كركعة بلا طحين على طاولة حوار متخلخلة من كثرة الفساد , وزعماء دميّة ينتظرون إشارات الخارج

 

السفير :

ما بين أزمة النفايات وبعض العناوين الرئاسية والسياسية تنقّل الحوار الوطني في جلستيه، أمس، على أن يتمحور النقاش في جلستي اليوم حول مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية، تمهيداً للانتقال في مرحلة لاحقة الى غربلة الأسماء التي تنطبق عليها تلك المواصفات.
يحصل ذلك، برغم أن جميع المتحاورين يدركون في قرارة أنفسهم أن ما يفعلونه لا يتعدى حدود «التسالي السياسية» وأن لعبة «الكلمات المتقاطعة» لن تنتهي الى الكشف عن هوية الرئيس الذي سيظل اسمه رهينة عواصم القرار الإقليمية والدولية.. في انتظار التوقيت المناسب للإفراج عنه.
ولم يتردد أحد اطراف الحوار في القول لـ «السفير» إنه لا يتوقع حدوث أي خرق في ملفي الرئاسة وقانون الانتخاب، لافتاً الانتباه الى أن الإنجاز الواقعي الوحيد الذي يمكن تحقيقه في هذه المرحلة هو تفعيل عمل مجلسي النواب والوزراء بالترافق مع إتمام تسوية الترقيات.
لكن، وبينما كانت المؤشرات النهارية توحي بأن هذه التسوية تتقدم، لاسيما بعد اللقاء الناجح بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون صباح أمس، وجلسة الحوار الإيجابية بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» أمس الاول.. عاد منسوب التفاؤل لينخفض ليلاً، بعدما واجهت الصيغة المعدّلة التي تمّ الاتفاق عليها حول الترقيات وآلية اتخاذ القرار الحكومي، مشكلة سياسية ـ تقنية تتمثل في أن ترقية العمداء الى ألوية تتم بتوصية من قائد الجيش وبمرسوم يحمل توقيع وزير الدفاع، وهو التوقيع الذي لا يزال يحجبه الوزير سمير مقبل بطلب من الرئيس ميشال سليمان الذي يرفض الصيغة المطروحة.
وأبلغت أوساط واسعة الاطلاع «السفير» خشيتها من ضياع الفرصة، لافتة الانتباه الى ان السباق مع الوقت بلغ نقطة حساسة، والمطلوب تدخل فوري من الرئيس سعد الحريري او القيادة السعودية لدى سليمان لإقناعه بتسهيل صدور المرسوم وإقرار التسوية، تحت طائلة انهيار الحكومة، لاسيما أن اسبوعاً واحداً تقريباً يفصل عن انتهاء خدمة العميد شامل روكز.
وفي المقابل، ابلغت مصادر مواكبة للاتصالات «السفير» أن احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء، غداً الخميس، قائم ووارد، مشيرة الى ان تسوية الترقيات العسكرية وُضعت على نار حامية، ومن المفترض ان تنضج، إذا صفت النيات.
وعلم أنه عندما ناقش بري أمر التسوية مع عون، قبل انطلاق جلسة الحوار، تمنى الجنرال على رئيس المجلس ألا يطرح الموضوع امامه على طاولة الحوار، لانه لا يريد ان يدخل في بازار حوله، مؤكدا ان المعيار الاساسي لديه هو القانون.
وقد الحّ الرئيس تمام سلام خلال جلسة الحوار الصباحية أمس على ضرورة انعقاد مجلس الوزراء، لإقرار التعديلات التي طرأت على خطة النفايات، وإطلاق مسار تنفيذها.
وحظيت الخطة بقوة دفع من طاولة الحوار، حيث أكد اطرافها بالاجماع تقديم كل الدعم لها وضرورة الاسراع في تطبيقها، ما دفع سلام الى التساؤل عن هوية المعترضين عليها في الشارع ومرجعياتهم ما دام جميع الموجودين على الطاولة إيجابيين، متوقفا عند بعض التحفظات التي كان قد أبداها بعض الوزراء.
وفي ملف النفايات تحديدا، سُجل أمس تقدم على طريق تذليل العقبات التي لا تزال تعترض تطبيق خطة الوزير أكرم شهيب الذي أكد لـ «السفير» ان العمل جار على قدم وساق لتجهيز مطمر سرار، فيما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق يتبلغ الموافقة على استحداث المطمر من وفدي بلديات عكار ومخاتيرها، استنادا الى الشروحات التي قدمها لهما، خلال اجتماعه بهما أمس.
وتفيد المعلومات، ان بدء تنفيذ الخطة ينتظر حسم مكان المطمر المفترض في منطقة البقاع، لتكتمل بذلك سيبة الشراكة والتوازن من الناعمة الى سرار مرورا بأحد المواقع الحدودية البقاعية.
وعلم ان اجتماعا عقد أمس بين شهيب ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، في إطار التعاون لإيجاد نقطة آمنة، بيئيا وأمنيا في البقاع.
وقال شهيب إن المباشرة في تنفيذ الخطة باتت مسألة ايام معدودة، لافتا الانتباه الى ان المعطيات التي تجمعت لديه أمس تشجع على التفاؤل، لاسيما ان دائرة التفهم للخطة تتسع في المناطق المعنية بها.

