لماذا أبلغ بعض وكلاء الدفاع الصيداويين أهالي موقوفي عبرا بأن الجلسة الأولى من محاكمة أحمد الأسير المقررة اليوم ستؤجل؟ ولماذا وافق عبد الرحمن الشامي، المتواري منذ توقيف الأسير، على تسليم نفسه نهاية الأسبوع الماضي؟ ولماذا أخلي سبيل معظم من أوقف أخيراً، استناداً إلى اعترافات الأسير؟

تلفت مصادر قضائية إلى أن وكلاء الدفاع عن الأسير وموقوفي عبرا سيطلبون من هيئة المحكمة العسكرية برئاسة العميد خليل إبراهيم، الاستمهال في استجواب الشيخ المعتقل للاطلاع على اعترافاته التي أدلى بها منذ توقيفه. ومن المرجح أن توافق المحكمة على الطلب وتؤجل الجلسة إلى وقت لاحق.

على صعيد متصل، لفتت مصادر مواكبة لملف عبرا إلى أن النائبة بهية الحريري «كلفت رئيس جمعية الاستجابة الشيخ نديم حجازي التواصل مع شقيق الشامي المقيم في كندا، طالباً منه الاتصال به ونقل رسالة مفادها: سلم نفسك لأن الملف سينتهي». هكذا، سلم الشامي، الذي اعترف الأسير بإقامته في شقته في جدرا، نفسه للقوى الأمنية. علماً أن من ورد ذكرهم في اعترافات شيخ عبرا سرعان ما أُفرج عنهم بعد الاستماع إلى إفاداتهم: محمد علي الشريف الذي آواه في منزله مع أولاده ومرافقيه إثر هروبه من عبرا لأكثر من أسبوع، أخلي سبيله بعد ساعات من التحقيق في الأمن العام. خالد أزعر الذي شارك في أحداث عبرا ضد الجيش في منطقة البستان الكبير واعترف بأنه نقل الأسير بشاحنته من صيدا إلى بيروت ثم طرابلس، أفرج عنه أيضاً. ومثلهما حسام الرفاعي الذي اعترف بمساعدة الأسير لوجيستياً بعد عودته من طرابلس إلى صيدا وإسهامه في تشكيل الخلايا النائمة.

وينقل أهالي الموقوفين عن الحريري وعودها بتسهيل محاكمات أبنائهم، وينسبون إليها الفضل في إقناع أجهزة الأمن والقضاء بعدم استدعاء النساء اللواتي ورد ذكرهن في اعترافات الأسير، من زوجته أمل شمس الدين إلى زوجة المتواري معتصم قدورة والمُخلى سبيله طارق سرحان. كذلك كلفت مكتب المحامين في تيار المستقبل الدفاع عن موقوفي عبرا، وباركت تولي المحامي الصيداوي عبد البديع العاكوم الدفاع عن الأسير، موكله منذ سنوات. والعاكوم المستقبلي كان واحداً من أعضاء جمعية مسجد بلال بن رباح، على غرار الشريف، وهو أمين سر لجنة الأهل في ثانوية رفيق الحريري، ينسق خطواته مع مجدليون. من هذه الخطوات، تحويل مسار القضية ضد سرايا المقاومة التي «افتعلت الإشكال مع الجيش ووضعت جماعة الأسير في الواجهة».