سجال بين حزب الله والمستقبل يوتر طاولة الحوار , وبري يؤكد أن الحوار سينتج , وتطورات جديدة بدخول روسية ساحة الحرب السورية

 

السفير :

عندما ينهي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ساعات، لن يكون النظام الإقليمي المشرقي ما بعد الثامن والعشرين من أيلول على ما كان عليه قبل هذا اليوم. ذلك أن الرئيس الروسي يقف للمرة الأولى، منذ 10 أعوام أمام دورة سنوية (هي السبعون)، للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو حدث يبدو استثنائيا إلى درجة كبيرة، خصوصا أنه يواكب الاتجاه إلى انقلاب كبير في الصراع على سوريا، عبّرت عنه موجة التصريحات الأوروبية العائدة إلى اعتبار الرئيس بشار الأسد شريكاً في مستقبل سوريا وفي أي عملية انتقالية، ومع استمرار الجسر الجوي الروسي، رغم أن موسكو كانت قد حددت 24 من الشهر الحالي حداً نهائياً لعمله، ما يجعل الحشد الروسي أكبر مما كان متوقعا بكثير.
ومن دون الدخول في التفاصيل، يقول مصدر مقرب من الإدارة الروسية إن خطاب الثامن والعشرين من أيلول، سيركز على سوريا، ويضع خريطة الطريق الروسية للحرب التي ستنخرط فيها عشرات المقاتلات الروسية التي تصطف على مدرج مطار «حميميم» قرب اللاذقية، كما يحدد المسار السياسي الذي سيواكب العملية العسكرية.
وكانت موسكو قد أكدت الإشارات إلى مركزية الملف السوري في الخطاب الرئاسي الروسي، وفي اللقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. فبعدما قال متحدث باسم البيت الأبيض إن اللقاء الثنائي الروسي ـ الأميركي سيتناول خاصة الأزمة الأوكرانية، ردت موسكو بأن الملف السوري سيكون أساس البحث بين بوتين وأوباما.
وبحسب التوقعات، لن يكشف بوتين عن كامل الإستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا، وعما إذا كانت الضربات التي ستباشر المقاتلات الروسية بتوجيهها، لن تقتصر على تنظيم «داعش» كما هو معلن، بل ستتجاوزها إلى الجماعات «الجهادية» الأخرى، مثل «جيش الفتح» والجماعات التركستانية والشيشانية، التي تشكل تهديدا مباشرا للجيش السوري، وللنظام السوري، أكثر من خطر «داعش». ويتجه الروس إلى تأمين منطقة اللاذقية، وسهل الغاب، وتحصين خط جورين شمال غرب حماه، الذي لا يزال إحدى أهم قواعد الجيش السوري، والحرس الثوري الإيراني، ومركز انطلاق ضرورياً لأي عملية تستهدف استعادة ريف مدينة جسر الشغور، التي تبعد 22 كيلومترا إلى الشمال من جورين، وهي عملية تدخل في نطاق تحصين الساحل السوري، وضرب أحد أهم مرتكزات التدخل التركي في الشمال السوري، عبر «جيش الفتح». كما من المنتظر أن تنشط عمليات دعم استعادة مطار كويرس المحاصر من قبل «داعش»، منذ أكثر من عامين، في ريف حلب الشرقي.
ويبحث الروس عن تسجيل انتصار نوعي، ورمزي كبير في سوريا، يدعم انخراطهم الكبير، عبر مواكبة العملية التي استأنفها الجيش في تدمر، بتكثيف طلعات الطيران على المدينة الأثرية التي تحتل مكانة «إعلامية عالمية»، وضرب معقل «داعش» الأساسي في الرقة وتهديد طرق إمداده لإجباره على الانكفاء من تدمر وشرق حمص، وحماية المدينة التي تشكل ظهيره الرئيسي في العراق، ومركز حشد قواته، ومستودع ترسانته وغنائمه من الجيش العراقي.
