خطة شهيب تتعثر والسلطة تريد تمريرها بالقوة , والحراك يزداد بغطاء شعبي واسع

 

السفير :

الحراك الشعبي مقيم في الشارع والحكومة في إجازة مفتوحة، كما المجلس العاطل من العمل قبل الولاية الممددة أو بعدها، والحوار في مجلس النواب مهدد بانفراط عقده إذا قرر العماد ميشال عون الانسحاب منه نهائيا، وهو خيار ستتبدى معالمه في خطاب «بلاتيا» في جونيه الأحد المقبل، مقروناً بالدعوة «الى مقاومة مدنية سلمية واسعة للفساد والتهميش والإقصاء والحصار» على حد تعبير أحد المقربين من «الجنرال».
وبرغم حالة «التعطيل الوطني» وتحذير رئيس الحكومة تمام سلام عبر «الواشنطن بوست» من أننا نتجه نحو الانهيار، «لا خوف على معادلة الاستقرار، على الرغم من وجود تهديدات ومخاوف يومية مصدرها الأساس مثلث يمتد من بعض مناطق الشمال الجردية الى عين الحلوة مروراً ببلدة عرسال وجرودها» يقول مرجع أمني واسع الاطلاع.
لا يختلف قطبا المعادلة الداخلية، وهما «حزب الله» و«تيار المستقبل» أن زمن التسوية اللبنانية لم يحن أوانه بعد، برغم المناخات الإيجابية التي تعمم من هنا وهناك. لكل منهما حيثياته المحلية الإقليمية والدولية، لكن القاسم المشترك أن لبنان ليس أولوية ايرانية أو سعودية، بل ثمة أولويات إقليمية تجعل من المفيد للاثنين استمرار «الستاتيكو» الحالي، ومن ضمنه استمرار الحكومة «شرط عدم كسر العماد عون»، من وجهة نظر «حزب الله».
هي لعبة الأواني المستطرقة مجددا. كل ملفات المنطقة مترابطة. المعطى الجديد، من وجهة نظر متابع عربي مقيم في السعودية، أن أي بحث بالملف اللبناني «ليس واردا قبل انتهاء حرب اليمن، وما زاد من تشدد السعوديين والخليجيين هو اكتشاف خلية الكويت مؤخرا»!
حسم السعوديون أمرهم: «لا جلوس الى الطاولة مع الايرانيين، حتى لو وضع التفاهم النووي موضع التنفيذ، إلا بعد تحقيق انتصار عسكري في اليمن» على حد تعبير المتابع نفسه. ويتردد في هذا السياق أن أمير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح اتصل بملك السعودية وعرض عليه القيام بوساطة مع القيادة الايرانية وعرض ملفات العلاقات الايرانية ـ الخليجية، فكان جواب الثاني التريّث وإهمال الموضوع حالياً.
لماذا الإصرار على خيار الحرب في اليمن؟
اولا، اليمن هو جزء لا يتجزأ من الامن القومي السعودي والخليجي «وبالتالي يصبح أي تهاون هناك، مدخلا للعبث بأمن البيت الخليجي كله».
ثانيا، هذه مناسبة لإعادة لمّ شمل دول مجلس التعاون الخليجي التي فتحت على حسابها نتيجة شعورها بضعف القيادة السعودية وترهّلها (في زمن الملك الراحل عبدالله).
ثالثا، حرب اليمن وفرت مد جسر للتعاون مع مصر وخصوصا من خلال مشروع القوة العربية المشتركة، برغم الاختلاف في النظرة الى النظام السوري.
