خيبة أمل لبنانية في أميركا , واهتزاز داخلي ينذر بقلب الطاولة على الجميع

 

السفير :

غداً يوم آخر. فما بعد الجولة الأولى من الغارات الروسية الاولى من نوعها لا في سوريا وحسب، بل في منطقة الشرق الاوسط منذ الحرب الأفغانية في القرن الماضي، تكون الحرب في سوريا، وعليها، قد دخلت مسارا جديدا، تماما مثلما تدخل المنطقة برمّتها فصلا جديدا، مع احتمالات عدة، تتراوح ما بين التفاؤل الكامل، أو نقيضه التشاؤمي.
هذا في المشهد العام. في التفاصيل التي لا تقل أهمية ان روسيا لم تنتظر طويلا بعد خطاب الرئيس فلاديمير بوتين في نيويورك، وبادرت، بعد رسالة الرئاسة السورية التي تطلب الإسناد الجوي، الى تنفيذ سلسلة من الغارات شملت محافظات حمص واللاذقية وحماه، وتنوعت أهدافها، ولم تستثن فصيلا، من تنظيم «داعش» الى «جبهة النصرة» الى «حركة أحرار الشام» وصولا حتى الى فصائل تابعة لما يسمى «جيش الفتح» و «الجيش الحر»، بما يعنيه ذلك من رسالة روسية صارمة ان ولاءات وانتماءات هذه الفصائل إقليمياً، لا تعني موسكو شيئا.
وفي التفصيل ايضا، ان الروس تعمدوا إبلاغ الجميع (باستثناء فرنسا على ما يبدو) بما في ذلك الولايات المتحدة، ان سماء سوريا يجب أن تُخلى من الطائرات خلال ساعة. أما كيف تبلغ الاميركيون بالغارات الروسية، فهي رسالة اخرى لا تقل أهمية: عبر جنرال روسي يعمل في غرفة العمليات العسكرية المشتركة المقامة في بغداد (تضم العراق وايران وسوريا وروسيا)، توجه الى السفارة الاميركية في العاصمة العراقية وأبلغهم «شفهيا» بقرار الكرملين بدء الغارات.
ولم يعترض أحد (باستثناء الاحتجاج الفرنسي المضحك). حتى ان الاميركيين بدوا مرتبكين في التعاطي مع عاصفة الغارات الروسية المفاجئة في سرعتها واتساعها. فتارة قالوا إن الغارات تنسجم مع تفاهم بوتين ونظيره الاميركي باراك اوباما قبل يومين بالقضاء على تنظيم «داعش»، ثم قالوا إن الروس لم ينتظروا التنسيق العسكري معنا، ليكتمل مشهد الارتباك في ظهور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جانب نظيره الروسي سيرغي لافروف، لا للاعتراض على الهجوم الروسي، بل للتشديد على أهمية التنسيق والتفاهم بين موسكو وواشنطن، أقله على الصعيد العسكري، مع تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة الاراضي السورية.
لكن العاصفة الروسية التي فتحت معادلات جديدة اقليميا ودوليا، والتي وضعتها موسكو مرارا في اطار دعم مؤسسات الدولة السورية والجيش السوري ومكافحة الارهاب المتمدد في المنطقة في ظل فشل «التحالف» الذي أعلنته الولايات المتحدة قبل عام ولم يساهم في دحر التنظيمات التكفيرية في المنطقة برمّتها، بل في تناميها، تطرح، وستطرح في الايام المقبلة، العديد من الاسئلة والهواجس.
ماذا بعد الغارات الجوية، خصوصا ان الطلب الرئاسي السوري لم يتضمن دعوة لعمل بري، وبوتين كررها أمس ان لا نية للعمل على الارض مباشرة، وهناك من يذكّر بأن الحملة الجوية التي شنها «التحالف» الاميركي في العراق وسوريا لم تحقق نتائج جيدة؟ كما ان هناك من يذكّر بأن للحملة الروسية عناصر أكثر فاعلية لأنها تستند الى اعتماد على وجود الجيش السوري على الارض بكثافة، وهو كما اكد بوتين خلال الايام الماضية، الجهة الوحيدة المؤهلة والقادرة على خوض المعركة ضد الارهاب. إلا ان الاجابة عن التساؤل ستنتظر ما ستحمله الغارات الجوية من نتائج خلال الايام وربما الاسابيع المقبلة.
ولا تتوقف الاسئلة هنا: هل هي بداية نهاية للحرب السورية؟ ام انها بداية تصعيد جديد فيها؟ هل هي ضوء في نهاية نفق السنوات الخمس المظلمة؟ وهناك سؤال آخر سيظل مطروحا: ماذا يريد الروس فعليا؟ وهل هو تدحرج اقليمي نحو تصعيد اكبر، ام انه مؤشر على بلورة تفاهمات، سورية، اقليمية ودولية، ربما حان قطافها؟ ومن سيخرج رابحا في المشهد الجديد الذي اقتحمه الروس بقوة؟ وما هي لائحة الخاسرين عربيا واقليميا بعد اكثر من اربعة اعوام من الرهانات على إسقاط دمشق، من دون جدوى، إلا تضخيم المأساة السورية وخسارات السوريين شعبا ودولة؟
وتتوالى الاسئلة: هل تفتح الغارات الطريق أمام «جنيف 3» اكثر واقعية؟ ام ان الغارات تمثل عمليا إجهاضا لخيارات مساري «الجنيفين»؟ وهل يمثّل الاقتحام الروسي انقلابا على خيار «المناطق الآمنة» في الشمال، مع التذكير بأن الضربات الجوية أمس استهدفت في من استهدفت، «حركة أحرار الشام» المرتبطة بقوة بالاستخبارات التركية، وفصائل في «جيش الفتح» الممتد في ولاءاته الى الأتراك وبعض الخليجيين؟
ومهما يكن، فإن الغارات الروسية التي تجددت في وقت متأخر من ليل امس، أشاعت الكثير من اجواء التفاؤل بين شريحة كبيرة من السوريين. تفاؤل سيظل رهينة في الايام المقبلة، لما ستتمخض عنه الضربات الجوية لمقاتلات «السوخوي» المتطورة، على صعيد مئات الجبهات السورية الممتدة على مساحة هذا الوطن الممزق.
الغارات
