تحتضن كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت شبكة من الشركات "الملتزمة حقوق الإنسان والعمال، وحماية البيئة، ورفض الفساد أو على الأقل التخفيف من وطأته، بهدف تعزيز الأخلاق والحس بالمسؤولية في قطاع الأعمال في لبنان"

وتعرف هذه الشبكة الجديدة بإسم شبكة "غلوبال كومباكت" - لبنان وهي جزء من مبادرة تطوعية تابعة للأمم المتحدة هي شبكات "غلوبال كومباكت" العالمية التي تعمل مع مشاركين من قطاع الأعمال ومن خارجه "لتغيير وجه العالم"، وتهدف إلى ايجاد "اقتصاد عالمي مستدام وشامل من شأنه أن يوفر فوائد دائمة لجميع الشعوب والمجتمعات والأسواق". 

وقد أطلقت شبكة "غلوبال كومباكت" - لبنان في قاعة محاضرات المعماري في الكلية، في حضور مجموعة من كبار رجال الأعمال وقادة المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والأكاديميين.

جمالي
وقالت أستاذة الادارة في الكلية وممثلة شبكة غلوبال كومباكت لبنان وأستاذة كرسي كمال الشاعر للقيادة في الكلية البروفسورة ديما جمالي: "لم يعد يقتصر تقويم الشركات على أدائها في الأعمال بل يتعداه إلى ما إذا كانت تطبق مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركات (وهو ما يعرف عموما بالاستدامة) لإظهار التأثيرات المتعددة لعملياتها ومساهماتها في جعل العالم مكانا أفضل. إن تحقيق الأرباح هدف مشروع للشركات، ولكن اعتمادها للممارسات التي تدعم حقوق الإنسان والعمال، وحماية البيئة، وتتجنب الفساد، هي بالمقدار نفسه من الأهمية كتحقيق الأرباح".

وأضافت أن "الشركات التي تلتزم هذه المبادئ الأخلاقية أثبتت أنها أنجح من غيرها من الشركات غير الملتزمة، لأنها تمكنت من خلق بيئة وظيفية وثقافة أعمال تعزز الإنتاجية وولاء الموظفين وامتلاكهم لزمام المبادرة، ووسعت، في الوقت نفسه، شبكاتها التجارية وعززت علاقاتها بمختلف أصحاب المصالح. 
وقد انضمت حتى الآن 37 شركة تجارية وغير تجارية في لبنان الى شبكة غلوبال كومباكت لبنان، وأصبحت جزءا من مجموعة عالمية تضم أكثر من 8000 مشارك من جميع أنحاء العالم. وهذا ما جعل هذه المجموعة أكبر مبادرة في العالم للمسؤولية الطوعية للشركات التي تسعى لجعل الاستدامة للشركات قوة للتغيير في تحقيق مستقبل آمن ومستدام ومشترك".

وتابعت: "نحن متحمسون جدا للمضي قدما في هذا الجهد والمساعدة على تعزيز الحركة في لبنان والمنطقة من خلال جهود شبكة غلوبال كومباكت لبنان. وهذا يتماشى مع مهمة الكلية في النهوض بتعليم القيادة المسؤولة وتخريج طلاب واعين للجوانب الأخلاقية لاتخاذ القرار وللعلاقة التكافلية بين قطاع الأعمال والمجتمع."

وأعطت بصفتها ممثلة شبكة "غلوبال كومباكت" - لبنان تعريفا يلقي الضوء على واقع الاستدامة في المنطقة، وتناولت شبكات "غلوبال كومباكت" العالمية ومبادئها العشرة. 
وتكلمت على شبكة "غلوبال كومباكت" - لبنان و"أولوياتها وخطة عملها للمرحلة المقبلة". 

خوري
وخلال افتتاح إطلاق شبكة "غلوبال كومباكت" - لبنان، أشاد رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري بالمبادرة، واعتبرها "متناسقة جيدا مع مهمة الجامعة الأميركية في بيروت، وفرصة للتمعن في منجزات الماضي والبناء عليها في نواح مختلفة، للقيام بما يجب القيام به في المستقبل".

وردد قولا لتوماس جفرسون: "أنا أفضل أحلام المستقبل على تاريخ الماضي". 
وأضاف: "هدفنا هو إيجاد مجتمع مستقبلي يتخطى الفساد والمساءلات حول النزاهة".

القصار
واشاد المتحدث الرئيسي في الاحتفال عدنان القصار رئيس مجلس إدارة "فرنسبنك" ومديره العام بالجامعة الأميركية في بيروت "لاحتضانها لهذه المبادرة"، قائلا: "إن الجامعة الأميركية في بيروت لا تزال ركيزة أساسية في رفع لواء لبنان وتطوير أجياله من القادة". 

وأضاف: "إن دور الشركة ليس فقط أن تنمي ذاتها بل أن تؤدي واجبها وتساهم في التنمية الاجتماعية أيضا".

وتابع: "لا يزال اقتناعي راسخ بأن السلام هو أفضل وسيلة لتنمية التجارة والشراكات، كما فعل أجدادنا الفينيقيون".

مطر
وتحدثت المسؤولة عن التواصل في شبكة "غلوبال كومباكت" - لبنان فرح مطر عن "فرص التعلم والمشاركة، فضلا عن أهمية مشاركة المجموعة والعمل الجماعي في التغلب على عقبات متعددة". 

لجنة حوار
ثم ناقشت لجنة حوار طريقة مواءمة المنظمات لجهودها مع شبكات غلوبال كومباكت. 
وقد تألفت اللجنة من: النائب غسان مخيبر، المدير العام ل"بنك عوده" مارك عوده، رئيسة "مؤسسة مخزومي" مي مخزومي، والمسؤولة الشريكة للمواهب الإقليمية وللاتصالات في "ديلويت الشرق الأوسط" رنى سلهب، والمدير العام الهندسة والبناء في شركة "ابكو" وائل البيطار. وهؤلاء كلهم تبادلوا خبراتهم في دمج المبادئ العشرة في العمليات اليومية وتكلموا على "التحديات والفرص التي واجهوها خلال مسيرتهم".

وفي الختام، وزعت شهادات الانتساب إلى شبكات "غلوبال كومباكت" لجميع المنتسبين اللبنانيين.