هي إنتفاضة القدس إستطاعت أن تثبت وجود المرأة العربية كمناضلة وهي فلسطين أم العروبة التي أثببت المرأة فيها حقوقها المهدورة كأنثى لها كيانها، تملك القوة للدفاع عن وطنها والجبروت لتتحدى ظلم العدو الإسرائيلي.

ففي زمن التحرر والحرية وفي زمن أصبحت فيه المرأة العربية أو الغربية سلعة تستخدم لجذب الأنظار وزيادة المبيعات أو جسد تتسارع وسائل الإعلام إلى التركيز عليه  لجذب المزيد من الجمهور، إختارت المرأة الفلسطينية أن تحمل سلاحها  الأبيض والحجري  وتفتخر بقتالها إلى جانب إخوانها.

وإن كان للمرأة العربية منذ القدم مواقف إستطاعت أن تغير فيها مجرى التاريخ إلا أنه في الوقت الراهن تنتظر إعلانا يعرض مفاتنها أو ربما تبالغ بالكلام عن الدفاع عن حقوق المرأة وبالعدالة مع الرجل لتعيش بكرامة عبر جمعيات تندد بالعنف وبحق المرأة إلا أن هذا كله لا يساوي شيئا بل يندمل أمام وقفة عز لفلسطينية تواجه الموت لأجل حريتها وحرية أولادها وأبنائها. وإن عدنا بالزمن إلى الوراء نجد أن شيم النصر مرسومة على جباه هؤلاء الفلسطينيات بدءا من شادية أبو غزالة التي فجرت نفسها في تل أبيب بتشرين الثاني 1968حتى انتفاضة السكاكين الحالية والتي نشهد بها نساء ينفذن عمليات الطعن إسوة بالرجال.

.إذًا، أثبتت فلسطين أن المراة تستطيع ان تكون جزءا من بناء الوطن الحر المستقل وأثبتت المرأة العربية المعاصرة  أنها ليست فقط مركزا لإشباع الشهوات أو سلعة يتم شراءها إنما هي الوطن بحد ذاته.  

(خديجة قمر)