تعثّر طاولة الحوار فنقاش حول صفات شخص كل فريق يريده على قياسه , الحراك يحشد اليوم

 

السفير :

عشر سفن ومدمرات روسية قبالة السواحل السورية. الأسطول الروسي الأكبر منذ عقدين يحتشد لنقل الحرب الصاروخية، من قزوين إلى البحر المتوسط.
الرسائل الروسية «الصاروخية» العابرة للقارات، والتي انطلقت من أربع سفن روسية على الساحل الشرقي لبحر قزوين، أضافت إلى العاصفة الروسية التي تهب على المشرق العربي، بعداً قارياً وحدودياً روسياً مباشراً.
وتقول مصادر روسية إن الصواريخ الستة والعشرين، التي عبرت 1500 كيلومتر، وأجواء إيران والعراق، قبل تدمير 11 هدفاً لتنظيم «داعش» في الشرق السوري، هي الوجبة الأولى من سلسلة وجبات أخرى، يعتزم الروس استخدامها كلما دعت الضرورات التكتيكية إليها، لضرب أهداف معقدة ومحصنة في منطقة الرقة وحلب وادلب.
وكان تنظيم «داعش» والمجموعات المسلحة قد أعادوا، إثر الموجة الأولى «لعاصفة السوخوي»، نشر قواتهم ومخازن أسلحتهم وذخائرهم، استعداداً لحرب طويلة. وتنضم الصواريخ الروسية العابرة للقارات إلى الحرب على الإرهاب في سوريا، من بوابة توزيع الرسائل والتحذيرات، التي لم تتوقف منذ الإعلان عن الانخراط الروسي في سوريا، باتجاه تركيا والسعودية والولايات المتحدة، والقوى الإقليمية المتورطة في الحرب على سوريا، ومن بوابة الطمأنة، باتجاه الحلفاء.
إذ لا مبرر تكتيكياً لاستخدام هذه الصواريخ «الجوالة» التي تطير على ارتفاع منخفض، متبعة تضاريس الأرض التي تحلق فوقها، بسبب كلفتها العالية بالمقارنة مع ضربات القاذفات المقاتلة من «السوخوي 24 و25»، التي تصطف على مسافة أقرب إلى الرقة، من بحر قزوين، على مدرج مطار حميميم. وكان بوسع الروس ضرب الأهداف نفسها في الرقة وحلب وادلب بصواريخ طائراتهم الموجهة بالليزر، والتي تتمتع بدقة أكبر في إصابة أهدافها.
ويعكس اختيار الصواريخ البعيدة المدى على «السوخوي» لضرب هذه الأهداف، قراراً روسياً بمواصلة استعراض الإرادة الروسية بحشد كل الإمكانيات في المعركة، وتوجيه رسائل تندرج في إطار عملية تحييد القوى الإقليمية، وشد عصب الأصدقاء أكثر مما تندرج في إطار عمليات تكتيكية. وتحمل صواريخ قزوين رسالة إلى الأتراك مع احتدام النقاش، واحتجاج أنقرة على الاختراق المتكرر لـ «السوخوي» الروسية، المقصود، لأجواء الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، ومفادها أن الروس سيواصلون غاراتهم من دون توقف لتحقيق أهدافهم بتدمير البنى التحتية للتجمعات التي تموّلها وتسلحها تركيا والولايات المتحدة، وأن تقريب تجمعات المعارضة من المعابر والحدود التركية - الأطلسية لم يثنِ «السوخوي» عن ضرب أهدافها.
وتحمل الحرب من مياه قزوين على «داعش» في الرقة السورية رسالة إلى الداخل الروسي. إذ يحوّلها إطلاق الصواريخ من المياه الإقليمية الروسية، ومن بوارج البحرية أحد أكثر أسلحة الجيش الروسي رمزية، إلى حرب «وطنية» يشنها الروس من أرضهم وبحرهم مباشرة ضد «الجماعات الإرهابية» في سوريا.
