يأس تيار المستقبل يدفعه للتهديد  بالانسحاب من الحكومة , تتويجا لفشله السياسي , وفلسطين تشتعل ولا من يحزنون

 

السفير :

يبدو أن الفلسطينيين سلكوا طريق اللاعودة في الهبّة الجماهيرية ضد جرائم الاحتلال الاسرائيلي، الذي أخفقت كل محاولاته القمعية. وتوّج الفلسطينيون، يوم امس، أسبوعاً مفصلياً في «انتفاضة السكاكين»، حين تحدوا جنود الاحتلال بـ «يوم غضب»، موسعين دائرة المواجهة ضد اسرائيل، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وعلى طول الشريط الأمني بين قطاع غزة والأراضي المحتلة في العام 1948، والتي أسهم أهلها بالنضال اليومي، إسهاماً غير مسبوق، حتى خلال الانتفاضتين الاولى والثانية.
وفي ظل الفشل الأمني الذي يلاحق حكومة اليمين في اسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو، ومع فشل محاولات التهدئة التي تبذلها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، لم يخرج الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي، امس، بأيّ جديد، كما كان متوقعاً، وذلك في الوقت الذي يبدو فيه الإرباك واضحاً على مستوى الإدارة الأميركية، التي تراجعت وزارة خارجيتها عن انتقاداتها لإسرائيل، على خلفية «استخدام القوة المفرطة»، وتأكيدها أن «من حق إسرائيل أن تحمي مواطنيها من السكاكين»، في موقف ترافق مع اتصال «عاجل» بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، اتفقا خلاله على اللقاء في برلين الأسبوع المقبل.
وفي «جمعة الغضب»، توّج الفلسطينيون أسبوعاً آخر من هبّتهم الجماهيرية، حيث خرج الآلاف في مسيرات غاضبة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، تلبية لدعوات الفصائل والفعاليات الشعبية، رداً على تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية والإعدامات الميدانية التي يقوم بها جيش الاحتلال، والتي كان آخرها قيام جنود الاحتلال بقتل شاب جريح بدم بارد بعد طعنه جندياً في الضفة الغربية.
وقدّم الفلسطينيون، يوم امس، خمسة شهداء على مذبح الوطن، فيما أصيب المئات، في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، على محاور عدة ونقاط التماس في الضفة الغربية وغزة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في غزة، استشهاد ثلاثة أشخاص، وإصابة 244 آخرين، في المواجهات على الجانب الشرقي والشمالي للشريط الأمني بين قطاع غزة وأراضي 48.
والشهداء هم يحيى عبد القادر فرحات (24 عاماً)، ومحمود حاتم حميد (22 عاماً)، وكلاهما من مدينة غزة، أما الشهيد الثالث فيُدعى شوقي جمال جبر عبيد (37 عاماً) من مخيم جباليا للاجئين، وقد توفي متأثراً بجروح أصيب بها في المواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز بيت حانون يوم الجمعة الماضي.
كما استشهد إياد خليل العواودة من دورا قضاء الخليل، بعدما أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه إثر إقدامه على طعن جندي في منطقة رأس الجورة في مدينة الخليل. وبحسب قوات الاحتلال فإنّ الشاب كان منتحلاً صفة مصور صحافي، «الأمر الذي سمح له بالاقتراب من الجنود»، وفق متحدث إسرائيلي. وتظهر الصور أن العواودة كان مصاباً وملقى على الأرض عندما أجهز عليه جنود الاحتلال.
وفي نابلس شمال الضفة، استشهد الشاب إيهاب حنني (19 عاماً) خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز بيت فوريك.
وقمعت قوات الاحتلال عشرات الشبان الذين تجمَّعوا قرب الشريط الأمني في مناطق شرق خزاعة وشرق عبسان الكبيرة شرق خانيونس، وشرق مخيم البريج وسط غزة، وقبالة حاجز بيت حانون شمال القطاع، وعند موقع ناحل عوز شرق غزة.
وأصيب العشرات بجروح مختلفة في مواجهات اندلعت في ست نقاط مواجهة مع قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من رام الله، فيما شهد المدخل الشمالي لمدينة البيرة المقابل لمستوطنة بيت ايل، أعنف المواجهات. ووقع اشتباك مسلح في بلدة سلواد شمال رام الله، ما دفع بقوات الاحتلال الى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدخل الغربي للبلدة. كما أصيب ستّة شبّان بالرصاص الحيّ وعشرة آخرون بالرصاص المطاطي، في مواجهات في مدينة الخليل وبلدة بيت أمّر، شمال الخليل.
كذلك اندلعت مواجهات عنيفة في منطقة رأس الجورة في مدخل الخليل الشمالي، عقب قمع قوّات الاحتلال بعنف مسيرة حاشدة دعت إليها حركة «حماس».
مواجهات أخرى اندلعت عند مدخل مدينة بيت لحم الشمالي، وغيرها في بلدة تقوع شرق المحافظة، أطلق خلالها الاحتلال القنابل الغازية والصوتية.
وعلى حاجز حوارة جنوب نابلس، اندلعت، عصراً، مواجهات عنيفة، عندما خرج المئات للمشاركة في مسيرة حاشدة في إطار «جمعة الغضب»، ما أدى الى إصابة عشرة أشخاص على الأقل.
من جهتها، طالبت حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» بحماية «الهبة الشعبية في الضفة الغربية والقدس»، والعمل على دعمها وإسنادها فلسطينياً وعربياً، في مسيرة مشتركة لهما، في مخيم جباليا شمال القطاع غزة.
وفي تطور آخر، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أنَّ عشرات الشبان اقتحموا «قبر يوسف» المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس، وأضرموا النار فيه، مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما أدى إلى احتراقه من الداخل بالكامل.
وعلى الأثر، ندَّدت الأمم المتحدة بإضرام النار في «قبر يوسف»، وذلك في مستهل اجتماع لمجلس الأمن الدولي خُصّص لبحث الوضع في الضفة والقدس، فيما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس إضرام النار في القبر بـ «العمل المدان والمرفوض»، طالباً «تشكيل لجنة تحقيق فورية في ما جرى، والبدء في إصلاح الأضرار».
أمّا مساعد الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة دافيد رويت، فكرَّر أمام مجلس الأمن، أنَّ إسرائيل «لن تقبل بأيّ وجود دولي» في المسجد الأقصى، معتبراً أنَّ ذلك «سيشكل تغييراً في الوضع القائم» حالياً في الأماكن المقدسة.
وطالب ممثل دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي بـ «سرعة التدخل لوقف العدوان الغاشم من قبل الاحتلال العسكري الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين ضدّ الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة».