رابعا، حرب اليمن هي «حرب المحمدين» (بن نايف وبن سلمان) و«الانتصار فيها انتصار لكل واحد منهما، بينما يجري تحميل الإدارة السعودية مسؤولية الإخفاقات في كل من العراق وسوريا ولبنان».
حصار سعد الحريري
وعلى عكس الانطباع الايراني بأن دول الخليج، وخصوصا السعودية، انزلقت الى «حرب فيتنام» جديدة، وأنها ستستنزف أكثر فأكثر في اليمن و«أن غدا لناظره قريب»، لا يتردد السعوديون في الربط بين قرارهم بالانسحاب من مفاوضات مسقط وثقتهم العالية بكسب الحرب. يقول المتابع المقيم في السعودية: «ما من تورط عسكري بري، بل عمليات عسكرية خليجية خاطفة تقوم بها قوات خاصة، ولا اقتحام لصنعاء بل ثمة رهان على اصطياد عبد الملك الحوثي أو علي عبدالله صالح، اذا حصل ذلك، فإنه سيكون كفيلاً بإنهاء الحرب».
وماذا اذا فشلت حرب السعودية في اليمن؟
يعتقد السعوديون أن الفشل سيؤدي الى هيمنة ايران على المنطقة كلها، «واذا لم ننجح في تعديل موازين القوى مع ايران، فستكون النتائج وخيمة خليجياً وإقليمياً، واذا حصل التوازن، وهذه هي وظيفة الحرب في اليمن، فسينعكس ذلك على لبنان وسوريا تبعاً لردة فعل الإيرانيين وحلفائهم وخصوصا حزب الله».
كيف يمكن تفسير هذه الاندفاعة السعودية في اليمن بينما يتعرض «تيار المستقبل» بزعامة سعد الحريري لحصار مالي وسياسي في المملكة؟
يتردد أن الحريري لم يلتق حتى الآن الملك سلمان بن عبد العزيز سوى مرة واحدة، أما بقية اللقاءات بينهما، فكانت عابرة وفي سياق استقبالات مفتوحة. يراهن الحريري على وجود فرصة للقاء الملك في الأسبوع المقبل لمناسبة عيد الأضحى، «لكن اللقاء غير مضمون (ثنائياً) ولا النتائج مضمونة»، يقول المتابع المقيم في المملكة.
الخطر على «سعودي أوجيه»
«لا أولوية تتقدم سعودياً في السياسة والأمن والعسكر والمال على أولوية حرب اليمن». يسري ذلك بطبيعة الحال على لبنان. شركة «بن لادن» تلقت ضربة كبيرة في ضوء حادثة الرافعة في مكة ولن يكون سهلاً أن تخرج منها سالمة. في المقابل، تتوسع أعمال شركة «نسما» التي يملكها ولي العهد الثاني محمد بن سلمان. هل سيكون ذلك على حساب شركات أخرى بينها «سعودي أوجيه» التي تعاني من مشكلة سيولة؟
يجيب المتابع «لم يصل السعوديون الى حد التخلي عن سعد الحريري. لا هو ولا «سعودي أوجيه» في أحسن أحوالهما. هم يريدون منه إعادة لمّ شمل السنّة في لبنان، لكنه على عكس والده، يصر على تكريس منطق الخصومة. فماذا يضير لو أنه مد يده الى نجيب ميقاتي وأن تكون علاقته جيدة مع كل البيوتات السياسية السنية؟ ثم من يستفيد من هذا التشظي سوى المجموعات الأصولية المتطرفة على حساب قوى الاعتدال؟».

