لا يخفى على أحد بروز الإنقسام المذهبي والطائفي في لبنان خصوصاً ومحيطه عموماً جراء الأزمات المتنقلة والحروب المفتعلة والتي أريد منها تعزيز الشرخ بين الطوائف أنفسهم واللعب على هذا الوتر الحساس، ووضع الأقليات في خانة كأنهم المستهدفين وليتحسسوا رقابهم .

في بعلبك التي رسم التعايش بين المسيحيين والمسلمين صورته الجميلة، وتقابلت الكنيسة فيها مع الجامع، لم تشعر فيها الطائفة المسيحية بأنها مهددة وأن العيش المشترك بات على حافة الهاوية إبان الحرب الأهلية كما هو اليوم وفق بعضهم .

وإن كانت قد مرت عدة أحداث طبعت في ذهن البعض هذه الصورة، كإطلاق الرصاص على مكبرات الصوت في كنيسة البربارة منذ سنوات خلال الأعياد، وتهديد الأب إلياس غاريوس بسبب تعميده لفتاة شيعية خطفها شاب مسيحي، ولكن الوعي البعلبكي وتدخل الأحزاب لجم هذه الظاهرة وعادت الأمور إلى طبيعتها.

أما اليوم وبسبب قيام مجهولين وللمرة الثالثة بسرقة وتخريب محتويات مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في المدينة، يشعر بعضهم أن الوجود المسيحي هو المستهدف ، ومنهم الراهبة إميلي طنوس مديرة المدرسة، التي وضعت هذا العمل في إطار التضييق على المسيحيين في المدينة، وأضافت أن وجودهم فيها منذ أكثر من مئة وثلاثين سنة، وهم شواهد على كل ما جرى فيها من دمار وحروب وإستقبال شهداء وإعمار وكانوا في كل ذلك شركاء ...

وسألت: هل مسموح أن تتعرض الراهبات في المدينة للسباب، وإذا كان السباب لشخص فما دخل الصليب كي يشتم، ولا داعي لينزعج أحد من هذا الكلام فهناك شواهد على هذا.

وطلبت من أهل المدينة الإنتفاض على هذا الواقع والظلم والفلتان ، محملةً القوى الأمنية مسؤولية التقاعس الحاصل وخصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يعتدى فيها على هذه المؤسسة التربوية،مضيفة بأنها ستدعو إلى إعتصام في المدينة خلال اليومين المقبلين .

ووفق مصدر أمني ل "لبنان الجديد" فإن العمل ضمن إطار فردي وبقصد السرقة ، ولا يزال الملف مفتوحاً لدى الأجهزة الأمنية بإنتظار تقرير المخبر الجنائي للتأكد من البصمات،كما كانت القوى الأمنية قد أوقفت ستة مشتبهين بهم وحققت معهم ثم أعيد إطلاق سرحهم .

من يتحمل مسؤولية هذا الفلتان الأمني الحاصل في المنطقة، وأين دور الأجهزة الأمنية في توقيف المطلوبين والخارجين عن القانون ، وأين دور الأحزاب الفاعلة في رفع الغطاء عن المخلين بالأمن، ومن يحاول عبثاً اللعب بالعيش المشترك في المدينة .