الحكومة تغيب الى أجل غير مسمى وعون يهدد بالصعيد

 

السفير :

مع إحالة قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد شامل روكز منتصف هذه الليلة إلى التقاعد، تصبح حكومة الرئيس تمام سلام بحكم المستقيلة، ولو أنها لن تجد من تقدم له استقالتها ولا من يقبلها.
الاستقالة ستصبح واقعا عمليا وليس دستوريا، ذلك أن احتمال عقد جلسات حكومية استثنائية أو أكثر، موضوع في الحسبان، خصوصا للبت بملفات عاجلة كملف النفايات أو الرواتب أو غيرهما، لكن الحكومة بمعناها السياسي، أصبحت «منتهية الصلاحية» أو أنها «كان يجب أن ترحل من زمن طويل» كما يردد العماد ميشال عون.
العودة عن هذا المسار المتدحرج «ستكون مكلفة لمن منعوا ترقية شامل روكز»، ذلك أن عون قرر الذهاب الى ما يسميه «بيت القصيد»، وهو ما أعلنه، ليل أمس، عبر شاشة «او تي في» بأنه لن يعود الى الحكومة الا بتعيين قائد جديد للجيش ومجلس عسكري جديد ومدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي، معتبرا أن هذه المواقع كلها غير شرعية، مؤكدا أنه هو من سيسمي قائد الجيش الجديد كونه يمثل الكتلة المسيحية الأكبر في مجلس النواب، على ان توافق عليه البقية لاحقا.
واللافت للانتباه أن عون ذهب في السياسة أبعد من ذلك عندما حذر من أن تجاهل مطالبه من قبل الآخرين سيؤدي الى تصادم، وقال «نحنا مقاتلين مش قلال». وعندما قال له الزميل جان عزيز «هذا كلام كبير»، أجابه «هذا كلام كبير نعم ويمكن أن يكبر أكثر». وشنّ هجوما على «تيار المستقبل» وقيادته المقيمة والمغتربة وعلى «14 آذار» والرئيس ميشال سليمان، وقال انهم جميعا «يمثلون بلوكا واحدا، لكنهم يتوزعون الأدوار»، معتبرا أن ارتباطاتهم الخارجية «تفرض عليهم ذلك». ولوحظ أنه حافظ على نبرة هادئة مع الرئيس نبيه بري، بينما وصف مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة بأنها كانت ممتازة وتعبر عن واقعية وحكمة.
لم تأت مواقف عون من الفراغ. بدا أنه يتكئ على «فائض قوة» مستمد الى حد كبير من عناصر عدة، أبرزها خارجيا المشهد الروسي المستجد في سوريا، «لأن ما بعد التدخل الروسي غير ما قبله»، وتوقع أن تتغير خريطة المنطقة والعالم.
أما داخليا، فان «الجنرال» قد تحرر من قضية شامل روكز بتقاعده، وقبلها نجح في تأمين وراثة سلسة في قيادة «التيار» لمصلحة جبران باسيل، وأعاد تأكيد حضوره في الشارع، ناهيك عن وجود رافعة سياسية كبيرة اسمها «حزب الله» الذي تبنت قيادته ترشيح عون رئاسيا وباقي خياراته السياسية في الحكومة والمجلس النيابي كما في قانون الانتخاب والترقيات العسكرية.
على ماذا يستند «الجنرال» في قرار تعطيل الحكومة؟
يقول المحيطون بالجنرال ان الأميركيين أبلغوا السعوديين كلاما واضحا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مفاده التحذير من الذهاب في الملف اللبناني الى حيث يتكرر السيناريو اليمني أو السوري، «فتخسرون نفوذكم.. ولبنان»!
يأتي هذا الموقف الأميركي على خلفية اجهاض تسوية الترقيات العسكرية التي باركها الأميركيون ولكنهم لم يتمكنوا من تمريرها بسبب ما جرى من «توزيع أدوار» بين عدد من «صقور 14 آذار» والرئيس ميشال سليمان والنائب سامي الجميل.