النهار :

عشية محطة جديدة للتحرك الاحتجاجي المدني الذي يستعد لتنظيم مسيرة مساء غد الأحد من نهر بيروت الى ساحة النجمة، اتخذ السباق منحى متسارعاً بين المحاولات الحثيثة للشروع في تنفيذ خطة معالجة أزمة النفايات واستمرار التحركات المعترضة على الخطة وتوزيع المطامر كما لحظته. ومع ان ظواهر هذا السباق أوحت بأن الأمور لا تزال تدور في المربع الاول من الأزمة، فإن المعطيات التي برزت في الساعات الأخيرة كشفت احداث اختراقات بارزة على صعيد اتساع رقعة الموافقات الاهلية والبلدية على الخطة، الأمر الذي يمكن النفاذ منه الى استكمال جولات التشاور التي يجريها كل من وزيري الزراعة اكرم شهيب والداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع اتحادات البلديات والفاعليات في المناطق المعنية.
وقد برز الاختراق الاساسي في جدار الأزمة أمس مع اعلان اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله اعطاء "الفرصة الاخيرة عبر فتح مطمر الناعمة لمدة سبعة ايام فقط بعد ان نتأكد من فتح المراكز المقترحة" في خطة الوزير شهيب التي أقرتها الحكومة.
كما سجلت خطوة أخرى على طريق الاختراقات في الاجتماع الموسع الذي انعقد في مجمع "البيال" مساء وضم الوزيرين شهيب والمشنوق الى عدد من نواب عكار الحاليين والسابقين واتحادات بلدياتها وخبراء بيئيين وممثلين لادارات رسمية. وخصص الاجتماع الذي تحول الى جلسة استماع علنية للاجابة عن الاستفسارات التقنية للحضور وهواجسهم المتعلقة بخطة معالجة النفايات في عكار وبقية المناطق. واكد المشنوق للمشاركين في اللقاء انه "لن نضغط على احد والموضوع جاهز للمناقشة وهذه مسألة وطنية ليس لها علاقة بالسياسة ولا شيء الزامياً فيها وكل شيء يتم بالحوار والتفاهم". ولفت الى ان "تطوير مطمر عكار (سرار) لن يكون الاول بين المطامر بل سيكون الثاني أو الثالث". ثم قدم شهيب شرحا مفصلا عن الخطة واهميتها مشددا على ان "الدولة أيضاً ما بدها مزبلة في عكار"، كما شدد على "الشركة بين كل المواقع المقترحة وكذلك بين المجتمع المدني والدولة".
بيد ان هذه التحركات لم تحجب اندفاع الجهات المعترضة على الخطة في مزيد من الاعتصامات التي توزعت بين مطمر الناعمة وساحة حلبا في عكار وبرج حمود. وصرح شهيب لـ"النهار" تعليقا على هذه التحركات: "هؤلاء ليسوا جميع الاهالي بل هم يشكلون قسما منهم وطبعا انا احترم رأيهم لكن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وتتطلب مشاركة الجميع للتوصل الى حل يذلل كل العقبات". وعن بدء تنفيذ الخطة قال: "متى بدأت الخطة لا خلل في التطبيق لكن التنفيذ يبدأ عندما نضمن نجاحها" وأضاف: "اننا نعلم ان الجميع لن يوافقوا (...) وفي النهاية الحكومة ستتخذ قرارها وحتى ذلك الحين سيكون علي تذليل العقبات".

أزمة الترقيات
في غضون ذلك، تضاءلت الآمال التي علقتها جهات عدة على امكان ولادة مخرج للترقيات العسكرية قبل فوات الفرصة بما يكفل ترقية العميد شامل روكز مع عميدين آخرين في الجيش الى رتبة لواء قبل احالة العميد روكز على التقاعد منتصف تشرين الاول المقبل. وتزامن الانسداد في هذا المسعى مع اجراء منتظر في الساعات المقبلة يعد استكمالا لنهج التمديد للقيادات العسكرية الحالية، اذ يتوقع مع انتهاء مدة الخدمة العسكرية لمدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ان يستدعى من الاحتياط ليل الأحد – الاثنين لتمديد مهمته في منصبه مدة قد تراوح بين ستة أشهر وسنة. ولوحظ في هذا السياق ان قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي حضر امس مناورة قتالية لعناصر من مديرية المخابرات في منطقة حمانا في حضور العميد فاضل، اشاد بدور المديرية "وانجازاتها الكبيرة التي حققتها في مجال تفكيك الشبكات والخلايا الارهابية وعصابات الجرائم المنظمة مما اكسب الجيش مزيدا من القوة والمناعة وجنب البلاد الكثير من الخسائر في الارواح والممتلكات". وشدد قهوجي على ان "أولوية الجيش في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة هي الحفاظ على الاستقرار الوطني ومصالح اللبنانيين من انعكاسات الأزمات الاقليمية والمصاعب الداخلية".