 

النهار :

لم تكن مجموعة الرسائل – الردود التي طبعت إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات سابقاً في قوى الأمن الداخلي اللواء الشهيد وسام الحسن سوى انعكاس بديهي للموقف المحوري لقوى 14 آذار عموماً وتيار "المستقبل" خصوصاً، من "هجمة" التقييد الجديدة للحكومة من جهة والمناخ السياسي برمته من جهة أخرى تحت وطأة مسلسل الاشتراطات المستحيلة التي تعاقب طرحها في الاسابيع الاخيرة من الفريق الآخر. ذلك ان مجمل المعطيات والمعلومات المتوافرة عن الاتجاهات السياسية لفريق الثنائي "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" تؤكد ان هذه الاتجاهات ماضية نحو احكام الحصار على الحكومة واجهاض كل المحاولات المبذولة لتفعيلها حتى ان بعض الرهانات على امكان احداث ثغرة محدودة في عملية الحوار بدأ يتراجع أمام ملامح التصعيد المتدحرج.
وأبدت مصادر سياسية لـ"النهار" تخوفها من انعكاس سلبي لانسداد الأفق السياسي على الوضع الأمني وخصوصاً في ضوء تصاعد التوتر بطابع مذهبي في المنطقة وآخر تجلياته الهجوم على حسينية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بعد كل ما خلفته حادثة منى من ترددات.
وأشارت المصادر في هذا السياق الى تدابير حماية استثنائية اتخذتها أخيراً القيادات الرئيسية في قوى 14 آذار بناء على تحذيرات تلقتها من احتمال تعرضها لاعتداءات، وكذلك الى الاجراءات التي تحول اجزاء واسعة من الضاحية الجنوبية منطقة مقفلة مدى ساعات كل يوم، وأيضاً توافد شخصيات ووفود أمنية ايرانية الى لبنان بما يتقاطع مع المخاوف على الوضع الأمني. وذكر في هذا السياق ان رئيس لجنة الامن والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي أفصح امام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته السريعة أمس لبيروت عن تحذيرات من امكان انعكاس التطورات الميدانية الجارية في سوريا تدفق مزيد من "الارهابيين" الى لبنان.