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن الطيران الروسي قام بعشرين طلعة جوية، وأصاب ثمانية أهداف لتنظيم «داعش» في سوريا، مدمراً خاصة مركز قيادة للتنظيم.
وذكرت الوزارة «هاجمنا ثمانية أهداف، وقد أصيبت جميعها. إن الأهداف، وخاصة مركز قيادة لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية، دُمّرت تماما».
وقال المتحدث باسم الوزارة أيغور كوناشنكوف انه تم تسجيل «20 طلعة» أمس. وأضاف «أريد أن أوضح أن كل هذه الضربات جرت بعد القيام بعمليات استطلاع جوية بناءً على معلومات استخباراتية قدمتها السلطات السورية».
وكان كوناشنكوف قد أشار إلى أن «وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ الشركاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بماهية الأهداف التي تعكف الطائرات الحربية الروسية على تدميرها، وأنها تستهدف المعدات العسكرية ونقاط الاتصال والعربات، إضافة إلى مستودعات الذخيرة وخزانات الوقود التابعة للإرهابيين».
ووزعت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو حول الغارات الجوية، تظهر فيه ثلاثة مواقع وقد أصيبت، وهي تضم «مخازن ذخائر وأسلحة وعتاداً عسكرياً».
وقال مصدر أمني سوري رفيع المستوى، لوكالة «فرانس برس»: «شنت طائرات روسية وسورية ضربات جوية عدة، استهدفت مواقع للإرهابيين في محافظتي حماه وحمص»، موضحاً أن الضربات الجوية التي استهدفت مناطق في محافظة اللاذقية شنها الطيران السوري بمساعدة من الطيران الروسي في عملية «تحديد الأهداف».
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري انه «تنفيذاً للاتفاق بين سوريا وروسيا لمواجهة الإرهاب الدولي، والقضاء على تنظيم داعش وبالتعاون مع القوى الجوية، نفذ الطيران الروسي عدة ضربات جوية استهدفت أوكار إرهابيي داعش». وأشار إلى أن الغارات استهدفت مناطق الرستن وتلبيسة والزعفرانة ودير فول في محافظة حمص، ومناطق تلول الحمر وعيدون ومحيط السلمية في محافظة حماه.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «الضربات الروسية استهدفت في محافظة حمص مقار تابعة لجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية، المتحالفة معها في إطار «جيش الفتح»، بالإضافة إلى فصائل أخرى مقاتلة».
وفي محافظة حماه، قال عبد الرحمن إن القصف استهدف مواقع لفصائل إسلامية و «النصرة» بالإضافة إلى فصائل أخرى، تُصنّف على أنها «معتدلة»، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت في بلدة اللطامنة مستودع أسلحة تابعاً لـ «جيش العزة»، التابع لـ «الجيش الحر»، وهو فصيل يحظى بدعم عربي وأميركي.
بوتين
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع للحكومة الروسية في موسكو، إن «تنظيم داعش الإرهابي أعلن روسيا عدواً له منذ فترة طويلة». وأضاف ان «آلاف المسلحين من مختلف الدول يقاتلون في صفوف الإرهابيين»، محذراً من أنهم «إذا نجحوا في سوريا فإنهم سيعودون حتماً إلى بلدانهم، وسيأتون إلى روسيا». وأكد أن «الطريق الصحيح الوحيد لمكافحة الإرهاب الدولي في سوريا يتمثل في القيام بخطوات وقائية، وتصفية المسلحين والإرهابيين في المناطق التي قد سيطروا عليها، من دون أن ننتظر قدومهم إلى بيوتنا».
وتابع «نحن بالطبع لا ننوي أن نغرس رأسنا في النزاع السوري. وسننفذ خطواتنا في الأطر المحددة بدقة. أولاً، سندعم الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي للتنظيمات الإرهابية تحديداً، وثانيا سيكون هذا الدعم جوياً فقط من دون مشاركة في عمليات برية، وثالثاً، مثل هذا الدعم سيقتصر من ناحية الزمن على فترة قيام الجيش السوري بإجراء عمليات هجومية».
وأوضح بوتين، الذي تلقى ضوءاً أخضر من مجلس الاتحاد الروسي لضربات جوية بناءً لطلب الرئيس بشار الأسد، أن «موسكو أبلغت جميع شركائها الدوليين عن خطتها وخطواتها في سوريا»، داعيا «كل الدول المعنية إلى الانضمام لعمل المركز التنسيقي في بغداد». وقال «روسيا كانت دائماً تؤيد ولا تزال تؤيد مكافحة الإرهاب الدولي»، مؤكدا أن «ذلك يجب أن يجري وفقاً للقانون الدولي، وفي إطار قرارات يتخذها مجلس الأمن الدولي في هذه الحالات، أو بطلب من جهة تحتاج إلى المساعدات العسكرية».
واعتبر أن «السبيل الوحيد لخروج سوريا من أزمتها هو الإصلاح السياسي والحوار بين كل قوى البلد السلمية»، مشيراً إلى أنه يرى أن الأسد مستعد للإصلاح والحوار. وعبّر عن أمله أن يتخذ الرئيس السوري «موقفا فاعلا ومرنا»، ويكون مستعدا لحلول يرتضيها بلده وشعبه.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحملة الجوية الروسية في سوريا لن تمتد إلى العراق، وإن الطائرات الروسية لا تستخدم المجال الجوي العراقي في تنفيذ الهجمات داخل سوريا. وأضاف أن العراق لم يطلب من موسكو شن ضربات جوية ضد المتشددين الإسلاميين على الأراضي العراقية.

