هل يكرس «اللبناني» تفوقه على «الكوري الجنوبي» في لبنان أم يتمكن الأخير من فك هذه العقدة التي لازمته منذ 2004 عندما تعادل المنتخبان (1 ـ 1)، في تصفيات «مونديال 2006»، قبل أن يحقق «اللبناني» فوزه التاريخي العام 2011 (2 ـ 1)، على «إستاد المدينة الرياضية» في انجاز غير مسبوق، ثم يعود في المرة الثالثة التي يتقابل فيها المنتخبان في بيروت، ليكرس هذا الواقع ويمنع ضيفه من تغييره عندما عادله أيضا (1 ـ 1)، في الدور الحاسم من تصفيات «مونديال 2014»، فهل يكرس «اللبناني» ذلك أم يفك الكوري عقدته؟.
هي معادلة بسيطة بين منتخبين باتا يستعدان بتأن وحذر لمباراة رابعة بينهما تقام غدا في الساعة الخامسة على «ملعب صيدا البلدي»، في الجولة الرابعة للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى»مونديال روسيا 2018» و «كأس آسيا الإمارات 2019»، لكن بساطتها لا تعكس أبدا تاريخ كل منتخب، فـ «اللبناني» لم يسبق له أن وصل إلى النهائيات أو اقترب منها على الأقل، وأفضل مشاركة له كانت مؤخرا عندما تأهل إلى الدور الحاسم لـ «مونديال البرازيل 2014»، في حين ان سجل «الكوري» حافل وعامر بكل المقاييس حيث بلغت مشاركاته في النهائيات تسع مرات، كانت أهمها عندما حل رابعا في «مونديال 2002»، الذي نظمه بالمشاركة مع اليابان، ما يعني أنه لا مجال للمقارنة لأنها تؤكد تفوق «الكوري» من دون أي شك.
لكن يبدو أن «الكوري» لم ييأس، ويأمل في إسقاط «اللبناني» ولو أن أمله مشوب بالخوف وعدم الثقة، فالمدير الفني الإلماني شتيليكه لا ينظر الى مستضيفه نظرة الاستخفاف والتهاون، بل يأخذه على محمل الجد، ويعتبر إن مهمته لن تكون سهلة، لكنه سيسعى إلى تغيير المعادلة، وفك هذه العقدة التي لازمته أكثر من 11 عاما.
من هنا، جاءت تصريحاته لوسائل الإعلام الكورية مبهمة وغير واضحة عندما أعلن إن مباراة «اللبناني» ستكون صعبة «لكننا استعددنا لها وسنحقق الفوز»، وهذا يعني أن «الكوري» لم يأت إلى لبنان من أجل النزهة فالهدف «تغيير المنطق وإسقاط ضيفه والعودة المظفرة».
ويعتمد الألماني على مجموعة لاعبين تتقن التهديف، ولو ان غياب المهاجم جيونغ جيوب الذي تعرض إلى اصابة في وجهه سيترك فراغا كبيرا، لكن وجود لاعب «كريستال بالاس» تشونغ يونغ لي ولاعب «ليفركوزن» الألماني هيونغ مين سونغ وهون كوون تاشنغ وهيون جونغ سونغ وغيرهم يستكمل القوة الضاربة ويؤشر إلى إمكانيات غير محدودة.
وصل الكوري الجنوبي إلى بيروت وهو يضع نصب أعينه العودة بالنقاط الثلاث لينفرد بصدارة المجموعة السابعة بعد أن تصدرها أمام «الكويتي» بفارق الأهداف بحيث يملك كل منتخب ست نقاط.
وفور وصوله إلى بيروت، قال شتيليكه: «في الوقت الحالي أصبح لاعبونا يملكون الثقة الكافية لتجاوز المباراة بنجاح، هذه الثقة أتت بعد الفوز على منتخب لاوس بثمانية أهداف».