ذكرى الحسن
وسط هذا المناخ، اتسم الاحتفال الذي أقامته "مؤسسة اللواء وسام الحسن" في مسرح قصر الاونيسكو أمس في الذكرى الثالثة لاغتياله بدلالات بارزة اكتسبتها كلمتا كل من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق متحدثاً باسم الرئيس سعد الحريري والنائب مروان حماده متحدثاً باسم عائلة اللواء الحسن. وإذ رسمت مواقف المشنوق خط الرد الواضح على المسار التعطيلي للحكومة والخطط الامنية في البقاع بالاضافة الى رد مباشر على مواقف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون من ملف الرئاسة، تميزت مواقف حماده بالدعوة الملحة الصريحة الى عودة الرئيس الحريري الى لبنان كمفتاح أساسي لمسار الحل وتحرير البلاد من أزماتها الدستورية والسياسية.
وعاد المشنوق في سياق إثارته للوضع الحكومي الى "قاعدة ربط النزاع مع حزب الله" ليقول: "ها هي الحصيلة أمامكم: لا مؤسسات تعمل ولا الامن مصون في البقاع ولا الخدمات تقدم للمواطنين... وإذ بنا نعود الى المربع الاول مربع التعطيل وخطف المؤسسات ورهن الدستور للاجندات الشخصية ومغامرات الحاق لبنان بكل ما يناقض مصالحه وهويته وعروبته". وشدد على ان الرئيس الحريري "لن يقبل ولن نقبل معه بأن يتحول ربط النزاع الى ربط للوطنية وللضمير وربط للالسن عن قول الحق والحقيقة". واذ لفت الى الخطة الامنية في البقاع "لا تزال حبراً على ورق ووعودا في الفضاء" حذر من "دفع الناس الى خيارات التطرف". وأعلن ان بقاء الوضع على ما هو عليه "هو الخطوة الاولى نحو الاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار الذي اردناه صونا لسلم أهلي فاذا بنا نتحول الى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية". وتوجه الى العماد عون قائلاً: "ان ابواب النظام اللبناني يا دولة الرئيس الصديق لا تفتح بمنطق الكسر والخلع".
اما حماده الذي وجه رسالة حادة الى "حزب الله" بقوله: "هل ننتظر من الولي الفقيه ان يرأف بنا بعد اغتيال ابرز رموزنا؟"، فخاطب الرئيس الحريري قائلاً: "عد الى لبنان أنت الحبيب القائد بل انت الثورة قبل الثروة. وجودك بين محبيك في لبنان ثروة طائلة. عد لنقنع الخصم بأن مغامراته الحربية انتهت ومسيرته لا بد من ان تعود سلمية... ان عدت نختار رئيساً ونحيي حكومة وننتخب مجلساً وتعود الثقة الى شعب لبنان والعالم بمستقبل لبنان".

 

المستقبل :

في الذكرى السنوية الثالثة لجريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن والمؤهل أول الشهيد أحمد صهيوني، برزت جملة مواقف ومعطيات على منبر الذكرى التي أحيتها مؤسسة اللواء الحسن الخيرية الاجتماعية برعاية الرئيس سعد الحريري في قصر الأونيسكو، لفت الانتباه منها ما كشفه النائب مروان حمادة عن لقاء جمعه منذ فترة «في مطار أوروبي مع كبير قضاة مكافحة الإرهاب في فرنسا جان لوي بروغيير الذي كان يتولى ملف التحقيق في قضية سمير قصير»، فقال: «سألني أين أضحت التحقيقات والمحاكمات في ملف (اغتيال الرئيس الشهيد رفيق) الحريري وباقي شهداء ثورة الأرز. أجبت باقتضاب: ننتظر إنجاز المحاكمة الأولى وتقدّم التحقيقات الملازمة. انتفض بروغيير مستاءً: كفى بحثاً واستقصاء. ألا يعرف القاصي والداني من هو المحرّض ومن هو صاحب الأمر ومن هو منفّذ الجريمة. كفى، الجواب في دمشق وطهران».
أما في السياسة، فبرزت الكلمة التي ألقاها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لما تضمنته من مضامين تحذيرية من مغبة انفراط وتفكك «ربط النزاع» حكومياً، ومن استمرار «وصاية حزب الله على الفلتان الأمني» لا سيما في البقاع حيث «لا تزال الخطة الأمنية حبراً على ورق ووعوداً في الفضاء وكلاماً معسولاً عن رفع الغطاء السياسي». في حين تطرق حمادة إلى تحول «شعوب بأكملها على امتداد وطننا وأمتنا من الخليج إلى المحيط إلى اضحيةٍ للجلادين الأسدي والفارسي والروسي»، مشدداً على أنه «بين قدسية مجرمي السيّد (حسن نصرالله المتهمين باغتيال الرئيس الحريري) وقدسية حرب القيصر (فلاديمير بوتين في سوريا) يستأهل شعبنا العربي وقفة عز سلمية لا استسلامية».

