاً في عملية التحضيرات للموسم الجديد، فقد نجحت الإدارة بداية في إجراء تحسينات على الملعب، ثم استبدلت الجهاز الفني واستقدمت مديراً فنياً جديداً هو لؤي صلاح أبو كرم.
ورغم أن «السلام» عانى بعض الشيء في الموسم الماضي إلا أن الإدارة برئاسة الأب إسطفان فرنجية بذلت مجهودات كبيرة خلال التحضيرات الصيفية لتثبيت الاستقرار واستمرار الدعم من الداخل والخارج، بحيث رصدت ميزانية لا بأس بها لتأمين الدعم الكامل للفريق الأول، وهذا يقوم على بعض ما يقدّمه المغتربون من مساعدات للمحافظة على تواجد «السلام» في الأضواء.
وكتب للفريق الزغرتاوي أن يلعب الموسم الماضي في كاس الاتحاد الآسيوي بصفته حاملاً لكأس لبنان وهذا ساعده على اكتساب الخبرة من خلال الاحتكاك مع الفرق الآسيوية، ما يعني أنه يخوض الدوري هذا الموسم، من أجل التواجد في المراكز المتقدمة.
إلا أن البداية لم تكن مُقنعة بعد العودة من ملعب كفرجوز بنقطة في الدوري ما يعني أن الفريق بحاجة الى عملية دفع قوية كي يمضي قدماً الى الأمام.
لم يستقدم الفريق أي لاعب محلي، لكنه تخلّى عن أبو بكر المل، وعمر عويضة وتعاقد مع ثلاثة أجانب هم راوول تاراغونا ولويس دياز هيبراني من فنزويلا وإسراء عامر من سوريا.
ويقول رئيس النادي اسطفان فرنجية في مجالسه الرياضية: «همنا أن نتفوّق على الفرق القوية لنضمن لنا مركزاً آمناً في الدوري، وسنحاول جاهدين المنافسة على مركز متقدّم إذا لم يكن على اللقب فلدينا الإمكانيات من لاعبين وفنيين، كما ان المستويات تبدو متقاربة ما يعني أنه يمكننا تحقيق ذلك من دون شك».

«الاجتماعي»
يمضي «الاجتماعي» العائد الى دوري الأضواء، وهو يحمل شعار المنافسة، ويهدف إلى مواجهة الأندية الكبيرة من منطلق السعي من أجل أن يكون بين فرق المقدمة.
ولم يتحمّل الفريق تواجده في دوري المظاليم، فعاد بقوة لمواجهة الأقوياء وإثبات نفسه مرة أخرى.
وكم كانت مدينة طرابلس فخورة بممثليها اللذين رفعا اسمها في أكثر من مناسبة فكان «الاجتماعي» أحد الجناحين اللذين تطير بهما وتخفق عالياً.
و»الاجتماعي» مدرسة معروفة عملت على تخريج لاعبين معروفين في السابق أمثال نبيل عياد، ثم حالياً أمثال لاعب الأنصار محمد قرحاني، وغيرهما كذلك.
كانت الإدارة دائماً تشدّد على الاستعدادات وكانت هذا العام غيرها عن الأعوام السابقة.
ويتلقى «النادي دعماً مادياً من الرئيس نجيب ميقاتي، لأن العنصر المادي هو الأهم»، على حد رأي رئيسه عبدالله النابلسي الذي قال في مراحل سابقة «همنا تقديم ما يليق بسمعة طرابلس»، ما يعني أن سعيه سيكون كبيراً في الدوري.
واتضح ذلك من خلال مباراته الأولى التي خاضها امام «الحكمة» وحقق نقاطها، الأمر الذي سيفتح الطريق امام الفريق على مصراعيها للمضي قدماً الى الأمام.
ويضم الفريق جهازاً فنياً متمكناً بقيادة فادي عياد الذي ترى فيه الإدارة منقذها.
وعن تعزيزات الفريق أبدت الإدارة حرصها من خلال سعيها الحثيث لاستقدام لاعبين محليين مميزين فأعادت فايز شمسين والحارس نزيه اسعد.
وعلى الصعيد الأجنبي فقد استقدمت ثلاثة لاعبين من غانا هم نيكولاس كوفي ودايفيد أوكوكو وآدم ماسالاشي.

«الحكمة»
لم يستعد «الحكمة» بالشكل الذي يمكن أن يؤهله ليكون «الحصان الأسود» كالعادة، فاقتصرت التحضيرات على كأس التحدي، ومن ثم بعض المباريات الودية القليلة التي «لم تُسمن عن جوع».
وتأثر الفريق بالصراعات الدائرة على الصعيد الإداري وعدم إيجاد التمويل اللازم فاكتفى بأبناء النادي حيث أبقى على المدرب فؤاد حجازي، واحتفظ بلاعبيه المحليين، ثم تمكن في اللحظة الأخيرة من التعاقد مع السوري علي غليوم، والمصري أحمد جرادة والنيجيري مبا ديريك ايبي.
وتمكّن حجازي من جمع 32 لاعباً بعد ان اقتصر الأمر على 12 لاعبا، ويأمل في إنقاذ الفريق وتأمين الدعم له قبل فوات الأوان