النهار :

فيما المؤتمنون على الرئاسة يعرقلون الاستحقاق، والقيمون على تسيير امور الناس يعطلون الحكومة والمجلس معا، تلقى لبنان جرعة دعم دولية كبيرة، لم تترجم بالارقام الضرورية لإخراجه من ازماته التي ضاعفها وجود لاجئين على أرضه، لكنها ترجمت بمواقف مؤيدة لحكومته، وحاضة على انتخاب رئيس، ودافعة في اتجاه المحافظة على استقراره، ولعل كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبّر بوضوح عن هذه الارادة الدولية بقوله: "لا يمكن السماح للفوضى بأن تعم لبنان".
واذا كانت قضايا اللاجئين السوريين وتداعيات الازمة السورية طغت على كلمة الرئيس تمام سلام امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، فان كلمته في الاجتماع الخامس لمجموعة الدعم الدولية جاءت ذات مذاق آخر نظرا الى توغلها ولو بإيجاز الى ازمة الفراغ الرئاسي من منطلق دعوته جميع "القادرين على التأثير الإيجابي للدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بطريقة ديموقراطية" مشددا على ان "الاوان آن للتحدث الى الاصدقاء والخصوم لفصل الانتخابات الرئاسية عن كل القضايا الاخرى العالقة في المنطقة".
واضاف: "إن لبنان الضيّق المساحة والقليل القدرات... يستضيف منذ أربع سنوات مليونا ونصف مليون نازح سوري، أي ما يقاربُ ثُلُثَ عدد سكانه. لقد استُنزِفت البنى الحكومية والمجتمعات المضيفة في لبنان إلى أقصى الحدود، في وقت تتراجع المساعدات الدولية باطراد بسبب ما نسمعه عن "تعب المانحين". إن لبنان، المتمسك بالتزاماته الدوليّة، يكرّر النداء إلى الدول المانحة للوفاء بتعهداتها، لا بَلْ إلى مضاعفة مساهماتِها المالية، وتقديمِ المساعدات المباشرة للمؤسسات الحكومية وللمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك طبقاً لخطة الاستجابة التي أطلقها لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي".