 

المستقبل :

مع تجاوز أزمة النفايات كل الخطوط الحمر بيئياً وصحياً، تتكثف الجهود الوطنية والعلمية والبلدية في سبيل «طمرها» قبل الانهمار الوشيك للمطر خشية سيوله الجارفة للنفايات المتراكمة وتداعياتها الموبوءة على صحة السلامة العامة. ولأنّ الوقت بات داهماً والأمور لم تعد تحتمل مزيداً من التعطيل والتأجيل تحت وطأة العوامل الصحية والمناخية الضاغطة، تقف خطة الوزير أكرم شهيب الحكومية عند الخط الفاصل بين الشرح العلمي البيئي للخطة وبين التطبيق العملي التقني لها بعد استكمال دورة المناقشات والحوارات مع الجهات البلدية المعنية لإطلاعها على الأبعاد والانعكاسات الإيجابية المتوخاة من «فرصة الحل الأخيرة» للأزمة وفق توصيف شهيب أمس إثر اجتماع «البيال» العكاري الموسع، في حين نقلت مصادر الاجتماع لـ«المستقبل» أنّ أجواءه رفعت منسوب التفاؤل بتحقيق تفهّم أكبر للجوانب العلمية والبيئية الملحوظة في الخطة، مؤكدةً رصد علامات مبشّرة تشير إلى كون «الخط البيئي الأخضر بات يتقدم على خط الاعتراض الأحمر» إيذاناً بإعطاء إشارة الانطلاق نحو تطبيق الحل العلمي الموضوع على قاعدة تشاركية صلبة بين الدولة والبلديات والمجتمع المدني.
وبينما شدد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في بداية اجتماع البيال، بحضور نواب وشخصيات وفاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير من عكار وبمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني وخبراء بيئيين، على أنّ كل الحلول الموضوعة لا بد وأن تتم «بالتفاهم والحوار»، شهد الاجتماع تقديم شهيب شرحاً مفصلاً للخطة واستراتيجيتها على أساس أنّ «الدولة أيضاً ما بدها مزبلة بعكار». ثم عرض الخبراء للتقارير البيئية والعلمية والتقنية والهندسية والجيولوجية المتصلة بالموضوع، بحيث تخلل العرض شرح أحد المستشارين العلميين من الشركة الألمانية المختصة مسألة الفارق بين مخاطر المكبات العشوائية القائمة حالياً ومنافع المطامر الصحية المنوي إقامتها وفق مضمون خطة مجلس الوزراء.
وأوضحت مصادر الاجتماع أنّ الأسئلة والأجوبة التي دارت خلال النقاش كانت «بناءة ومفيدة وضرورية في سبيل شرح وتفنيد أبعاد الخطة علمياً وبيئياً»، مؤكدةً في ما يتعلق بخطوات اللجنة اللاحقة اتجاهها نحو عقد لقاء مماثل قريباً مع بلديات وفاعليات البقاع بعد تحديد الموقع البيئي البديل في المنطقة. وكشفت المصادر في هذا السياق عن قيام لجنة من الخبراء التقنيين اليوم بزيارة «معاينة للموقع المقترح في منطقة غير مأهولة سكانياً قرب الحدود مع سوريا لإعداد تقريرها النهائي بشأن مدى مطابقته للشروط العلمية والبيئية المفترض توافرها لإقامة مطمر صحي فيه»، نافيةً في المقابل حصول اتصالات مع الجانب السوري كما تردد إعلامياً لنيل موافقته على إقامة هذا المطمر باعتبار أنّ «الموقع المقترح يقع ضمن الأراضي اللبنانية بشكل لا لبس ولا نزاع فيه».
وعن مطمر برج حمود، أفادت المصادر أنّ حزب «الطاشناق» لم يعطِ بعد «جوابه النهائي رسمياً» إلى اللجنة المختصة، إلا أنها أكدت في الوقت عينه أنّ الأجواء تميل إلى الإيجابية، موضحةً أنّ الأرجحية بحسب القنوات غير الرسمية المباشرة هي لإبداء الحزب موافقته على تطوير مكب برج حمود وإعادة تأهيله ليصبح مطمراً صحياً وفق مقترحات خطة شهيب. 
أما في مستجدات الأمور على خط مطمر الناعمة، فبرز أمس إعلان اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله الموافقة على إعادة فتح المطمر لسبعة أيام كما تلحظ الخطة «بعد التأكد من فتح المواقع الأخرى المقترحة». وبينما أشادت مصادر اللجنة بهذا القرار، أكدت لـ«المستقبل» عدم الإقدام على بدء عمليات نقل النفايات المتراكمة نتيجة الأزمة «قبل نيل الموافقات من جميع الأطراف المعنية في كافة المواقع المقترحة»، مشيرةً في هذا الإطار إلى كون «شاحنات نقل النفايات لن تتحرك في اتجاه أي موقع في أي منطقة إلا بعد التأكد من تذليل كافة العقبات وضمان تطبيق الخطة في مختلف المناطق والمواقع المقترحة للطمر».

