نلاحظ في عدد كبير من المناسبات، في الفترة الأخيرة، سواء في الشارع أو أمام المحاكم أو العيادات، ان مناصري ثقافة الموت يرفعون شعارات عبادة الشيطان.

وتدخل الحركات الشيطانية وسائل الاعلام والتواصل محاولةً الترويج لقداديسها السوداء ولكون عبادة الشيطان دين يعتبر الاجهاض سراً من “أسراره”. ويمكن القول ان كل هذه الأفكار البغيضة ليست سوى دعاية كلامية لاستقطاب الانتباه.

واتى نشر اشرطة فيديو حول الاتجار بالأعضاء والأجنة ليعزز من هذه الحملة الدعائية ويُظهر قساوة قلب المسؤولين وانعدام حسهم الانساني.

 

وعلى ضوء هذه الأحداث، يتحدث زاكاري كينغ الذي كان نوع من “كاهن” للطقوس الشيطانية عن الأمور التي تقام داخل جدران عيادات الإجهاض.

هزت كينغ يوماً الأيقونة العجائبية فترك هذه الممارسات الغريبة التي يصفها. فاعتنق الكاثوليكية وبات يتحدث عن ما هو في جوهر الإجهاض والحركة المناهضة للحياة. وإليكم مقتطفات من تصريحاته هذه.

يتحدث كينغ عن أمور مروعة لا ننصح صغار السن والأشخاص الحساسين بقراءتها.

وقع في الهاوية كأي طفلٍ عادي

زاكاري شاب من شباب الأحياء الأمريكية ترعرع في عائلة معمدانية.

بدأ بممارسة السحر منذ ان كان عمره عشر سنوات وانضم الى طائفة شيطانية عن عمر الـ13 سنة وكان عند الـ15 قد خالف جميع الوصايا العشر.

عمل منذ عمر المراهقة حتى سن البلوغ جاهداً لتبوء منصب الكاهن في الطائفة كما نشر بفعالية التعاليم الشيطانية من حوله بما في ذلك طقوس الاجهاض. وهو يوثق حالياً تجاربه في كتاب بعنوان “الاجهاض تضحية شيطانية”.

 

زاك، هل لك ان تخبرنا كيف بدأت عبادة الشيطان؟

بدأ كل شيء انطلاقاً من فضولي الكبير لمعرفة ما إذا كان السحر حقيقة وذلك بعد مشاهدتي بعض الأفلام حول السحر والساحرات في سبعينيات القرن الماضي. دائماً ما كانت الألعاب المخيفة تستهويني وتجذبني في حين كانت ترعب أصدقائي في المدرسة أشد رعبٍ.

كنا نلعب خلال هذه الفترة ألعاب ولطالما أردت ان ألعب دور الساحر. سألت نفسي ان كان باستطاعتي عمل السحر وحاولت من خلال أدائي جمع المال.

نجحت في ذلك علماً انه كان من الممكن ربط ذلك بالصدفة لا أكثر، فعاودت الكرة. كنت في الحمام أمام الشيطان وأردت معرفة ما سيحدث فربحت في اليوم التالي ألف دولار واقتنعت منذ ذاك اليوم بأن السحر حقيقة.

كاهن رفيع المستوى

عرّفني صديقي عندما كنت أبلغ من العمر 12 سنة على مجموعة تقوم بالسحر لأكتشف بعدها ان هذه المجموعة تعبد الشيطان. (…)

جذبتني هذه المجموعة اذ كنا نلعب في مركز كل ما أردنا من ألعاب الكترونية ونشاهد أفلام الخيال والسحر ونلتقي بالصبية والفتيات.

(…) بقيت على هذه الحال حتى عمر الـ18 سنة عندما دخلت الكنيسة العالمية لعبادة الشيطان. وتم تنصيبي “كاهن رفيع المستوى” وهو منصب مخصص لأشخاص يمارسون السحر، فكان عددنا قليل، لا يتخطى العشرة اشخاص.