الترقيات: حل أو لا حل؟
لكن النظرة الايجابية الى لبنان والاحاطة الدولية به في نيويورك لم تحجبا الحال الضبابية التي تسود الاجواء الداخلية، وعندما يعود الرئيس سلام اليوم، سيجد الامور معقدة اكثر مما كانت لدى سفره، آملا في أن تنتج حركة الاتصالات توافقات تتيح له عقد جلسة لمجلس الوزراء. ذلك أن حكومته باتت مهددة، كما الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري. فعقدة الترقيات العسكرية تراوح مكانها، ولا جديد سوى ما صدر من تصريحات لتبديد ما ورد في ورقة البنود التسعة التي سرّبت واعتبرها العماد ميشال عون بمثابة فخ لم يقع فيه، خصوصاً ان القرار في الرابية أنه لن يكون تعيين للمدير العام لقوى الأمن الداخلي ما لم يكن هناك تعيين لقائد الجيش، وأنها، أي الرابية، لا دخل لها بأي صفقات وهي خارج "البازار" السياسي، بل ثمة حقوق، على حد تعبير مصدر في "التيار الوطني الحر". وقال المصدر: "نحن لم نطلب أي شيء ولا حتى قبلنا، هم عرضوا علينا وهم وضعوا العراقيل. يناورون ويقدمون مبادرات ويتراجعون عنها وحتى يهربون من التزاماتهم". وأكد المصدر: "أننا غير معنيين بالبازار المطروح في موضوع الترقيات العسكرية ولا نفاوض عليها، بل ما نريده فعلاً تحقيق الشركة الفعلية على صعيد الرئاسة وقانون الانتخاب والتعيينات".
وعلمت "النهار" ان الاقتراح البديل الذي عرض امس والذي يوافق عليه وزراء الرئيس ميشال سليمان وربما الكتائب، استنادا الى مصدر وزاري، يقضي بتأجيل تسريح العمداء الذين يبلغون سن التقاعد مدة سنة، ويتم ذلك في مجلس الوزراء بقرار من وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش بموجب المادة 55 من قانون الدفاع. وعندها يبقى العميد شامل روكز في مكانه. واعتبر المصدر الوزاري ان هذا الحل لا يتعارض مع القوانين المرعية.
في المقابل، أكد مصدر كتائبي لـ"النهار" أن عملية ترقية العميد شامل روكز إلى رتبة لواء "فرطت، ولا يمكن أن تتمّ". وأضاف أن "مدة هذه المشكلة مع النائب ميشال عون ستكون 15 يوماً الى حين إحالة روكز على التقاعد، أما في حال ترقيته فستمتد المشكلة سنة و15 يوماً". وسئل عن رد فعل عون المتوقع، فأجاب: "ماذا يقدر أن يفعل؟ يقدر أن يعطل الحكومة وجلسات الحوار، فليعطلها ولتتحوّل حكومة تصريف أعمال. وإذا استقال وزراء تكتله فيتولى وزراء بدلاء وزاراتهم بالوكالة. في الأساس هو عطّل رئاسة الجمهورية".

المستقبل :

