فاجأ فنان يشارك في أعمال فنية خاصة بحركة حماس عن عملياتها ضد الإسرائيليين، متابعيه مؤخرا بإعلانه اعتزال الفن نهائيًا بعد أن استشار من أسماهم “أهل الدين” في ذلك، كما أفاد موقع (المصدر) الإخباريّ-الإسرائيليّ اليوم الثلاثاء.

 

جديرٌ بالذكر، أنّ الفنان أحمد كلاب (33 عامًا) من مدينة غزّة بالقطاع، والذي يُعتبر احد نجوم مسلسلات حماس، كتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعيّ (الفيس بوك) كلمات قصيرة عن اعتزاله، ثمّ ما لبث أنْ ألحقها بعد دقائق معدودة بإغلاق صفحته بشكل نهائي ولم يعد ليفتحها. وأشار كلاب في رسالته الأخيرة له عبر الصفحة، كما أوضح الموقع الإسرائيليّ، إلى أنّه الله هداه للحق بالبعد عن التمثيل، على حدّ تعبيره. ولوحظ منذ شهر رمضان الماضي بنشر كلاب منشورات عبر صفحته تظهر تأييده لما يسميها “الدولة الإسلامية” وأيد فيها بشكلٍ علنيٍّ أبو بكر البغدادي، الذي تمنّى له أنْ يواصل المسيرة التي بدأها في نشر الخلافة الإسلامية من جديد.

 

ولم يتوان كلاب، تابع الموقع الإسرائيليّ، في الرد على أوّل تعليق من أحد المُعجبين فيه، بأنّه أنشأ حسابًا على تويتر باسم مجهول لمتابعة أخبار الدولة الإسلامية، وما اعتبرها بانتصاراتها العظيمة. وبذلك يكون كلاب أحد أشهر الشخصيات الإعلامية المعروفة التي تشير علنًا تأييدها للدولة الإسلاميّة، حيث يظهر في الأشهر الأخيرة أنّ أعدادًا لا بأس منها من عناصر الفصائل الإسلامية باتوا يتركون عملهم في منظماتهم وينضمون لصفوف تنظيم الدولة الإسلاميّة، بل أنّ بعضهم غادر غزّة وانضمّ للقتال في سوريّة والعراق وبعضهم قد قتل هناك آخرهم كان عبد الله الجمل، الذي نفذّ هجومًا قتل فيه ضباط كبار بالأمن العراقي في محافظة الأنبار، حيث غادر غزة في شهر رمضان الأخير بعد أنْ ترك عمله في الجناح العسكريّ لحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، كتائب الشهيد عزّ الدين القسام. ولفت الموقع الإخباريّ-الإسرائيليّ، إلى أنّ كلّاب اشتهر مع بداية مسلسل “الروح” الذي أعدّته فضائية الأقصى، وكان يمثل فيه أحد أفراد عناصر المقاومة الفلسطينية قبل أنْ يُقتل خلال التصدي لاجتياح إسرائيليّ في أحد المخيمات جنوب قطاع غزة. كما ظهر دوره في المُسلسل.

 

جديرٌ بالذكر أنّ الروح هو مسلسل تراجيديّ وطنيّ يُناقش موضوع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ انتفاضة الأقصى الثانية، ويُسلّط الضوء على شريحة من الشباب المقاوم يجمعهم حب الوطن وإيمانهم بقضيتهم العادلة. كما يُعدّ «الروح» الأول من نوعه فلسطينيًا في غزة، من حيث الإنتاج والإخراج والأداء، في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة في القطاع، كما قال المخرج عمّار التلاوي.

 

وأضاف أنّ هذا العمل أصفه بالثقب في جدار الصمت الدرامي في القطاع، وهو بداية الإنتاج الدرامي في غزة، خاصة وأنّه إنتاج ضخم بإمكانيات بسيطة جدًا، على حدّ تعبير المُخرج. وأضاف المخرج قائلاً: نُجسّد معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام الثامن على التوالي، كما نجسد معاناته في الضفة الغربية. وعن مضمون المسلسل، مضى التلاوي قائلاً إننّا نتحدث عن قضية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، ومعاناتهم بسبب انتهاكات إدارة مصلحة السجون، كما نُسلّط الضوء على الحواجز الإسرائيلية التي تفصل مدن الضفة عن بعضها، بالإضافة إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي بغزة.

 

وكانت آخر أعماله المشاركة الكبيرة في سلسلة أفلام أعدتها كتائب القسام في أعقاب الحرب الأخيرة، بصيف العام 2014، على غزة باسم “كمائن الموت” والتي مثلت عدة عمليات نفذتها الكتائب خلال الحرب ضد قوات الجيش الإسرائيليّ ومنها عمليات الخطف التي طالت الجنديين اورون شاؤول وهدار غولدن.

 

وكان الموقع الإخباريّ-الإسرائيليّ، المصدر، قد نشر قبل عدّة أسابيع عن قيام عشرات السلفيين الجهاديين بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية وخليفة هذه الدولة أبو بكر البغدادي، كما صدر مؤخرًا بيانًا باسم تنظيم جيش الإسلام أعلن من خلاله هو الآخر مبايعته لأبي بكر البغدادي. وأشار الموقع أيضًا إلى أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تعمل في الأشهر الأخيرة على وقف تطور التنظيمات الجهادية وتحديدًا السلفية منها لمنع إظهار قطاع غزة على أنه معقل للجهادية السلفية ولتنظيم الدولة الإسلامية ويتهمها نشطاء سلفيون أنّها زجت بالمئات من النشطاء والمحسوبين على هذه التنظيمات في سجونها، بينما تتهم أوساط أمنية مصريّة بعض الجهات في حماس من أنها تمنح غطاءً لبعض هذه التنظيمات وتتستر على التعاون الذي تقوم به بعض هذه المجموعات مع مجموعات سلفية، ومنها أنصار بيت المقدس وأنصار ولاية سيناء في شبه جزيرة سيناء، وهي المجموعة التي أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلاميّة.

الراي الكويتية