وبحسب التوقعات، سيلجأ بوتين، الذي سيعلن عن انطلاق العمليات العسكرية، إلى عرض انضمام روسيا إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب، بشروط جديدة، أو إنشاء تحالف جديد والسير بالعمليات العسكرية من دون التحالف القائم، إذا ما رفض الأميركيون اليد الروسية الممدودة، والذهاب إلى تعزيز التحالف مع إيران، كبديل لا بد منه.
ويبدو أن الشق السياسي من أهداف الانخراط الروسي قد سبق خطاب بوتين أمام الأمم المتحدة، إذ قال بوتين، في مقابلة مع قناة «سي بي أس» الاميركية، ان «هناك جيشا شرعيا عاديا وحيدا، وهو جيش الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه المعارضة، وفق تأويلات بعض شركائنا الدوليين، ولكن في الحقيقة وعلى أرض الواقع هو يواجه التنظيمات الإرهابية»، منتقداً دور الولايات المتحدة في دعم «الجناح الحربي للقوات المعارضة» الذي «لا يستجيب، بحسب رأيي لمبادئ القانون الدولي المعاصر ولمبادئ منظمة الأمم المتحدة»، مؤكداً أن روسيا «تدعم الهيئات الحكومية الشرعية حصراً».
ولن يعرض الرئيس الروسي أكثر من عملية سياسية تحفظ البنى الحالية للدولة السورية، وتقوم على ضم من يقبل من المعارضة «الوطنية» إلى حكومة وحدة، أولويتها مقاتلة الإرهاب، عبر مسار يبدأ بانتخابات تشريعية (في أيار المقبل).
ويقطع المسار البوتيني المعروض الطريق على مسار جنيف، لاقتناع الروس، كما يقول مصدر غربي، بأن الأميركيين لا يزالون في الحقيقة يدعمون «الائتلاف» المعارض، وأنهم سيعملون على تخريب العملية السياسية، كما فعلوا في جنيف واحد واثنين. ويعد تدعيم الأسد، منسجماً مع خطة أوسع عسكرية وسياسية لمنح الدولة السورية، التي يمثلها الرئيس السوري، هامشاً أوسع من القوة، وتقليص دور القوى الرديفة التي تقاتل إلى جانبه، من دفاع وطني أو لجان شعبية.
وتقول مصادر غربية إن اتخاذ قرار الانخراط بشكل أوسع في سوريا جاء بعد تقارير رفعها جنرال روسي، يعمل كخبير في أركان الجيش السوري. ويتحدث التقرير عن بدء تصدع الجيش، وتراجع قدرته على مواصلة القتال، بعد خمسة أعوام من استنزافه على مئات الجبهات، خصوصا في الشمال السوري، والتحذير من احتمال انكفائه المتزايد أمام هجمات «داعش» و «جيش الفتح»، وكلاهما يعمل تحت تنسيق تركي، وتمويل سعودي. وتقول معلومات متضافرة إن الروس اعتبروا أن تجربة الدفاع الوطني في مواجهة الجماعات المسلحة قد فشلت، وأنها أدت إلى إضعاف سلطة الدولة السورية، والجيش السوري. كما أنهم يريدون تقوية دور الدولة السورية، باقتراح تقليص دور الدفاع الوطني واللجان الشعبية، وتأليف فيلق رابع من الجيش السوري، يضمهم تحت قيادته، ويعيد تأهيل 75 ألف مقاتل، يرفع من قدرة الجيش السوري على تجديد قواته، ويخفف من الفوضى في سلسلة العمليات.
وفي سياق التقرير نفسه، جرى إعداد الحشد الروسي في سوريا، منذ مطلع الشهر الحالي، من دون أن تلحظ الاستخبارات الغربية والأميركية التغيير الذي طرأ على الإستراتيجية الروسية في سوريا. ففي 12 أيلول الحالي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إنهاء مناورات، لم تكن مقررة مسبقا، تحاكي تماما الجسر الجوي الروسي، وتشكل تمرينا مسبقا على إنجازه.