النهار :

لم يعد واضحاً ما اذا كان اشتداد الأزمة الداخلية يقود الى انفراج وفق المقولة المعروفة، أو إنه سيؤدي الى "انفلاج" مع استمرار التعقيدات واستفحال المعوقات. فـ"الحكومة في موت سريري" في رأي الوزير اشرف ريفي، ولا جلسة لمجلس الوزراء بعدما أعلن العماد ميشال عون ان وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" لن يعودوا الى الحكومة قبل تعيين قائد جديد للجيش "ولي الارجحية المسيحية في تعيينه"، وتالياً فان التوقعات ان يدعو الرئيس تمام سلام الى جلسة الجمعة أو الاسبوع المقبل لحل مشكلة النفايات دخلت في علم الغيب، في ظل اعتبار عون ان لا حاجة الى الجلسة ما دام مجلس الوزراء أقر خطة الوزير أكرم شهيب في وقت سابق، مما يعطي الضوء الاخضر لتنفيذ الخطة التي اعتمدت "الشركة الحقيقية" كما صرّح الوزير شهيب لـ"النهار". وأضاف: "ان فاعليات البقاع الشمالي أبدت تعاوناً باقتراحهما أكثر من موقع تعمل اللجنة الفنية على دراستها بيئيا وجغرافيا، على ان ترفع تقريرها بتحديد الموقع المناسب لاعتماده مطمراً". وأشار الى ان العمل جار لتذليل العقبات من امام مطمر سرار في عكار.
وعلمت "النهار" أن المعطيات التي برزت في الاجتماع تفيد ان "حزب الله" قرر تسهيل مهمة الحكومة وأبلغ المعنيين عن موقعين لاختيار أحدهما مطمراً في البقاع، على ان تبدأ اليوم الدراسة البيئية في الموقعين المقترحين تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب غداً في اجتماع جديد للجنة النفايات يعقده الرئيس سلام استكمالا للبحث الذي جرى أمس.

مجلس النواب
وفي ساحة النجمة، لن تتعطل الثلثاء المقبل جلسة التجديد لهيئة مكتب مجلس النواب ولجانه بعد غياب تعدى السنة وأربعة أشهر. ومن المرجح التجديد لكل اللجان، والتغيير الوحيد في رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بناء على رغبة رئيسها النائب عبد اللطيف الزين الذي لم تعد تسعفه صحته لاداء مهماته. ومن المتوقع ان يحل النائب علي بزي مكانه.

 

عون
أما العماد عون الذي أطلّ ليل أمس عبر قناة "أو تي في"، فسجّل مواقف عدة منها: ما طوّر المشكلة هو التمديد لقائد الجيش مرة ثانية. (الوزير سمير) مقبل ومعلمه لا يعرفان كيف تحصل الترقية في الجيش ولو كان يعرف بالقانون لما كان مدّد لقائد الجيش. (الرئيس) ميشال سليمان و(النائب سامي) الجميّل هما الواجهة المسيحية لتعطيل التعيينات العسكرية. أضع ميشال سليمان وتيار المستقبل و14 آذار في خانة واحدة و هم يوزعون الأدوار في ما بينهم.

