لفت رئيس مجلس النواب نبيه بري، في كلمة له خلال حفل استقبال تكريمي، اقامه له نظيره الروماني فيكتور بونتا، الى أن "هذه الزيارة مناسبة طيبة للتأكيد على العلاقات التاريخية السياسية بين البلدين والتي تعود الى نصف قرن سابق، اضافة الى نقاط الاقتراب الجغرافية والى المصالح المشتركة الجديدة التي تستدعي اعتبار بلدكم للبنان نافذة على الشرق الاوسط وعلى افريقيا نظرا لحجم ودور الجاليات اللبنانية العريقة المنتشرة هناك واعتبار لبنان  رومانيا قاعدة ارتكاز لعلاقاته مع منطقتكم"، مشيرا الى أن "هناك العديد من الاتفاقيات التي تجمع بين بلدينا واعتقد ان 15 اتفاقية صدقها البرلمانان، ونستطيع ان نطور هذه العلاقات في مجال بناء تفاهم مشترك على المستوى البرلماني والتمهيد لاتفاقيات على المستوى الثقافي، واستعادة موقع لبنان في جامعاتكم عبر المنح الدراسية وتعزيز المدارس اللبنانية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية في جميع المجالات وايضا التخفيف من القيود الدبلوماسية".
وشدد بري على أن "ما بيننا ليس مجرد علاقات رسمية، ولكن جسر من العلاقات الانسانية كرسه بلدكم عبر خمسة آلاف خريج من جامعتكم في جميع الاختصاصات، لازال قسم منهم مقيما في بلدكم واتجه للاعمال واقامة مؤسسات كبيرة، كما ان هناك نحو ثلاثة الاف شركة ومؤسسة ذات رساميل لبنانية"، موضحا أنه "اقيمت اول غرفة تجارة رومانية في بيروت قبل نحو مئة عام، وبعد ذلك
بقليل بدأت بلادكم عملية التبادل التجاري مع منطقة الشرق".
وكشف بري أنه اقترح توقيع مذكرة تفاهم مع مجلس النواب الروماني وكذلك مع مجلس الشيوخ، "وذلك في سبيل تعزيز وتنسيق العلاقات البرلمانية في المحافل المختلفة وتبادل الخبرات البرلمانية وصناعة القوانين، ونحن لدينا اتفاقيات مشابهة مع نحو خمسة عشر برلمانا حول العالم اضافة الى موقع لبنان في الاتحادات البرلمانية الدولية القارية واللغوية والجهوية".
وطلب من الحكومة الروماينة ومجلس النواب "دعم لبنان من جميع محافل الاتحاد الاوروبي لمساعدتنا على مواجهة مشكلة اللاجئين واستضافتنا ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجىء من الاخوة السوريين على ارض لبنان اضافة الى وجود نصف مليون فلسطيني بعد الاحداث في سوريا"، لافتا الى أن "الصرخة بدأت في اوروبا من عُشر العدد الذي يستقبله لبنان في وقت يموت فيه اللاجئون والنازحون غرقا في البحر او البرد وهو ما يستدعي اجراءات دولية عاجلة".
وشدد بري على أن "ازمة المهاجرين سواء من على شواطىء المتوسط القادمين من الشرق الاوسط او من ليبيا وشمال افريقيا وقبلهم ازمة اللاجئين الفلسطينيين، سببها منذ عام 1948 نكبة فلسطين والاحتلال الاسرائيلي ومحاولة تفريغ فلسطين كما سوريا وكما كل بلد عربي الآن من شعبها، وسببها في الالفية الثالثة الوقائع الشرق اوسطية الدامية التي ضغطت على شعوبنا بكل انواع التدخلات والاموال والسلاح والمسلحين العابرين للحدود من اوروبا وشتى انحاء العالم"، معتبرا أن "ازمة اللاجئين ما كانت لتكون وهي ممكن ان تنتهي بهزيمة الارهاب والدخول في حل سياسي للازمات".
كما دعا دول العالم الى "ممارسة الضغوط على الحكومة الاسرائيلية لوقف الاستيطان ووقف اجراءات التهويد"، معربا عن تخوفه من "النوايا العدوانية والتهديدات الاسرائيلية لجنوب لبنان والجولان".
وأكد بري أن "لبنان سيتمكن من عبور ازماته السياسية والاقتصادية رغم الصعوبات"، موضحا أنه "رغم الوقائع الصعبة والتوترات والمشكلات المجاورة والضاغطة ، فإن بلدنا حافظ على استقرار امني ونقدي مقبولين، ولبنان الاجدر والاكثر كفاءة في المنطقة على المستوى المصرفي والاعمال للانطلاق بقوة، وهذا الامر يعتمد على رغبة دول العالم بإستعادة استقرار الشرق الاوسط".
وأشار الى "أننا في لبنان اخترنا طريق الحوار والوفاق الذي نأمل ان يعم المنطقة، ونحن نعرف انه في مجال الحوار تحدث احيانا تباعدات او سوء فهم ولكن بالنتيجة لا بد من التفاهم والاتفاق، ولبنان سيكون انموذجا لدول وشعوب الجوار في الحوار".
هذا وأنهى بري زيارته الرسمية الى رومانيا بعدما اجرى جولة محادثات ناجحة مع كبار المسؤولين تناولت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والبرلماني بين البلدين والتطورات الراهنة ولاسيما الازمة السورية وقضية اللاجئين.