كيف يمكنكم اكتشاف أنكم تعانون من الاكتئاب؟ وما الذي يميز هذه الحالة النفسية عن أيّ شعور عابر كالحزن أو اليأس.

لمساعدتكم على الإجابة على هذين السؤالين، سنقدّم 10 عوارض تحذيرية.

إذا كان الشعور بالحزن والتعب النفسي في بعض الأحيان طبيعياً، ينبغي القلق عندما تتطور هذه الحالة لتعيق الحياة اليومية.

فعندما يُستعصى الاستيقاظ صباحاً ويتكرر ذرف الدموع من دون سبب وتكثر الأفكار السوداوية، نحن نتحدث عن اكتئاب.

والاكتئاب أحد الأمراض النفسية الأكثر انتشارًا في العالم، فبحسب تحقيق أجراه معهد الوقاية والتربية الصحية الفرنسي في العام 2005، اختبره 8 في المئة من الفرنسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و75 عاماً في خلال السنة التي سبقت التحقيق، واختبرته أيضاً نسبة 19 المئة من السكان من الفئة العمرية نفسها أو ستختبره في وقت لاحق من حياتها.

وبالرغم من أنّه غالباً ما يُشخص الاكتئاب بشكل خاطئ أو يقلِّل المجتمع من أهميته، ينبغي أن يتابع مختصون المصاب ووصف الأدوية له عندما يكون حجم المعاناة كبيراً جدًا، كما تفيد المحللة النفسية الفرنسية، لورا جيلان معدِّدة العوارض التحذيرية التي تختلف وفقاً للمصاب.

1. شعور غامر بالحزن

 

الاكتئاب ليس غيمة صيف عابرة، بل "إحساس بالفراغ"، فتصفه إحداهن بالوقوع في بئر عميق لا ينتهي، مشيرة إلى أنّها شعرت بأنّها وحيدة وأنّ العالم من حولها عدائي لا يمكنها مواجهته.

2. فقدان الاهتمام بمصادر المتعة اليومية

 

بحسب جيلان، يفقد المريض اهتمامه بالمصادر التي وفرت له المتعة اليومية سابقاً، فتؤكد إحداهن أنّها فقدت الرغبة في القيام بشيء رويداً رويداً، بعد أن كانت ممن يحبوا الحياة ويستمتعوا بأبسط ما فيها. ولفتت أخرى إلى أنّها كانت تذكر هذا الاحساس بالمتعة لكنها لم تقدر على اختباره مجدداً، وأنّه شمل أيضاً فقدانها الرغبة الجنسية.

3. اضطرابات في الشهية

 

يمكن أن تظهر الاضطرابات في الشهية على شكل خسارة في الوزن أو العكس، فإما لا يشعر المصاب بالرغبة في تناول الطعام أو يصبح وسيلته للشعور بالراحة. فتؤكد مريضة أنّها كانت تأكل الشوكولا وكلّ ما هو حلو المذاق، فازداد وزنها 10 كيلوغرامات في 6 أشهر، في المقابل، خسرت أخرى نسبة كبيرة من وزنها لأنّها لم تشعر بالجوع أبداً.

4. اضطرابات في النوم

 

وهنا يمكن للنوم أن يتأثر بطرق مختلفة، فقد يشكل ملجأ للبعض، أيّ طريقة للهرب من الواقع، إلاّ أنّ هذا النوع لا يريح المريض، والعكس صحيح.

5. تغير في الطاقة والنشاط

 

تفيد إحدى المصابات بالاكتئاب سابقاً أنّه قبل مرضها كانت نشيطة بل نشيطة جداً، إلاّ أنّها فقدت طاقتها كلّها وتوقفت عن بذل مجهود في العمل والمنزل.

وعلّقت جيلان بالقول إنّ أنّ النقيضين ممكنان، فيمكن الاحساس بالامبالاة أو بالنشاط الزائد.

6. بطء في التفكير

 

يمكن أن يسبب الاكتئاب صعوبة في التفكير والتركيز، بسبب التعب وقلة النوم وانخفاض الناقلات العصبية كالدوبامين والسيروتونين. فأقرّ صحافي أصيب بالاكتئاب، أنّه توقف عن إيجاد الكلمات وانقطع حبل أفكاره في خلال إجراء المقابلات، ووصف نفسه بأنّه كما لو كان يعمل بحركة بطئية.

7. عدم تقدير النفس

 

وتحلل جيلان معتبرة أنّه نتيجة وليس عارضاً، وتضيف أنّ المجتمع ينظر إلى الاكتئاب باعتباره ذنباً ما وفقداناً للقدرة على تقدير الذات.

8. أفكار سوداوية

 

فيفيد أحد الذين عانوا الاكتئاب أنّه بالرغم من أنّه لم يفكر بالانتحار يوماً، اجتاحت الأفكار السوداوية رأسه، كالخوف من عدم القدرة على الاحساس بالسعادة مجدداً وخسارة عمله وعدم شفائه.

9. شعور بالتعب غير المبرر

 

تستشهد مصابة قائلة إنّها لم تشعر بهذا الكم من التعب في حياتها، وأنّها اعتقدت أنّها تعاني مرضاً عضالاً وأنّه عليها الخضوع للتحاليل والفحوصات المختلفة قبل أن تدرك أنّ ما تعانيه كلّه في رأسها.

10. عوارض جسدية

 

يكون الاكتئاب ماكراً أحياناً، فيتحدث اللاوعي عبر الجسد، كآلام الرأس والظهر ومشاكل الهضم، وانخفاض قوة جهاز المناعة بحسب جيلان.

وفي الختام، لفتت المحللة النفسية إلى أنّه يؤسفها الاعتقاد أنّ علاج الاكتئاب ينتهي بوصف مضادات الاكتئاب التي تكون أحيانًا ضرورية، لا سيّما في الحالات المزمنة، لكنّها تراها تخنق الأحاسيس بطريقة ما أو بأخرى.

في المقابل، تعتقد أنّه يمكن بفضل العلاج، السعي إلى فهم ما تعنيه مرحلة كهذه واستعاب سبب المرور بها. إذ يمكن بهذه الطريقة أن تختفي هذه العوارض بشكل نهائي، معتبرة أنّ هذه رحلة مؤلمة وقد تطول، إلاّ أنّها أكّدت أنّها ستفضي إلى اكتشاف الذات، لأنّ خطر الانتكاس يزيد عند تناول مضادات الاكتئاب التي تعالج العوارض وليس السبب.

 

24