تقرير فاتيكاني
وفي موضوع غير متصل، سألت "النهار" مصدراً في البطريركية المارونية عن مضمون التقرير الذي نشرته "المركزية"، فأجاب بأنه لم يطلع عليه، ولا علم له به. وان ثمة كرادلة يزورون لبنان في مناسبات مختلفة وهم يعدون تقارير عن زياراتهم.
وكانت "المركزية" نقلت عن مصادر سياسية مطلعة أن أحد كبار الكرادلة في الفاتيكان المطلّع على الملف اللبناني زار بيروت أخيراً واجتمع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والزعماء الموارنة وقيادات لبنانية، رفع على الاثر تقريراً الى البابا فرنسيس عن نتائج اجتماعاته واتصالاته في بيروت، أطلقت عليه تسمية "التقرير الاسود" نسبة إلى ما تضمن من أجواء سوداوية عن أوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة والشغور الرئاسي طوال أكثر من سنة ونصف سنة، وفيه اشارة واضحة الى "تغييب دور بكركي واضعافها على مستوى القرار الوطني المسيحي أمام تقدم واضح للقادة الموارنة الذين يتخطونها بسبب غياب الموقف والرؤية والحزم وانحلال العصب المسيحي لدى الزعماء الموزّعي الولاء بين المكونين الطائفيين السني والشيعي وبين المحاور الاقليمية الممثلة بسوريا وايران والسعودية، مما أفقد المسيحيين دورهم الفاعل وحضورهم المميز على المستوى الوطني العام".
وبعدما يصف التقرير الوضع بدقته وتفاصيله، يقدم جملة مقترحات وخطوات عملية للحد من تغييب دور مسيحيي الشرق، تبدأ بتدعيم وضع الكنيسة المارونية لجهة استعادة دورها وتأثيرها في الشارع المسيحي والقادة السياسيين من خلال تفعيل هذا الدور والعمل السريع على انتخاب رئيس ماروني من نبض الشارع يتمتع بالعصب المسيحي والنظافة والكفاية، رؤيوي من خارج الاصطفافات السياسية ونادي القادة الاربعة، رئيس مقبول من الجميع قادر على اعادة تثبيت الحضور المسيحي في لبنان وانعكاسه على سائر دول المنطقة، وازالة حال الاحباط التي تولدت في جانب منها نتيجة العجز عن انتخاب رئيس للبنان.
واستناداً الى هذا التقرير، كثف الكرسي الرسولي اتصالاته مع فرنسا وروسيا وبعض الدول المؤثرة من أجل تسهيل انتخاب رئيس. وأثار البابا فرنسيس الموضوع مباشرة كما تقول المصادر مع الرئيس الاميركي باراك أوباما أثناء اجتماعه به في واشنطن، حيث استند في مقاربته الى مضمون التقرير المشار اليه وخطورته.
ورجحت مصادر مارونية لـ"النهار" ان يكون معد التقرير هو الكاردينال دومينيك مامبرتي الذي زار بيروت على رأس وفد فاتيكاني موفداً من البابا فرنسيس في ايار الماضي للاطلاع على الاوضاع اللبنانية وعلى سير عمل المحاكم الروحية المسيحية في لبنان.

 

المستقبل :

