تواصلت أمس الاتصالات والاجتماعات لتسريع تطبيق خطة وزير الزراعة أكرم شهيب للنفايات، من أجل شرح الخطة ومسارها وتذليل عقبات المعطّلين من جهة، وتبديد المخاوف المناطقية أو المدنية التي عبّر عنها الحراك المدني أمس معتبراً أنّ «إيجابيات الخطة بالنسبة إلى الفرز من المصدر والإسراع بإقرار مشروع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة وتحرير أموال البلديات لم تكن إلاّ خدعة وقناعاً أبيض». فيما أكد الوزير شهيب لـ»المستقبل» حرص اللجنة على «التعاون مع الجميع»، مرحّباً بأي اقتراح «بنّاء» تتلقّاه اللجنة لتحقيق هدف مسار الخطة، أي الإدارة المتكاملة العلمية البيئية الاقتصادية للنفايات.

وكشف شهيب أنّ عرضاً فنياً تقنياً عن طرق المعالجة والطمر التي ستعتمدها الخطّة سيقدّمه في «البيال» الثلاثاء المقبل خبراء لبنانيون ودوليون، بينهم خبير يوناني وآخر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بحضور بلديات واتحادات بلديات وأصحاب اختصاص».

وعلمت «المستقبل» أنّ شهيب واصل اتصالاته مع عدد من القوى السياسية أمس، وسيتابعها مطلع الأسبوع والتي يمكن أن تشمل رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.

وأوضح خبراء بيئيون لـ»المستقبل» أنّ العرض الفني سيستند إلى تقارير أعدّت عن وضع المكبّات المعتمدة في لبنان، مثل مكبّ سرار في عكار، والتي أظهرت أن الموقع ملائم جيولوجياً للطمر نظراً للطبقة الصلصالية السميكة في أرضه والتي لا تسمح بأي تسرّب لعصارة النفايات إلى التربة. كما تفيد هذه التقارير أنّ وضع المكبّ الحالي عشوائي ودائم الاحتراق وملوّث للمحيط ما يحتّم معالجته وتحويله إلى مطمر صحي خلال ثلاثة شهور.

غرفة التجارة

وكان ملف النفايات استأثر باهتمام غرفة التجارة في بيروت وجبل لبنان التي جمع رئيسها محمد شقير الوزير شهيب وفريق عمله مع هيئات من المجتمع المدني بحضور عدد من الهيئات الاقتصادية، حيث ناقشوا خطة النفايات. وقال شقير خلال اللقاء إنه «انطلاقاً من هذا النمط الإيجابي والعلمي غير المعهود، وبوجود أصحاب الإرادات الطيّبة والنيّات الصادقة فإننا سنتوصّل إلى كل ما ينتظره الشعب منّا».

وأيّدت رئيسة «حزب الخضر» ندى زعرور الخطة وقالت: «شاركنا في إعدادها ولم نكن نحلم بأكثر منها ومن الضروري تطبيقها من قِبَل الدولة»، مضيفة أنّه «كان على الحراك المدني أن يشارك في لقاء اليوم ويقدّم ملاحظاته ويحاور اللجنة مباشرة».

اعتصامات

في الغضون، نفّذت حملة «جايي التغيير» حراكاً أمس على الرصيف الخشبي لمحلة «زيتونة باي»، تخلّلته مأدبة غداء على الرصيف تحت عنوان أنّ المُلك العام «لا يحتاج إلى إذن لدخوله». وحمل المشاركون لافتات كُتب عليها «هذا البحر لنا»، مشدّدين على أنّ الأملاك العامة «مُلك لجميع المواطنين وحق لكل الشعب».

ثم توجّه شبان الحراك إلى منطقة الدالية في الروشة حيث أزالوا الأسلاك الشائكة.

الراعي

على صعيد آخر، جدّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس دعوته إلى انتخاب رئيس للجمهورية. وقال في اليوم الثاني من زيارته الراعوية إلى منطقة عاليه إنه «لا يمكننا العيش من دون رئيس، فالرئاسة هي العقل الموجّه للدولة اللبنانية»، أضاف أنّ الحياة «بحاجة إلى أبطال يطبعون التاريخ اللبناني، وعلينا عيش الحرية ولا يمكننا البقاء مصطفّين صفّين».