التسويات بين أركان السلطة ماشية , والصفقات على حالها , أسبوع أعياد لا جديد فيه سوى ظهور السيد حسن نصرالله الذي أيضا لا جديد فيه

السفير :

إنجاز جديد حققه الجيش اللبناني في سياق تحصين الاستقرار الامني، بإلقائه القبض، أمس، على رقم صعب ضمن معادلة الارهاب في طرابلس والشمال، حيث نجح في توقيف المطلوب البارز أحمد كسحة المعروف بلقب «أبو عمر» من خلال كمين نصبه له على حاجز المدفون، لدى مغادرته الشمال في اتجاه بلدة مجدل عنجر في البقاع.
ويأتي هذا الصيد الاستخباري الجديد، استكمالا لمجموعة من الانجازات التي حققتها مؤخرا الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية في مواجة الخلايا والرموز الارهابية، ما يؤشر الى فعالية متزايدة لدى هذه الأجهزة ومخابرات الجيش، في الحرب الاستباقية والمنهجية التي تخوضها ضد الارهاب، من دون ان تتأثر بضجيج الصراعات السياسية على اقتسام.. بقايا الدولة.
وأكدت مصادر عسكرية لـ«السفير» ان الوضع الامني جيد وممسوك في هذه المرحلة، مشيرة الى ان العيون مفتوحة على الخلايا الارهابية النائمة التي تخضع للمراقبة والملاحقة، وموضحة ان الجيش في جهوزية تامة، سواء في الداخل او على الحدود، لحماية الامن اللبناني والتضييق على المجموعات الارهابية، وصولا الى ضبطها وتفكيكها.
أما الموقوف الجديد، والمدعو (أحمد ك.)، فهو واحد من أبرز خمسة مطلوبين حاليا بتهم الارهاب في طرابلس، وتسعى كل الأجهزة الأمنية الى رصد تحركاتهم ومراقبة اتصالاتهم تمهيدا لتوقيفهم، وهم: شادي المولوي وطارق خياط ومحمد العتر وناجي سكاف.
ويُعتبر (أحمد ك.) ـ وهو من مواليد الزاهرية في طرابلس ـ اساسيا في هذه المجموعة، وقد توارى عن الأنظار بعد اتهامه بتنفيذ عملية اغتيال حسام الموري (أحد كوادر «حزب الله» في طرابلس) في الزاهرية في 21 آب 2013، أي قبل يومين فقط من التفجيرين الارهابيين اللذين استهدفا مسجدي التقوى والسلام في 23 آب.
ومنذ ذلك التاريخ، بدأ (أحمد ك.) ينتقل من منطقة الى أخرى متخفيا، وكان يتجول بسلاحه الظاهر خلال التوترات الأمنية وجولات العنف حيث خاض أكثر من معركة الى جانب مجموعات التبانة ضد «الحزب العربي الديموقراطي» في جبل محسن، فضلا عن اتهامه باستهداف العلويين عبر إطلاق النار عليهم أو إحراق ممتلكاتهم في أحياء طرابلس.
وخلال تواجده في التبانة، تعرف (أحمد ك.) الى أسامة منصور وشادي المولوي وبدأ يقاتل ضمن مجموعتهما، كما كان مقربا من الشيخ الموقوف أحمد سليم الميقاتي (أبو الهدى) وإبنه محمد (أبو هريرة). وكان كذلك ضمن المجموعة الأساسية التي خاضت معارك الأسواق ضد عائلة النشار، وبعدها ضد الجيش اللبناني في معركة 24 تشرين الأول 2013، ثم انتقل من الأسواق الى التبانة وانضم الى مجموعة منصور ـ المولوي، قبل أن يتوارى عن الأنظار مجددا.
وتقول المعلومات الأمنية أن (أحمد ك.) المتهم بمبايعة تنظيم «داعش» من خلال الشيخ الموقوف أحمد سليم الميقاتي، حصل على بطاقة هوية سورية مزورة، وقد غادر أكثر من مرة بواسطتها الى سوريا، وتواصل هناك مع أبو مالك التلي (أمير «النصرة» في القلمون)، ومع بعض المجموعات الارهابية، ثم عاد الى طرابلس وتوطدت العلاقة كثيرا بينه وبين أسامة منصور وشادي المولوي ومن خلالهما مع الشيخ الموقوف خالد حبلص، كما تواصل مع الشيخ الموقوف أحمد الأسير، حيث كان يقدم بعض الخدمات اللوجستية.
وبعد مقتل منصور وتوقيف حبلص، وفرار المولوي الى مخيم عين الحلوة وتضييق الخناق عليه، لم يعد (أحمد ك.) يملك حرية الحركة، فاستقر في أحد المنازل في الأسواق الداخلية البعيدة عن المراقبة الأمنية، وكان يتنقل عند الضرورة خلال فترات الليل بهويته المزورة، بعدما بدل شكله وحلق شعره ولحيته.
وتضيف المعلومات أن (أحمد ك.) بدأ منذ فترة يسعى للخروج من طرابلس، لكن العيون الأمنية التي كانت ترصده حالت دون ذلك، ليتبين عبر رصد اتصالاته أنه أجرى اتصالا مع أحد الأشخاص النافذين في عنجر والخارجين حديثا من سجن رومية، والذي طلب منه الانتقال من طرابلس الى مجدل عنجر واعدا إياه بتأمين حمايته، فانطلق بعد الظهر من طرابلس عبر سيارة تاكسي الى أن بلغ حاجز المدفون حيث كمنت له قوة من مخابرات الجيش، سارعت الى توقيفه ونقله مباشرة الى وزارة الدفاع، حيث بوشرت التحقيقات معه.