الديار :

المرجعيات السياسية العليا ابلغت قادة الحراك المدني والمعتصمين امام مطمر الناعمة ان خطة الوزير اكرم شهيب لمعالجة النفايات ستنفذ ولو بالقوة خلال الايام القادمة وعليكم ان تسيروا بالخطة «بالهين» افضل من ان تسيروا بها في القوة، وهذه التهديدات ترجمت بانتشار امني واسع على مدخل مطمر الناعمة وصولا الى الطريق الدولية بالتزامن مع المؤتمر الصحافي للحراك المدني عند مدخل مطمر الناعمة وللاعلان عن رفض فتحه ووجهوا انتقادات للقوى السياسية للاسلوب الذي اعتمدته في تسويق خطة شهيب وتراجع هذه القوى عن التزاماتها السابقة بعدم فتح مطمر الناعمة ولو لساعة واحدة. علما ان المعتصمين نصبوا خيمتين امام المطمر واعلنوا اعتصاما مفتوحا.
واللافت ان القوى السياسية والمكونات الحكومية ترجمت وعودها وقراراتها باعطاء اموال للبلديات بشكل سريع وربما القرار هو الاسرع بالولوج الى التنفيذ مقابل قبول هذه البلديات لخطة شهيب ولذلك توالت المؤتمرات الصحافية لاتحاد بلديات الشحار والغرب الساحلي في عاليه وبعض بلديات عكار بالموافقة على خطة شهيب شرط ان يكون التنفيذ شاملا وان تتم عملية الطمر في المناطق بالتساوي ولذلك كان لافتا موقف بعض نواب عكار الذين حاولوا مذهبة موضوع النفايات والتأكيد بأن مطمر سرار في عكار مستعد لقبول نفايات بيروت ورفض نفايات الضاحية وهذا الامر اثاره ايضا بعض رؤساء بلديات عكار في اجتماع البيال وطالبوا بأن يتم اقامة مطامر في المتن والجنوب اي في مناطق حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر.
وحسب مصادر متابعة فإن خطة شهيب ستنفذ بالقوة رغم كل الاعتراضات التي يحاول شهيب احتواءها قبل التنفيذ، وفي حال الفشل فإن القوى الامنية ستفتح مطمر الناعمة بالقوة وكذلك سرار خلال الايام القادمة لان الغطاء السياسي لخطة شهيب تم تأمينه من قبل القوى السياسية جميعاً من حركة امل الى الحزب التقدمي الاشتراكي. واشارت معلومات ان الرئيس سعد الحريري اتصل بنواب المستقبل في عكار طالباً منهم السير بالخطة. حتى ان النائب وليد جنبلاط دخل شخصيا مع رؤساء بلديات عاليه لاقناعهم بقبول الخطة واصدار بيان بتأييدها مقابل ان يكون التنفيذ شاملا كما اتصل جنبلاط بكبار مشايخ الطائفة للتدخل مع المعترضين واقناعهم بالقبول لانه لا يجوز الوقوف ضد خطة شهيب مع تأكيد جنبلاط للمشايخ ان فتح المطمر سيكون لـ 7 ايام فقط.
واشار شباب الحراك المدني في الجبل.. انه رغم التدخل الجنبلاطي والارسلاني فان البعض وافق على عدم تفشيل خطة شهيب لكن الاكثرية ما زالت على اعتراضها وهذا ما ابغلناه الى شهيب شخصيا وسننفذ اعتصاما امام مطمر الناعمة اليوم مع التأكيد بأن اعتراضاتنا ليست ضد شخص الوزير شهيب او غيره بل للاضرار التي سيسببها طمر هذه النفايات التي تبلغ 70 ألف طن وملقاة في الشوارع منذ 17 تموز الماضي.
واكد شباب الحراك انهم ابلغوا بأن هناك قرارا سياسيا بتنفيذ خطة شهيب مهما كلف الامر وان القوى الامنية ستتصدى لكل من يحاول عرقلة دخول شاحنات النفايات الى مطمر الناعمة.
وبالتزامن مع الحراك المدني امام مطمر الناعمة فإن اعتراضات شعبية نظمت في برج حمود ضد اعادة فتح المطمر وكذلك في ساحة حلبا في عكار ضد فتح مطمر سرار الذي سيفتح ايضا بالقوة اذا استمرت اعتراضات الاهالي. وسيعقد رؤساء اتحاد بلديات عكار اجتماعاً اليوم لاعلان القرار النهائي. وفي موازاة التحركات على صعيد حل النفايات من قبل الحكومة فإن مجموعات الحراك المدني، دعت الى تحركات اليوم والى مسيرة حاشدة الاحد تنطلق من محيط نهر بيروت باتجاه رياض الصلح واكد قادة الحراك انهم لن يتراجعوا مهما بلغت عمليات استخدام القوة ضدهم، وبالتالي فإن المواجهة القادمة ستقع حتما في ظل عدم تراجع الطرفين. لكن اللافت ان البلديات في عكار وعاليه مع خطة شهيب نتيجة الاموال التي دخلت الى هذه البلديات، فيما الحراك المدني ضدها بالمطلق.