الحراك :

إذا كانت النفايات تقدمت كل الموضوعات المطروحة علنا، فان ملف الترقيات العسكرية كان نجم الاتصالات همساً، كممر إلزامي الى إعادة تفعيل العمل الحكومي والتشريعي في وقت واحد.
واذا كان العماد ميشال عون غادر الجلسة النهارية من الحوار الثلاثي الايام "لأسباب صحية عابرة" فإنه قال من الرابية ان الحوار ماشي، متمنيا ان تكون نتائجه جيدة.
واذا كان الرئيس تمام سلام لم يدع بعد الى جلسة لمجلس الوزراء، فانه ينتظر الدخان الابيض من ساحة النجمة اليوم، ليبني على الشيء مقتضاه، بدعوة المجلس الى الانعقاد عصر الخميس، او تطيير الدعوة والامل في تفعيل العمل الحكومي معاً.
واذا كان البحث اليوم سيتركز على مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية، ولن يقدم جديدا، فان التركيز ينصب على الانتقال الى البند التالي أي قانون الانتخاب لانتاج مجلس نواب جديد ينتخب بدوره الرئيس العتيد.
هذه هي خلاصات النهار الطويل امس، والذي تجاوز "مواجهة" الاثنين في لجنة الطاقة والاشغال النيابية، وأسبغ على الوضع العام مسحة أمل، وخصوصا في ظل تأييد أقطاب الحوار خطة الحكومة لمعالجة النفايات بعد مداخلة طلب فيها الرئيس سلام المؤازرة السياسية لانقاذ البلد من واقع خطير، داعياً إلى جلسة حكومية يقتصر البحث فيها على النفايات بنداً وحيداً، وأعلن الوزير أكرم شهيب عن استحداث موقع جديد في البقاع لاقامة مطمر صحي لم يحدد مكانه تجنبا لاعتراضات محلية "خنفشارية"، بعد معالجة الاعتراضات في سرار والناعمة بمسعى من وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب وليد جنبلاط.

الحوار
في ما يتعلق بالحوار، علمت "النهار" أن جلسة اليوم ستخصص لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل بعدما لامس المتحاورون الموضوع امس فقرر الرئيس بري الذهاب اليه اليوم تفصيلا. وكان لافتا ما قاله رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد من أن بت مواصفات الرئيس المقبل لا يعني أن وظيفة الحوار انتهت لأنه لا يزال هناك بحث يجب أن يتابع في مشروع قانون الانتخابات النيابية وإجراء هذه الانتخابات وباقي بنود الحوار. فتدخل الرئيس بري مؤيدا هذا الطرح قائلا إن الحوار سيمضي على شاكلة حوار الدوحة عام 2008 عندما "اتخذنا سلسلة إجراءات تضمنت انتخاب رئيس الجمهورية ووضع قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر والحكومة".
وقالت أوساط 14 آذار لـ"النهار" إن موقف ممثليها اليوم سينطلق من ان الاتفاق على مواصفات رئيس الجمهورية يتيح الذهاب الى اختيار المرشح الذي تنطبق عليه هذه المواصفات، ومن ثم انتخابه ثم الذهاب الى ملفات الانتخابات والحكومة وغيرها. وبناء على اتفاق مسبق تولى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل التعليق باسم 14 آذار على مداخلة النائب رعد الذي قال إنه يجب أن نأتي برئيس للجمهورية نتفاهم معه على الاستراتيجية السياسية، فقال: إذا نحن متفاهمون على ضرورة معرفة الاستراتيجية السياسية وترجمتها في المواصفات التي يأتي على أساسها الرئيس المقبل.

 

المستقبل :

بينما غابت الترقيات العسكرية عن طاولة الحوار وحضر طيفها في مختلف أرجاء وأروقة وخلوات مجلس النواب مخلّفةً نفحات تفاؤلية ترددت أصداؤها الإيجابية على ألسنة ومسامع المتحاورين، طغى من خارج جدول الطاولة ملف أزمة النفايات الحيوي فكان إجماع سياسي على دعم خطة الحكومة «فعلاً لا قولاً» كما طالب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام درءاً لوقوع «الكارثة» مع قرب هطول المطر. وفي المحصلة، لاحت في الأفق أمس انفراجات على محوري الترقيات والنفايات، بينما بقي النقاش داخل سقف الحوار ملتزماً أولويته الرئاسية ومستغرقاً في البحث بمسألة «مواصفات» رئيس الجمهورية المنشود على وقع إبداء مصادر نيابية في 14 آذار لـ«المستقبل» خشيتها من تحوّل البحث في هذه المسألة إلى مجرد بحث في مواصفات الرئيس من دون إحراز خطوات متقدمة باتجاه تحقيق توافق وطني يتيح انتخابه. في وقت علمت «المستقبل» من مصادر حوار عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» أنّه جرى الاتفاق بين الجانبين على استئناف جولات الحوار في السابع والعشرين من الجاري.
وفي مجريات جلستي حوار الأمس الصباحية والمسائية، كما نقلتها مصادر المتحاورين لـ«المستقبل»، أنّ سلام طلب في مستهلها من كافة القوى السياسية مساندة الحكومة في تطبيق خطة معالجة النفايات مبدياً استعداده لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد في سبيل اتخاذ قرار تنفيذ الخطة. وعندما سأله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد عن الداعي إلى عقد مثل هذه الجلسة طالما أنّ الحكومة سبق وأقرت الخطة، ذكّره سلام بأنّ وزيري «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» حسين الحاج حسن والياس بوصعب سجّلا اعتراضهما على القرار حينها وبالتالي لا بد من إعادة تكريس موافقة جميع مكونات الحكومة على التنفيذ لكي يتشارك الجميع في تحمل هذه المسؤولية الوطنية. 
وإذ شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على وجوب اعتماد «معالجة جدية وسريعة» لملف أزمة النفايات باعتبارها تجسد «كارثة وطنية»، ودعا رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى دعم وتطبيق خطة الوزير أكرم شهيب «في أسرع وقت»، خلص النقاش في هذا الملف إلى إحراز توافق تام بين جميع المتحاورين على المضي قدماً في ضمان تنفيذ الخطة تحت إشراف القوى الأمنية المعنية.