النهار :

بعيداً من السياسة التي تدخل اليوم في عطلة عيد الاضحى من غير ان تتوقف الاتصالات بين الاطراف أملاً في التوصل الى حلول مرحلية قبل عودة رئيس الوزراء تمام سلام من الأمم المتحدة في نيويورك الخميس المقبل، يبدو أن لبنان الذي أقفل حدوده أمام المزيد من اللاجئين السوريين لم يعد فقط مستقراً لهؤلاء الذين بلغ عددهم نحو مليون ونصف مليون، إنما تحول أيضاً محطة ترانزيت في اتجاه أوروبا عبر بوابة تركيا. وبعد المعلومات التي أوردتها "النهار" عن ازدياد عمليات التهريب عبر الحدود التي تقوم بها مافيات لبنانية سورية تفرض رسوماً تراوح بين 300 و1000 دولار على الشخص الواحد وفق الامكانات المادية، مع بدلات اضافية مقابل تذاكر سفر جواً او بحراً الى تركيا خصوصاً، أجرت وكالة "رويترز" تحقيقاً عن مرفا طرابلس الذي يزدحم باللاجئين جاء فيه أن "مئات السوريين يتجمعون عند الغروب لركوب عبارة من ميناء طرابلس في شمال لبنان إلى تركيا المحطة التالية في رحلتهم الطويلة التي يأملون أن تفضي بهم الى حياة أفضل وأكثر أمنا في غرب أوروبا. وعلى مدى أكثر من أربع سنوات ظل لبنان نقطة جذب للاجئين الفارين من سوريا لكنه أصبح في الشهور الثلاثة الأخيرة نقطة عبور بفترة انتظار تبلغ نحو 24 ساعة لأعداد من السوريين غالبهم من الطبقة المتوسطة التي يمكنها أن تغطي مصاريف الرحلة في مراحلها التالية بحراً وجواً.
وقال أحمد تامر مدير الميناء إن نحو 28 ألف راكب معظمهم من السوريين غادروا طرابلس خلال شهر آب من طريق عبارات الركاب بالمقارنة مع 16 ألفاً في الشهر نفسه من العام الماضي.
وبينما كانت شاحنات البيك - أب المكتظة بالناس والحقائب تمر مسرعة في طريقها إلى الميناء، قال تامر: "سعة ميناء طرابلس 300 فقط في اليوم. الآن لدينا 1000 وأصبح الوضع في غاية الصعوبة". وأضاف أن عدد الركاب كبير جداً وأن الميناء وسع منطقة الالتقاء وجدد المراحيض. وأفاد أن ما يصل الآن إلى أربع عبارات تتولى نقل ركاب غالبهم من السوريين بتذاكر ذهاب فقط كل يوم. وقدرت مصادر أخرى في الميناء أن عدداً يصل إلى 90 ألف شخص رحلوا في فترة شهرين خلال فصل الصيف".