ويقول ديبلوماسي غربي، التقى مسؤولاً أمنياً روسياً كبيراً أمس، إن العمليات الروسية ستتصاعد وتيرتها وتستمر خلال الشهرين المقبلين من دون توقف، مع إقفال كل المسارات السياسية، والتفرغ لإجراء تعديلات جوهرية، على ميزان القوى في سوريا. ويقول المسؤول الروسي إن معادلة توزيع السيطرة التي فرضها الأتراك والسعوديون قد انتهت، وان الجيش السوري سيحشد أكثر من 120 ألف مقاتل في أربع فرق من الجيش، في عمليات تتركز على استعادة مدن وبلدات في جبهات حمص وحلب وحماه وادلب، وتأمين الطرق الإستراتيجية بينها، وصيانة ممرات إمداد الجيش.
ويتوقع الروس أن يسيطر الجيش السوري وحلفاؤه على مناطق جديدة خلال الشهرين المقبلين، بعد اختبار التنسيق بين البر السوري والجو الروسي في العمليات التي بدأت على نطاق «اختباري» في ريف حماه الشمالي. إذ شن الجيش السوري في هذه المنطقة، هجومه البري الأول بتغطية جوية روسية كثيفة، واستطاع استرجاع 70 كيلومتراً على محور مورك، و20 كيلومتراً على محور قلعة المضيق في اليوم الأول من المعارك. وتتجه قواته شمالا نحو تلتي الصياد والهواش، التي ستمكنه السيطرة عليهما من نشر نيرانه على كامل الريف الجنوبي لإدلب، ودعم الجناح الشرقي لقواته في سهل الغاب، وتسهيل عملية محتملة نحو جسر الشغور.

النهار :

حال الاستغراق الفائض في ملف المواصفات الرئاسية الذي تحول غطاء للسير على قارعة أزمة الفراغ الرئاسي دون استكمال ثلاثية جلسات الحوار في مجلس النواب، فتجنب رئيس المجلس مزيداً من "العصف الفكري" وألغى اليوم الثالث الذي كان مقرراً اليوم مرحّلاً الجلسة المقبلة الى ما بعد عودته من رحلته الى رومانيا وجنيف الاسبوع المقبل، وحدد موعداً جديداً للحوار في 26 تشرين الاول الجاري.
واذا كان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أجمل خلاصة مأزق الحوار بقوله "لا نستطيع أن ننتخب رئيساً من دون سلة متكاملة"، ملمحاً الى الانقسام العمودي بين فريقي 14 آذار و8 آذار ليس في حوار المواصفات فحسب بل في كل الملفات المتصلة بالازمة الرئاسية والسياسية كلاً، فإن الملفات التي كانت عالقة على ضفاف الحوار مثل تسوية الترقيات العسكرية وانعقاد مجلس الوزراء لم تجد سبيلاً واضحاً الى المخارج، اذ بدت تسوية الترقيات كأنها سقطت نهائياً، في حين برزت ملامح حلحلة في امكان عقد جلسة لمجلس الوزراء تخصص لملف معالجة النفايات حصراً ولكن لم يبت هذا الاتجاه بعد.
وعلمت "النهار" أن جلسة الحوار النيابي الختامية أمس أقفلت على أوراق خطية قدمها أقطاب الحوار وضمنوها تصوراتهم لمواصفات الرئيس الجديد للجمهورية بناء على اقتراح من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعد ملاحظات من أصحاب الاوراق قرر الرئيس بري الاستغناء عن الجلسة التي كانت مقررة اليوم كي ينصرف الى جوجلة الافكار الواردة في الاوراق واستخلاص قواسم مشتركة منها وتحديد ما هو موضع تباين كي يعود المتحاورون في 26 من الجاري الى مناقشتها. واسترعى الانتباه موقف بري الذي أدلى به أمس تعقيباً على موقف رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة عن أولوية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، فقال رئيس المجلس إن هذا البند له الاولوية ولا يتقدم عليه أي بند آخر. وأبلغ أحد المتحاورين "النهار" أن ثمة عناصر لافتة في موقف "التيار الوطني الحر" وقد أدلى به النائب ابرهيم كنعان نيابة عن العماد ميشال عون الذي تغيّب لأسباب صحية. وفي هذا الموقف أن المطلوب الرجوع الى الناس لتقدير الأحجام ولا مانع من إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية. واعتبرت مصادر المشاركين من 14 آذار في الحوار أن إرجاء الحوار كان لـ"أسباب تقنية"، ودعت الى انتظار نهاية مرحلة القواسم المشتركة "كي نذهب الى مرحلة المرشحين الذين تنطبق عليهم المواصفات والوقوف على برامجهم ليتم اختيار أحدهم على هذا الاساس".