«مواصفات» الرئيس
ثم انتقل النقاش إلى بند الرئاسة وسط تساؤل الوزير بطرس حرب عما «إذا كان العماد عون مستعداً للتنازل عن ترشحه طالما أنّ معظم الأفرقاء يدعون إلى التوصل لمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية»، في حين التزم عون الصمت المطبق خلال جلسة الحوار الصباحية قبل أن يغادرها لدواعي صحية أكد عليها بري بالإشارة إلى كون رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» أبلغه قبل افتتاح الجلسة أنه يشعر بتوعّك.
وفي خضمّ الغوص في بحث مواصفات الرئيس العتيد، كرر معظم المتحاورين مواقفهم المعروفة حيال الاستحقاق بينما كان موقف لافت لرئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية الذي قال: «من جهتنا لا نستطيع أن نوافق على استعادة سيناريو العام 2008 في انتخاب رئيس للجمهورية بالاتكال على نياته فقط، بل يجب أن نتفق معه مسبقاً على الخط الاستراتيجي لكي نوافق على انتخابه». فعلّق حرب بالقول: هذا الكلام يعني أنه لم تعد هناك ديمقراطية في لبنان وأنّ الفراغ الرئاسي سيبقى قائماً إذا لم يتم التفاهم مسبقاً معكم.
وتابع رعد موضحاً أنّه «قبل العام 2005 كان يوجد مايسترو يحكم اللعبة في البلد (النظام السوري) لكن في ما بعد أصبح هناك فريقان يحاول أحدهما أن يغلب الآخر»، وأردف: «قراءتنا مختلفة للدستور وللمسألة الوطنية، وبالتالي فإنّ الرئاسة هي نتيجة وليست الأصل فإذا اتفقنا على النظرة الاستراتيجية للأمور تصبح عندها الرئاسة ومواصفات الرئيس تفصيلاً سهلاً». 
ورداً على سؤال رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل حول ماهية المواصفات الرئاسية التي يبحث عنها «حزب الله»، اختصرها رعد بأنها تتمثل بـ»تاريخ المرشح» لموقع الرئاسة الأولى.
وفي ختام الجلسة المسائية نوّه رئيس المجلس النيابي بدخول الحوار في موضوع مواصفات الرئيس ودعا إلى التركيز أكثر على هذا الموضوع خلال جلسة اليوم، غير أنّ رعد علّق على الموضوع متوجهاً إلى بري: «لكن يا دولة الرئيس عدم التوصل إلى اتفاق حول المواصفات الرئاسية لا يعني توقف الحوار بل لا بد من استكمال سائر بنوده المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية وسواها»، فأجابه بري: «طبعاً كما حصل في الدوحة (عام 2008) حيث توافقنا حينها على سلة تفاهمات وطنية شملت الرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة».
بدوره، اعتبر جنبلاط أنه من الصعب في الوقت الراهن الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية «لأنّ القصة إقليمية وأكبر منّا»، وعلى هذا الأساس دعا إلى الاتفاق على ما يمكن التوافق عليه من الترقيات وإلى تفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي وصولاً إلى وضع قانون جديد للانتخابات النيابية.
وعلى مستوى إبداء قوى 14 آذار تمسكها بضرورة إيلاء الأزمة الرئاسية الأولوية المطلقة توصلاً إلى إيجاد حل توافقي يتيح انتخاب رئيس للجمهورية، طالب الجميل بضرورة اقتناع جميع الأفرقاء بالنزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس ضمن إطار اللعبة الديموقراطية أو بالاتفاق المسبق على مرشح معيّن يتوافق عليه كل مكونات الحوار. وهو ما أيده فيه رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، مع إعراب الجميّل في السياق عينه عن تأييده طرح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية القائل بالتوصل إلى رئيس توافقي بالاستناد إلى مواصفات تحظى بقبول فريقي 14 و8 آذار. في حين سارع أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان الذي حلّ محل عون على كرسي الحوار إلى القول: «نحن ما يهمنا في مواصفات الرئيس أن تكون لديه صفة تمثيلية ضمن بيئته باعتبار ذلك من أسس الشراكة الوطنية».