الديار :

اشتعلت الاراضي الفلسطينية المحتلة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي وخاض المقاومون الفلسطينيون مواجهات بطولية مع القوات الاسرائيلية بعد ان عمت التظاهرات معظم المدن الفلسطينية في «جمعة الغضب» وقد اطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي المطاطي على الفلسطينيين الذين ردوا بكل الاساليب التي ابتدعوها من «المولوتوف» الى الحجر، الى «النقيفة» الى حرق الدواليب وتوجيهها نحو جنود العدو بالاضافة الى مساندة شعبية من كل الشعب الفلسطيني.
والانتفاضة الفلسطينية الثالثة، نشرت الذعر في صفوف الجنود الاسرائيليين الذين باتوا العابا كرتونية امام شباب الانتفاضة بينما ناشد رئيس وزراء العدو العالم لانقاذ حكومته والضغط على الفلسطينيين لوقف الانتفاضة.
اما الصامتون فهم الدول العربية، وحتى الشعوب العربية لم تواكب «الحراك الفلسطيني» بالنزول الى الشوارع وادانة الممارسات الاسرائيلية، وفيما الحكام غائبون كليا عن المشهد الفلسطيني، وغارقون في مخططاتهم في سوريا والعراق واليمن.
وقد استشهد في المواجهات امس 4 فلسطينيين في قطاع غزة والضفة وكانت المواجهات بدأت باستشهاد فلسطيني.
واستشهد 5 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، مع تصاعد الاضطرابات، فيما تنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن شابا (24 سنة) وهو من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة سقط في المواجهات التي تشهدها المنطقة الواقعة بالقرب من معبر بيت حانون منذ ظهر يوم أمس، مؤكدة أن هناك عددا آخر من الإصابات تتم معالجتها من قبل طواقم الإسعاف والطوارئ.
وفي وقت لاحق أعلنت مصادر طبية وصول جثمان فلسطيني إلى مجمع الشفاء الطبي، بعد أن أصيب برصاص القوات الإسرائيلية، خلال المواجهات الدائرة شرق حي الشجاعية.
وفي الضفة الغربية قتل شاب فلسطيني (19 عاما) وأصيب 22 شابا آخرين خلال مواجهات على حاجزي حوارة وبيت فوريك في محافظة نابلس.
وكان الجيش الاسرائيلي قتل شابا فلسطينيا آخر في الخليل في الضفة الغربية بحجة محاولته طعن أحد جنوده. وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار مباشرة على الشاب في الخليل وظل ملقى على الأرض وهو ينزف الدماء قبل أن يقوم الجنود الإسرائيليون بتنفيذ ما يسمى بـ «تأكيد القتل» وإطلاق وابل من الرصاص على جسده.
وأضرم محتجون فلسطينيون صباح امس النار في قبر النبي يوسف في مدينة نابلس بالضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى إصابته بأضرار جسيمة.
ويصلي اليهود عند القبر الذي يعتقد بأنه قبر النبي يوسف، ابن النبي يعقوب. ويأتي اليهود إلى الصلاة عند القبر تحت حماية الجيش الإسرائيلي مرة في الشهر على أن يتم التنسيق مع السلطات الفللسطينية.
ونُقِلت المنطقة التي يوجد بها القبر إلى مسؤولية السلطات الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو. وتعرض القبر للنهب والحرق في بدء الانتفاضة الثانية في تشرين الأول عام 2000.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الشرطة الفلسطينية تمكنت في النهاية من إبعاد المحتجين الفلسطينيين عن الموقع.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي لمسيرات «جمعة الغضب»، في الضفة الغربية المحتلة، بحسب شهود عيان ومصادر طبية.