وأوضح الرئيس نجيب ميقاتي "أن الاجواء ايجابية وقد حصل تقدم كبير بين الجلسة الأولى وجلسة اليوم، ولكن لا يمكننا ان ننتظر نتائج سريعة لأن المسار طويل". وسئل عن ارتباط تأجيل الحوار بتعطل جلسات مجلس الوزراء، فأجاب: "لا يجوز أن نخلط الامور بعضها بالبعض، فطاولة الحوار لديها مهمة محددة، والحكومة نتمنى ان تأخذ دورها، وجميعنا ندعم الرئيس سلام في مهماته ودوره كرئيس لمجلس الوزراء".

الترقيات... سقطت؟
وفي ما يتعلق بالترقيات، علمت "النهار" ان رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية طالب بإقرار تسوية الترقيات لما لها من انعكاسات مسهلة لامور أخرى. وسانده تباعاً كل من النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان. كما ان الرئيس بري أوضح انه تحدث مطولاً في هذا الموضوع مع رئيس الوزراء. وأشار سلام من جهته الى انه حريص على التوافق العريض، موضحاً ان موضوع الترقيات غير مرتبط بمجلس الوزراء بل بمرسوم يصدر عن وزير الدفاع ويوقعه الوزراء الـ 24. عندئذ وقف النائب ابرهيم كنعان وقال إنه سيغادر الجلسة إذا استمر عرض الموضوع، مشيراً الى أن "التيار الوطني الحر" غير معنيّ به. وغادر كنعان الجلسة الى حين إنتهاء المداخلات على هذا الصعيد. كما برز اتجاه الى احتمال نقل مكان الحوار الى عين التينة اذ اوضح النائب الكتائبي ايلي ماروني ان الرئيس بري استجاب هذا الطلب "لكي لا نعطل وسط بيروت".
أما في ما يتعلق بعقد جلسة لمجلس الوزراء، فتلقى الرئيس سلام اشارات ايجابية الى امكان عقدها على ان تكون مخصصة للنفايات فقط، وسط تعهد من جميع الاطراف لحضورها بإستثناء "التيار الوطني الحر" الذي لن يكون غيابه حجر عثرة أمام ما ستتخذه الحكومة كما نقل عن اوساط "حزب الله". وعلمت "النهار" ان توقيت دعوة الرئيس سلام الى عقد الجلسة مرهون بنتائج المشاورات التي يجريها مع وزيري الداخلية والزراعة نهاد المشنوق وأكرم شهيّب وما إذا كان الامر يتطلب العودة الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات.
وفي مؤشر واضح لانسداد الافق أمام تسوية الترقيات العسكرية، أكد مصدر قريب من الرابية لـ"النهار" ان تسوية الترقيات سقطت وان العماد عون لم يطلب تسوية أصلاً بل طالب بحل قانوني، مشدداً على مبدأ التعيين، "علماً انه يعرف جيداً منذ البداية انهم يماطلون كي نصل الى 15 تشرين الاول تاريخ تسريح العميد شامل روكز". واضاف المصدر ان "التسوية التي سوقوها أصبحت خلفنا وبالتالي لا تفعيل لعمل الحكومة خارج الآلية المتفق عليها اي الاتفاق المرن وتحقيق الشركة ولا تشريع للضرورة".