المستقبل :

بعد استباحته اللفظية لسيادة الدول العربية وتدخله الفظ فعلاً وقولاً في شؤونها الداخلية، معرّضاً على جاري إطلالاته المسيئة لهذه الدول مئات آلاف اللبنانيين العاملين فيها إلى خطر قطع أرزاقهم كرمى لطموحات إيران التوسعية في بلاد الشام والخليج العربي، لاقى تصريح أمين عام «حزب الله» الأخير استهجاناً بحرينياً رسمياً لما تضمنه من «تدخل سافر مرفوض في الشأن الداخلي» للمملكة يرقى إلى درجة «التعدي الواضح على سيادتها واستقلالها» كما سمع القائم بأعمال السفارة اللبنانية ابراهيم الياس عساف في الخارجية البحرينية لدى استدعائه وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على تصريح السيد حسن نصرالله، مع مطالبة الدولة اللبنانية بتحرك «رادع وحاسم وضمان الوقف الفوري والقاطع لكافة أشكال التدخل في الشأن البحريني» باعتبار أنّ نصرالله يتحدث باسم حزب شريك في الحكومة. الأمر الذي دفع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى المسارعة للتبرؤ باسم لبنان الرسمي من تداعيات هذا التصريح، مؤكداً أنّ «الحكومة حصراً» هي التي تعبر عن الموقف اللبناني الرسمي وليس «أي طرف سياسي حتى ولو كان مشاركاً في الحكومة».
إذاً، وغداة إعراب الخارجية البحرينية عن احتجاج شديد اللهجة رداً على تصريحات نصرالله التي «تحمل توصيفاً مغلوطاً للوضع في مملكة البحرين وترمي إلى الإساءة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين» وفق ما نبّه وكيل الخارجية السفير عبدالله عبد اللطيف عبدالله أمام عساف، مشدداً في الوقت عينه على أنّ «البحرين ستتخذ كل ما من شأنه حماية مصالحها والمحافظة على أمنها واستقرارها وضمان سلامة شعبها»، اضطر سلام من نيويورك، حيث يواصل لقاءاته العربية والأممية والدولية وآخرها بعد منتصف الليلة الماضية بتوقيت بيروت مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يليه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى إعادة تظهير حقيقة موقف لبنان الرسمي الحريص على «قيام أفضل العلاقات مع مملكة البحرين الشقيقة وجميع دول مجلس التعاون الخليجي». 
وأوضح سلام أمس قائلاً: «إن اخواننا في البحرين يعرفون طبيعة النظام اللبناني وتعقيدات الواقع السياسي في لبنان التي تسمح بظهور اجتهادات كثيرة حول مختلف القضايا، سواء الداخلية منها أو تلك المتعلقة بالمنطقة والعالم، لكننا نؤكد أنّ ما صدر في بيروت في حق البحرين لا يلزم الحكومة اللبنانية ولا يعبر في أي حال من الأحوال عن موقف لبنان الذي يعرف مكانته ومكانة أبنائه في قلوب البحرينيين وعقولهم»، مجدداً باسم «لبنان الذي عانى طويلاً من تدخل الآخرين في شؤونه الداخلية، حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى خصوصاً الدول العربية الشقيقة التي تحتل مملكة البحرين مكانة مميزة بينها».
بري.. والحوار
في غضون ذلك، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أمله في أن «تثمر الجهود والمساعي التي تشهدها أروقة مقر الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنجاز تسويات توقف حمام الدم الذي يضرب المنطقة ولا سيما في سوريا والعراق واليمن«، مطالباً في الوقت ذاته اللبنانيين بالاتعاظ «مما يجري من حوار على مستوى الكبار» وتأكيد أنهم قادرون «على إدارة ملفاتهم وشؤونهم وإنجاز استحقاقاتهم بأنفسهم مقدّمين مصلحة وطنهم وسلمهم الأهلي على أي مصلحة أخرى».
وإذ رفض وضع طاولة الحوار الوطني في إطار «تضييع الوقت أو ضد الحراك المدني»، شدد بري على كونها تأتي في سياق «استثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم»، مبدياً من هذا المنطلق ثقته بقدرة «طاولة الحوار على إنجاز الكثير شرط أن تتوفر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورين».

الديار :