نام اللبنانيون أمس على وقع حفلة الشتم والقدح والذم التي أتحفهم بها النائب ميشال عون في ذكرى شهداء 13 تشرين مطلقاً العنان لترجمة فائض استقوائه بغارات «السوخوي» الروسية على سوريا بتوجيه سيل هستيري من السباب والشتائم إلى سائر المكونات الوطنية التي لا تمتثل لنزواته ورغباته الرئاسية والنيابية والحكومية والعسكرية، حتى بدا عاجزاً عن لجم لسانه وصونه من الانحدار إلى درك استخدام عبارات على شاكلة «سعدان ولقيط وأخو شليتي» في معرض تقصده إهانة الخصوم وتهديدهم بآتٍ أعظم سيبلغ حدّ «التصادم». وبما أنّ عون أكد استيقاظ «الشيطان» الكامن في داخله وأحقيته بإقامة «انقلاب» على الدولة، معلناً «طمر» الحكومة في مطمره التعطيلي حتى ترضخ أمام استئثاره بقرار تعيين قائد جديد للجيش، فإنّ جلسة الحكومة التي كشفت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنها ستلتئم يوم الجمعة المقبل لإبرام خطة النفايات إنما ستكون جلسة وداعية لمجلس الوزراء قبل انضمامه إلى «باقة» المؤسسات الرئاسية المشلولة والمختومة بشمع التعطيل «البرتقالي».
وبُعيد انتهاء اجتماع اللجنة المكلفة متابعة ملف النفايات في السرايا الحكومية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أوضح الوزير أكرم شهيب تولي وزير الداخلية نهاد المشنوق تذليل العقبات أمام تحويل مكب سرار في عكار إلى مطمر صحي، كاشفاً في سياق متقاطع مع ما تفردت «المستقبل» بنشره أمس عن تحديد أكثر من موقع في البقاع الشمالي لاختيار الأصلح بيئياً وصحياً لعملية طمر النفايات في المنطقة. وبينما تعود اللجنة للاجتماع بعد غد الخميس إثر الانتهاء من الدراسات العلمية للموقع المختار في البقاع، أفادت مصادر اللجنة «المستقبل» أنّ التقرير المتصل بموضوع تثبيت المواقع نهائياً لطمر النفايات في المناطق سيتم تسليمه لسلام خلال الاجتماع، في حين أكدت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّه في ضوء اجتماع الخميس سيوجّه رئيس الحكومة دعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الوزراء نهار الجمعة تُعنى بإتمام الترتيبات الإدارية والقانونية الخاصة بتنفيذ الخطة، متوقعةً أن تنطلق الأعمال التنفيذية للخطة بشكل فوري غداة الجلسة.
ورداً على سؤال، نقلت المصادر أنّ «حزب الله» أكد حضور وزيريه محمد فنيش وحسين الحاج حسن جلسة الحكومة المخصصة لملف النفايات الجمعة، إلا أنّ الحزب أعلم المعنيين في الوقت نفسه بأنّ وزيري «التيار الوطني الحر» جبران باسيل والياس بوصعب سيقاطعان الجلسة ربطاً بالامتعاض العوني جراء تعثر تسوية الترقيات العسكرية. 
عون يشتم ويهدد
ومساءً، حرص عون خلال إطلالة متلفزة عبر شاشته«otv» على تجسيد غضبه وامتعاضه من عدم ترقية صهره العميد شامل روكز إلى رتبة لواء، بتوجيه كمّ لافت من السباب والشتائم لخصومه السياسيين، وخصّ بالقدح والذم والتحقير بشكل خاص الرئيس ميشال سليمان ووزير الدفاع سمير مقبل الذي وصفه بـ»اللقيط السياسي» معتبراً أنّه «ما بيفهم قانون» و«ما بعرف أي سعدان» يقف خلفه. 
وفي خضم حفلة السباب والشتائم، سطّر عون جملة مواقف تصعيدية في مواجهة خصومه المفترضين قائلاً: «خلص ما بقى في حكومة» قبل إنجاز سلة تعيينات عسكرية وأمنية جديدة تشمل قائد الجيش والمجلس العسكري والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وأردف مستطرداً: «أنا القوة الشعبية أنا الشرعية أنا الأقوى مسيحياً ومن حقي تعيين واقتراح اسم القائد الجديد للجيش». ولوّح بأنّ «الخلاف هذه المرة كبير وسيصل حكماً إلى التصادم»، متهماً في سياق تصنيف علاقته مع مختلف الأفرقاء «تيار المستقبل» بالكذب والاحتيال متعرّضاً بألفاظ نابية للرئيس فؤاد السنيورة، بينما شنّ هجوماً تهكّمياً لاذعاً على «حزب الكتائب اللبنانية» ورئيسه النائب سامي الجميل باعتبار أنه «ما بتعرف شو بيطلع براسو».