 

المستقبل :

في المشهد السياسي العريض، ودرءاً للنزعات الفتنوية المدمّرة والنيران المذهبية المستعرة فعلاً وقولاً في أداء ومنهجية «حزب الله»، برز أمس تصدي الرئيس سعد الحريري لقلب الحقائق والتحريض المعيب في الكلام المنسوب لأمين عام الحزب حول دور المملكة العربية السعودية في حرب تموز، معرباً عن أسفه لبلوغ السيد حسن نصرالله درك استغلال مناسبة تتصل بذكرى عاشوراء «ليحفر في أعماق الفتن». أما في مشهدية الحوار الوطني المنعقد على ذمة البحث عن سبل تحرير الرئاسة الأولى من قيود التعطيل، فقد توغّل المتحاورون أمس في «مواصفات» الرئيس العتيد واستغرقوا في وصفه كلٌّ حسبما يراه من منظاره السياسي، في وقت لا تزال تسوية الترقيات العسكرية تترنّح تحت وطأة إشكالية رفض وزير الدفاع سمير مقبل تكريس التسوية باقتراح مرسوم الترقيات، الأمر الذي رفع منسوب التهديد والوعيد على جبهة «الرابية» ولوّحت مصادرها عبر «المستقبل» بتعطيل «شامل» آتٍ لا محالة في حال عدم التوصل إلى اتفاق سياسي يتيح إقرار ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء قبل إحالته للتقاعد. إذاً، سلّم أفرقاء الحوار أمس مواصفاتهم المكتوبة لرئيس الجمهورية المنشود، وأوضحت مصادر المتحاورين لـ«المستقبل» أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ونتيجة اضطراره للسفر إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، حدد السادس والعشرين من الجاري موعداً جديداً لاستئناف جلسات الحوار على أن يُصار في الأثناء إلى درس القواسم «الرئاسية» المشتركة بين المتحاورين للتأسيس عليها، وحصر نقاط الخلاف بينهم لمحاولة تذليلها توصلاً إلى إيجاد نواة صيغة رئاسية توافقية وعرضها للنقاش على طاولة الحوار.
وعن مجريات جلستي الصباح والمساء في ساحة النجمة كما نقلتها المصادر، فلا تزال أولوية الرئاسة صامدة على جدول بنود الطاولة بفعل صمود قوى الرابع عشر من آذار في مواجهة محاولات قوى الثامن منه استنزاف النقاش الرئاسي وإغراقه في دوامة الوصف والوصف المضاد للرئيس تمهيداً لإفراغه من جدواه وفرض انتقال الحوار إلى «سلة» أولويات مختلفة بغرض التهرّب من بتّ البند الرئاسي. وفي هذا السياق، كان جواب موحّد قاطع من قوى 14 آذار أبدت فيه تمسكها بالأولوية الرئاسية رداً على محاولات الالتفاف عليها بذريعة أنّ استنفاد البحث في مواصفات الرئيس يوجب الانتقال إلى بنود أخرى تتصل بقانون الانتخابات النيابية ودراسة مبادئ النسبية الواجب اعتمادها فيه. 
وفي تفاصيل النقاشات التي دارت على الطاولة، أنّ رئيس المجلس النيابي أكد أحقية عدم تقدم أي موضوع على مسألة رئاسة الجمهورية، حتى أنّ ممثل رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» في الحوار النائب ابراهيم كنعان تعاطى مع طرح قانون الانتخابات النيابية قبل الرئاسية على قاعدة كونه «خياراً وليس شرطاً». 
بدوره، لفت رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط انتباه المتحاورين إلى أنّ «الرئيس القوي» ليس بالضرورة أن يكون قوياً بصفته التمثيلية الطائفية إنما بصفته التمثيلية الوطنية، داعياً في الوقت عينه «طالما أنه من الواضح عدم وجود حل في الأفق الرئاسي إلى الانتقال لبحث قانون النسبية الانتخابي»، كما طالب بتحييد المواضيع الخلافية بين الأفرقاء كموضوع سلاح «حزب الله» ومفهوم المقاومة الذي ينظر إليه البعض على أساس وجوب اقتصاره على مواجهة إسرائيل بينما البعض الآخر يراه غير ذلك. 