الديار :

مضى على الحرب السورية أربع سنوات ونصف والجيش السوري أنهك على الجبهات ومحور قطر تركيا السعودية تزود تنظيمات داعش واحرار الشام وجيش الاسلام قبل أن توقفه مؤخراً ومنذ أربع أشهر وقطر مع السعودية تحضر لخسارة بشار للمزيد من الأراضي خاصة بعد أن طردت قوات الجيش السوري من إدلب وأريحا ومعرة النعمان وجسر الشغور وسيطر جيش الفتح على كامل هذه المنطقة بدعم تركي قطري سعودي حيث تم تزويد جيش الفتح بصواريخ تو الأميركية المضادة للآليات وبذخيرة وبمدافع لا ترتد وبمئات الآليات فكانت هزيمة كبرى للجيش السوري في إدلب وجسر الشغور وأريحا وكان إنتصار للمعارضة التكفيرية في الإحتلال والسيطرة على هذه المناطق.
أصبحت الجبهة هي جورين المطلة على الساحل السوري والمنطقة العلوية ومن جهة أخرى أصبحت أريحا وسهل الغاب الذي هو على حدود المناطق السنية وباتت المعركة بين ساعة وأخرى للهجوم على جورين بما أن جبهة جورين هي تلال وجبال يمكن تركيب عليها صواريخ كاتيوشا وقصف الساحل السوري جاء اللواء قاسم سليماني والعميد ماهر الأسد وقرر اللواء سليماني إرسال 9 آلاف من الحرس الثوري إلى جورين للصمود بوجه جيش الفتح إلذي وصل إلى أريحا الذي لم يعد بينه وبين جورين سوى بضع كليومترات بسيطة ليخوض المعركة الثانية بدعم وهابي قطري تركي ولو نجحت خطتهم بالسيطرة على جورين لكان إنهارالجيش السوري وسقط بشار الأسد.
أعلنت روسيا أنها تلقت رسميا من الرئيس بشار الأسد يطلب فيها الدعم العسكري الروسي لمواجهة الإرهاب ودخلت روسيا المعركة فاعتبر الحلف الأطلسي أن روسيا ستضرب داعش فقط لكن روسيا بدأت بضرب كافة التنظيمات التكفيرية دون توقف ودون تفرقة بينهم كي تنهار جبهات التنظيمات السلفية الوهابية وبالفعل خلال 5 أيام انقلبت الموازين. الرئيس بوتين دمر 131 هدفاً للتنظيمات الارهابية التكفيرية دون التركيز فقط على داعش بالعكس على كل من داعش وجبهة النصرة وجيش الفتح واحرار الشام. إحتجت واشنطن وتركيا وأولاند وكاميرون وقال وزير الدفاع البريطاني بأن الطيران الروسي لم يقصف سوى بضعة أهداف لداعش أما البقية لمنظمات معتدلة مسلحة.
عقد وزير خارجية روسيا لافروف مؤتمراً صحافياً وقال فيه كيف يمكن التفرقة بين منظمات إرهابية مسلحة ومنظمات غير إرهابية مسلحة وقام مترجم الجزيرة بالترجمة الخاطئة للإساءة لسوريا وقام لافروف بتصحيح تصريحه لروسيا اليوم أن كل من يحمل السلاح ويقتل المدنيين فهو إرهابي وروسيا خلال 5 أيام دمرت أكثرمن مئة هدف وخلال سنتين و1600 طلعة للتحالف الدولي ضد داعش لم تتضرر لا بل زادت قوتها ولماذا الكلام عن الطيران الروسي والسكوت عن طيران التحالف الذي يملك 400 طائرة في حين أن المخطط إسقاط نظام الأسد بمعركة ثانية يحضر لها جيش الفتح بدعم تركي سعودي قطري وعندما رأى بوتين أن بشار سيسقط وأن نظامه سينهار وانه لم يستطع القتال إلا بمساحة 15% من مساحة سوريا كلها أخذ قراره بتلبية الرئيس الأسد بالمساعدة العسكرية وإستعمل قاعدة حميميم الجوية وبدأ بإرسال الطائرات بسرعة والبيوت الجاهزة للتركيب في القاعدة بسرعة والف ضابط ومستشار وفي أول دفعة أرسل 28 طائرة وبدأ بالغارات بشكل لا يرحم وبدأ بضرب جيش الفتح وجيش الأسلام والنصرة وقامت قيامة السعودية وتركيا وقطر ومعهم الحلف الأطلسي ليعترضوا عن سبب ضرب التنظيمات المسلحة المعتدلة فأجابهم بوتين من يحدد المعتدل من غير المعتدل ولم يعط أهمية لهولاند وغيره من القيادات وأكمل قصفه بعنف متصاعد ومتدحرج حتى أصبح يقوم باليوم الواحد بأكثر من 66 غارة.
سقط المشروع السعودي الوهابي التركي المتحالف مع الإخوان المسلمين وقامت قيامة الحلف الأطلسي وحاول الأطلسي أن يوقف حملات الطيران الروسي لكن روسيا رفضت ذلك. أما في آخر خبر وصلنا جائنا فيه أن روسيا وافقت على التنسيق مع الولايات المتحدة من أجل عدم إصطدام الطائرات الروسية بالطائرات الأميركية في الأجواء السورية وعلى التنسيق بينهما ووافقت موسكو على ذلك.
لكن بوتين أكمل خطته وضرب حلب حيث داعش والرستن وتدمر ومحيط تدمر حيث داعش وأكمل قصفه بشكل عنيف بواسطة «كاب 500» و«كاب 250 » ودمر تحصينات جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الفتح الذين انسحبوا إلى جبل الزاوية وبعد ان كانوا هم اصحاب المبادرة أصبحوا يهربوا من مكان لآخر نتيجة القصف الروسي وتستعين بقطر والسعودية وتركيا والحلف الاطلسي لكن بوتين فرض عليهم وجعلهم يختارون بين منع بوتين من قصف كل مراكز المنظمات التكفيرية وبين حرب نووية فاختاروا السكوت عن الأمر وعدم مواجهة روسيا فوق سوريا.
استراح الرئيس الأسد قليلاً وبدأ يعد بهجوم على معرة النعمان وأريحا وجسر الشغور وأصبحت المبادرة بيد الجيش السوري بعدما كانت بيد جيش الفتح وهكذا أنقذ بوتين الرئيس الأسد من خسارة كبرى كان سيخسرها الجيش السوري ونظام بشار لو إستمرت الحرب بضعة أشهر لا بل بضعة أسابيع.
أما ما السر الكبير وراء حملة بوتين فهو يريد إعادة مجد حلف وارسو وأن تكون سوريا القاعدة الجوية والبحرية للإتحاد الروسي على المتوسط وشرق آسيا لتكون على حدود إيران وتركيا والعراق وفلسطين والأردن وبذلك يكون بوتين قد وسع إمبراطوريته بشكل كبير في المنطقة خاصة بعد أن قام تحالفاً مع إيران والعراق وتركيا وطبعاً لبنان بواسطة حزب الله.
الآن الرئيس الأسد يعيش مرتاحاً قليلاً في قصر الشعب بعدما كانت الهموم متى ساعة الهبوط وكان قصر الشعب يتلقى إتصالا خسرنا موقع بعد موقع ولكن اليوم أصبح قصر الشعب مرتاحاً بعدما جاءت روسيا لتحميه بعدما أنقذته من الانهيار.
على صعيد آخر، ستبدأ البوارج المصرية الإنزال بنقل مدفعية من عيار 130 ملم على مراحل من ميناء الإسكندرية إلى ميناء اللاذقية، ويبدو أن العلاقات بين السيسي والأسد تتحسن وتقوى في وجه حلف قطري سعودي تركي لكن مصر تراعي السعودية التي دعمتها مالياً والسعودية بحاجة ل90 مليون سني مصري للوقوف في وجه إيران على الساحة العربية وستبدأ السفن المصرية بإنزال 20 مدفع على 5 مراحل ليصبحوا 100 مدفع من عيار 130 يشكلون قوة كبرى للمدفعية بالجيش السوري كما أن مصر ستزود سوريا بمئة ألف طلقة مدفعية من عيار 130 ملم إضافة إلى 50 ألف قذيفة دبابة من عيار تي 72 حيث كانت قد أرسلت دبابات تي 72 إلى سوريا وهو ما أثار حفيظة السعودية وغضبت لأن مصر تدعم الأسد بالأسلحة وكان جواب مصر أن سقوط نظام بشار الأسد يعني إنهيار المنظومة كلها بالشرق الأوسط من الكويت إلى العراق إلى السعودية إلى لبنان وهذا ليس بمصلحة العرب وفق وجهة نظر السيسي حيث يقول الرئيس المصري ماذا جلب لنا إسقاط معمر القذافي الذي أسقطته قطر بعدما دفعت 18 مليار دولار وماذا نفعنا إسقاط صدام حسين بعدما مولت السعودية الحرب على صدام حسين ودفعت أكثر من 400 مليار دولار وتقتنع السعودية مؤقتاً وتراعي الرئيس المصري السيسي لكنها لا تريد أن تراعي بشار الأسد بالنسبة للتجربة السعودية أن بشار كذب على السعودية وأعطته السعودية كل ما يريد ومع ذلك ذهب إلى إيران ولم يخلق توازن بين إيران والسعودية وبقية الدول العربية على خلاف ما فعله والده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
لكن مصر مصممة على إقناع السعودية بتركها تزود سوريا بالمدفعية والدبابات بالتنسيق مع روسيا لأن سقوط بشار سيسبب ويلات على العالم العربي كله.