الديار :

67 عامًا على النّكبة وعلى خطة «الترانسفير» أي خطة ترحيل الفلسطينيين والسّكان غير اليهود من أرضهم بغية تطبيق مخطّط «هيرتزل» بإفراغ الأرض من شعبها لتصبح «أرضًا بلا شعب لشعبٍ بلا أرض»، هذا عدا الإستراتيجيات التي اتّبعها الصّهاينة من إغراءات مادية للشعب المنكوب ليتخلّى عن هويته وتراب بلاده وإلا لقاء مصيره بالقتل في حال عدم خضوعه، ولا يزال الشّعب الفلسطيني يقاوم وينتفض على جلاّده ويقدّم آلاف الشّهداء للوصول إلى مشروع الدّولة المحرّرة من الإحتلال الغاصب.
بعد أسبوعين من الهبّة الجماهيرية في مدن القدس والضّفة، وانتشار العدوى لتصل إلى غزّة والخليل وأراضي 48، أعلنت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» حالة التّأهّب والاستنفار القصوى استعداداً لمواجهات يوم «الغضب الفلسطيني» الذي دعت إليه قوى وطنية وإسلامية وفعاليات أهلية امس في الضّفة الغربيّة المحتلة.

ـ 27 شهيدا فلسطينيا و6 قتلى من قوات الاحتلال ـ

وعقب استشهاد الطفل الفلسطيني أحمد المناصرة، (13 عاما) ـ الدرة الجديد ـ على يد جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد وهو يستغيث بمدينة القدس المحتلة، اشتعلت الانتفاضة بالقدس لتتحول لعمليات انتقامية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث لقي 6 مستوطنين مصرعهم، وأصيب نحو 20 آخرين بجروح، إثر 3 عمليات وقعت في القدس وتل أبيب، صباح امس الثلاثاء، فيما استشهد 3 فدائيين وأصيب رابع نتيجة العمليات التي كانت إحداها داخل أتوبيس إسرائيلي.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن شابين استقلا أتوبيسا للمستوطنين في القدس المحتلة، ثم شرع أحدهم بطعن ركابها والآخر بإطلاق النار عليهم، ما أدى لمصرع مستوطنين وإصابة حوالى 20 آخرين، عدد منهم وصفت جروحهم بأنها خطيرة.
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مقتل أحد المنفذين واعتقال الآخر، وقد أكدت صورة أن أحدهما اعتقل حيا بالفعل وطرح أرضا بعد تقييده، قبل أن يتم الإعلان عن استشهاده، وهو ما يؤكد إعدامه ميدانيا بعد اعتقاله.
وكشف فيديو نشرته الصحيفة العبرية عقب عملية الأتوبيس بالقدس المحتلة عددا من المستوطنين يتوعدون بعمليات انتقامية ضد الفلسطنيين، وهم يرددون عبارات مسيئة للعرب والمسلمين قائلين: «الموت للعرب» و«الموت للإسلام». فيما ذكرت مصادر فلسطينية لوكالة «قدس نت» الإخبارية الفلسطينية، أن منفذي العملية شابين من جبل المكبر في القدس، وهما الشهيدان بهاء عليان وبلال غانم.
العملية الثانية بالقدس المحتلة وبعد وقت قصير جدا من العملية الفدائية بالأتوبيس الإسرائيلي في حي الملوك بالقدس المحتلة، دهس شاب فلسطيني مجموعة من المستوطنين متسببا بمقتل أحدهم وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، قبل أن تؤكد مصادر فلسطينية أن الفدائي منفذ العملية هو علاء أبو جمل، وهو ابن عم الشهيدين غسان وعدي أبو جمل منفذي عملية قتل خمسة حاخامات في كنيس يهودي أواخر العام الماضي. وأظهر فيديو محاصرة مجموعة من عناصر شرطة الاحتلال لعلاء بعد ترجله منها، فيما كان هو يقول لأحد عناصر الشرطة، «طخ بدي أموت طخ»، ليتم إطلاق النار عليه ومنحه الشهادة التى طلبها. العملية الثالثة بتل أبيب وكانت ثالث العمليات في منطقة «رعنانا» بمدينة تل أبيب، حيث هاجم شاب بسكين مجموعة من المستوطنين متسببا بإصابة اثنين منهم أحدهما جروحه خطيرة، قبل أن يتم اعتقال الشاب دون أن يعرف وضعه الصحي حتى الآن أو هويته.