سلام
سياسياً، تتجه الأنظار الى نيويورك التي يصل اليها رئيس الوزراء تمام سلام لرئاسة وفد لبنان الى افتتاح دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في محطة تكتسب أهمية بارزة بالنسبة الى لبنان من حيث المواضيع التي سيثيرها سلام في مجموعة كلمات ولقاءات واجتماعات تتصل بالوضع اللبناني بعينه أو بالواقع الاقليمي والدولي الذي سيطرح في الجمعية العمومية.
وسيكون الأربعاء المقبل المحطة الأبرز اذ يبدأ باجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان برئاسة الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون والى جانبه الرئيس سلام واللذين سيلقيان كلمتين. ويحضر الاجتماع وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى وممثلو الاتحاد الاوروبي ودول أخرى فضلاً عن ممثلي المنظمات الدولية.

 

الحريري
لبنانياً، برز موقف أمس للرئيس سعد الحريري الذي غرد أن "القلب يُدمى عشية هذا العيد لمشهد عشرات الشباب اللبنانيين يعودون جثامين وجرحى، اضحيةً للحفاظ على نظام قاتل ينكل بشعبه. أضاح تقدم تحت زعم الممانعة فيما هي في قمة التنسيق مع اسرائيل لفرض بقاء النظام السوري على رقاب شعبه المسكين".

تسوية الترقيات
داخلياً، استمرت الاتصالات من أجل ايجاد تسوية لملف ترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء وتمديد مدة خدمته، وزار الوزير وائل ابو فاعور لهذه الغاية رئيس حزب الكتائب سامي الجميل المعترض على التسوية. وأفادت المعلومات أن السفير الاميركي ديفيد هيل انضم الى مؤيدي هذا التصور وهو لم يكن له هذا الموقف قبل أسبوعين.
وأوضحت مصادر وزارية لـ"النهار" أن لقاء الوزير ابو فاعور تباعاً وزير العمل سجعان قزي ورئيس حزب الكتائب كان لاستدراك الخلل الذي حصل في الاجتماع الذي تلا جلسة الحوار وغابت عنه كل الفئات المسيحية باستثناء العماد ميشال عون.
وعلمت "النهار" أن تصوراً لحل ظهر قبل أسبوع شق طريقه في الاتصالات السياسية يقضي بترفيع ثلاثة عمداء في الجيش أحدهم شامل روكز الى رتبة لواء والآخران هما سني وشيعي في مقابل أن يستعيد مجلس الوزراء ومجلس النواب دورهما التنفيذي والتشريعي.
في المقابل، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"المركزية" إن "ضمن ما يتم العمل عليه والسعي اليه تعيين مدير عام جديد لقوى الامن الداخلي وتشكيل المجلس القيادي في قوى الامن، كما يُطالب وزير الداخلية نهاد المشنوق"، مشيراً الى ان "المستقبل يريد تسوية مبنية على تفعيل مؤسسة مجلس الوزراء، وآلية تحترم الدستور فاذا اتّفق على تفعيل عمل المجلس وفق آلية من هذا النوع، عندها يجتمع المجلس واذا وافقت أكثرية أعضائه على التمديد للعميد روكز فلا مشكلة لدينا".

 

المستقبل :

