خطابات النصر لم تعبأ بحالة الناس المزرية ولا بحالة البلد المتكسرة وتصعيد وتهديد بالفوضى

 

السفير :

في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، فتحت صفحة جديدة في تاريخ لبنان والمنطقة، عنوانها الكبير أن زمن قدرة إسرائيل على الانتصار في حروبها مع العرب قد انطوى بلا رجعة.
ولأن النصر كان كبيرا، كان الخوف أكبر على المقاومة. فقد بدا منذ ذلك النهار أن هناك من يريد تدفيع المقاومين فاتورة إحباطهم أهداف تلك الحرب لبنانيا وشرق أوسطيا. وسرعان ما تدحرجت كرة الانقسام الوطني لتتعمق وتنفتح جروح كثيرة، وجاءت وثائق «ويكيليكس» لاحقا لتكشف حجم أموال رصدت وأدوار أسندت.. بوجهة واحدة الا وهي تشويه دور المقاومة وبطولاتها.
أمس، أعاد احتفال المقاومة بنصرها المخضب في تموز وآب 2006 في وادي الحجير، الاعتبار لتلك الصورة التاريخية التي دعا الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى تثبيتها وجعلها عيدا وطنيا كباقي أعياد لبنان الوطنية، وخصوصا «عيد التحرير».
الخطاب الثلاثي الأبعاد أعاد تأكيد التزام المقاومة بإسقاط أية استراتيجية للجيش الاسرائيلي وأطل على الملفات الاقليمية من اليمن الى العراق مرورا بسوريا من زاوية المجاهرة برفض أي مشروع تقسيمي في العالم العربي. ووجه السيد نصرالله «رسائل قوية» للداخل اللبناني قال عنها مرجع مقرب من المقاومة إنها عبارة عن «14 آب سياسي بكل معنى الكلمة».
وقد تمحورت هذه الرسائل حول الآتي: العماد ميشال عون هو الممر الإلزامي لرئاسة الجمهورية وإعادة تفعيل الحكومة الحالية، وكل رهان على عدم قدرة «حزب الله» على النزول الى الشارع لانشغاله بالمعركة السورية، هو رهان في غير محله لأن القرار الاستراتيجي الكبير للحزب هو ممنوع كسر «الجنرال» أو عزله.
هذه المعادلات ـ الرسائل، ولكل منها مندرجاته العملية، مع كل استحقاق سياسي، لم تمنع «السيد» من توجيه نصائح للعماد عون وباقي المكونات المسيحية بوجوب فتح أبواب المجلس النيابي عبر توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، لعل التجاوب مع هذه الدعوة ينزع فتيل أزمة فقدان الثقة المتصاعدة بين عين التينة والرابية، الى حد أن قيادات بارزة في «قوى 14 آذار» صارت تجاهر في مجالسها الضيقة بقوة الدفع التي سيوفرها الرئيس نبيه بري لخيار انعقاد مجلس الوزراء بمن حضر في المرحلة المقبلة.
وعلمت «السفير»، استنادا الى مراجع واسعة الاطلاع، أن خطاب السيد نصرالله، ومن ثم إطلالة العماد ميشال عون عبر شاشة «المنار»، يمكن أن يشكلا قوة دفع للحل وليس لأخذ البلد الى مشكلة جديدة، بدليل أن ثمة مخرجا كان يتم تداوله في الساعات الأخيرة، على نطاق ضيق جدا، ويقضي بترقية 12 ضابطا من رتبة عميد الى رتبة لواء (بينهم العميد شامل روكز)، فضلا عن قوننة التمديد للعماد جان قهوجي لمدة سنة في قيادة الجيش، وهما يحتاجان الى إقرارهما في مجلس الوزراء أولا ومجلس النواب ثانيا.
وفهم أن معظم «قوى 8 آذار» بالاضافة الى العماد عون مستعدة للسير بهذا الاقتراح، فضلا عن النائب وليد جنبلاط، على أن يعطي «تيار المستقبل» موافقته النهائية عليه قبل نهاية الأسبوع الحالي. وقال مرجع سياسي في «14 آذار» لـ «السفير» ان الثغرة الوحيدة التي تواجه هذا الاقتراح تتمثل في وجود أكثر من 20 ضابطا يستحقون الترقية قبل شامل روكز، غير أن حسنته الأساس أنه يعيد تفعيل الحكومة ويفتح أبواب مجلس النواب».
وأكد المرجع المقرب جدا من «تيار المستقبل» أن اقتراح رفع سن التقاعد للعسكريين لمدة ثلاث سنوات «قد سقط نهائيا لسببين، لأنه يهدد هرمية الجيش أولا وبسبب أكلافه المالية الكبيرة جدا ثانيا».

