على الأكتاف حملوه تكريماً... بالورود والأرز والرّصاص الحيّ والزغاريد والمفرقعات والأعيرة النارية استقبلوه... لإلقاء التحيّة الاخيرة...

 

بكلمات تائهة في الدموع والقهر ولوعة الفراق، رثت السّيدة ميريام سكاف زوجها الراحل النائب والوزير السابق الياس سكاف: "متل الكأنو عيد.. شوي رح بتطل رافع كاس نبيد... ولأول مرة بشوف عيد مبلش من البحر للجبل.. رافع ع كتافو موكب أسود من بيروت لزحلة.. ملون ع كل هالدرب.. بناس وورد وكتير من الحب.. وفي إيدين عم بتلّوح.. ووراق شجر عم تنزل لتسلم عليك وتقلك ما تغيب... ما تغيب، تعا، فتّحن عليي عيونك يا ايلي.. مش حزن هيدا اللي بقلبنا... هيدي حرقة عمر انقهر... قوم يا مزيّن هالدني... ما تسير خيال، خود من عمري عمر بسّ ما تبعد عن هالبيت... اللّي متلك ما بيفلّ كتير، بيضلّ... منشوفو برفّ طيور ع سطوح قرميد... عطرك بهالبيت... يا صخرتي ويا سندي.. لأ انت ما فلّيت (...)".

 

 

عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، ودّعت زحلة ابنها بمأتم مهيب في كاتدرائية سيدة النجاة، واختتمت مسيرة التشييع في مدافن العائلة في بيادر زحلة.

 

وكان موكب جثمان الراحل سكاف انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت باتجاه مسقط رأسه زحلة، مرورا بمحطات وداعية عدّة بدأها في الكحالة، حيث أقيمت صلاة على جثمانه في كنيسة البلدة، ثم وصل إلى بلدة المريجات، فأقامت فرق الكشاف استقبالاً حاشداً أصرّ خلاله الأهالي على إنزال الجثمان في البلدة.

 

وأكمل الموكب مسيره من المريجات باتجاه بلدة مكسة البقاعية، ثم اتجه الى مفرق بلدة قب الياس واستقبلته جموع غفيرة من أهالي البقاع الغربي، ليصل بعدها إلى جديتا ثم الى شتورة حيث استقبله جمع حاشد من أهالي منطقة البقاع الأوسط، ثم تابع الموكب مسيره باتجاه بلدة تعلبايا آخر المحطات الوداعية قبل الوصول إلى مسقط رأسه في زحلة، حيث رثاه أكثر من شاعر من بينهم الشاعر موسى زغيب بكلمات مبكية تعكس حزن لبنان بأسره على خسارة... لا ولن تعوّض.