في ضوء ما تكشف من حقائق ووقائع تعرّي «الممانعة» المزعومة وتثبت «وحدة المسار والمصير» بينها وبين إسرائيل، استذكر الرئيس سعد الحريري عشية العيد «الأضاحي» اللبنانية التي تُقدّمها هذه الممانعة المزعومة على مذبح محاولات فرض إبقاء نظام الأسد «فيما هي في قمة التنسيق مع إسرائيل» الكيان الغاصب المغتصب للأراضي والحقوق الفلسطينية، المنتهك للأقصى ولكرامة الفلسطينيين والعرب. وفي مقابل مشروع تقديم الشباب اللبناني «أضحيةً للحفاظ على نظام قاتل»، جدد الحريري الالتزام بمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان قد «فتح مجال العلم والعمل والحياة الكريمة لشباب لبنان وشاباته»، مؤكداً أنّ هذا المشروع الذي سبق ونجح رغم الصعاب «سيبقى مشروعنا والأمل في أحلك الأوقات».
الحريري وفي سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر» عشية عيد الأضحى، قال: «القلب يدمى عشية هذا العيد لمشهد عشرات الشباب اللبنانيين يعودون جثامين وجرحى أضحيةً للحفاظ على نظام قاتل ينكل بشعبه. أضاحي تُقدّم تحت زعم الممانعة فيما هي في قمة التنسيق مع إسرائيل لفرض بقاء النظام السوري على رقاب شعبه المسكين»، وتساءل: «كيف يتم الجمع بين الممانعة والتنسيق مع إسرائيل لإبقاء النظام السوري، فيما هي تنتهك الأقصى وتدوس كرامة فلسطين وأهلها والعرب كلهم؟».
واستذكر مشروع الرئيس الشهيد فقال: «إن مشروع رفيق الحريري لشباب لبنان وشاباته كان فتح مجال العلم والعمل والحياة الكريمة، وهو سيبقى مشروعنا والأمل حتى في أحلك الأوقات»، مضيفاً: «وإذا كانت الظروف قد أوصلت الدولة إلى الشلل حتى في أبسط الخدمات الأساسية فهذا لا يلغي أنّ مشروع رفيق الحريري كان قد نجح رغم الصعاب». وختم تغريداته قائلاً: «في هذا العيد نستذكر رفيق الحريري ونطلب الرحمة له ولكل شهداء لبنان».
وكان الرئيس الحريري قد أصدر بياناً توجّه فيه بالتهنئة إلى اللبنانيين والعرب عموماً والمسلمين خصوصاً بحلول عيد الأضحى المبارك، معرباً عن أمله في أن تُشكّل هذه المناسبة محطة لتجاوز الانقسامات الداخلية وتحقيق التفاهم المطلوب حول المسائل والقضايا التي تهم الوطن، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية، بما يساهم في إعادة تفعيل دور المؤسسات الدستورية وإحياء مشروع الدولة.

الديار :

تسوية ترقية العمداء الى رتبة لواء في الجيش اللبناني تتقدم وسط اتصالات مكثفة بين الاقطاب لتمريرها كونها المخرج الوحيد لارضاء العماد ميشال عون الذي بايع آلية عمل الحكومة بترقية العميد شامل روكز الى رتبة لواء، حيث اشترط تيار المستقبل موافقته على تسوية العمداء بحل شامل لآلية عمل الحكومة وتفعيلها، وبالتالي فان الرئيس تمام سلام سيطرح «الترقية» من خارج جدول اعمال مجلس الوزراء في اول جلسة يعقدها بعد عودته من نيويورك، وهذه التسوية سترخي بأجواء مريحة على طاولة الحوار التي لن تصل الى اي نتيجة في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية وستقتصر النتائج على فتح دورة اسـتثنائية لتشريع الضرورة لاقرار ترقية العمداء الـ 21، لأن التسوية تحتاج بعد موافقة الحكومة الى اقرارها في مجلس النواب. فوزير الدفاع لا يحق له الترقية للعمداء بل يستطيع حسب قانون الدفاع التمديد للضباط، لكن الترقية تحتاج لاقرار من مجلس الوزراء وتشريع من المجلس النيابي، وكذلك فان المجلس النيابي سيناقش في دورته الاستثنائية قانوني الانتخابات والجنسية بالشكل واذا لم يتم الاتفاق فالامر ليس بالمشكلة لان الدورة الاستثنائية هدفها الاساسي ترقية العمداء وليس اي شيء آخر. فيما البحث بقانوني الانتخاب والجنسية هو بمثابة ارضاء للدكتور جعجع وللعماد عون.
فتسوية العمداء تحتاج الى تعديل قانون الدفاع بالنسبة لترقية 21 عميداً كون عدد الالوية في الجيش 5 فقط والترقية لا تمر بدون المجلس النيابي الذي سيقر تسوية ترقية العمداء لان حزب الله وتيار المستقبل وجنبلاط والرئيس بري مع فتح الدورة الاستثنائية والتشريع القانوني للتسـوية.
فتيار المستقبل وبعد ان تم تسريب معلومات عن اعتراض الرئيس السنيورة على تسوية ترقية العمداء خلال الاجتماع بعد انتهاء طاولة الحوار وضم بري، سلام، السنيورة، جنبلاط ورعد. لكن اجواء امس اوحت عكس ذلك وبأن تيار المستقبل مع التسوية وان الرئيس السنيورة موافق على ترقية العميد روكز منذ ان طرحت هذه التسوية وشرطه ان تأتي من مجلس الوزراء وليس من وزير الدفاع سمير مقبل كون تيار المستقبل يريد تسوية شاملة للملف عبر ترقية العمداء مقابل موافقة العماد عون على آلية عمل الحكومة وتفعيلها عبر تسهيل الحل بملف النفايات وغيرها. ويبدو ان العماد عون وافق على طرح السنيورة وتسهيل عمل الحكومة ومبايعة الآلية بالتصويت داخل الجلسة شرط ترقية شامل روكز علماً ان اعتراضات الكتائب واللقاء التشاوري والوزير بطرس حرب سيعمل بري وجنبلاط على تذليلها.
وفي المقابل جدد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله موقف حزب الله الداعم لترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون للانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان «لا تغيير ولا تعديل في موقفنا. العماد عون هو مرشح طبيعي ومرشح قوي وله قاعدة تمثيل عريضة، ونحن كنا وما زلنا وسنبقى ندعم هذا الترشيح».

