قيل الكثير، وانتشرت التعليقات والكتابات التي انتقدت سهرة انتخاب ملكة جمال لبنان (LBCI مساء الاثنين 12 تشرين أول 2015)، والتي اعتبرت في معظمها أنها لم تكن موفقة، وشابتها أخطاء تنظيمية وتقنية وتحكيمية عدّة، لكن يمكن القول بأن الملكة الجديدة فاليري أبو شقرا، إبنة بيروت (23 عاماً) أنقذت الموقف بسبب جمالها الشرقي الطبيعي وأنوثتها اللافتة، وهي التي لاقت استحساناً وقبولاً عند الجمهور، خصوصاً وأن متابعي مسابقات ملكة الجمال لطالما لفتوا إلى إشكالية سلبية رافقت هذا الحدث الجمالي خلال السنوات الأخيرة، وهي وصول صبية، ضئيلة الجمال والثقافة والإطلالة، إلى التاج، وتسليمها له بعد سنة من دون أن تترك أي أثر خلال مسيرتها، لتبحث لاحقاً عن مساحة ضوء عبر التمثيل أو تقديم البرامج.. أو حتى الغناء!!

نقدياً يمكن الإشارة إلى عدد من الأخطاء "الظاهرة"، ليس بغرص تشويه صورة المسابقة الجمالية الأهم في لبنان، بل لكي لا تقع المؤسسة الإعلامية العريقة في أخطاء هي بغنىً عنها، بهدف الإحتيال على المشاهد، لأنه أصبح ذكياً واعياً ومدركاً لكل الهفوات، البسيطة منها قبل الكبيرة. ومن أهمها الآتي:

متسابقة لا تجيد اللغة اللبنانية: إحدى المشتركات في "مسابقة جمالية لبنانية 100%" لا تجيد "اللغة اللبنانية" بشكل جيد، كما لا تفهمها. إذ وعند طرح السؤال بدت المتسابقة مرتبكة ليس فقط لأنها أمام الكاميرا وفي موقف صعب، كما ظَن المشاهدون، بل لأنها لم تفهم السؤال، لتقوم الإعلامية ديما صادق بإنقاذ الموقف شارحةً لها ما يعنيه، مبررةً بان "المتسابقة لا تجيد اللغة جيداً". وبعد أن وضّحت لها ما يعنيه السؤال، بدا واضحاً عدم استطاعت الفتاة المسكينة الرد باللغة اللبنانية، لغتها الأم. ونسأل: كيف يمكن لهذه المتسابقة ان تمثل وجه لبنان في العالم، وهي لا تجيد لغته؟

أين درجات لجنة التحكيم؟: في كل سهرات إنتخاب ملكة جمال لبنان وغيرها، توضع درجات من لجنة التحكيم على أجوبة المتسابقات، وتكون هذه الدرجات علنية وظاهرة على الشاشة، لكن هذه السنة، اختارت الجهة المنظمة أن لا تظهر الدرجات إلا في مرحلة عرض الفساتين، ما أثار استغراب المتابعين، الذين رأوا في ذلك "لعباً على النتيجة"، فهل خافت القناة من أن قيام المشاهدين باحتساب الدرجات واكتشاف "اللعبة"؟

ما هي انجازات الملكة السابقة؟: جميلٌ أن تزُف ملكتنا السابقة فتصبح ملكة في العرش الزوجي، لكن جميل ومنطقي وضروري أيضاً أن تحدثنا، ولو مجازاً، عن الإنجازات التي قامت بها أو المشاريع التي رعتها لخدمة السياحة أو الطفولة أو المجتمع أو التعليم أو الأسرة أو أو أو في لبنان، في حين، اكتفت صادق بالسؤال عن مشاريعها المستقبلية في مجالي الاعلام والتمثيل، وكأنه بات قاعدة أن تصبح الملكة "السابقة" إما ممثلة أو إعلامية أو مغنية أو راقصة، لترد سالي جريج: "لا مشاريع من هذا النوع في الوقت الحالي"، ثم تستفيض في الحديث عن حياتها العاطفية. والسؤال: "أليس من حق اللبناني ان يعرف ماذا فعلت ملكته خلال سنة كاملة لإيصال وجه لبنان السياحي والجمالي بشكل أفضل؟

الرقص والإستعراض: ملء فراغ أم ماذا؟ طغت وصلات الرقص بشكل فاقع وغير مبرر على السهرة.، وبدلاً من تنسيق الرقصات التي تحتاج إلى تدريب كثيف، كان الأجدى أن تصرف القناة هذا الوقت لتمرين المتسابقات أكثر على طريقة الظهور والسير دون إهتزاز أو إرتباك.

إعلاميون زفوا الخبر قبل مدة من إعلان اللقب! ليس فقط بكاء فاليري قبل إعلان النتيجة يؤكد علمها المسبق بأنها ستكون "الملكة"، بل أيضاً ما كتبه الإعلامي رودولف هلال على حسابه على موقع "تويتر" قبل ساعتين من إعلان النتيجة، ويؤكد أن الأسماء معروفة، ليس هذا فقط، بل مُحضرة. وهذا يطرح علامات إستفهام كثيرة حول مصداقية النتيجة، ودعاوى فساد الإدارة وتنظيم المسابقة.

سيدة تهدد بفضح "LBCI": بعد إنتهاء السهرة، انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لإحدى السيدات تهدد بفضح مسابقة إنتخاب ملكة جمال لبنان، وأوضحت إحدى الناشطات التي كانت متواجدة في الحفلة أن "هذه المرأة بدأت بالصراخ بعد إنتهاء الحفلة لأن إبنتها لم تنجح وأنها صحافية في صحيفة "الديار".

وبالرغم من الكتابات الكثيرة التي انتقدت ورسمت علامات استفهام حول المسابقة ونتيجتها، فإن ما يثير الإستغراب أن "LBCI" لم تصدر أي بيان أو توضيح يكشف سبب هذه الأخطاء الظاهرة إلى العلن، أو الالتباسات التي رافقت إعلان النتيجة، وفي محاولة قام بها "لبنان 24" مع منظمي الحفل لسؤالهم عن هذه الأمور "حفاظاً على حق الرد" رفضوا التعليق. والسؤال الآن للقناة: "ألا يستحق المشاهد بياناً يجيب عن هذه الأسئلة، أم للمسابقة وجه آخر؟"

(خاص "لبنان 24")