الجمهورية :

يدخل الحوار اليوم في تحديد مواصفات رئيس الجمهورية العتيد، في محاولةٍ يأمل المتحاورون من خلالها أن «يعثروا» على رئيس تنطبق عليه هذه المواصفات والتي يرجّح أن تكون متناقضة على ما بدا من بدايات البحث فيها خلال الجلسة المسائية أمس. وقد ذهب أحد المتحاورين إلى القول لـ»الجمهورية» إنّ كلّ فريق سيطرح اليوم مواصفات مرشّحه أو مرشّحيه من دون أن يسمّيهم. وأضاف أنّ تحديد المواصفات سيكشف مدى قدرة المتحاورين على الاتفاق على الرئيس العتيد، في وقتٍ حدّد تكتل «التغيير والإصلاح» مواصفاتٍ من دون أن يتردّد في التأكيد أنّها تنطبق على رئيسه النائب ميشال عون، وأيّده «حزب الله»، ما دفعَ حزب الكتائب إلى القول لمؤيّدي عون إنّ إصراركم على ترشيحه يعني أن لا إمكانية للاتفاق على رئيس توافقي، في وقتٍ جاهرَت كتلة «المستقبل» بلسان رئيسها فؤاد السنيورة أنّها لا تؤيّد عون وأنّها تتمسك بالاتفاق على رئيس توافقي. وقد خرج بعض المتحاورين بانطباع مفادُه أن لا إمكانية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي راهناً وأن لا قدرة للمتحاورين على ذلك، إلى درجة أنّ رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط قال صراحةً على طاولة الحوار: «القصّة ليست في يدنا والأفضل أن نهتمّ بشؤون الناس، ولكن لا ضَير من استمرار الحوار». وكانت أولى جلسات أيام الحوار الثلاثة انعقدت ظهر أمس في مجلس النواب بنسختها الرابعة، في حضور جميع المتحاورين في جلستين، الأولى انعقدت ظهراً، والثانية انعقدت مساءً.
وسبق الجلسة الاولى خلوة جمعت رئيس مجلس النواب نبيه بري وعون وانضمّ اليهما رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وجاءت غداة «الاشتباك السياسي الكهربائي» بين نواب «التيار الوطني الحر» وكتلة «المستقبل» خلال اجتماع لجنة الأشغال والطاقة أمس الاوّل.
عون
وقد غادر عون الجلسة الاولى قبل انتهائها لأسباب صحية يرافقه النائب ابراهيم كنعان الذي حضر الجلسة المسائية ممثلاً له. وفي معلومات «الجمهورية» انّ وضع عون الصحي لاقى اهتماماً كبيراً لدى بري ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر اللذين عرَضا عليه إحضار طبيب له، ففضّل مغادرة الجلسة الى الرابية، وأبلغ الى المتحاورين أنه «إذا لم تكن هناك جدّية في طاولة الحوار الوطني، فلن أكون شاهد زور».
وإثر مغادرة عون، علّق بري الجلسة لفترة نصف ساعة عَقد خلالها لقاء مع رئيس الحكومة تمام سلام تناولَ موضوع النفايات، الذي كان الحاضر الأكبر في الجولة الرابعة من جولات الحوار الوطني. ثمّ استؤنفت الجلسة قبل ان تُرفع لتستأنف مجدداً في السادسة مساءً.
ولاحقاً، تحدّث عون من الرابية بعد اجتماع «التكتل» الاسبوعي مشدّداً على وجوب عدم استباق الحوار، آملاً «خيراً منه»، واعتبر أنّ «ما نعانيه اليوم هو ضعف السيادة»، وقال: «نعيش حالة انتظار، وهي أبشع حالة مرَضية». وجدّد دعوته اللبنانيين إلى التظاهر عند طريق القصر الجمهوري في بعبدا الأحد المقبل للاحتفال بذكرى 13 تشرين.
وقائع الجلسة
وحازَ موضوع النفايات على القسط الاكبر من الجلسة الاولى، وشدّد بري على وجوب تنفيذ خطة معالجة النفايات في اسرع وقت.
وبدوره قال سلام انّ هذا الموضوع بات يشكّل أزمة «إذ إنّ كلّ حي صار يسيّس النفايات ويطيّفها بسبب عدم ثقة الناس بالدولة». وعقّبَ الرئيس فؤاد السنيورة قائلا: «نحن مسؤولون عن وصول البلد الى هذا الدرك، ولذلك علينا الآن ان نلمّ الشارع».
المرّ
وبعد نقاش في ملف النفايات دامَ ساعة ونصف ساعة، تحدّث المر مؤكّداً أن ليست مهمّة طاولة الحوار البحث في موضوع النفايات، فهذا أمر على الحكومة والوزارات المختصة أن تعالجه، لأنّ الحوار ينبغي أن يبحث في جدول أعماله، وفي المقدّمه موضوع رئاسة الجمهورية. وطلب من بري فتحَ النقاش في هذا الموضوع.
فتكلّم عدد من المتحاورين، فشدد كنعان على وجوب ان يكون الرئيس العتيد متمتعاً بحيثية شعبية كبيرة وأن تكون لديه كتلة نيابية كبيرة.
فردّ عليه أحدهم «إنّ هذه المواصفات تنطبق على العماد عون»، فقال: «صحيح». ثمّ تحدّث الوزير بطرس حرب مشدداً على ان يكون الرئيس توافقياً.