ـ لقاء نادر الحريري وعلي حسن خليل ـ

وكشفت مصادر سياسية عليمة ان لقاءً عقد عصر اول امس بين المستشار السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل والمستشار السياسي لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري نادر الحريري جرى في خلاله البحث بموضوع الترقيات العسكرية وقضايا اخرى تتعلق بالعمل الحكومي. واوضحت ان نادر الحريري نقل الى الوزير خليل عدم اعتراض سعد الحريري على السير بالترقيات العسكرية، بما في ذلك ترقية العميد شامل روكز. وقالت ان هذا الموضوع لا زال يحتاج الى بعض «الرتوش»، بحيث ينتظر تذليلها قبل جلسة مجلس الوزراء المتوقعة نهاية الاسبوع المقبل.
واشارت الى ان اتصالات ستجري مع حزب الكتائب والوزراء المحسوبين على الرئيس السابق ميشال سليمان بخاصة من جانب تيار المستقبل لاقناعهم بالسير بالترقيات كونها تشكل مدخلاً لتحريك عمل مجلسي الوزراء والنواب.
وكشف وزير الشؤون الاجتماعية ان الرئيس سلام سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء قبل موعد احالة العميد روكز الى التقاعد وانه يحق للرئيس طرح هذا الموضوع من خارج جدول الأعمال والرئيس سلام سيطرحه وسيترك للمجلس اتخاذ القرار مقراً انه في حال تم اللجوء الى آلية التصويت فانها ستسنحب تلقائياً على كل جلسات الحكومة.
واللافت ايضاً ان النائب وليد جنبلاط دخل على خط الاتصالات لحلحلة موضوع تسوية ترقية العمداء، وفتح خطوط التواصل مع الرئيس سعد الحريري، وكذلك اوفد وزيره وائل ابو فاعور الى رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، كما التقى ابو فاعور الوزير سجعان قزي لتليين موقف الجميّل الرافض لتسوية ترقية العمداء منتقداً الاجتماع الذي حصل بعد انتهاء طاولة الحوار للنقاش في التسوية، مشيراً الى انهم لا يستطيعون تمرير اي مشروع من دوننا، وليجربوا. واشار الى ان وزراء الكتائب واللقاء التشاوري وبطرس حرب وميشال فرعون معارضون للتسوية، وعندما يطرح الموضوع على مجلس الوزراء سيكون لنا الموقف الواضح، ملوّحاً بأنه لا قرار من دون حزب الكتائب.