الجمهورية :

المشهد السياسي بعناوينه الكبرى ما زال يدور بين الحوار والحراك. ولكن في التفاصيل سجّل الحوار تقدّماً على الحراك في النقاط الآتية: إنجاز خطة النفايات التي تلقى تأييداً من كل القوى السياسية، وتحظى بغطاء الخبراء والجمعيات البيئية، ويعمل الوزير أكرم شهيّب على تخريجها بأوسع احتضان سياسي وشعبي ممكن. تجميد الخلافات الحكومية وتمرير ما يمكن من مراسيم تتصل بالشؤون الحياتية للناس، وذلك بانتظار إعادة تفعيل العمل الحكومي. إلتئام هيئة الحوار في رسالة مفادها أنّ كلّ القوى السياسية تحاول الخروج من نفق الأزمة الوطنية تحت سقف الدستور والمؤسسات. التمسّك بأولوية الانتخابات الرئاسية كمدخل للحلّ السياسي، ويجدر التذكير بأنّ الحوار في هذا الملف بين معظم القوى السياسية يحصل للمرة الأولى منذ الفراغ الرئاسي، ما سيشكل أداة ضغط على القوى المعطّلة لهذا الاستحقاق. وفي موازاة المسار الحواري الذي سلكَ طريقه والذي من المتوقع أن يولّد دينامية إيجابية تصاعدية، وفق ما أكّد أحد أقطاب الحوار لـ»الجمهورية»، فإنّ الحراك سيفقد مع تطبيق خطة النفايات أبرزَ أوراقه، بعدما فقدَ الغطاء الوطني الذي رافقَ انطلاقتَه بفعل الشعارات التي ولّدت نقزة واسعة لدى الكلام عن إسقاط اتفاق الطائف والنظام السياسي، الأمر الذي حدا بالبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى التحذير من المساس بالنظام السياسي. وفي موازاة ذلك أكد النائب آلان عون لـ»الجمهورية» أنّ «التيار الوطني الحر» لم يتخذ قراراً بمقاطعة طاولة الحوار، وأنه ما زال في طور مناقشة مجريات الحوار ويعطي فرصة للوصول الى نتيجة في مختلف المواضيع المطروحة والتي تشمل رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات والعمل الحكومي والعمل النيابي» يتحضّر الحراك غداً لمسيرة تنطلق الساعة الخامسة مساءً من جسر نهر بيروت وتنتهي في ساحة النجمة»، في ظل تعويل كبير على إنجاح المشهدية الجديدة، بعد التراجع في التجاوب الشعبي مع الدعوات إلى التظاهر، حيث وُضِعت الجمعيات الداعية إلى التظاهر في حال استنفار، لأنّ استمرارها بالزخم الذي تتمنّاه يتوقف على هذه التظاهرة.
وقد اتّخذت القوى الأمنية كل التدابير اللازمة لحماية المتظاهرين والأملاك العامة في آن معاً، خصوصاً شركة سوكلين التي تقع على خط المتظاهرين، في ظلّ مخاوف من أن تعمد بعض المجموعات المشاغبة إلى استهدافها، في محاولة لعرقلة خطة النفايات التي دخلت مبدئياً حيّزَ التنفيذ.