وشدد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري على «أنّ الانتقال إلى بنود أخرى في الحوار غير بند الرئاسة، لا يؤدي إلى نتيجة، بل سينطبق عليه ما يحصل من تعطيل في ما يتعلق بالرئاسة». وقال: «إذا اتّفقنا على قانون انتخاب في غياب رئيس يعطي رأيَه فيه، سيَرى بعض الأفرقاء في ذلك انتهاكاً للميثاقية».
وأضاف: «أنا من جهتي مع أن يعمل مجلس النواب بكلّ قدرته، ولكن إذا بحثنا في هذا البند، سنجد من يعترض ويقول إنّ مهمة مجلس النواب الأولى هي انتخاب رئيس، وبالتالي إنّ قيامه بأيّ عمل آخر ينطوي على مخالفة للدستور أو للميثاقية». وتابع: «إذا بحثنا في عمل الحكومة في ظل غياب رئيس، سيحصل خلاف دستوري وميثاقي مجدداً على آلية اتخاذ القرار، ولن نصل إلى نتيجة».
وأكد مكاري أنّ «القفز فوق بند رئاسة الجمهورية والإنتقال إلى البنود الأخرى، لن يؤدي إلى أي نتيجة، وسنعود إلى الدوّامة نفسها، وبالتالي ستبقى المؤسسات الدستورية مشلولة»، مجدِداً الدعوة إلى حصرالبحث في بند الرئاسة «لأنه أساس حلّ كلّ البنود الأخرى».
الجميّل
وكان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل شدّد في مداخلته في الجلسة الحوارية الأولى على «أنّ الإخفاق حتى اليوم في انتخاب رئيس، يدفعنا الى طرح مبدأ التوافق حول شخص الرئيس ومواصفاته»، مشيراً الى «أنّ الحلحلة، وإنْ كانت مطلوبة في عمل المجلس النيابي والحكومة، إلّا انّ خطورة ذلك تكمن في التراخي وعدم الإسراع في انتخاب رئيس والظنّ انّ الأمور «ماشية»، وهذا لا يعكس الواقع الحقيقي لمسار الحياة السياسية في البلاد، علماً انّ المجلس النيابي في ظل الفراغ الحاصل لا صفة له سوى الصفة الانتخابية وفقاً لنص الدستور».
رعد
وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في مداخلته: «حتى لا نضيّع الوقت في البحث عن الأسماء والأوزان والأشكال، علينا ان نبحث في النقاط المختلَف عليها قبل البحث عن الشخص، نحن نرتاح الى الشخص الأقرب الى فهمنا للإستراتيجية». وشدّد على تحقيق الشراكة الوطنية، مشيراً إلى «أنّ هناك خيارات استراتيجية وخلافاً على استراتيجيات أساسية».
فردّ الجميّل على رعد قائلاً: «إذا كنتم ستبقون متمسكين بترشيح عون فهذا يعني أنّكم لا تريدون انتخاب رئيس جمهورية توافقي». وأضاف: «إنّ المطلوب هو رئيس يَطمئنّ إليه كلّ الأفرقاء، للجميع هواجسُهم، وعليه، فلنسعَ الى رئيس يطمئنّ له الجميع ويخلق توافقاً حوله».
الجلسة المسائية
وفي الجلسة المسائية أخذ البحث طابعاً جدّياً أكثر في الملف الرئاسي. وقالت مصادر مشاركة في الحوار لـ«الجمهورية: «المهم أنّنا لم نعُد نراوح مكاننا، وكل الأطراف أبدت جدّية أكبر في النقاش الذي تمحوَر حول الفارق ما بين الاتفاق على رئيس وعلى مفهوم الرئيس التوافقي»
وقال رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية «إنّنا إذا أردنا الاتفاق على رئيس فيجب الاتفاق على المواصفات». ورحّب الرئيس بري بهذا النقاش، وأشار الى انّ البحث اليوم سيستكمل في هذه النقطة وفق منهجية لتحديد المواصفات كخطوة في اتّجاه الاتفاق على رئيس.
وعُلم أنّ رعد انتقد تجربة الـ 2008 لجهة الرئيس التوافقي. فيما طرح جنبلاط فكرة الانتقال الى البنود الاخرى من جدول اعمال الحوار «إذا لم نستطِع التوصل الى اتفاق حول الرئيس». وقال: «إنّ قصة الرئيس ليست في يدنا، ولنكُن واقعيين وننصرِف الى معالجة شؤون الناس طالما إننا لا نستطيع انتخاب رئيس الآن».
وتحدّث السنيورة طويلاً مشدِداً على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية توافقي، ومؤكّداً بصراحة عدمَ تأييد فريقه انتخابَ عون.
وتحدّث النائب آغوب بقرادونيان فقال: «ليس هناك إمكانية لانتخاب رئيس اليوم، وكفانا تكاذباً على الناس، فلنكن واقعيين ولنهتمّ بشؤونهم».
وقال سلام عاكساً المناخ الذي عاد به من نيويورك: «لا أحد يهمّه لبنان، لقد ذهبتُ إلى الخارج وأنا مستحي من حالي، ما حدا عطانا أهمّية»، ولبنان ليس مطروحاً لدى أيّ قوّة خارجية».