الديار :

على جبهة طولها 90 كلم وعمقها 60 كلم بدأ الجيش العربي السوري مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني هجوماً برياً واسعاً يشترك فيه حوالى 20 ألف جندي ومقاتل وحوالى 200 دبابة و500 ناقلة جند و50 راجمة صواريخ من النوع الثقيل الذي هو أراغون وهي من أقوى راجمات الصواريخ في العالم عيارها 220 ملم للقذيفة ولها 16 فوهة والمدى بين 25 كلم و500 كلم ويستعملها الجيش السوري ليطلق قذائف من هذه الراجمات على مدى 80 كلم ضد تفتناز واللطيم الواقعتين في ريف إدلب إضافة الى جسر الشغور واريحا ومعرة النعمان.
أما جويا، فهنالك 30 طائرة روسية تقلع من مطار اللاذقية وتتناوب دائما على الدعم الجوي للقوات البرية السورية إذ تمشط أمامها ما يعيق تقدم الجيش السوري وتقصف مواقع جبهة النصرة وجيش الاسلام وجيش الفتح وأحرار الشام.
إضافة إلى التركيز على مواقع لداعش على أطراف جبل الزاوية ,علمت المنظمات التكفيرية بالهجوم منذ أسبوع فسحبت آلياتها وعناصرها بإتجاه جبل الزاوية الذي يلتصق بريف إدلب لكن أبقت على مجموعة من 8000 عنصر للقتال في وجه الجيش السوري غير ان الطيران يفتك فتكاً كبيرا بالتكفيريين وهو يضربهم بقنابل وصواريخ موجهة باللايزر وقنابل وكاب 250 وقنابل كاب 500 التي وزنها نصف طن القنبلة وقد بدأ الهجوم بنجاح كبير إذ تقدمت كاسحات الألغام وبدأت بتفجير العبوات التي زرعها التكفيريون وستصل المعركة من جبهة جورين على حدود المناطق العلوية إلى حدود تركيا ويتم تنظيفها من المنظمات الإرهابية.
واللافت أن في هذه المنطقة لا يوجد داعش حيث المركز الرئيسي لتنظيم الدولة يقع في الرقة ودير الزور الملاصقتين لإدلب إذ انه بعد معركة إدلب ستبدأ معركة داعش. وفي إطار التنسيق الأميركي-الروسي بشأن الطلعات الجوية فإن الطيران الأميركي غاب عن الأجواء وتركها للطيران الروسي كي يقصف على مدار الساعة فالرؤية جيدة جداً والعملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري كانت في الثامنة صباحاً حيث تقدمت الدبابات وقصفت راجمات الصواريخ بالتزامن مع قصف الطيران الروسي كل المراكز. والحال ان خبراء عسكريين يتوقعون أن ستأخذ المعركة حوالى الاسبوعين كحد أقصى يكون فيها الجيش السوري وحزب الله والحرس الثوري الإيراني قد إستعادوا منطقة عدد سكانها مليوني نسمة ومساحتها ضعف مساحة لبنان وأكثر وتكون القوات التكفيرية قد منيت بخسائر كبيرة .وبعد حسم هذه المعركة، ستبدأ معركة جبل الزاوية التي ستستعمل فيها روسيا أكبر قنابل لديها وقد قامت الطوافات الروسية بإنزال قوات من الكومندوس السوري خلف خطوط التكفيريين في إدلب ومعهم صواريخ كورنيت إضافة الى القنابل التي تستعملها روسيا مجهزة بجهاز تحسس يلاحق الحرارة فحيث هنالك آلية تسير وينبعث منها دخان يتوجه نحوها جهاز التحسس لتنفجر القنبلة فيها. وفي السياق ذاته، توزعت القوات السورية على مسافة 90 كلم مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني للسيطرة على سهل الغاب بدأ من أريحا ثم جسر الشغور ثم شمالا نحو معرة النعمان و جنوباً نحو إدلب. ويشار الى انه تم تقسيم القطاعات العسكرية بين الجيش العربي السوري وحزب الله والحرس الثوري الإيراني بشكل أخذت هذه القوات كل قطاع لتهاجم عبره ويرافق ذلك تعليمات من الجيش الروسي لتوجيه الطائرات الروسية نحو أهدافها والتي شنت الاخيرة حتى الآن أكثر من 100 غارة علما ان هناك مناوبة في الجو دائماً بين طائرتين روسيتين تقصفان لمدة أربعين دقيقة ثم تأتي طائرتين لأكمال المناوبة والقصف.