ووقعت هذه العملية بعد نحو ساعة من اعتداء مستوطنين على الشاب طارق دويك من منطقة «الرام» في المنطقة نفسها، وقد زعمت قوات الاحتلال حينها أن الشاب طعن مستوطنين، وهو ما نفته تماما الصور والفيديوهات الواردة من المنطقة. وأعلنت قوات الاحتلال بعد العمليات الثلاث إغلاق الشارع الرئيسي السريع بين القدس وتل أبيب، كما تم الإعلان عن إغلاق عدد من البلدات التي تسكنها أغلبية فلسطينية شرقي القدس المحتلة، فيما دعا رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات لفرض حظر التجول فى المدينة المقدسة. ذروة الانتفاضة فيما قالت قناة«i24news» الإسرائيلية، إن عمليات عديدة تتوالى في مدينة القدس المحتلة وفي مدن إسرائيلية أخرى منذ ساعات الصباح وعلى ما يبدو فإن هذا اليوم لغاية الآن سجل أكبر عدد من العمليات التي ينفذها مهاجمون فلسطينيون بشتى الوسائل منها عمليات الطعن ومنها عمليات الدهس وإطلاق النار. وأعلنت فرق الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داوود الحمراء» عن تفعيل نظام «عمليات كثيرة المصابين» في القدس، وذلك لأول مرة منذ سنوات، ما يعني وجود الكثير من الإصابات. من جهة أخرى تنوي الشرطة الإسرائيلية اليوم تقديم مشتبهة فلسطينية على القضاء الإسرائيلي فى القدس متهمة بمحاولة تنفيذ عملية طعن على خلفية قومية أمس الاثنين في القدس الشرقية، لتمديد اعتقالها حتى انتهاء الإجراءات القانونية بحقها وفق ما ينص عليه القانون الإسرائيلي وفق ما جاء في بيان من الشرطة. وكان قد تم تنفيذ 4 عمليات طعن في القدس الشرقية، أدت إلى مقتل فلسطينيين اثنين، وإصابة اثنين آخرين بجروح، فيما جرح 4 إسرائيليين نتيجة تعرضهم للطعن بينهم إصابتان خطيرتان. انتفاضة جديدة وفي السياق نفسه، قالت وكالة «رويترز» للأنباء، خلال تقرير لها حول الانتفاضة، إن هجمات الطعن اليومية تقريبا أثارت القلق من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة رغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبا بالتزام الهدوء إلا أنه ليست هناك مؤشرات على تراجع المواجهات. وشددت إسرائيل على تعزيزات الأمن في القدس، حيث وقع الكثير من حوادث الطعن، حيث قتل ستة إسرائيليين وأصيب العشرات في تبادل لإطلاق النار وهجمات بالسكاكين ورشق بالحجارة. استشهاد 27 فلسطينيا منذ انطلاق الانتفاضة بداية أكتوبر وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية برام الله استشهاد 27 فلسطينيا بينهم 9 أطفال في موجة هجمات وإجراءات أمنية بدأت قبل نحو أسبوعين واشتدت لأسباب من بينها غضب المسلمين من تزايد زيارات اليهود لحرم المسجد الأقصى في القدس. ودعت جماعات فلسطينية من بينها حركة فتح وحركة حماس إلى «يوم غضب» فى عموم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية اليوم الثلاثاء، ودعا زعماء عرب إسرائيل ـ عرب 48 - إلى إضراب تجاري في مدنهم وقراهم.