 

الجمهورية :

يدخل لبنان اعتباراً من اليوم في عطلة عيد الأضحى، ولكنّ إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله مساء غدٍ ستخرق العطلة السياسية، نظراً لِما سيتخلّلها من مواقف تتّصل بملفات النزاع في المنطقة ولبنان، وما يمكن أن تثيره من ردود فعل، فيما علمَت «الجمهورية» أنّ نصرالله سيتطرّق إلى كلّ العناوين، القديم منها والجديد، من الدخول الروسي على الخط السوري إلى ما يحصل في لبنان من حراك في الشارع وحوار بين القوى السياسية. وفي موازاة ذلك يمكن التوقف أمام ثلاثة تطوّرات، الأوّل: بروز استياء لدى القوى السياسية التي استُثنِيت من الخلوة السداسية والتي فضّل أصحابها صراحةً أن يُطرح أيّ موضوع على طاولة الحوار بعيداً عن أيّ حوارات جانبية على رغم تقاطع الجميع عند النيّات الإيجابية لرئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي كان هدفه تحقيق تسوية سياسية في ملفّ محدّد. والتطوّر الثاني يتّصل بتشَدّد 8 من الوزراء المسيحيين في الحكومة رفضاً لأيّ تسوية تتّصل بالمؤسسة العسكرية، بمعزل عن رأيهم المحذّر من إدخال هذه المؤسسة في عملية مساومات وتسويات تضرب صدقيتَها وهيبتها ودورَها الجامع، خصوصاً أنّ تجاوزَهم يشكّل ضرباً لمبدأ الشراكة في الحكومة. والتطور الثالث يتمثل بإزالة معظم العوائق المتصلة بتنفيذ خطة النفايات التي نجحت الحكومة في إعادة توفير البيئة الحاضنة لها سياسيا وشعبيا وبيئيا. كلّ المؤشّرات تؤكّد أنّ أمام التسوية التي يُعمل عليها عراقيل جدّية من الصعب تجاوزها، خصوصاً أنّ الطرف الآخر يرفض إعطاء أيّ تعهّد بعدم الركون مجدّداً للابتزاز في عنوان آخر بعد أن يكون حقّق أغراضه في الملف المطروح. ورأت أوساط وزارية أنّ هذا الطرف يعمل على قاعدة خُذ وطالِب، وقالت أنْ لا ثقة بوعوده.
وإذا كان ما زال هناك متّسع من الوقت للمفاوضات، فإنّ السؤال عن ردّ فعل «التيار الوطني الحر» في حال لم يُبَتّ بطلبه؟. وردّاً على هذا التساؤل قالت أوساط وزارية لـ«الجمهورية»: «نحن غير معنيين بردّ فعل هذا الطرف أو ذاك، ولا نخضع لابتزاز هذا الفريق أو ذاك، ونتمسّك بالدستور وأصول العمل الحكومي».
خرق للدستور
وردّاً على التساؤل الذي كان طرحه رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على طاولة الحوار لجهة أنّ الدستور لم ينصّ على أولوية الانتخابات الرئاسية على النيابية، أكدت أوساط دستورية لـ«الجمهورية» أنّ ما قاله عون غير صحيح على الإطلاق، بل يشكّل مخالفة واضحة للمواد 73 و74 و75 من الدستور، هذه المواد التي تؤكّد أنّ على مجلس النواب أن يلتئم «قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية (...) لانتخاب الرئيس الجديد»، وأنّ «المجلس الملتئم لانتخاب رئيس يُعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية، ويترتّب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أيّ عمل آخر».
وتمنّت الأوساط على العماد عون أن يطّلع على هذه المواد، وقالت إنّ تبدية الانتخابات النيابية على الرئاسية تشكّل مخالفة دستورية صريحة، وحذّرَت من مجرّد النقاش في هذا الموضوع، لأنّ التخلّي عن مبدأ أولوية الرئاسة يعني المساهمة في ضرب الدستور وموقع الرئاسة والانزلاق إلى تجاوزات أخرى تطيح بما تبَقّى من هيكل للجمهورية اللبنانية.
ودعت الأوساط إلى تطبيق المواد المذكورة أعلاه والذهاب إلى انتخابات رئاسية فورية والكفّ عن مقاطعة جلسات الانتخاب التي تشكّل بدورها مخالفة دستورية.
الاجتماع السداسي
وقد أثارَ الاجتماع السداسي الذي انعقد أمس الأوّل برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري استياءً لدى أطراف آخرين، ووصفته مصادر وزارية بأنّه كان «خطوة خاطئة، خِلافاً لما اشتهر فيه برّي بأنّ خطواته تكون مدروسة».
وقالت المصادر لـ«الجمهورية إنّ «إقصاء النائب سليمان فرنجية والكتائب وشخصيات أساسية أخرى وازنة عن هذا الاجتماع الذي كانت تُحضّر فيه طبخة تسوية للحكومة وللترقيات، أثار ردّات فعل عند الأطراف التي اعتبرت أنّها غير معنية بالاجتماع».
وإزاء ما جرى، حاولَ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط استدراكَ الموقف، فطلبَ من وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي يلعب دوراً بارزاً في إنضاج التسوية ان يعرض الأفكار المطروحة على المعنيين.
ولهذه الغاية زارَ ابو فاعور صباحاً قزّي في مكتبه، تحضيراً لزيارته بعد الظهر الجميّل في الصيفي. وفي المعلومات أنّ التسوية تدور حول الترقيات، علّها تكون مدخلاً لتفعيل العمل الحكومي، وبالتالي تحريك التشريع في المجلس النيابي.
ويبدو أنّ الاتصالات الجارية في هذا الشأن متقدّمة، إلّا أنّ أمام التسوية معارضين شرسين حتى الآن انطلاقاً من عدم اقتناعهم بأنّ هذه التسوية ستؤدّي الى حلّ.
وعلمت «الجمهورية» أنّ الملامح النهائية لهذه التسوية لن تتوضّح قبل عودة رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك، وقبل إجراء اتصالات مع مختلف الاطراف التي تعارض التسوية أو تلك التي تتحفّظ عليها. وقد بات معلوماً أنّ مِن أبرز المتحفظين الرئيس السابق ميشال سليمان والكتائب وكتلة «المستقبل» وبعض الوزراء المستقلين، عِلماً أنّه إذا لم تعالَج هذه الاعتراضات لا يمكن أن تمرّ هذه التسوية في مجلس الوزراء.

