ابدت أوساط غير بعيدة من بكركي عبر صحيفة “النهار” استغرابها لانتقاد البعض، ومنهم مسيحيون، البطريركية المارونية على اعتبار انها تحصر مطالبتها بانتخاب رئيس للجمهورية، حتى ان هذا البعض يذهب أبعد من ذلك ويقول بشيء من المغالاة ان بكركي تقبل بأي ماروني للرئاسة.

واوضحت ان الامر ليس بهذه البساطة وليس هذا الموقف الحقيقي للكنيسة المارونية، إنما الموقف، هو ان بكركي هي أشد حرصا وتمسكا – كما الفاتيكان – بانتخاب رئيس لكل اللبنانيين يكون مثالاً في الأخلاق والرؤية لقيادة البلد، وهي بالتالي لن تتوقف عن المطالبة بانتخاب رئيس حتى يقتنع كل الافرقاء بأن الباب الوحيد لحل كل المشكلات التي يتعرض لها لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً هو انتخاب رئيس يعيد التوازن إلى الحياة السياسية ويضبط ايقاع الممارسة الإدارية.

واشارت الأوساط الى ان موقف بكركي المشدّد على انتخاب رئيس هو موقف أولي يليه حتما بحث جدي في المواصفات عندما يتم الاتفاق على المبدأ، وأن البطريركية تدرك تماما أن للرأي العام دوراً في توجيه الانتخاب لأن انتخاب “أي رئيس” يخشى معه ان يؤدي الى مزيد من الاحباط ثم الى نوع من انتحار مسيحي.

ورأت أن المسيحيين لا يزالون يتمتعون بالموقع السياسي والاقتصادي والمالي المميز، حتى انهم لايزالون يتمتعون بوجود ديموغرافي واضح، وبالتالي فهم لا يحتملون رئاسة تأتي بمزيد من الاحباط، ولا رئاسة مهمشة لا لون لها ولا رائحة ولا طعم، ولا دور، كذلك هم لا يريدون أن تكون الرئاسة “ملحقة”.