وفي تفاصيل المعارك على الأرض، بات واضحا أن الجيش السوري مع حلفائه يتقدمون في وجه مقاومة ضعيفة خاصة وأن الغارات الروسية لا تتوقف عن قصف المراكز التكفيرية بالقنابل والصواريخ وما إن تتوقف الطائرات الروسية عن القصف حتى تبدأ راجمات الصواريخ آراغون بالقصف براجمات الصواريخ العنيفة اضافة إلى المدفعية التي يصل عددها إلى ألف مدفع تخلق خط نار مدمر لكل المراكز أمامها.
وسجل الجيش السوري تقدما في ريف حماه وسط اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة بالتزامن مع غارات جوية لسلاح الجو (الروسي ـ السوري)، وبات الجيش يسيطر على قريتي معركبة وعطشان وتليّ سكيك والحوير بعد تكبيده المسلحين اعداداً كبيرة من القتلى والجرحى وفرار آخرين.
من هنا, يمكن القول ان الجيش السوري سيسترجع إدلب المدينة والمحافظة ويدمر كل مواقع التكفيرين كذلك سيسترجع ريف محافظة حماة بعد أن كان سهل الغاب وريف حماة وصولا إلى حدود المنطقة العلوية والتلال المطلة على الساحل السوري بيد التكفيريين. وبناء على ذلك، ستظهر إشارات المعركة أكثر من خلال تقدم الجيش السوري على الجبهات. أما السوخوي 24 والسوخوي 25 والسوخوي 30 والسوخوي 34 فهي تفعل فعلها وقد رمت حتى الآن أكثر من 200 طن من القنابل والمتفجرات فوق مراكز القوى التكفيرية التي لا تستطيع الاخيرة الصمود امام 200 طن من غارات الطائرات بيد ان السوخوي 24 والسوخوي 25 هم بمثابة الدبابة التي تحمل أطنان من الذخيرة وتلقيها على مراكز تدريب وتدمرها كلها إضافة إلى أن طائرة سوخوي 30 وسوخوي 34 تشكلان طائرات للحماية الجوية لطائرات سوخوي 24 و25 من أي طائرات حربية أخرى تركية أو غيرها من التعرض لاي هجوم.
وعليه، ما يمكن إستنتاجه حتى الآن أن بشار الأسد سيسيطر على 20% من مساحة سورية إضافة الى 15% التي كان يسيطر عليها وهكذا ستصل المساحة التي يسيطر عليها الجيش السوري إلى حوالى 40 % من مساحة سوريا.
أما ردات الفعل الدولية للقصف الروسي فما زالت تتفاعل حيث اوضحت أميركا موقفها وهو انها لا تريد من روسيا أن تقصف المنظمات التكفيرية كلها بل تريد التركيز على داعش فقط في حين اعربت تركيا عن غضبها الشديد محذرة من أي خرق لطائرة روسية لمجاله الجوي لكن روسيا حصلت على ذبذبات الرادارات التركية وذبذبات صواريخ الطائرات التركية وتلاقت مع الطائرات التركية وإلتقطت أجهزة الرادار من الأرض التركية لذلك فلا خوف على الطائرات الروسية لأنها نسقت ونظمت سلاحها الجوي بشكل لا يطاله الرادار التركي والصواريخ التركية.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الدول الأوروبية وروسيا وإيران وجميع الأطراف المعنية الى توحيد المواقف لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.وقال أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «المأساة السورية تطالنا جميعنا بلا استثناء مما يحتم علينا الرد، وفرنسا أخذت على عاتقها مسؤولية تنفيذ عملية عسكرية. ينبغي على أوروبا بأكملها أن تتوحد لوضع خطة إنسانية وسياسية ودبلوماسية للخروج من هذه الأزمة».