يشهد مطلع هذا الاسبوع حركة ناشطة من الاتصالات والمشاورات باتجاه بلورة ما سميَ بـ«السلّة المتكاملة» ايّ حلّ ازمة انعقاد مجلس الوزراء واستئناف عمل مجلس النواب التشريعي والتعيينات الامنية.
وكل المعلومات تؤكد ان الاجواء ايجابية باستثناء موضوع الترقيات الذي ما زال تحت مجهر المشاورات.
وفي موضوع النفايات، تعتبر الساعات المقبلة حبلى بالكثير على مستوى تطبيق خطة الحكومة، في ظل معلومات خاصة لـ«الديار» من اوساط الوزير اكرم شهيب الذي يرفض كلياً تنفيذ الخطة بالقوة وبأيّ ثمن ويطالب بالهدوء والتريث لأن المطلوب ادخال البلديات الى الشراكة الكاملة.
ما الجديد بما سُميَ بـ«السلة المتكاملة»؟
تؤكد المعلومات ان الحلّ للازمة «مكتوب» وينتظر الاقرار، واشارت المعلومات الى ان الاتصالات والمساعي التي شهدتها عطلة الاضحى اسفرت عن نتائج مبدئياً ايجابية، وهذه الاتصالات جرت على أكثر من صعيد للوصول الى حلّ ضمن «السلّة الواحدة المتكاملة»، باستثناء موضوع الترقيات الذي ما زال تحت مجهر المشاورات.
وتشير المعلومات الى ان رئىس مجلس النواب نبيه بري بالتكافل والتضامن مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يسعيان للوصول الى حلّ يرضي جميع الاطراف، وقد عُلم ان جنبلاط يقوم بتحرك باتجاه تيار المستقبل من خلال وزير الصحة وائل ابو فاعور بتمن من بري، وتشير المعلومات الى ان موقف المستقبل بدأ بالحلحلة، وان اجواء الرئىس سعد الحريري اتت ايجابية، الامر الذي يبعث على التفاؤل بحسم الحل قبل جلسة الحوار الرابعة، وما ساعد على ترجيح الايجابيات هو ان الحريري ابدى مواقف مرنة.
وعلم ان الاتصالات التي يقوم بها بري وجنبلاط لم تأتِ من فراغ بل ثمة معلومات في حوزتهما بأن تسوية تطبخ على المستويين الاقليمي والدولي بغية ايجاد المخارج للازمة اللبنانية، على غرار ما جرى لدى ولادة الحكومة السلامية، رغم الاختلاف بين طهران والرياض وحيث توافقت السعودية وايران على «قبة باط» ادت الى تأليف الحكومة الحالية.
ومن خلال المعلومات المتوافرة، فان كل من ايران والسعودية وبغطاء دولي من واشنطن وروسيا وباريس يجري حلّ «السلّة المتكاملة» على الطريقة اللبنانية، على اعتبار ان المجتمع الدولي، وفي هذه المرحلة بالذات يعطي الاولوية للازمة السورية، الامر الذي علم به سلام خلال تواجده في نيويورك ولقاءاته مع مسؤولين امميين ودوليين في الامم المتحدة.
اذاً، تشير المعلومات الى ان الامور تسير باتجاه ايجابي، وان هذه التطورات تعطي دفعاً باتجاه حلحلة عناصر الازمة من جهة، وترسي مناخاً اكثر ايجابية في جلسة الحوار الرابعة.

 

 

حلحلة الترقيات؟!

لكن هذا التفاؤل الزائد، اصطدم بموضوع الترقيات، اذ تؤكد المعلومات ان حل موضوع الترقيات لعدد من العمداء الى رتبة لواء ما يزال مدار اتصالات ومشاورات من جانب بعض مكونات الحكومة، الا ان هذه الاتصالات لم تصل حتى الآن الى الغاية المرجوة منها، وهي حلحلة مواقف بعض المعترضين على هذا المخرج، ولكن المصادر تحدثت عن وجود اشارات ايجابية يفترض ان تتبلور بالكامل قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء المرجحة يوم الخميس المقبل.
واذ تحدثت المعلومات من ان موقف تيار المستقبل ليس سلبياً من هذه القضية، لكنه لم يحسم موقفه نهائىاً بانتظارالمشاورات التي سيجريها مع حلفائه في قوى 14 اذار. وقالت ان هذه المشاورات تشمل اتصالات مع كل من حزب الكتائب والرئىس السابق ميشال سليمان في ضوء ما صدر من اعتراضات من جانب الطرفين على موضوع الترقيات، واوضحت ان الرئىس سليمان حاول عبر الوزراء المحسوبين عليه تسويق فكرة استدعاء العميد شامل روكز من الاحتياط بعد احالته الى التقاعد كما حصل مع العميد ادمون فاضل الا ان العماد ميشال عون اعتبر ان هذا الاقتراح بمثابة «فخ» وبالتالي لم يقبل به عون.
واشارت المعلومات الى انه اذا تكللت الاتصالات بالنجاح، فمن المفترض ان يطرح رئىس الحكومة تمام سلام هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال في الجلسة المقبلة. وقالت ان الوصول الى حل لقضية الترقيات سيشكل مفتاح الحل للشلل الحكومي، لانه من دون ذلك سيكون هناك تعقيدات جديدة للوصول الى مقاربة مشتركة لآلية عمل مجلس الوزراء.