ويتراوح عدد الكهنة رفيعي المستوى في كل طائفة بين 2 و5 ويقضي عملنا بتحقيق ما يطلبه الناس منا وبالناس أعني نجوم الروك والسينما والشخصيات السياسية والأغنياء… وأكتشفت ان عدد الأشخاص الذين قد يلجؤون الى السحر لا يحصى وان لا حدود للمبالغ التي قد يدفعونها.

 

الاجهاض وعبادة الشيطان

ما هو دور الاجهاض في الطقوس الشيطانية ومتى اصبحت منخرطاً في عمليات الاجهاض المرتبطة بعبادة الشيطان؟

فور بلوغي 14 سنة، قال لي أعضاء الطائفة انه عليّ المشاركة في عملية اجهاض. قالوا لي انني سأشارك في احتفال مع جميع أعضاء الطائفة الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة ومنتسبة واحدة (من الإناث) تبلغ من العمر 18 سنة بهدف اجهاضها وهي في شهر الحمل التاسع.

قلت “نعم” بصوتٍ عالٍ إلا أنني لم أكن أعرف أبداً ما هو الإجهاض وعندما سألت زملائي في الطائفة ما هو الاجهاض فسروا لي بالقول انه من الواجب قتل طفلٍ جالسٍ في الرحم. وأضافوا بأن طبيب وممرضة سيساعدانني في هذه العملية إذ انها عملية طبية. فسألت: “هل هذا قانوني؟” وأتت الإجابة: “نعم، طالما ان الطفل لا يزال في الرحم. ما دام الطفل داخل المرأة، فلا مشكلة في قتله.”

ويُعتبر قتل روح الطريق الأفضل للحصول على موافقة الشيطان فالقتل هو التضحية الأعظم التي قد يقدمها المرء للشيطان والهدف الأسمى هو في قتل طفل لا يزال في احشاء والدته.

هل لك ان تخبرنا قليلاً عن اول عملية اجهاض قمت بها ضمن اطار الممارسة الشطانية؟

كنت أبلغ من العمر عندما اتمتت أول اجهاض 14 عاماً و9 أشهر وكان ذلك في بيتٍ جبلي. حصل ذلك بوجود طبيب وممرضة والمرأة الحامل و13 من أعضاء طائفتنا جميعهم كهنة أو كهنة رفيعي المستوى.

بدأ الطقس عند الساعة 23:45 والسحر عند منتصف الليل أي عند “ساعة الساحرات” في حين مات الطفل عند الساعة الثالثة فجراً أي عند “ساعة الشيطان”.

وكان دوري في كل ذلك ادخال المشرط دون القتل ضرورةً… فالمهم كان ان تتسخ يدَي بالدم سواء دم الأم أو ابنها لأفسح المجال أمام الطبيب بانهاء العملية.

كانت ودون أدنى شك أفظع عمليات الاجهاض التي شاركت بها. أخذ الطبيب الطفل ورماه أرضاً قبل ان يلتهمه الموجودون وكأنهم من أكلة لحوم البشر.

كم عدد طقوس الاجهاض التي شاركت فيها؟

خمسة قبل ان أصبح كاهن رفيع المستوى ومن ثم 141 عملية اجهاض.

هل أجريت مثل هذه الطقوس في احدى العيادات المعروفة؟

نعم، اعتقد أنني أجريت قرابة الـ20 في مثل هذه المنشأت إلا أنني لا أذكر العدد المحدد. أعرف انني تواجدت في عدد كبير من هذه العيادات (…) بدت لي جميعها وكأنها بيوت رعب مع الدم المنتشر في كل مكان في الغرف وصولاً الى السقف.

كيف تلقيت الدعوة لممارسة الاجهاض الشيطاني في مثل هذه العيادات؟

كان يدعوني مدير المركز في بعض المرات أو موظف رفيع المستوى أو طبيب ينتمي الى الطائفة ويريد مني المشاركة في عملية اجهاض يقوم بها في نهاية النهار.