باشرت الطائرات الروسية بعد ساعات قليلة من إجازة مجلس الاتحاد في موسكو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن عمليات عسكرية خارج الحدود، شن غارات جوية في سوريا أعلنت أنها استهدفت تنظيم «داعش»، داعية رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى تسوية لم تتضح ملامحها إلى الآن على الأقل، فيما أكدت المعارضة السورية أن تلك الغارات أصابت أحياء مدنية في ريف حمص ومواقع للجيش الحر في ريف حماة وأسفرت عن سقوط عشرات السوريين بين قتيل وجريح. 
وعبّرت الولايات المتحدة عن استيائها من تلك الضربات الجوية، معتبرة على لسان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر أنها تؤدي الى «صب الزيت على النار»، فيما عبّرت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ من تلك الهجمات، وطالبت على لسان ممثلها في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي بأن توقف روسيا غاراتها الجوية في سوريا فوراً، مؤكدة أن الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في أي حرب على الإرهاب لأنه الإرهاب نفسه.
واللافت، أن موسكو التي استثنت باريس من إبلاغها بالغارات واكتفت بإبلاغ شفوي لواشنطن وقت حدوثها، نسقت غاراتها تلك مع إسرائيل التي تم إبلاغها قبل شن الغارات، ودعت في الوقت نفسه بشار الأسد إلى تسوية سياسية لا تظهر لها أي ملامح، حتى الآن على الأقل.
وجاءت الضربات الجوية هذه قبل ساعات من قيام روسيا بتقديم مشروع قرار الى مجلس الأمن يدعو الى قيام «تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم «داعش» والبنى الإرهابية الأخرى».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي قام بعشرين طلعة جوية وأصاب «ثمانية أهداف لتنظيم داعش» في سوريا، مدمراً بشكل خاص مركز قيادة. وقالت الوزارة في بيان «هاجمنا ثمانية أهداف. وقد أصيبت جميعها. إن الاهداف وبخاصة مركز قيادة لإرهابيي تنظيم «داعش» دُمرت تماماً«.
إلا أن الولايات المتحدة شككت بحقيقة الأهداف التي قصفها الطيران الروسي ورجحت ألا تكون مواقع لتنظيم «داعش».
وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر تعليقاً على الغارات الروسية «يبدو أنها حصلت في مناطق لا توجد فيها على الأرجح قوات لمجموعة داعش»، وأضاف «إن مقاربتهم محكومة بالفشل» مضيفاً «ما يقومون به لن ينجح وهو غير بناء».
واعتبر أن الاستراتيجية الروسية عندما لا تلحظ وجود عملية انتقالية سياسية ورحيل بشار الأسد عن السلطة فهي تؤدي الى «صب الزيت على النار».
كما قال مسؤول عسكري أميركي إن هذه الغارات الروسية استهدفت قوات معارضة وليس متطرفي تنظيم «داعش»، بعكس التصريحات الروسية.
وقال المسؤول الأميركي طالباً عدم الكشف عن اسمه «لم نشاهد أي ضربات ضد داعش، وما شاهدناه هو ضربات ضد المعارضة السورية». 
وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي إن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا إذا كان الهدف «الحقيقي» منها هزيمة تنظيم «داعش». وتابع «أوضحنا أننا سنشعر بالقلق البالغ إذا ضربت روسيا مناطق ليست فيها أهداف لداعش والقاعدة». وقال أن «أي ضربات من هذا النوع ستضع علامات استفهام حول نيات روسيا الحقيقية وهل هي القتال ضد داعش أم حماية نظام الاسد». وقال أيضاً «علينا أن لا نخلط، ولن نخلط، بين قتالنا ضد داعش ودعم الأسد، و»داعش» نفسها لا يمكن هزيمتها ما بقي بشار الأسد رئيساً لسوريا». 
إلا أن البيت الأبيض كان أكثر حذراً في تعليقه على الموضوع نفسه معتبراً أنه من المبكر تحديد المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية.
وقال المتحدث جوش ايرنست إنه «من المبكر بالنسبة لي أن أقول ما هي المواقع التي استهدفوها، وما هي الأهداف التي ضربوها»، ولكن البيت الأبيض قال إن بوتين لا يستطيع التصرف بشكل منفرد في سوريا.
ويأتي هذا التسارع في التدخل الروسي في سوريا على خلفية اختبار قوة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي حول مستقبل الأسد، حيث أن الأول يعتبره «طاغية» لا يمكن أن يكون له دور في مستقبل سوريا، في حين أن الثاني يعتبره أساسياً في الحرب على تنظيم داعش.
وكان كيري اتصل الأربعاء بنظيره الروسي سيرغي لافروف واعتبر الضربات الروسية غير بناءة. كما اعتبرت واشنطن أن هذه الضربات لن تغير شيئاً في المهمات العسكرية التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق.