الجمهورية :

الحوار الذي انعقد ليومين متتاليين في مجلس النواب بدلاً من ثلاثة أيام، كما كان معَدّاً، جرى تحت العنوان الرئاسي، ولكنّ الأنظار كانت مشدودة إلى التسوية الحكومية التي أملَ البعض أن تُطبَخ على هامش الجلسات الحوارية، لأنّ هناك قناعة عامّة بأنّ اللحظة السياسية الإقليمية المتفجّرة لا يمكن أن تُنتج رئيساً في لبنان. وكلّ فلسفة الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يُبقي لبنان بمنأى عن الأزمات الإقليمية الساخنة من خلال إيجاد مساحة تواصل بين كلّ القوى السياسية، ومحاولة كسر الجمود الدستوري القائم. ومن هنا فإنّ كلّ الأنظار مشدودة إلى مصير التسوية لا الرئاسة، لأنه يتوقف على فشلها أو نجاحها الاتجاه الذي سترسو عليه الأمور تصعيداً أو تبريداً. ولكن في اللحظة التي تُبحَث فيها التسوية على نار حامية وفي سباق مع الوقت جاء كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله التصعيدي جداً ضد المملكة العربية السعورية في توقيت لا يخدم التسوية التي تتطلّب ظروفاً هادئة لتقطيعها، لا متشنّجة، خصوصاً أنّ مواقفه أثارت موجةً من الردود، وفي طليعتها للرئيس سعد الحريري الذي وضَعها في خانة «التحريض المذهبي والسياسي». وصَف مرجع سابق اللحظة السياسية التي تعيشها البلاد بـ«شدّ الحبال السياسي الكبير» بين فريق يرفض التسويات على حساب الدستور والمؤسسات، وفريق آخر يريد فرضَ شروطه مهدّداً بالتعطيل والتصعيد.
وقال المرجع لـ«الجمهورية» إنّ أحداً لا يملك كلمة السر أو مفتاح الحل، وما قد يُتّفق عليه في جلسة معينة، يمكن أن ينسَف في جلسة أخرى، والتطورات في هذا الملف باتت تُقاس بالساعات لا الأيام، ويستحيل الجزم بفشل التسوية أو نجاحها، وكلّ الأمور مرهونة بتطورات ربع الساعة الأخير، لأنّه يمكن أن يطرأ ما ليس في الحسبان ويَدفع باتجاه تسريع الحلول أو تجميدها.
ولكن في المعطيات لغاية اللحظة: عدم الالتزام بأجندة الحوار التي حُدّدت بثلاثة أيام يَعني أنّ الأمور لا تسير على ما يرام، فيما كان الرهان على محاولة تحقيق خرقٍ على مستوى إعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية.
رئيس الحكومة تمام سلام لم يحدّد أيّ موعدِ جلسةٍ لمجلس الوزراء، ما يَعني أنّ التعقيد ما زال سيّد الموقف، لأنّ أيّ جلسة في ظلّ غياب التفاهم قد تؤدي إلى تفجير الحكومة. الاتصالات وعلى أكثر من مستوى تجري على قدم وساق، ولكن لا مؤشرات لغاية اليوم عمّا يمكن أن تؤول إليه الأمور.
الترحيل إلى 26
وقد ظلت الأنظار شاخصة إلى ساحة النجمة حيث حضرَت مواصفات رئيس الجمهورية العتيد بقوّة في اليوم الثاني من الحوار الوطني، فيما يواصل الحراك المدني تحرّكه في الشارع ضارباً موعداً مع تظاهرة جديدة له في وسط بيروت عصر اليوم، بعدما كان اعتصَم فجر أمس أمام منزل رئيس الحكومة تمام سلام قبل الاعتصام أمام قصر العدل.