الجمهورية :

حملت الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن رسالة سياسية واضحة المعالم وجّهها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى «حزب الله» عبر تلويحه بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار، فقال: «أعلِنُ أنّ بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة التي أردناها ربطاً للنزاع وأرادوها ربطاً للوطنية والضمائر، وخطوة أولى أيضاً للخروج من الحوار الذي أردناه صوناً للسلم الأهلي، فإذا بنا نتحوّل إلى شهود زور على حساب مسؤولياتنا الوطنية». وقد عبّر المشنوق بكلمته عن الأسباب التي أوصلته إلى هذه الخلاصة، وهي أنّه على مستوى الحوار «الخطة الأمنية في البقاع لا تزال حبراً على ورق»، فيما يتمّ «المضيّ باعتقال مجلس الوزراء وتعطيله». وإذا كانت رسالة المشنوق أمس رفضَ الاستمرارِ بعدم إنتاجية الحوار وتعطيل الحكومة، فإنّ السؤال هو عن كيفية تعامل الحزب مع هذه الرسالة؟ فهل سيتلقّفها لإعطاء وزير الداخلية إنجازاً أمنياً في البقاع، سيّما أنّ كتلة نوّابه في بعلبك حذّرت من استمرار الفلتان الأمني؟ وهل سيَعمد إلى إقناع حليفه بضرورة إعادة تفعيل الحكومة، أم سيواصل الحزب تصعيدَه السياسي ضد «المستقبل» و14 آذار؟ وماذا عن موقف المشنوق واستطراداً «المستقبل» في حال استمرار المراوحة في الحوار والتعطيل في الحكومة؟ فهل ينفِّذ تهديده بالخروج من الأوّل والاستقالة من الثانية؟ وهل هذا التهديد هو الفرصة الأخيرة عملياً؟ وهل يتحمّل المشنوق و»المستقبل» إطلاق تحذيرات من دون ترجمتها على أرض الواقع في ظلّ ارتفاع منسوب التطرّف نتيجة وصول الحكومة والحوار إلى الحائط المسدود وعودة الحماوة إلى المشهد السوري مع الدخول الروسي الذي حذّر على لسان وزير خارجيته سيرغي لافروف «من مغبّة استمرار المحاولات الرامية إلي تدمير الدولة في لبنان على غرار ما جرى ويجري خلال السنوات الأخيرة في كلّ مِن العراق وليبيا وسوريا»؟ أوساط سياسية مطّلعة قالت لـ«الجمهورية» إنّ هناك حالة استياء واسعة داخل تيار «المستقبل» والطائفة السنّية من التعطيل المتعمّد للحكومة ودور رئيس الحكومة واستطراداً شلّ البلاد بهذا الشكل، ورأت أنّ تبريد الساحة السياسية يكون من خلال تنفيذ التعهّدات وتطبيق الخطط الأمنية وتسهيل عمل مجلس الوزراء، وإلّا سيفقد الحوار مع الوقت جدواه، وقد بدأ فعلاً يتحوّل إلى مجال للتهكّم والانتقاد، واعتبرت أنّ الرهان على مواصلة «المستقبل» تغطيته لهذا الواقع تحت عنوان «أم الصبي» هو في غير محلّه، وذلك ليس لعدم وجود رغبة من التيار بذلك، بل لخشيته على وضعيته داخل البيئة السنّية، لأنّ تراجع هذه الوضعية يشكّل تراجعاً لتيار الاعتدال، ما ينعكس سلباً على الاستقرار في البلد.
وقالت الأوساط إنّ حِرص «حزب الله» على الاستقرار المعبّر عنه في مواقف أمينِه العام وقياداته غير كافٍ ما لم يترافق مع خطوات عملية تعيد تفعيل الحكومة والصدقية للحوار، ورأت أنّ صرخة المشنوق لم تأتِ من فراغ، بل بفِعل انسداد الأفق السياسي وشعوره أنّ التيار يدفع منفرداً من رصيده نتيجة تمسّكه بالحكومة والحوار والاستقرار.
وتوقّعت الأوساط أن تنطلق بعد خطاب المشنوق مبادرات سياسية للخروج من الأزمة الوطنية ولو جزئياً، لأنّ أحداً لا يتحمّل تداعيات استمرار الوضع الراهن الذي جاء الوضع السوري ليضيف إليه المزيد من التعقيدات والمخاوف.
المشنوق