الديار :

يوم 30 ايلول 2015، يعد يوما هاما في تاريخ سوريا وفي تاريخ منطقة الشرق الاوسط، اذ دخلت روسيا الحرب مباشرة بطائراتها وصواريخها ضد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» واللافت ان الضربات الروسية تركزت بالقرب من العاصمة وخط دمشق حمص اللاذقية وجنوب سوريا، وهذا ما يؤكد الكلام الروسي بان منطقة جنوب سوريا خط احمر مع خط دمشق حمص اللاذقية وهذا القرار ابلغه بوتين الى الملك الاردني عبد الله الثاني قبل اشهر، كما ان السفارة الروسية ابلغت قيادات درزية سورية بعد اجتماع في السفارة الروسية ان خط درعا السويداء القنيطرة احمر، وهناك قرار من الرئيس بوتين بحماية هذا الخط وعدم سقوطه مهما كانت التحديات. روسيا دخلت الحرب، والرئيس الاسد طلب من الرئيس بوتين التدخل، وقد نفذت روسيا في اليوم الاول 20 غارة جوية على 8 مواقع لداعش في سوريا بينها مخازن اسلحة ومراكز قيادية، وهذه المساعدة العسكرية الروسية ستستمر بعدما طلبها الرئيس الاسد من بوتين فيما شكك فرنسا وواشنطن بنتائجها واعتبرها وزير الدفاع الاميركي بمثابة صب الزيت على النار فيما دعا حلف الناتو الى عدم التصادم بين الجهود العسكرية الروسية في سوريا مع عمليات التحالف.
الدخول الروسي سيؤدي الى معادلات جديدة بعد قرار الكرملين بالدخول المباشر.

ـ تسوية العمداء ـ

اما على صعيد تسوية ترقية العمداء، فان كل المعطيات كانت تشير الى ان تسوية ترقية العمداء كانت تسير بشكل طبيعي وموافقة المكونات السياسية حتى ان الرئيس الحريري ابلغ الرئيس بري عبر مستشاره نادر الحريري الموافقة على التسوية، وابلغ الرئيس نبيه بري النواب بالورقة وبانها تتضمن تعيين مديرعام قوى الامن الداخلي وتعيين مجلس قيادة جديد لقوى الامن الداخلي وان تيار المستقبل اضاف هذا الشرط على هذه التسوية وهذا ما ادى الى رفضها من العماد ميشال عون ورفض تعيين مديرعام لقوى الامن الداخلي قبل تعيين قائد الجيش.
وهذا الشرط من قبل تيار المستقبل هو الذي ادى الى تعطيل هذه التسوية، وفي المعلومات ان الرئيس السنيورة هو من اضاف البند واصر على تعطيل التسوية، وبالتالي تعطيل كل التسويات التي يوافق عليها العماد عون من اجل كسره، وبالتالي كسر كلمة المسيحيين. وقال الوزير عبد المطلب حناوي المحسوب على الرئيس سليمان انه لا يقبل باي تسوية على حساب الجيش.
الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط موافقان على التسوية وهذا ما يؤكد بان تسوية ترقية العميد شامل روكز مع عدد من الضباط ستمر، الا اذا بقي السنيورة على موفقه الرافض للتسوية، والهدف من رفضه كسر العماد عون، وبالتالي فان عقدة التسوية يتحكم بها الرئيس السنيورة، وهو يتولى «اوركسترا الرفض وادارة اللعبة بحنكة»، بهدف توتير العماد عون لادراكه بان الجنرال يريد هذه التسوية التي باتت ممراً الزامياً لتعزيز الاستقرار وانطلاق عمل المؤسسات واعادة العمل التشريعي والحكومي، اما اذا استطاع السنيورة عرقلة التسوية، فان الشلل سيتصاعد وسيزداد وكذلك عدم الاستقرار.
هذه المعادلة يعرفها الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط وبالتالي يعملان على انجاحها، ولكن موعد 15 تشرين الاول واحالة العميد روكز الى التقاعد يداهمهما. ولذلك كثفا من اتصالاتهما في الساعات الماضية والامور ستتوضح خلال الساعات الـ 48 ساعة المقبلة اما شللاً تاماً في كل المؤسسات وتطير طاولة الحوار واستمرار الفراغ، واما عودة النظام الفعلي بالمؤسسات وهذا مرهون بالتسوية ونجاحها او فشلها.

