رسخت نتائج اقتراع المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية المصرية التي ظهرت أمس، هيمنة الرئيس عبدالفتاح السيسي على مقاليد صناعة القرار، بعد سيطرة قائمة «في حب مصر» الموالية له، فيما مُني حزب «النور» السلفي وتحالف الأحزاب الخارجة من رحم الحزب» الوطني» المنحل بخسائر كبيرة.

وجرت الانتخابات في 14 محافظة على نصف مقاعد البرلمان (226 بالنظام الفردي، و60 بنظام القوائم). وفي حين أحيل حسم غالبية مقاعد النظام الفردي على جولة الإعادة المقررة نهاية الشهر، ضمنت قائمة «في حب مصر» التي يقودها مسؤولون عسكريون وأمنيون سابقون الهيمنة على المقاعد المخصصة للمنافسة بنظام القوائم.

ولم تُعلن نسبة رسمية للمشاركة التي لوحظ تدنيها، لكن ينتظر أن تعلنها اللجنة المشرفة على الانتخابات في مؤتمر صحافي اليوم. واكتسحت قائمة «في حب مصر» نتائج التصويت على قائمة قطاع غرب الدلتا (15 مقعداً). ولم تفلح قائمة حزب «النور» السلفي، الممثل الوحيد لتيار الإسلام السياسي، في تحقيق غالبية خارج قواعد الحزب التقليدية في محافظة البحيرة وبعض دوائر الإسكندرية. أما تحالف «الجبهة الوطنية- تيار الاستقلال» الذي يضم مجموعة من الأحزاب التي خرجت من كنف «الوطني» يقودها حزب «الحركة الوطنية» بزعامة المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، فخرج من المنافسة مبكراً بتصويت محدود كشف عن ضعف بقايا الماكينة التنظيمية لـ «الوطني».

كما فازت «في حب مصر» بقائمة الصعيد (45 مقعداً)، في مواجهة قائمتي «نداء مصر» التي حلت في المرتبة الثانية وتضم مستقلين، و «الجبهة الوطنية- تيار الاستقلال» التي جاءت ثالثة. وكانت القائمة ضمنت الفوز بالتزكية بمقاعد قائمة شرق الدلتا (15 مقعداً)، التي يجري الاقتراع عليها في المرحلة الثانية، ليتبقى لها انتزاع 45 مقعداً لقائمة قطاع القاهرة من منافسيها حزب «النور»، وائتلاف «الجبهة الوطنية»، وقائمة «التحالف الجمهوري».

وكان لافتاً تمكن أحزاب من حجز مواقع في جولة الإعادة لمرشحيها، بعدما كانت التوقعات تحصر المنافسة عليها بين مستقلين. وجاء حزب «المصريين الأحرار» بزعامة رجل الأعمال نجيب ساويرس في الصدارة، فمن بين 112 مرشحاً دفع بهم الحزب سيخوض نحو 50 مرشحاً جوله الإعادة. وحل حزب «مستقبل وطن» الذي يضم مجموعة من الشباب المؤيدين للحكم في الترتيب الثاني، إذ فاز مرشحه جمال آدم بمقعد في محافظة الوادي الجديد (جنوب مصر)، فيما يخوض 45 من بين 88 مرشحاً للحزب جولة الإعادة.

أما حزب «الوفد» فضمن خوض نحو 25 مرشحاً المنافسة في الإعادة. وأعلن رئيس «الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي» محمد أبو الغار أن خمسة من مرشحيه سينافسون في جولة الإعادة.

وأكد رئيس حزب «الجيل» المنخرط في تحالف «الجبهة الوطنية» ناجي الشهابي أن نحو 25 مرشحاً عن الائتلاف سيخوضون الإعادة. وعزا الخسارة التي مُني بها تحالفه المحسوب على الحزب «الوطني»، إلى «تدخلات من الدولة لإنجاح قائمة في حب مصر». وأعلن لـ «الحياة» أن تحالفه «يدرس الانسحاب من التشريعيات بسبب تلك الأوضاع».

وأشارت النتائج إلى دخول 22 مرشحاً عن حزب «النور» إلى جولة الإعادة. وأرجع رئيس الحزب يونس مخيون هزيمة حزبه إلى «الهجوم الحاد وغير المبرر الذي تعرض له النور من كل وسائل الإعلام وبعض وسائل الإعلام المملوكة للدولة حتى أثناء فترة الصمت الانتخابي».