يلجأ الكثيرون إلى تناول الـ"إيبوبروفين" لتخفيف آلامهم. لكن خبراء الصحة أكَّدوا أن تناول هذه المسكنات له تأثير جانبي على الصحة، وخاصة إذا ما تم تناولها لفترات طويلة. في هذا التقرير تتعرفون إلى بدائل طبيعية لإيبوبروفين!

كشفت تقارير إعلامية مؤخرًا خطورة بيع بعض الأدوية في الصيدليات دون وصفة طبية، ومن بين هذه الأدوية بعض مضادات الالتهاب ومسكنات الألم مثل "إيبوبروفين". ووفقًا لما جاء في هذه التقارير الإعلامية، المنشورة عبر موقع "غيزوندهايت هويته" الألماني، فإن استخدام جرعات عالية من مسكنات الألم مثل "إيبوبروفين" أو "ديكلوفيناك"، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية، خاصة إذا تمّ تناولها على المدى الطويل، تمامًا كالمسكن "نورفاسك فيوكس"، الذي تم سحبه من الأسواق لتأثيره الخطير على الصحة.

ووفقًا لإدارة الأغذية والأدوية الأميركية، فإن تناول جرعات عالية من "إيبوبروفين" من الممكن أن يكون مقلقًا أيضًا، حتى لو تم ذلك بشكل معتدل، إذ يمكن للجرعات العالية أن تؤدي للإصابة بتشنجات، فضلًا عن تباطؤ ضربات القلب والفشل كلوي والغيبوبة، ومن الممكن أن يكون تأثيرها مميتًا بالنسبة لبعض المرضى.
ولا شك أن الأضرار الجانبية للجرعات الزائدة قليلًا ما تحدث، إلا أن التأثير السلبي لهذه المسكنات، ربما يدفع الكثيرين للبحث عن بدائل طبيعية للوقاية من خطورة الاستعمال المتكرر. وفيما يلي بعض البدائل الطبيعية لهذه المسكنات، التي تم إثبات فعاليتها علميًا:

1. الزنجبيل:

يستخدم الزنجبيل كعلاج طبيعي منذ زمن بعيد، فهوي يحتوي على مضادات أكسدة والعديد من المواد التي تقي من الأمراض، مثل الكالسيوم والألياف الغذائية والبوتاسيوم وفيتامينات مختلفة مثل فيتامين "سي" وفيتامين "بي 6"، ما يجعله بديلاً طبيعاً لمسكنات الألم ومضادات الالتهاب.

وفي الطب الصيني، استخدم الزنجبيل لتخفيف النزلات المعوية والغثيان والقيء. كما يستخدم في علاج نزلات البرد وتخفيف الصداع، وله القدرة على خفض هرمون البروستاجلاندين المسبب للآلام والتقلصات، ما يساعد على تخفيف تشنجات الرحم.

2. مرهم زهرة العطاس:

كثيرًا ما يستخدم مرهم زهرة العطاس، كمسكن موضعي في علاج التهاب المفاصل. ووفقًا لموقع "ديلي هيلث بوست" الأميركي، فإن دراسة أجريت للمقارنة بين فاعلية مرهم هذه الزهرة و"إيبوبروفين"، بينت أن تأثيرها يوازي تمامًا تأثير "إيبوبروفين"، إلا أن آثاره الجانبية أقل، ذلك أن نبات زهرة العطاس يحتوي على مشتقات مركب الثيمول، التي تتمتع بخصائص مضادة للفطريات، ما يجعل منها مضادا طبيعيّا للتهاب، فضلًا عن أن لهذه المركبات خصائص موسِّعة للأوعية الدموية، التي تساعد في تسريع الشفاء من الرضوض والكدمات.

3. الأحماض الدهنية "أوميغا 3":

تتمتع الأحماض الدهنية "أوميغا 3" الموجودة في الأسماك الدهنية، مثل السلمون، بخصائص مضادة للالتهابات القوية. ووفقًا لموقع "غيزوندهايت هويته" فإن دراسات حديثة أجريت مؤخرًا على هذه الأحماض، أثبتت بأنها علاج فعال وآمن للآلام المزمنة بدلًا من مضادات الالتهاب غير الستيرويدي.

4. الكركم:

يتسم الكركم بخصائص مضادة للالتهاب. كما يعد بديلًا طبيعيًا فاعلًا لعلاج الألم. وحسب موقع "أبوتيكه أومشاو" الألماني، فإن دراسات أكدت أن تناول 600 ميلليغرام من مسحوق الكركم ثلاث مرات يوميًا، يساعد في تخفيف الألم.
ويجدر التحذير من أن لاستخدام الكركم تأثيرا سلبيا على البعض، لأن الإكثار منه قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في المعدة.

5. عشبة "القديس يوحنا"

استخدام عشبة "القديس يوحنا" والمعروفة بالعشبة "المنسية" أيضًا ليس جديدًا، بل يعود إلى قرون، إذ استخدمت في علاج الجروح والحروق والكآبة وحالات التوتر. وبالرغم من أن فاعلية هذه النبتة في تخفيف الألم لدى الأشخاص لم يتم اختبارها بشكل كاف، إلا أن دراسة أجريت عام 2004 أثبتت فعالية هذه العشبة في تسكين الألم لدى الحيوانات.
وأكدت الدراسة التي أجريت على مجموعة من الفئران أن نبتة "القديس يوحنا" أكثر فاعلية من "إيبوبروفين" في علاج الألم، وفقًا لما نشره موقع "غيزوندهايت هويته".

لا شك أن هذه البدائل الطبيعية تساعد في تخفيف الألم وعلاج الالتهابات، إلا أن خبراء الصحة يرون أن تخفيف علاج أعراض الألم والالتهاب وحده لا يكفي، ما يعني أنه من الأفضل معرفة سبب هذه الأعراض وعلاج المشكلة الأساسية، علمًا أن تغيير نمط الحياة يساعد أحيانًا في تخفيف الآلام المزمنة والالتهابات، خاصة عندما يتعلق الأمر بتجنب الأطعمة المسببة لهذه الأعراض.