ـ حناوي لـ »الديار» حتى لو طلب مني سليمان لن اسير بالتسوية ـ

واكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي «للديار» انه لن يسير بتسوية ترقية بعض العمداء الى رتبة لواء حتى لو طلب مني الرئيس سليمان، واضاف قبل ان اكون وزيراً انا ضابط في الجيش، وارفض ترقية عميد اسبقه بالخدمة عشر سنوات او حتى لو كانت سنة واحدة، وهذا امر لا يجوز ويضرب الجيش والاستقرار فيه ولن اقبل به، وهناك 10 عمداء يسبقون العميد شامل روكز بالخدمة ولهم حق الترقية قبله، فكيف يمكن ترقيته قبل ترقية العمداء الاخرين، فهذا لعب بالجيش وبقوانينه وبالتراتبية العسكرية، وعلمت ان كل الضباط سيتقدمون بطعن الى مجلس شورى الدولة في حال السير بالتسوية وتابع انا مع تأجيل تسريح جميع الضباط بما فيهم العميد شامل روكز، ولكنني ارفض التسوية لعميد او عدة عمداء فقط، ويجب ان تشمل جميع الضباط.
وسئل «النائب وليد جنبلاط قال ما يطرحه مخرج سياسي لازمة قائمة وليس التمسك بالقوانين؟»، فقال حناوي هذا الامر مرفوض في الجيش مع احترامي لكل السياسيين، واي تسوية لا يجب ان تكون على حساب الجيش، وليعملوا تسوية بغير الجيش،ولا يجوز المس بالجيش من اجل شخص او عميد، وتابع: باستطاعة العماد ميشال عون تعيين العميد شامل روكز وزيراً او نائباً بعد احالته على التقاعد وبالتالي حفظ دوره اذا كان العماد عون مصراً على دور للعميد شامل روكز.

 

الجمهورية :

