أمام مشهد الإنهيار الكبير للوطن والدولة وأمام توحش وتوغل القوى السياسية في تقاسم السلطة ومغانمها استطاعت مجموعات كبيرة من الشعب اللبناني أن تثبت حضورها الشعبي على مدى اسبوعين في دعوة مشروعة إلى الإصلاح والتغيير، ولئن بدأت هذه التحركات تحت عنوان أزمة النفايات التي اجتاحت البلاد، إلا أن من شأنها الإطلالة على الملفات السياسية والخدماتية والاجتماعية الأخرى التي باتت تشكل عبئا كبيرا على حياة المواطن اللبناني المحروم أصلا من أبسط حقوقه في العيش الكريم.
ومع توسع حركة الإحتجاجات هذه وتطورها يوما بعد يوم، وبالنظر إلى مطالبها المحقة والمشروعة، فإننا في المركز العربي للحوار ندعو إلى مواصلة هذه التحركات والمشاركة السلمية فيها، في الوقت الذي نؤكد فيه على إبعاد هذه التحركات عن كل انواع الشغب والإخلال بالأمن. 
كما يدعو المركز العربي للحوار النخب والصحفيين والكتاب وأصحاب الرأي المخلصين لهذا البلد إلى تصويب هذا الحراك الشعبي والسهر على إنجاح هذه التجربة بعيدا عن الأحلام الكبيرة وأن تكون الشعارات منسجمة مع الواقع اللبناني وخصوصياته، كأن تكون الشعارات على سبيل المثال تطبيق وإصلاح النظام بدل إسقاطه.
ونرى أن هذا التحرك الجريء من شأنه أن يفرض على السلطة السياسية في البلاد مطالبه المحقة فيما لو أحسن العمل على اختيار أهدافه فيما لو حفظ تحركه هذا  بعيداً عن تدخل السياسيين والأحزاب الذين هم بالأصل جزء لا يتجزأ من هذه السلطة المسؤولة عن هذا الإنهيار الكبير الذي تشهده البلاد .