الاخبار :

سَجَّلَت الجولة الرابعة من جلسات الحوار الوطني أمس، والأولى لهذا الأسبوع، اختراقاً «متواضعاً» في ملفّ رئاسة الجمهورية، بعد موافقة الأطراف المشاركة على حصر نقاش الرئاسة بمواصفات الرئيس، على أن يُستكمل النقاش اليوم، إضافة إلى دعم خطة الوزير أكرم شهيب لحل أزمة النفايات. وحفلت الجلستان، عند الظهر ومساءً، بمواقف أغلبها مكرّر.

لكن «الإيجابية» كانت سمتها الأبرز، عدا كلمة الرئيس فؤاد السنيورة طبعاً، الذي يحور ويدور ثم يعود إلى ربط كلّ أزمات البلاد بسلاح المقاومة، فيما أقرّ النائب وليد جنبلاط، الذي بدأ في الجلسة الماضية التمهيد لانسحابه من «الحرب السورية» على وقع التحولات الجديدة، بفشله في إشعال «الثورة».
غير أن الأجواء التي حرص الرئيس نبيه بري في الأيام الماضية على تنقيتها، لا سيما خلال زيارة الوزير الياس بو صعب لعين التينة السبت الماضي، لم تنسحب على تسوية السلة الكاملة لحلّ أزمة الترقيات الأمنية وآلية العمل الحكومي، مع استمرار «اللقاء التشاوري» الذي يرأسه الرئيس السابق ميشال سليمان في معارضة التسوية، لا سيما وزير الدفاع سمير مقبل، المعني الأول بقرارات ترقية الضباط.