 

الجمهورية :

مع بدء العدّ العكسي لتنفيذ الاتفاق النووي بعد مصادقة مجلس الشورى الإيراني عليه، وفي غمرة توتّر العلاقة بين الرياض التي يزورها النائب وليد جنبلاط ومعه الوزير وائل أبو فاعور ونجله تيمور، وطهران التي يُجري فيها وزير الخارجية جبران باسيل محادثات يوم السبت المقبل مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وكبار المسؤولين، بدا أنّ الأزمة السياسية في لبنان مرشّحة لمزيد من التفاقم، بعد سقوط التسوية في ملف الترقيات، واستمرار تبادل الاتهامات حول مسؤولية مَن أسقَطها. وفيما كانت الآمال معلّقة على جرعة أوكسيجين تنعِش الحكومة التي تحتضر وتطلق عملها مجدداً، أعلن رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» عدمَ عودة «التكتل» إلى الحكومة قبل تعيين قائد جيش ومجلس عسكري جديد، وذلك بعد ساعات على إعلان«التكتّل» أنّ نوابه سيشاركون في جلسة انتخاب هيئة مكتب مجلس النواب، وأعضاء اللجان النيابية، التي دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقدها الثلثاء المقبل. إلّا أنّ التكتّل حرص على توضيح أنّ مشاركته هذه تندرج ضمن إجراءات الضرورة، للتعامل مع المجلس النيابي، بانتظار تصحيح التمثيل ميثاقياً ودستورياً». ما كان متوقّعاً في تظاهرة 11 تشرين أعلنه العماد عون أمس في مقابلته التلفزيونية، فأكّد أن «لا عودة إلى الحكومة قبل تعيين قائد جيش ومجلس عسكري جديد»، وبالتالي أبدى تمسّكه بهذا المطلب على رغم خروج العميد شامل روكز من الخدمة العسكرية، ما يؤشّر بوضوح إلى تحويلها معركةً شخصية مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، في محاولة متكرّرة لإزاحته من حلبة المنافسة الرئاسية، ولكنّ عون لفتَ في الوقت نفسه إلى أنّه «محكوم عليه البقاء في الحكومة والمجلس النيابي بسبب الفراغ الرئاسي حتى إشعار آخر»، إنّما لن يشارك في جلسات الحكومة، وفي طليعتها جلسة النفايات، إذا دعا إليها رئيس الحكومة تمام سلام، فقال: «لن أشارك في هذه الجلسة، ولكن لن أعطّلها، وخطة النفايات لا تحتاج إلى العودة لمجلس الوزراء».
فلقد وجد عون أنّه لا يستطيع تمرير سقوط التسوية من دون تسجيل أيّ موقف سياسي، وهذا الموقف هو الحدّ الأدنى الذي باستطاعته اتّخاذه في ظلّ قواعد اللعبة التي يتمسّك بها حليفه «حزب الله» والمرتكزة على ترسيخ الاستقرار واستمرار الحكومة والحوار بغية التفرّغ لقتاله السوري الذي دخل في مرحلة جديدة وحسّاسة مع انتقال قوّاته إلى إدلب، فقرّر تعليق مشاركته من دون أن يكون هذا التعليق عائقاً أمام التوافق السياسي في ملفات محدّدة على غرار النفايات، ما يعني مجرّد خطوة شكلية.
التسوية السياسية سقطت وأصبحت من الماضي. المطلب الجديد لعون غير قابل للتحقّق، وهو شكلي لحفظ ماء الوجه والقول إنّ معركته مبدئية لا شخصية. إهتمامات كلّ القوى السياسية عادت لمتابعة تطوّرات الأحداث السورية مع الدخول الروسي إلى الساحة السورية، وبالتالي تجميد كلّ الخطوات السياسية بانتظار تطوّرات الميدان السوري.