 

الجمهورية :

عادت سوريا إلى واجهة الأحداث السياسية مع الدخول العسكري الروسي إلى أراضيها الذي جَدد النقاش بقوة حول طبيعة الحل السياسي المرتقَب والمتصِل باستمرار الرئيس السوري بشار الأسد في سياق حكومة انتقالية أو عدمه. فهناك محاولة جديدة وجدية، ولكن يمكن ألّا يختلف مصيرها عن مصير سابقاتها بدءاً من «جنيف 1» و»جنيف 2»، إلّا انها تشغل اليوم مختلف عواصم القرار المعنية بالشأن السوري الحريصة على إعطاء هذه الفرصة حقها، خصوصاً مع بروز أزمة النازحين التي طرقت أبواب أوروبا. ولكن في هذا الوقت بَدت الأنظار مشدودة في اتجاهين: الاتجاه الميداني من اليمن إلى سوريا، والاتجاه الديبلوماسي في نيويورك. وأمّا في لبنان فالأنظار هذا الأسبوع تتوزّع في خمسة اتجاهات: الجلسة الحكومية المتوقّع عقدها نهاية الأسبوع مع عودة رئيسها تمام سلام من نيويورك، التسوية السياسية المتصلة بالترقيات العسكرية وآلية العمل الحكومي ومدى تأثيرها على الجلسة الحكومية المزمع عقدها في حال عدم نضوج هذه التسوية، أزمة النفايات التي يفترض أن تكون دخلت أسبوع الحسم في ظلّ معلومات أن الساعة الصفر ستنطلق غداً، الحراك في الشارع الذي دخل مع عطلة عيد الأضحى في إجازة ولم يعرف بعد الاتجاه الذي يمكن أن يسلكه، والحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» بعد كلام السيّد حسن نصرالله ورد الرئيس سعد الحريري عليه، خصوصاً في ظل ارتفاع منسوب التوتر السعودي-الإيراني إثر حادثة الحجاج في منى وتأكيد الحريري أنّ نصرالله «يتخذ من أرواح المسلمين الأبرياء وكارثة منى، وسيلة للنيل من السعودية وتصفية الحسابات السياسية». خارجياً يبقى الحدث في نيويورك مع اللقاءات الدولية التي تشهدها، وأبرزها اللقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي سيتناول الملف السوري والدور الروسي العسكري في سوريا، والحرب على «داعش»، فيما واصَل رئيس الحكومة تمام سلام لقاءاته في نيويورك وهو التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منتصف الليل بعدما كان ألقى السبت كلمة لبنان، في قمة التنمية العالمية المستدامة في الأمم المتحدة.
هولاند وروحاني
وفي موقف يؤشّر الى الدور الفرنسي في التبريد السياسي بين الرياض وطهران وفي البحث عن تسوية سياسية للملفات العالقة في المنطقة، نقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مصدر دبلوماسي، أنّ الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند قال لنظيره الإيراني حسن روحاني إنّ مأساة الحج لا ينبغي أن تزيد التوتر بين إيران والسعودية.
عودة الحركة داخلياً
أمّا في الداخل فتعود الحركة السياسية مع انتهاء عطلتي الأضحى ونهاية الأسبوع في محاولة لمعالجة الملفات المطروحة مع استمرار الشغور الرئاسي، وفي مقدمها تفعيل العمل الحكومي والتشريعي من خلال بَتّ موضوع الترقيات العسكرية العالِق عند البحث في مسألة عدم اللجوء إلى التعطيل مجدداً والضمانات التي تؤكد ذلك. وفي معلومات «الجمهورية» انّ البحث يجري حالياً في صيغة جديدة بعدما لاقت الصيغة المطروحة عقبات عدة.
وفي الانتظار يبقى التعويل قائماً على ان تُحدث الجلسات المتتالية للحوار، في 6 و7 و8 تشرين الاول، خرقاً في الجمود الرئاسي.
برّي
وقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي المتحاورين الى الاتّعاظ «ممّا يجري من حوار على مستوى الكبار في نيويورك»، مؤكداً انه «لا يجوز أن يذهب العالم بأسره على اختلافه وانقساماته الى الحوار من أجل إنجاز التسويات وأن يعود اللبنانيون من حوارهم خاليي الوفاض».
وقال بري: «يخطئ الظن من يعتقد في الداخل أنّ طاولة الحوار هي لتضييع الوقت أو ضد الحراك الشعبي المدني، أقول إنّ طاولة الحوار هي لاستثمار الوقت الذي لن يكون لمصلحة لبنان إذا لم نحسن قراءة المتغيرات المتسارعة على مستوى المنطقة والعالم، وطاولة الحوار قادرة على إنجاز الكثير شرط أن تتوافر النوايا الصادقة لدى الأطراف المتحاورة، وإنني مؤمن بأنّ النوايا الصادقة لدى الجميع لإنقاذ لبنان».
جلسة حكومية
وكان رئيس الحكومة قال من نيويورك: «من واجبي ان أدعو الى جلسة لمجلس الوزراء فور عودتي الى بيروت خصوصاً في ظل الحوار القائم الذي يجب ألّا نربط تفعيل السلطة الإجرائية به، بل يجب ان نواكبه، مشدداً على انه لا يمكن ان نعطّل البلد على وتيرة الحوار الذي يمكن ان يمتد كثيراً، لأنّ مصالح الناس يجب أن تواكب».
نصر الله
وكان الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله رأى وجود فرصة لطاولة الحوار للنجاح ببعض الملفات إن توافرت النوايا. وقال انّ العقدة رئاسياً معروف مكانها، ولبنان بحاجة الى رئيس قوي شخصيته قوية لا يباع ولا يشرى ولا يخاف من التهديدات في المنطقة ويقدم المصالح الوطنية على غيرها، وأضاف: «انّ المواصفات التي نراها مناسبة لموقع رئاسة الجمهورية تفرض علينا دعم العماد ميشال عون وليس العكس»، لافتاً الى انّ فرصة العماد عون ستزيد في الوصول إلى الرئاسة وهو مستقلّ لا يرتبط بدولة ولا بسفارة ولا بأيّ جهة. وقال انه اذا لم نتّفق بشأن ملف الرئاسة سنتناقش بشأن الملفات الاخرى على طاولة الحوار.
واعتبر انّ المشكلة في لبنان هي انّ الدستور لم يتحدث عن استفتاء وهذا عكس ما تنصّ عليه غالبية الدول التي لديها دساتير وانتخابات، موضحاً انّ المدخل للحل هو قانون انتخابات جديد يقوم على النسبية. واعتبر انّ «مَن يرفض النسبية هو ديكتاتوري لأنه يرفض في منطقته وفي طائفته شريكاً له، بينما النسبية تُتيح ان يكون له شريك».