وقال المشنوق في كلمته: «لقد دخلنا إلى هذه الحكومة على قاعدة ربطِ النزاع مع «حزب الله»، وعلى قاعدة أنّ عناوين الاشتباك الكبرى، من مصير السلاح الى القتال في سوريا دفاعاً عن نظام قاتل، هي عناوين مجمّدة، لا يستطيع حزب الله فرضَها على البلد ولا نستطيع منعَه من الذهاب بها وحيداً خارج قرار المؤسسات والدولة.
كان القرار أنّ هناك ملفات عالقة تهمّ الناس والمواطنين ينبغي معالجتها حِرصاً على ما بقي من هيكل للدولة وللمؤسسات ولشروط العيش في بقيّة هذا الوطن». وأضاف: «ها هي الحصيلة أمامكم. لا المؤسسات تعمل ولا الأمن مصان في البقاع ولا الخدمات تُقَدَّم للمواطنين».
واعتبر أنّه «ربّما ظنّ من يظنّ أنّه يستنزف رصيد نهاد المشنوق ورصيد التيار الذي يمثّله في الحكومة، بإظهاره أمام جمهوره وأهله وبيئته، مستقوياً عليهم وعاجزاً أمام خصومهم. أمّا النتيجة الحقيقية الوحيدة لهذا العقل الشاذ فهي استنزاف الوطن وشروط العيش المشترك فيه ودفعُ الناس الى خيارات التطرّف. لذلك إنّني أعلِن من على منبر الشهداء أنّ بقاء الوضع على ما هو عليه هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار».
حمادة
وأمّا الكلمة التي ألقاها النائب مروان حمادة فذكّرت بأدبيات قوى 14 آذار في البدايات، هذه الأدبيات التي أصبحت، وفق قياديّ بارز في هذه القوى، منسيّة، ليس نتيجة تبدّل الأوضاع، بل بسبب تبدّل 14 نفسها، وقال حمادة: «إذا كانت الأرواح بيَد الله، سبحانه وتعالى، نتساءل منذ عشر سنوات مَن فوَّض «حزب الله» حقّ اقتطاعها وإزهاقها.
إنّها حقاً محنة تاريخية بدأنا نعيشها بمسلسل اغتيال نخبة من قادة لبنان لتشمل بَعد ذلك نحرَ جماهير، فمذاهب، فطوائف، فأقاليم، فشعوب بكاملها على امتداد وطننا وأمّتِنا، وكأنّنا تحوّلنا من الخليج إلى المحيط إلى أضحيةٍ للجلّادَين الأسدي والفارسي، ومنذ أيام، الروسي». وأضاف: «الآلة القاتلة هي هي. إمتدّ نطاقها، توسّعت رقعتُها تعمّقت شهوَتها للدماء. لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين، الشرّ المطلق يستهدف الآن كلّ الساحات، كلّ الفئات، كلّ الشعوب.
من خطاب إلى خطاب من مغامرة إلى مغامرة، من موقعةٍ إلى موقعة، ظلّوا على جوعهم». وفي خطوةٍ مفاجئة دعا حمادة الرئيس الحريري للعودة إلى لبنان قائلاً له: عُد إلى لبنان، أنت الثورة قبل الثروة، إنْ عدتَ يعود مَن ترَكنا سياسياً في منتصف الطريق. إنْ عدتَ فسنختار رئيساً ونحيي حكومةً وننتخب مجلساً.
مبادرة عربية
وكشفت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ«الجمهورية» أنّ لبنان سيشهد الأسبوع المقبل حركة ديبلوماسية عربية رفيعة المستوى للبحث في ملف الأزمة السورية وتردّداتها على الساحة اللبنانية، وكيفية مقاربة الوضع لمساعدة اللبنانيين على تجاوز الأزمة الرئاسية، على أن تنتهي هذه الحركة بمبادرة وفاقية.
مجلس وزراء
ومع بقاء العقدة الحكومية عصيّة على الحل، زار وزراء حزب «الكتائب» رمزي جريج وسجعان قزي وآلان حكيم مساء أمس السراي الحكومي، وتحدّثوا بعد لقائهم رئيسَ الحكومة تمام سلام عن أجواء إيجابية في ما يتعلق بملف النفايات، وأبدوا دعمهم للخطوات التي يتّخذها سلام، ناقلين عنه الاتّجاه إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل.
بدوره أوضَح قزي لـ«الجمهورية» أنّ الزيارة كانت بهدف تقويم التطوّرات والحديث في جديد ملف النفايات وإحياء العمل في مجلس الوزراء، ووجَدنا أنّ تفكير الرئيس سلام يلتقي مع ما نفكّر به».
وقال إنّ سلام وضعَهم «في الأجواء الإيجابية التي سينتهي إليها هذا الملف، وإنّه سيدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وعلى الأرجح يوم الثلاثاء». وأضاف: «لن يسمح الرئيس سلام بأن يأخذ أحدهم الحكومة ورئاسة الحكومة رهينة».