السؤال الأساسي الذي طُرح في الساعات الـ 48 المنصرمة داخل الأوساط السياسية والإعلامية تمحوَر حول مصير التسوية السياسية التي كان يتمّ العمل على بلوَرتها وإنضاجها، وكانت على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النتائج المرجوّة، وذلك نتيجة ثلاثة مؤشرات: الإعلان عن موافقة فريق «المستقبل» في الحوار مع «حزب الله» على التسوية. مشاركة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في جلسة الحوار الأخيرة بعدما كان قاطعَ الجلسة التي سبَقتها، وذلك في رسالة إيجابية ردّاً على الرسالة المماثلة. الخلوة السداسية التي عقدها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتتويج التسوية، لأنّه لم يكن في وارد عقد تلك الخلوة لولا إدراكه أنّ الأمور وصلت إلى خواتيمها السعيدة. وعلى رغم التباينات التي سادت الخلوة، ظلّت الأمور مضبوطة إلى اللحظة التي نشِرت فيها ورقة النقاط التسعة التي أعادت التسوية إلى غرفة العناية الفائقة. ومن الواضح أنّه لا يمكن الكلام اليوم عن سقوط التسوية، ولكن عن ترنّحها، إلّا أنّ السؤال الذي طرح نفسه بقوة أيضاً: ما حظوظ إنعاش هذه التسوية؟ وما انعكاس سقوطها على الحكومة والحوار؟ نشطت الاتصالات السياسية في محاولة لتطويق الخلاف الذي نشأ في أعقاب تسريب الخطة وتضمينها بنداً لم يكن على جدول أعمال البحث، كما تطويق الخلاف بين عون وبري بعد فتح الأوّل النار على وزارة المالية وردّ وزير المالية علي حسن الخليل على الهجوم.
ولم يتردّد رئيس مجلس النواب في إطلاع نواب «لقاء الأربعاء» على ورقة التسوية التي اقترحها ولا تلحَظ بند تعيين مدير عام لـ«قوى الأمن الداخلي»، في رسالة مزدوجة إلى رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» بأنّ هجومه في غير محلّه كونه صوّبَ على المكان الخطأ، وأنه على كامل الاستعداد لاستئناف المساعي من أجل بلوغ التسوية خواتيمَها المنشودة.
خطر على الاستقرار
وقد تقاطعت الاتصالات السياسية على اعتبار أنّ فتح عون مواجهة مع بري لم يكن في توقيته ومحلّه، لأنّ رئيس مجلس النواب من ضمن الرباعي الذي يدفع بقوة لإتمام هذه التسوية، وذلك إلى جانب «حزب الله» و»الاشتراكي» و»المستقبل» الذي يتحدّث بعض أركانه بوضوح عن ضرورة شراء الوقت لتقطيع هذه المرحلة، وأنّه لا مهرب من إعطاء عون مكسباً ما بغية ضمان عمل الحكومة ومجلس النواب، واستطراداً تجنّب استمرار
التعطيل السياسي.
وهذا ما يفسّر كلام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بما ما معناه أنّ من يرفض التسوية يعرِّض الاستقرار، وجاء تحذيره من وجود «خطر على الاستقرار السياسي» بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ليصبّ في هذا الإطار.
سباق مع الوقت
وفي معلومات لـ«الجمهورية» أن لا مؤشرات إلى سقوط التسوية، لأنّ سقوطها يعني أنّ الحكومة دخلت في إجازة طويلة، حيث إنّ «التيار الحر» و»حزب الله» أبلغا من يَعنيهما الأمر أنّ الأمور ستتّجه إلى التعقيد والتصعيد، فضلاً عن أنّ الحزب في غير وارد القبول بهزيمة عون سياسياً، خصوصاً أنّ الهدف من التسوية حفظ ماء وجه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» في سياق تسجيل النقاط، فيما خلاف ذلك يشكّل رسالة تصعيدية للثنائي المذكور.
وفي المعلومات أيضاً أن لا خلاف لدى «المستقبل» على جوهر التسوية، وإذا ظهرَ من تباينٍ يتصل فقط بالتوافق على الآليات التي تضمن انتظام عمل مجلس الوزراء تجنّباً للتعطيل مستقبلاً. وإذا كانت جلسة الحكومة فور عودة رئيسها تمّام سلام من نيوروك، كما وعد في جلسة الحوار الأخيرة، باتت مستبعَدة، فإنّ الجهد يتركّز على عقد جلسة حكومية قبل السادس من الجاري، موعد انطلاق ثلاثية الحوار، من أجل تمرير التسوية وإنجاح الثلاثية، لأنّ خلاف ذلك سيؤدي حكماً إلى تأجيل الجلسات المتتالية للحوار.
دعم دولي للتسوية
وفي الوقت الذي فُتحت فيه الاتصالات والمشاورات على مصراعيها لتذليل العقبات التي بَرزت أخيراً وتخريج التسوية، حذّرت أوساط سياسية في قوى 14 آذار من أيّ تسوية يكون لها الوقع السيّئ على المؤسسة العسكرية، وقالت لـ«الجمهورية» إنّ الخضوع للابتزاز تحت عنوان الاستقرار سيجرّ إلى خضوع مماثل بعد حين، وهكذا دواليك، فيما المطلوب التمسك بالدستور الذي يُنتهك في الانتخابات الرئاسية من خلال تعطيل النصاب، ويُنتهك في الحكومة عبر ابتكار آليات مخالفة للدستور وتحويلها إلى أعراف، وكلّ ذلك في سياق مخطط معروف يرمي إلى إعطاء الانطباع بأنّ النظام اللبناني لم يعد قابلاً للحياة.
وفي السياق كشفَت أوساط وزارية تَعمل على خط التسوية لـ«الجمهورية» أنّ المساعي التي تقوم بها الأطراف المعلومة من أجل إنجاز هذه التسوية تتمّ بمتابعة دقيقة ولصيقة من قبَل عواصم القرار الغربية والعربية والإقليمية التي سجّلت وتسجّل حرصَها على ترسيخ الاستقرار السياسي، وتبدي خشيتَها على الوضع الأمني في حال انفراط الاستقرار السياسي، وتشجّع على إتمام التسوية اليوم قبل الغد، وقالت الأوساط إنّ التسوية التي يعمل عليها تُرضي كلّ الأطراف، ولا يمكن الكلام فيها عن منتصر ومهزوم.
لا مجلس وزراء
مصادر مواكبة للاتصالات الحاصلة حول صيغة التسوية المقترَحة قالت لـ«الجمهورية» إنّ هذه التسوية قد تأمّنَ لها الغطاء السياسي، لكنّ المشكلة المتبقّية هي كيف ستُقرّ في مجلس الوزراء خصوصاً مع استمرار رفض الكتائب والرئيس السابق ميشال سليمان لها.
ورأت المصادر أنّ الكلام التصعيدي الأخير للعماد عون لن يكون له التأثير الكبير على مسار هذه التسوية، إنّما سيؤخّر الحل ضمن سلّة كاملة، وخصوصاً لجهة التعاطي مع الأزمة الحكومية وتحديداً مع آليّة العمل الحكومي.
وتوقّعَت المصادر أن تنشط حركة الاتصالات في الفترة الفاصلة عن جلسات الحوار لمحاولة تذليل ما تبقّى أمامها من عقبات، مستبعدةً أن يلتئم مجلس الوزراء قبل حلّ هذه المسألة.