البلد :

عطلة الاضحى تزيد من الفراغ الذي يسببه الانقسام السياسي وتعطيل المؤسسات الدستورية، وتبقى لقاءات رئيس الحكومة في نيويورك محاولة لبنانية لرفع الصوت من دون توقعات بتغيير اوضاع البلاد نحو الافضل.
وقد اعتبر رئيس الحكومة تمام سلام أن "لبنان يتأثر دائما بدعم أصدقائه الدوليين والاقليميين"، مشيراً إلى أن "في ظل هذا العجز المتمادي بعدم انتخاب رئيس للجمهورية نتطلع لكل من يمكنه مساعدتنا"، وآملاً "بأن نحصل منهم على دعم في الشأن السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي خصوصاً وأن بلادنا تتحمل عبء مليون ونصف لاجئ سوري".
وأكد سلام، خلال حديث تلفزيوني، "اننا اعتمدنا منذ بداية تشكيل الحكومة سياسة النأي بالنفس عن كل الأحداث"، لافتاً إلى أن البلد كله في موت سريري وليس فقط الحكومة، ومعتبراً بأن "لبنان ذاهب إلى الانهيار إذا لم تتحمل القوى السياسية الحد الأدنى من المسؤولية".
وفي ما يخص الحوار، رأى سلام أن "الحوار مفيد دائما وضروري اليوم أكثرمن أي وقت"، متمنياً بأن "يؤمّن الحوار المخارج لبعض الخلافات المستعصية".
والتقى رئيس الحكومة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فجر اليوم، واللقاء تناول دعم الجيش وزيارة هولاند الى لبنان وملف الرئاسة. وكان التقى سلام ايضا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. كما استقبل ، صباح امس في مقر اقامته في فندق والدورف استوريا في نيويورك، وكيل الامين العام للأمم المتحدة وموفده الشخصي تيري رود لارسن في حضور مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام.
من جهة ثانية اعلن وزير الزراعة اكرم شهيب ان "سيتم ادخال ما بين 50 الى 70 الف طن الى مطمر الناعمة"، مشيرا الى ان "الوقت كاف لادخال كل هذه الكميات في 7 ايام".
وفي حديث تلفزيوني، اكد ان "في اليوم الثامن سيتم اقفال المطمر وسيتم تحضيره للتخمير"، لافتا الى ان "الخطة البديلة لحل ازمة النفايات مرحب بها اذا كانت علمية". فيما كان أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان لا مواعيد محددة لبدء تنفيذ "خطة شهيّب".