وفي نهاية كل يوم، عند منتصف اليل، تقيم مجموعات عبادة الشيطان قداساً أسوداً يمتد فترة ساعتَين تقريباً وتقدم للشيطان كل الأطفال الذين تم اجهاضهم خلال النهار. وتجدر الإشارة الى ان لا أهمية للأهداف التي دفعت بالنساء الى الاجهاض، فيُقدم جميع الأطفال الى الشيطان في نهاية النهار.

كيف تصف هذه الطقوس؟

يشارك عادةً الأطفال في مثل هذه الطقوس. وتُنظم مباراة من أجل معرفة من سيبقى مستيقظاً حتى الساعة الثالثة. ويحصل من يربح على مكافأة. ويبقى أعضاء الطائفة الذين لا يشاركوا في عملية الاجهاض متيقظين يصلون.

وبالإضافة الى ذلك، ندفع لبعض الأشخاص من أجل ضمان حمايتنا من العالم السياسي وقوى النظام فنتأكد من أن ما من أحدٍ سيتدخل في ما نقوم به.

أتى يوماً رئيس البلدية يطلب تعويذة. توجه الينا لأنه كان يريد تمرير مشروع قانون فلم ينجح. كان لفترة عضو من أعضاء الطائفة وكان قد استخدم جميع المسارات القانونية من أجل الحصول على الموافقة لكن دون جدوى وبالتالي كان علينا البحث عن شخص يريد الخضوع للاجهاض في ليلةٍ يمكننا خلالها اتمام العملية والتعويذة في الوقت نفسه.

وكان من الضروري أيضاً إيجاد طبيب وممرضة. وتجدر الإشارة الى ان عدد كبير من الأشخاص العاملين في عيادات الاجهاض المعروفة هم من السحرة وعبدة الشياطين.

هل اختبرت عدم امكانية اتمام عملية اجهاض لوجود أشخاص يصلون خارج العيادة؟

واجهنا اكثر من مرة اطفال يأبون الموت. وصلت مرة الى احدى العيادات وكانت هناك حشود على حافتَي الطريق.

من جهة، أشخاص يصرخون ويصلون معارضيين الاجهاض ومن جهة أخرى أشخاص مؤيدين يتفوهون بكل التفاهات الممكنة.عندما دخلت العيادة، نظرت مجدداً الى الشارع ورأيت بعض الأشخاص يركعون ويصلون. فلم نتمكن في ذاك النهار من اتمام الاجهاض. وأعتقد ان هذه الحالة تكررت ثلاث مرات وذلك، حسب ما أعتقد، نتيجة الصلوات التي كانت تتلى في الخارج.

بماذا تنصح الأشخاص الذين يصلون خارج العيادات خاصةً إن كانت تشك بأي نشاط شيطاني؟

أولاً، لا تخافوا، فما من أحد داخل هذه العيادات قادر على أذيتكم. ما من شك ان الشياطين قريبة إلا انها كالكلاب المربوطة التي لا تعض ان لم يقترب المرء منها.

خذوا معكم المياه المقدسة ولا تتواجهوا مع من لا يوافقكم الرأي هناك إذ سينتهي بكم المطاف أمام المحكمة. إن كان باستطاعتكم تناول جسد المسيح قبل التوجه الى هناك، يكون ذلك مثالياً واطلبوا من يسوع ان يرسل أمه معكم. صلوا الوردية فهي من الاشياء التي تخيف الشيطان. فهو يخاف من الكاثوليكي القوي والذي يفهم ايمانه.

الأيقونة العجائبية واهتداء زاكاري

التقى زاكاري في يناير من العام 2008 بالعذراء مريم خلال عمله في متجرٍ للمجوهرات، غيّر حياته.

فاختبر من خلال الأيقونة العجائبية سلاماً يفوق كل تصور وبدأ يرتاد كنيسة القديس فرنسيس في مايو من العام 2008 (شهر العذراء) ليصبح رسمياً فرداً من افراد الكنيسة الكاثوليكية. يعيش حالياً مع زوجته في فلوريدا.

Aleteia