ويعرف الألماني بان «اللبناني» هو غير «اللاوسي»، لذلك سيكون حذرا في المباراة، رغم أن صفوفه تعج بالمحترفين وأصحاب الخبرة الدولية.
وخضع المنتخب لحصة تدريبية تكتيكية بعد وصوله قبل أن يتدرب للمرة الثانية أمس على «ملعب بيروت البلدي»، على أن يجري تدريبه الأخير في الخامسة من بعد ظهر اليوم على «ملعب صيدا البلدي» حيث ستقام المباراة.
«اللبناني» واستمرار التحضيرات
بدوره، يمضي «اللبناني» بتحضيراته للمباراة ويدرس المدير الفني المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش كل الاحتمالات التي قد يواجهها وفي طليعتها سرعة «الكوري الجنوبي» بالاختراق والتمرير والتسلم والتسليم، وهو أمر قد يضع على عاتق المدافعين مهمة ثقيلة يجب التعامل معها بحرص، إذ أن لديه الكثير من اللاعبين الذين سيقومون بهذه المهمة وخصوصا مع عودة بلال نجارين التي ستفرض معادلة أخرى إلى جانب يوسف محمد وجوان العمري ونور منصور وكل هؤلاء يلعبون في المركز ذاته.
ويعول رادولوفيتش على خط وسطه بوجود القائد رضا عنتر لتحريك الفريق وربط الخطوط وبناء الهجمات، إلى جانب هيثم فاعور أو لاعب آخر مثل خضر سلامي أو احمد مغربي يمكن ان يدفع باتجاه الهجوم، وقد شدد على هذه الناحية التي أربكته في المباريات الودية لأنه لم يصل إلى صانع ألعاب متمكن يمكنه من صناعة الفرص أو مهاجم شرس، لكن وجود حسن معتوق وحسين عواضة أو محمد حيدر على الجناحين سيعزز من فرص الوصول إلى المرمى.
مشكلة المهاجم المتمرس
وتبقى مشكلة المنتخب في إيجاد المهاجم المتمرس بالتهديف، لأنه حتى الآن لم يتوصل رادولوفيتش إلى لاعب يمكنه خطف الهدف ببديهية عالية، لذلك تتعدد الاحتمالات بين ثلاثة هم محمد غدار او حسن شعيتو او فايز شمسين إذا لم يكن هذا المهاجم هو المفاجأة بحد ذاتها، لأن هؤلاء لم يؤكدوا ميزتهم التهديفية في المباريات.
ويمكن القول أن اللاعبين بدأوا يدخلون تدريجاً في أجواء المباراة انطلاقا من الحصص التدريبية وجلسات التحليل للمباريات التي يجريها الجهاز الفني بقيادة رادولوفيتش، الذي اطمأن على جهوزية لاعبيه في تدريب أمس على «ملعب بيروت البلدي»، فضلاً عن وضعه لمسات فنية على فقرات إعدادية وتدريبية حرص على أن يطبّقها اللاعبون استعدادا لهذه الموقعة.
والتقطت أمس الصورة الرسمية للمنتخب بأجهزته كافة، إلى أخرى ترويجية لأفراد المنتخب لتظهر على لوحات الإعلان العملاقة، في إطار الدعوة لمؤازرة جماهيرية كبيرة.
وعملاً بالآلية الدولية المعتمدة، سيسمح لوسائل الإعلام بالتواجد خلال الدقائق الـ15 الأولى من الحصة التدريبية المقررة اليوم، للتصوير وإجراء مقابلات. على أن يُحدد المكان والزمان لكل من المنتخبين في نشرة إعلامية تصدر لاحقاً.
ويشهد «فندق هوليداي إن» فردان اعتبارا من العاشرة قبل ظهر اليوم المؤتمر الصحافي الرسمي الخاص بكل من المنتخبين، ويحضره المديران الفنيان وقائدا المنتخبين، يلي ذلك الاجتماع «الإداري ـ الفني» الخاص بالمباراة، ويترأسه مراقب المباراة التايواني شين فان شوانغ.