الاخبار :

لا تزال تداعيات المواقف التي أطلقها الرئيس فؤاد السنيورة في خلوة ساحة النجمة، أول من أمس، ولا سيّما اعتراضه على تسوية أزمة التعيينات الأمنية بترفيع اللواء شامل روكز الى رتبة لواء، تلقي بظلالها على الاتصالات السياسية في البلاد.
وعلمت «الأخبار» أن بري، الذي استطاع أن يجمع النواب وليد جنبلاط ومحمد رعد وميشال عون والرئيس تمام سلام والسنيورة، بعد جلسة الحوار الثالثة التي وصفت بـ «المنتجة والهادئة»، فوجئ بمواقف السنيورة وسلوكه خلال الجلسة، باعتبار أن رئيس المجلس دعا إلى الخلوة بعد أن وصلت إليه أجواء إيجابية ومشجعة من جميع الفرقاء للوصول إلى التسوية، ومن بينها تيار المستقبل. ووصلت إلى الرئيس سعد الحريري إشارات واضحة عن استياء برّي من مواقف السنيورة وتساؤله عمن يمثل كتلة المستقبل فعلياً.

كذلك عكس موقف جنبلاط، الذي سُرّب جزء منه إلى الإعلام خلال الجلسة، والذي وصّف موقف السنيورة بـ «الحنظلية السياسية»، استياء رؤساء الكتل ومن بينهم برّي من وقوف السنيورة سدّاً أمام الحلحلة السياسية في البلاد، متذرعاً بالحفاظ على صلاحيات رئيس الحكومة، علماً بأن بري وجنبلاط تسلّما دفة الحوار بدل عون في الخلوة، وعبّرا للسنيورة مراراً بأن ما سيجري التوصل إليه هو تسوية سياسية مؤقتة، للخروج من النفق الذي وصلت إليه الأمور. وبدا موقف السنيورة في «الدفاع» عن صلاحيات رئاسة الحكومة وفي رفض أي آلية للعمل الحكومي مزايداً على موقفي الحريري والرئيس تمام سلام اللذين وافقا على مثل هذه الآلية.
كذلك علمت «الأخبار» ان الحريري عبّر عن انزعاجه من مواقف رئيس كتلته، وأن هذا الانزعاج تبلّغ به بري، وتبلّغ استمرار تمسك تيار المستقبل بالتفاهم الذي يتيح الخروج من المأزق السياسي والحكومي، وهو ما يفسّر إصدار السنيورة بياناً ليل أول من أمس لتوضيح موقفه بأنه لم يكن ضد ترقية العميد روكز وإتمام التسوية.