الحيوية السياسية تبدأ بالعودة التدريجية في اللحظة التي يتيقّن فيها الجميع في لبنان أنّ موازين القوى السورية أكبر من قدرة موسكو على تغييرها، كونها موازين دولية وإقليمية، فيما أكثر ما باستطاعة روسيا فعله هو حماية النظام السوري من السقوط.
وإنْ دلّت المعركة التي خاضها عون تحت عنوان التعيينات العسكرية على شيء، فعلى أنّ هناك مروحة ضوابط وخطوط حمر ممنوع تجاوزها. وعلى رغم ترقّب الجميع للمشهد السوري والمخاوف من التداعيات الأمنية كنتيجة طبيعية لدخول عوامل جديدة في المعركة السورية وتوقّع ارتفاع منسوب التطرّف، فإنّ الإيجابية التي تحوّلت إلى ثابتة مع الحرب السورية هي أنّ التسخين السوري يقابله تبريد سياسي في لبنان. ولذلك، فإنّه مهما اشتدّت الأزمة السياسية وتعقّدت سيبقى الاستقرار في لبنان خطاً أحمر دولياً، إقليمياً ومحلياً.
عون
قال عون في مقابلة مع قناة الـ»أو تي في» في برنامج «بلا حصانة» للزميل جان عزيز: «لم أتّخذ القرار النهائي بشأن طاولة الحوار، ولا يمكننا ترك الحكومة لأنّه لا يمكننا إسقاطها، وعندما نكون في الداخل يمكننا تعطيل القرارات السيّئة، وفي مجلس النواب الوضع مشابه للحكومة، وإذا استقلنا من المجلس سيكملون باتّخاذ القرارات من دوننا، وإذا وصلنا إلى مرحلة تركِ الحكومة والمجلس النيابي، عندها ستصبح الأمور مختلفة والتعاطي على الأرض سيختلف».
ورأى أنّه «طالما الحالة شاذّة في الدولة لا يمكننا القبول بها، فالدولة تتفكّك، وهناك إصرار على البقاء في الوضع غير الشرعي». وأكد أنّنا «نريد قيادات أمنية شرعية، وما طوّر المشكلة هو التمديد لقائد الجيش مرّة ثانية»، وقال: «الوزير سمير مقبل ومعلّمه لا يعرفان كيف تحصل الترقية في الجيش، ولو كان يعرف بالقانون لما كان مدّد لقائد الجيش، وأضع ميشال سليمان وتيار المستقبل و»14 آذار» في خانة واحدة، وهم يوزّعون الأدوار في ما بينهم».
وقال: «يريدون تشريكنا في موضوع النفايات، أمّا في موضوع التعيينات العسكرية فيتمّ تجاهل رأينا»، وشدّد على ضرورة إقرار «قانون انتخابات على قاعدة النسبية، وانتخاب رئيس قوي يمثّل شعبَه، ونرفض الرئيس الدمية، فلا مساومة في الموضوع الرئاسي، وأنا من يمثّل المسيحيين».
جنبلاط
إلى ذلك، قالت مصادر اطّلعَت على الظروف التي رافقت زيارة جنبلاط الى الرياض لـ»الجمهورية» إنّه سبق له أن طلب موعداً للقاء المسؤولين السعوديين قبل فترة طويلة، لكنّ انشغالات القيادة السعودية بملف اليمن وأحداث الأزمة السورية لم تسمح بمثل هذه الزيارة.
وأوضحت المصادر أنّ اللقاءات ستشمل كبار المسؤولين السعوديين العائدين في الساعات الماضية من موسكو وباريس الى المملكة وسيناقشون مع جنبلاط مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، ولا سيّما الأزمة السورية وتداعياتها على دوَل الجوار السوري، ولبنان واحد من هذه الدول.
وأشارت المصادر الى أنّ الرئيس سعد الحريري الذي كان في جدّة خلال عطلة نهاية الأسبوع انتقل إلى الرياض أمس، ولم تستبعد أن يعقد لقاء بينه وجنبلاط عقب تجدّد الاتصالات بينهما منذ فترة بعيدة، وذلك للتشاور في جديد الأزمات المحلية، من ملف النفايات إلى الوضع في سوريا.