سلام يلتقي البابا
وفي هذه الأجواء، بات ثابتاً أنّ رئيس الحكومة تمام سلام لن يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد قبل عودته من نيويورك التي يقصدها يوم عيد الأضحى في 24 أيلول الجاري، حيث سيشارك في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلتقي كبار القادة والرؤساء. كما تقرّر أن يلتقي البابا فرنسيس الذي سيكون مشاركاً في جانب من اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي ظلّ التحضيرات للقمّة الأميركية - الفاتيكانية المقررة بعد لقاءات نيويورك.
وعلمَت «الجمهورية» من مصادر ديبلوماسية أنّ طلب لبنان اللقاء مع البابا فرنسيس لمناقشته في التطوّرات القائمة في لبنان والمنطقة لم يكلف أيّ عناء، ذلك انّ البابا كانت لديه الرغبة بمِثل هذا اللقاء، لكنّ أهمّ ما أنجزته المبادرة اللبنانية أنّه تمّ تحديد الموعد ليكون قبل لقاء القمّة مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، حيث من المتوقع ان يثير الملف اللبناني، إلى جانب القضايا الأخرى المدرَجة على جدول الأعمال، إضافةً إلى مصير المسيحيين في الشرق، في القمّة النادرة بين واشنطن والفاتيكان.
ولفتت المصادر الى ان سلام سيلتقي أيضا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركيل وعدداً من القادة الأوروبيين والأميركيين للبحث في التطورات المقبلة على لبنان والمنطقة.
بون
في هذا الوقت، أكد السفير الفرنسي ايمانويل بون بعد زيارته رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مجدداً على اولويات بلاده في هذه المرحلة، وقال: «نريد بذلَ ما بوسعنا بالتعاون مع مجمل اللاعبين الدوليين في الشرق الأوسط للمساعدة على حل الأزمتين السياسية والمؤسساتية التي تعصف بلبنان، ولمساعدته على مواجهة تداعيات الأزمة السورية بشكل افضل، والحفاظ على أمنه واستقراره». وأشار بون الى انّ موعد زيارة هولاند الى لبنان سيصدر عن الدوائر المعنية في باريس.
قهوجي
ودعا قائد الجيش العماد جان قهوجي العسكريين إلى مزيدٍ من الوعي واليقظة والجهوزية لمواجهة مختلف الأخطار والتحديات المرتقبة، وأعلن أنّ أولوية الجيش في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة، هي الحفاظ على الاستقرار الوطني ومصالح اللبنانيين من انعكاسات الأزمات الإقليمية والمصاعب الداخلية، مؤكداً أهمية تلازُم الأمن الوقائي مع الأمن المباشر لتحصين الوطن من الاختراقات الأمنية.