كنعان: منذ 25 سنة هناك من لا يحترم الشراكة الوطنية والأزمة لا تحل إلّا بالعودة إلى الناس



فعلى رغم الاتفاق الذي جرى في الحوار بين المستقبل وحزب الله أول من أمس على ضرورة تذليل العقبات، لم تصل الضغوط المستقبلية إلى نتيجة بعد في إقناع سليمان والكتائب. حتى الوزير بطرس حرب أكد أمام الصحافيين أمس أن «المستقبل لا يمون عليّ»، فيما يجري الحديث عن ليونة مستجدة في موقف الوزير ميشال فرعون. وطُرحت أمس الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء غداً، لمعالجة أزمة النفايات وحدها، لكون تسوية الترقيات الأمنية لم تنضج بعد، إذ لا يزال يعترضها رفض سليمان، وبالتالي مقبل، المعني الأول، والذي يتمسّك بحجج قانونية واعتراضات داخل الجيش. فالترقية تحتاج إلى توقيع وزير الدفاع ورئيس الجمهورية، ما يعيد البحث في آلية العمل الحكومي، فضلاً عن إصرار سليمان ومقبل على تعويم اعتراضات عدد من الضباط ممن يطمحون إلى الترقية، ورفضهما ترقية العميد شامل روكز دون غيره من الضباط الموارنة، ما يمنع دخوله إلى المجلس العسكري، ويطرح مشكلة جديدة حيال الموقع الجديد الذي سيتولاه، فيما تعتمد مسألة تأجيل التسريح على قرار من وزير الدفاع وحده، بناءً على اقتراح من قائد الجيش. وأيضاً لا ينوي مقبل وسليمان في حال السير بهذا الحلّ تأجيل تسريح روكز وحده، ما يخلق مشكلة في الجيش وأزمة مالية كبيرة.
التيار الوطني الحر غير مقتنع بأن سليمان ومقبل لا يخضعان لضغط المستقبل إذا وجدت النية للتسوية، في وقت تؤكد فيه مصادر معنية لـ«الأخبار» أن مقبل هدّد في الاجتماع الاخير لـ«اللقاء التشاوري» بالاستقالة «من اللقاء في حال وافق على التسوية». وتحمّل مصادر التيار الحر تيار المستقبل مسؤولية موقف سليمان ومقبل، مؤكّدة أنه إذا «لم تتم ترجمة الاتفاق الذي جرى في حوار عين التينة، فإنه يتكرر النكث بالوعود التي جرى الاتفاق عليها سابقاً بين عون والرئيس سعد الحريري بتعيين روكز قائداً للجيش والعميد عماد عثمان مديراً لقوى الأمن الداخلي». ولم تؤكّد مصادر التيار الوطني الحر إن كان وزيراه ووزيرا حزب الله سيحضران أي جلسة للحكومة تبحث في النفايات، لكنها سألت عن الفرق بين القرارات التي قد تصدر وتلك التي صدرت سابقاً؟ وما الضمانة أنه إذا اتخذ أيّ قرار جديد، سينفذ؟».
في الحوار، افتتح بري الجلسة بشرح حكاية الخلوة التي تلت الجلسة الماضية باقتراح من جنبلاط، فأكد أنها ليست موجهة ضد أحد. وطرح أزمة النفايات على النقاش، لأنه «لا بدّ من حلها»، فيما أشار السنيورة إلى أن «الأزمات التي نحصدها هي نتيجة الفراغ في الرئاسة». وسأل النائب طلال أرسلان عن «سبب تأخر تنفيذ خطة شهيّب رغم اتخاذ قرار في مجلس الوزراء؟»، فيما لفت النائب سليمان فرنجية سلام كـ«رئيس للسلطة التنفيذية الى ضرورة تكليف الإدارات المعنية بتنفيذ الخطة». وطلب الجميّل أن تصدر عن طاولة الحوار توصية بالأمر.
بدوره، عرض سلام للاعتراضات الشعبية على الخطة، والتي تتداخل فيها «الطائفية والمناطقية والمذهبية»، واقترح عقد اجتماع للحكومة وعلى جدول أعماله بند النفايات وحيداً، فاقترح بري طرح النفايات ومواضيع أخرى.
وفيما تردّد أن رئيس تكتّل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون غادر بعد هذا الجدل لأسباب صحيّة، إلا أنه توجّه إلى الرابية حيث عقد اجتماعاً لتكتله. وأكّدت مصادر أن عون أبلغ بري منذ السبت أنه لن يحضر الجلسة المسائية التي مثّله فيها النائب إبراهيم كنعان، وتصدّر جنبلاط المتكلّمين فيها حول مواصفات الرئيس، مؤكّداً أنه «ضد حياد لبنان في الصراع العربي ــ الإسرائيلي، والرئيس يجب أن يكون ملتزماً بهذا الخيار». وأشار إلى أنه يتعاون مع أرسلان بشأن جبل الدروز، «حتى لا تحدث انعكاسات في لبنان». وقال: «لا أخفيكم، حاولت أن أقوم بثورة في جبل العرب، لكنني فشلت... أنا لا أمون على جبل الدروز». وأشاد جنبلاط بـ«الثوابت» التي طرحها النائب محمد رعد في الجلسة الماضية، رغم أنه يختلف مع المقاومة «على بعض القضايا». وقال إن «الثوابت هي أن إسرائيل هي العدو... هذا موقف كمال جنبلاط ولا أقبل البحث بغير هذا. ولا أقبل الحديث عن حياد لبنان في الصراع مع إسرائيل»، في إشارة إلى ما ذكره السنيورة في الجلسة الماضية. ولمّح إلى أن «التسوية التي تم إفشالها الأسبوع الماضي، كان يمكن أن تنشط المؤسسات كلها».