لا خلود الى النوم قبل بزوغ فجر الاثنين. من يقرر العكس، فعليه ان ينتظر حتى العام 2033 كي يستمتع بمنظر "القمر العملاق" في السماء!

مشهدٌ جميل، لكنه نادر نوعاً ما، اذ شهده العالم منذ اكثر من 30 عاماً. وعليه، يدعو الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة اللبنانيين الى "السهر هذه الليلة حتى لو تأخروا غداً عن اعمالهم". وفي حديثه لـ"لبنان24" يشرح هذه الظاهرة التي يطلق عليها "القمر العملاق" او "القمر الدامي" Supermoon او blood moon، لافتاً الى ان تزامن خسوف القمر (الذي نشهده سنوياً) مع وجوده في اقرب نقطة الى الارض (ذلك انه يدور بشكل بيضاوي) يمكننا من رؤيته بحجم اكبر، فيما ينتج لونه البرتقالي المائل الى الاحمر من انعكاس اشعة الشمس عليه".

وبحسب د. حمزة يبدأ هذا الخسوف "النادر" للقمر عند الواحدة والربع بتوقيت غرنيتش ويكون "كليّاً" فوق اوروبا الغربية وشمال افريقيا، ويتوقع ان يستمرّ لحوالى الساعتين.

اما في منطقة الشرق الاوسط، فسوف يكون الخسوف جزئياً (بين 50 الى 65%)، على ان تبدأ هذه العملية بشكل تدريجيّ عند الثانية والنصف ليلاً بتوقيت بيروت.

ويضيف د. حمزة: "هذه الظاهرة طبيعية وايجابية"، داحضاً النظريات والادعاءات التي تربط حدوث زلازل وهزات ارضية وفيضانات او حتى نهاية العالم بها، فيقول: "بعض الاشخاص يميلون الى تصديق متوقعي الكوارث والمبصرين البعيدين كل البعد عن الوقائع العلمية، فما يحدث على الارض من كوارث وغيرها ليس مرتبطاً بحركة الكواكب، فالزلازل على سبيل المثال تحدث في طبقات الارض على اعماق من 5 الى 50 كلم".

ولا يميل د.حمزة الى النظرية القائلة بأنه في حال لم يكن لون القمر شديد الاحمرار فهذا مردّه الى التلوّث الموجود في الجوّ، مكرراً بأن لونه سيكون ناتجاً من انعكاس اشعة الشمس عليه.

ويلفت الى ان المتابعين ليسوا بحاجة الى وضع نظارات خاصة كحال كسوف الشمس، بل تمكن مراقبته بالعين المجردة وتصويره.

واذ تعلب الأحوال الجوية دورا في إمكانية رؤية القمر اذ قد تسبب الغيوم في حال وجودها انعدام الوضوح، الا ان د.حمزة لا يعتقد ان سماء لبنان ستكون ملبدة ليل الاثنين، وعليه سوف يتمكن اللبنانيون اينما وجدوا من رصده والاستمتاع بمنظره الخلاب، لا سيّما في الجبال والسفح الغربي لجبل لبنان وسهل البقاع.

ويذكر د. حمزة بأننا دخلنا في فصل الخريف وسنشهد هذا الاسبوع امطاراً..."فرجاء، عدم ربطها بظاهرة القمر العملاق"!

("لبنان 24")