دعا رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون, اللبنانيين عموماً والمسيحيين بصورة خاصة إلى الصبر وطول البال والأناة على حفلة الجنون التي تصيب العماد عون, لدرجة أفقدته توازنه السياسي وبات لا يدري لأجل مَن وجه الدعوة للتظاهر والاعتصام.

 

وأضاف انه “إذا كان الأمر كما يقول, من أجل انتخاب رئيس للجمهورية, فإن انتخاب الرئيس يبدأ من مجلس النواب وليس من ساحة الشهداء, ليتفضل ويحضر مع نوابه في 30 الجاري إلى البرلمان, وينتخبوا الرئيس الذي يريدونه, لأن أسلوب المزايدة الرخيصة الذي يمارسه لم يعد ينطلي على أحد, لأن حل عقدة الرئاسة في جيبه وليس في جيب غيره, وهو يتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي دون سواه, والمسؤولية التي تقع عليه أكبر من المسؤولية التي تقع على حزب الله”.
 


وأكد أنه “كان عليه مصارحة اللبنانيين والقول لهم إن هذه التظاهرة مخصصة لدعم صهره الوزير جبران باسيل الذي عينه خليفة له في رئاسة التيار الوطني الحر, بعد اللغط الذي رافق هذا التوريث المفضوح”.
 


وأشار إلى أنه “يريد أن يختبر مدى قبول الناس هذا التوريث وكأن البلد ملك أبيه, من دون أن يأبه لما شكله من إزعاج للبنانيين بهذه العراضات الصبيانية التي لا معنى لها”.

 

ولفت شمعون إلى أن عون يريد الذهاب إلى طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري للقول إن الشارع المسيحي معه وليس مع غيره, وهذا يسمى قمة الغباء السياسي. 
 


وأشار إلى أنه غير متفائل بنتائج الحوار, لأن مقررات الحوارات السابقة ما زالت حبراً على ورق, متمنياً على المتحاورين إخراج رئاسة الجمهورية من بازار التجاذبات والتعطيل والاتفاق على شخصية تحظى بثقة كل القوى السياسية ليصار إلى انتخابها رئيساً للجمهورية وبذلك تكون ثلاثة أرباع الأزمة التي نعاني منها قد حلت.

 

واستذكر الظروف غير الطبيعية التي جرى فيها تكليف العماد عون رئاسة الحكومة العسكرية ليتبين في ما بعد أنه أبرم صفقة مع النظام السوري تسمح له بالعودة إلى لبنان شرط التعاون مع حلفاء سورية والتخلي عن “14 آذار” بالكامل, وأن كل ما يقوم به هو لإرضاء الرئيس بشار الأسد و”حزب الله” وما عدا ذلك من مواقف هو مضيعة للوقت, فهو يعرف ما هو مطلوب منه ويتولى تنفيذه بحذافيره خشية أن ينقطع عنه الدعم السياسي والمادي, ولذلك ما على اللبنانيين إلا الصبر لأنه ذهب الكثير ولم يبق إلا القليل.