"العدو من أمامكم والبحر من ورائكم"... مقولة قالها طارق بن زياد، إستحضرتني عندما سمعت حديثاً يدور بين بضعة شباب في المقهى الذي أرتاده مساءاً. قال أحدهم مندهشاً وبنبرة مغرية لأصدقائه ليحثّهم على الهجرة السرّية :"شفتو فلان وصل ع اليونان ومشي حالو، ليش ما منعمل متلو ؟!!!"

 

المئات من الشُبّان يئسوا من وطنهم وضاقت عليهم أرضه بما رحبت، وبئسوا من الحياة التي ضنت وقست عليهم أيضاً بأبسط المقومات، وبما أنّه لا #أمل لديهم ولا #مستقبل لهم، لذا فهم يرغبون بالهجرة السرّية ومقتنعون بها هرباً من شبح البطالة هذا العدّو الذي لا يُفارقهم، وكفراً منهم بالسياسيين الذين أغرقوهم بالوعود الكاذبة.

 

يهربون من عدوٍ ليُواجهوا عدواً آخر!!! نعم، إنّه البحر "الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود والناس فيه دودٌ على عود " كما أخبرنا نبي الرحمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه.

 

الكثير من شبابنا يفكرون بالهجرة السرّية وإن كانت فخاً ينصبه معدومو الضمائر والمتاجرون بأحلام من يتطلع الى الحياة ويبحث عن "لقمة عيش" بالحلال ، ويُفتّش عن الأمن والراحة والطمأنينة لنفسه، ولا يكون ذلك كذلك الا بعاملين أساسين هما : الإكتفاء المعيشي والشعور بالأمن

لذلك نرى الغربيين يعيشون مستويات عالية من السعادة لأنهم لا يعرفون طعم الجوع ولا لوناً من ألوان الخوف. أما في البلدان المتخلفة فإن الجوع والخوف صفتان متلازمتان للمواطن في تلك البلدان.

تذكرت هذه الاّية {{فأطعمهم من جوع واّمنهم من خوف }} عندما سمعت أحد الاصدقاء يقول : " لوين نحنا رايحين " بوجه شاحب فأحسست أنّ الحرب  تدقّ باب البلد.

 

والسؤال البديهي الذي يسأل نفسه هو : من وُكّلَ أمر حمايتنا والحفاظ علينا  ؟ والنظر في إحتياجتنا ؟؟؟

وأخصّ بالذكر النواب الذين إنتخبناهم ومدّدوا لأنفسهم ، هل يا تُرى شبع أهلكم منذ أن أتيتم الى السلطة ؟  وهل شعروا يوماً بأنهم اّمنون في منازلهم ؟ بينما أنتم تنعمون بأمن الباريسية!!!

الأستاذ : محمد عادل عوض