اكتملت اللحظة وبات المشهد العام اكثر من رائع، فوجود منتخب فلسطين على ارض لبنانية، هو مناسبة وطنية بامتياز وحدث غير اعتيادي، لمباراة ودية يبدو الهدف منها معنويا قوميا وتحضيريا اعداديا وبروفة أخيرة لـ "اللبناني" حيث يلتقي "الكوري الجنوبي" ولـ "الفلسطيني" الذي سيقابل "الإماراتي"، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لـ "مونديال 2018" في ورسيا و "كاس اسيا 2019" في الإمارات.

وكأن كل فريق ارتضى بالنتيجة بعد أداء باهت وودي أكثر من اللزوم وبتشكيلتين غير مكتملتين لكن قياسا على التاريخ والأقدمية والخبرة والإمتياز فان التعادل هو بمثابة الخسارة لـ "اللبناني" الذي كان ينبغي ان يلعب بشكل طبيعي وبوتيرة مقنعة وغير مخيبة لهذه التشكيلة التي يلزمها الكثير من التنقيح بعد النظر بمكنوناتها.

قد يكون المطلوب من اللاعبين ان يؤدوا بهذه الطريقة الخالية من الإيجابيات، والذي لم تحمل الآمال العريضة للمباراة المقبلة، لكن الظروف قد تكون هي التي اوحت للاعبين ان يلعبوا بتلك الطريقة خوفا من الإصابات او انكشاف الخطط، خصوصا ان الفارق الزمني بين مباراة امس ولقاء كوريا يستلزم ان يلجأ المدير الفني رادولوفيتش او المدرب بركات الى هذا النوع الحذر من الأسلوب العقيم حتى في الفرص والتسديدات على المرمى.

وكيف يمكن تقييم ايقاع "اللبناني" في ظل هذا الأداء طيلة التسعين دقيقة حيث لم يتسن لأي لاعب ان يسدد ولو لمرة واحدة على المرمى الفلسطيني بالشكل الذي يستفز النفوس ويوقف "الشعر في الرأس" ولو بفرصة "عليها الدلال".

ويمكن القول ايضا ان هناك لاعبين كانوا خارج "الفورمة" وليس لهم علاقة بالمنتخب لا من قريب أو بعيد فلا هيثم فاعور تمكن من فرض كراته وسلم بالطريقة المعهودة ولا حسن شعيتو فعل فعله في مركز صناعة الألعاب، اما فايز شمسين فكان الأفضل أن يبقى على دكة الإحتياط عله يستمتع بالمراقبة من خارج الملعب وليس من داخله، وحده رضا عنتر جال احيانا وكانت له بعض اللمحات الفنية، اما الباقي فحدث ولا حرج.

وفعلا فان المنتخب بغياب حسن معتوق يعيش المعاناة حتى ان ايقاعه قد اختلف كثيرا عن مباراة "العراقي" فهو أمام الأخير كان أكثر حيوية ونشاطا بعكس امس فقد استعاد صورة مباراة "لاوس" مع الفارق في التسجيل بينهما، وبالتالي باتت الأمور غير واضحة إما لأسباب معينة وعدم كشف الأمور قبل لقاء "الكوري" او لأسباب أخرى قد تكون موجودة "في نفس يعقوب".

وللدلالة فقط فان علي حمام على سبيل المثال اكتفى فقط باللعب متراجعا خوفا من اصابته وحرمان المنتخب من مجهوداته وهو المعروف بحيويته في قيادة الهجمات من ناحية اليمين، وهذا يعني ان هناك تعليمات محددة اوحى فيها رادولوفيتش للاعبيه ان يكونوا على هذه الشاكلة، لأنه في مثل هذه المواقف لا يهم الفوز بقدر تادية المباراة وتحويلها الى مناسبة ترضي الطرفين.

بل على العكس تماما فان "الفلسطيني" كان الأكثر خطورة بهجمات مرتدة كادت ان تثمر وتحقق للمدرب فوزا معنويا لولا التسرع وبراعة الحارسين مهدي خليل والبديل حسن بيطار ما يعني ان المنتخب الضيف كان اكثر جدية من المضيف، قياسا على الوصول الى المرمى وكثرة الفرص التي هددت المرميين.

وبدا اللبناني في الشوط الأول باهتا بتمريرات كانت عادية وعرضية في الملعب من دون جدوى او هجمات حتى انه لم يلعب في المنطقة بالشكل المطلوب ولم يسدد على المرمى الا مرة واحدة عبر حسن شعيتو.

وفي الشوط الثاني تغير الحال نسبياً من الناحية الهجومية اذ شهد هذا الشوط بعض الفرص الخطرة للطرفين، لكن الفرص اللبنانية لم تتجاوز الاثنتين، واحدة رأسية ضعيفة من عباس عطوي في الدقيقة 65 مرت بجانب المرمى، وأخرى في الدقيقة 89 من رأس يوسف محمد مرت بجانب القائم الأيمن.

وهذا لا يعني أن منتخب فلسطين كان متفرجاً، على العكس تماماً فهو وعلى رغم غياب بعض أساسيه، إلا أنه بدا أفضل انسجاماً من أصحاب الأرض وتناقل لاعبوه الكرة بشكل مدروس وكانت لهم عدد من الفرص لم يكتب لها النجاح.

] مثل لبنان: مهدي خليل (حسن بيطار)، علي حمام، يوسف محمد، نور منصور، وليد اسماعيل، رضا عنتر (خضر سلامة)، أحمد مغربي، هيثم فاعور، فايز شمسين (عباس عطوي)، محمد زين طحان (محمد غدار) وحسن شعيتو (حسين عواضة).

] مثل فلسطين: توفيق أبو حامة، ماتيوس هزوة (أحمد أبو ناهية)، اليكسيز مورنبوانا، محمد درويش، سامر صلاح، عبد الحميد أبو حديد (جونا سان)، سامح مرعبا، اياد سلبيس، فابلو برافو (خضر أبو حماد)، هيثم ثيب، وتامر صيام.

] قاد المباراة طاقم حكام من الأردن مؤلف من: مراد الزواهرة، وليد أبو حشيش، ومحمد بكار الى الرابع هادي سلامة من لبنان.

حول المباراة

] حضر المباراة جمهور تجاوز الألف متفرج معظمه من الجالية الفلسطينية يتقدمهم وزير الشباب والرياضة جبريل الرجوب ورئيس اللجنة التنفيذية هاشم حيدر وأضفى هؤلاء جواً مميزاً بحيث شجعوا المنتخب الفلسطيني طيلة وقت المباراة.

] رفعت لافتات عديدة من الشعب الفلسطيني تحيي فيها منتخب بلادهم وأبرزها لافتة كتب عليها: تحية منا الى رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية وزير الشباب والرياضة الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب.

] وزعت لائحة تشكيلة الفريقين مطبوعة وقد شابها بعض الأخطاء لا سيما جنسية الحكام والتي أشارت اللائحة اليهم على أنهم من قبرص بينما هم اردنيان، كما أشارت اللائحة الى ان المدير الفني للمنتخب هو ثيو بوكير، بينما في الحقيقة هو رادولوفيتش، فمن المسؤول؟.

(عارف حرب – السفير)