وقالت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» إنّ تأجيل جلسات الحوار اليوم يعود إلى أنّ المتحاورين وخلال الجلسات الأربع المكثّفة استنفدوا البرنامج المقرّر لهذا الأسبوع، والجميعُ أبدى رأيه وقدّم أوراقه خطّياً إلى الرئيس بري حول مواصفات الرئيس، ويبقى أنّ هناك عملاً على الرئيس بري القيام به وهو جوجلة الآراء لاستخلاص القواسم المشتركة المتعلقة بمواصفات الرئيس، وهذا يحتاج وقتاً، لأنّ لديه تقريباً 17 اقتراحاً ورأياً.
وأوضحت المصادر أنّ تأجيل الحوار إلى 26 تشرين سببُه مشاركة الرئيس بري في مؤتمر في جنيف، وجلسة انتخاب الرئيس في 21 الجاري، وفي 22 ندخل العقدَ العادي لمجلس النواب، وسيكون هناك جلسة انتخاب اللجان المشتركة. وأشارت المصادر إلى أنّ الجلسة الحوارية المقبلة ستنعقد في عين التينة بعدما وافقَ الرئيس بري على طلب نقلِها إلى هناك من أجل تخفيف الإجراءات في وسط بيروت.
وقالت المصادر: «كلّ مَن يتوقع أن تحلّ الخلافات المزمنة في يوم ويومين وجلسة وجلستين يكون نقصَه الإدراك السياسي، لكنّ المهم أنّنا تحدّثنا مع بعضنا البعض حول مواصفات الرئيس المقبل وتبادلنا المقترحات، ويبقى أن نستمرّ في هذا الحوار وندعمه للوصول إلى نتائج ملموسة».
السلّة الكاملة
وكان التركيز في اليوم الثاني للحوار على السلّة الكاملة للحلّ من باب مواصفات الرئيس على قاعدة ربط بنود جدول الأعمال ببعضها البعض بدءاً من انتخاب الرئيس أو بشكل يؤدّي إلى انتخابه. وأبدى معظم المتحاورين موافقتهم على هذا الأمر باستثناء تيار المستقبل والكتائب ومسيحيّي 14 آذار الذين أصرّوا على انتخاب الرئيس وعلى عدم الانتقال إلى أيّ بند آخر قبل الانتهاء من البند الأوّل.
نداء سلام
وعلمت «الجمهورية» أنّ النداء الأخير في الجلسة المسائية أطلقَه سلام قائلاً: «أنا ما فيني كفّي هيك». من جهته، أبلغَ فريق «14 آذار» إلى برّي أنه إذا لم تُعقد جلسة لمجلس الوزراء من اليوم وحتى موعد الجلسة الحوارية فإنّهم سيقاطعون الحوار. وبعد انتهاء الجلسة المسائية عَقدوا خلوة مؤكدين هذا التوجّه على أن تكون جلسة الحكومة مخصّصة لمتابعة ملف النفايات.
جنبلاط
وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط لدى مغادرته جلسة الحوار المسائية قبل انتهائها: «قدّمت ورقتي المتضمنة مواصفات شخص الرئيس من أجل محاولة توفيق وجهات النظر، ولا بدّ أن يكون هناك توفيق في وجهات النظر، ولن نستطيع أن ننتخب رئيساً من دون سلّة متكاملة، كما اقترح الرئيس نبيه بري، وأصاب.
الترقيات
وعلمت «الجمهورية» أنّ النائبين سليمان فرنجية وطلال أرسلان طلبا في الجلسة المسائية أن تناقَش التسوية على طاولة الحوار للوصول إلى نتيجة فيها بما أنّ الجميع حاضر، لكنّ النائب ابراهيم كنعان رفضَ وخرج من القاعة لفترة.