عند الحادية عشرة من ليل اليوم، تنطلق على أرض «كامب نو» مباراة الإياب لـ «كأس السوبر» الإسبانية على وقع زلزال الرباعية النظيفة التي سجلها «أتلتيك بلباو» ليل يوم الجمعة الفائت، وسط تساؤلات متعددة الاتجاهات، أبرزها: هل ينجح «برشلونة» بقيادة مدربه لويس أنريكة بتخطي هذه الكبوة ويتوج بلقب خامس على طريق تكرار السداسية التاريخية في عهد مدربه السابق بيب غوارديولا؟ أم يضيف «بلباو» لقباً ثانياً لـ «كأس السوبر» بعد الأول الذي أحرزه في العام 1984؟
منطقياً، تبدو مهمة «برشلونة» صعبة، أما على الأرض فقد تختلف الصورة تبعاً لمجريات المباراة وخصوصاً إذا بكَّر «برشلونة» بالتهديف ورفع من مستوى ضغطه على أبناء «الباسك» وأجبر دفاعه على التكتل وارتكاب الأخطاء داخل منطقة الجزاء أو على حدودها، حيث تبرز خطورة أبناء «كاتالونيا» في تنفيذ ركلات الجزاء أو الركلات الحرة عبر النجم الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي هز شباك «أشبيلية» باثنتين منها من ركلتين حرتين في «كأس السوبر» الأوروبية، لكن حارس «بلباو» منعه من تحقيق ذلك يوم الجمعة الفائت.
أنريكة: «برشلونة سيفعلها
أجواء «برشلونة» متفائلة بتخطي النكبة برغم الإرهاق الذي حل بالفريق، لكن هذا التفاؤل يشوبه عيبان كبيران يتمثلان بدخول مرمى «برشلونة» ثمانية أهداف في مباراتين متتاليتين، وهو أمر لم يحدث منذ 14 عاماً، علماً أنه احتاج إلى 13 مباراة في دوري الموسم الفائت لدخول مرماه ثمانية أهداف.
عشية المباراة (أ ف ب)، رفض انريكي الاستسلام معتبرا أن فريقه يملك فرصة التعويض في مباراة الإياب: «إذا كان هناك فريق يمكنه قلب هذه النتيجة، فإنه برشلونة»، وجاراه بذلك قائد الفريق اندري انييستا: بالقول «يمكننا التعويض على أرضنا»، حتى أن المدافع جيرار بيكيه قال: «90 دقيقة في كامب نو. أؤمن بتحقيق ذلك».
هدف واحد سيعقد الأمور
في الجهة المقابلة، سيكون الهم الأساس لمدرب «بلباو» ارنستو فالفيردي هو حث لاعبيه على تسجيل حتى ولو هدف واحد، لأن هذا الهدف سيعقد الأمور على «برشلونة» ويصعب من مهمته، كذلك سيقطع الطريق على ركلات الترجيح المرتبطة فقط بفوز «برشلونة» (4 ـ صفر)، لأنه حينها سيكون على لاعبي «برشلونة» تسجيل ستة أهداف، وفي حال تسجيل هدف ثان سيرتفع عدد الأهداف المطلوبة لتحقيق الفوز إلى ثمانية (...).
وبرغم انتشاء «بلباو» بفرحة الرباعية النظيفة التي وضعته في قلب إحراز اللقب الثاني في تاريخه، فإن لاعبيه لم يعتبروا أن «الكأس» أصبح في جيوبهم، وما يزالون يحسبون حساباً لميسي ورفاقه الذين يقدمون أداءً مغايراً على ملعبهم وأمام جمهورهم.
وعلق مدرب «بلباو» فالفيردي قبل المباراة: «لو كنا سنواجه أي فريق آخر الاثنين لقلت إن النتيجة محسومة»، في إشارة واضحة إلى مدى واقعية لاعبيه، الذين يقرون بقوة «برشلونة» على أرضه، وبالتالي سيُعتبر سلاح الصبر وعدم التهور أساسياً في الـ»كامب نو».
أما صاحب الـ «هاتريك» التاريخي في مباراة الذهاب أرتيز أدوريز، فقال: «برشلونة أفضل فريق في أوروبا، بإمكانه عادة تسجيل أكثر من أربعة أهداف على أرضه، لذا ينبغي علينا أن نتوخى كل الحرص».
سابقة «برشلونة»
في العام 2010، خسر «برشلونة» في ذهاب «كأس السوبر» على أرض «أشبيلية» (1 ـ 3)، لكنه نجح بقلب النتيجة إياباً في «كامب نو»، برباعية نظيفة كان نصيب ميسي منها ثلاثية.
أما مع «اتلتيك بلباو» تحديداً، فالتقى معه مرة واحدة في «كأس السوبر» قبل الآن في العام 2009، فتغلب عليه ذهاباً (2 ـ 1)، وإياباً في «كامب نو» بثلاثية نظيفة وسجل ميسي هدفين.
رقم قياسي لـ «برشلونة»
انطلقت «كاس السوبر» الإسبانية في العام 1982 وتوج «ريال سوسيداد» أول بطل لها على حساب «ريال مدريد» (صفر ـ 1 و 4 ـ صفر)، لكن «برشلونة» يحمل الرقم القياسي بـ 12 لقباً من 20 مشاركة متقدماً على «ريال مدريد» (9 / 13)، و «ديبورتيفو لاكورونا» (3 / 3)، و «اتلتيكو مدريد» (2 / 6).
أما «أتلتيك بلباو» فقد أحرز اللقب مرة واحدة في العام 1984 من دون أن يلعب مع أحد، لأن نظام المسابقة يومها، وحتى العام 1996، كان يقضي بذهاب اللقب أوتوماتيكياً إلى من يجمع بين لقبي «الدوري» و «كأس الملك». وفي حال تتويجه اليوم، فستكون المرة الأولى له على أرض الملعب.
تجدر الإشارة، إلى أن «برشلونة» قد حقق هذا العام أربعة ألقاب هي: «الدوري»، «كأس الملك»، «دوري أبطال أوروبا»، و«كأس السوبر الأوروبية»، وينقصه لتكرار السداسية التاريخية الفوز بلقب «كأس السوبر» اليوم و «كأس أندية العالم» التي تقام نهاية العام الحالي في اليابان.