النهار :

ظلّلت الأزمة الحكومية والسياسية التي شكّلت الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء مؤشراً متقدماً لمستوى التفاقم الذي بلغته، احياء الذكرى التاسعة لنهاية الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 واعلان "حزب الله" يوم "النصر الالهي". وعلى أهمية الدلالات المتصلة بالذكرى والرسائل الموجهة الى اسرائيل التي تضمنها خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمام الحشد الذي شارك في إحياء الذكرى في وادي الحجير، لم يلبث الشق الداخلي من خطابه الذي شدّد فيه على دعم رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أن أثار تفاعلات تمثل أبرزها في رد الرئيس سعد الحريري على هذا الشق وتوسع عبره ليرد على مجمل منظومة "كسر العماد ميشال عون"، الأمر الذي وضع الاشتباك السياسي – الحكومي المتصاعد أمام وقائع اضافية من التعقيد يصعب معها التكهن بمسار الأزمة في قابل الأيام.
وبعد إفراده الحيز الأكبر من خطابه للحديث عن معاني "النصر الالهي" على اسرائيل، تطرّق السيد نصرالله الى الوضع الداخلي، فاعتبر "اننا كلّنا شركاء في الخوف والغبن وهذه الدولة نعم هي الضمان وهي الحل لا التقسيم ولا الفيديرالية". لكنه لفت الى "موقف سياسي في بعض الأماكن الى حدّ الحديث عن كسر العماد عون او عزله". وقال: "أنا أريد اليوم في 14 آب ذكرى الانتصار الإلهي ان اثبت اننا لا نقبل ان يكسر أي من حلفائنا على الاطلاق... وأقول لهم انتم مخطئون لن تستطيعوا ان تكسروا العماد عون او تعزلوه"، ذلك ان عون "هو ممر الزامي لانتخابات الرئاسة وهو ممر الزامي لتعود الحكومة منتجة وفاعلة". وأضاف ملوحاً بمساندة التحرّك العوني في الشارع: "أكيد المصلحة ان يكون "التيار الوطني الحر" في الشارع طالما هو اتخذ قراراً، فهل لدى من يتجاهل ويدير ظهره ويفكّر بالكسر والعزل الضمانات أن حلفاء كثيرين لن يلتحقوا وينضموا الى هذا الشارع؟". وجدّد الدعوة الى الحوار "كطريق موصل الى الشركة"، كما وجه نداء "صادقاً ومخلصاً الى القيادات المسيحية الوطنية أن تعيد النظر في موقفها من فتح المجلس النيابي".

ردّ الحريري
ورد الرئيس الحريري على خطاب السيد نصرالله، فقال في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر": "كنا نتمنى ان ينتهي الاحتفال بذكرى حرب تموز عند الكلام الذي يقول إن كل اللبنانيين شركاء في الخوف والغبن وإن الدولة هي الضمان والحل". وأكد أن "الشركة الحقيقية لا تستوي مع الخروج على الاجماع الوطني والاصرار على زج لبنان في الحروب الأهلية المحيطة. والشركة الحقيقية لا تستوي مع صب الزيت على نار التحريض ضد فريق أساسي في المعادلة الوطنية". ولاحظ أن "هناك اصراراً على رمي الأمور في الاتجاه الخاطئ وتحميل تيار "المستقبل" مسؤولية أزمة يشارك حزب الله في إنتاجها".
وقال: "انهم يخترعون مقولة إن هناك جهة تريد عزل العماد عون وكسره. فبركوا الكذبة وصدقوها وجعلوا منها باباً مشرّعاً للتحريض على "المستقبل". تيار "المستقبل" مؤتمن على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية، وهو لم يكن ولن يكون في أي يوم من الأيام أداة لكسر شركائه في الوطن"... تاريخنا يشهد لنا، والذين يريدون إلباسنا أثوابهم لن ينجحوا في هذه المهمة".

 

ممرّ وليس مقراً
وصرح النائب مروان حماده لـ"النهار" معلقاً على خطاب نصرالله: "لقد أوضح السيد نصرالله على طريقة ميثاق 1943 أن العماد عون هو ممر إلزامي ولكنه ليس مقراً محتوماً. واللبنانيون من الاشارة فهموا".
وقالت مصادر وزارية في قوى 14 آذار لـ"النهار" إن خلاصة خطاب نصرالله تشير الى ان ما قبل زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للبنان هو مثل ما بعده. وتساءلت ماذا يمكن نصرالله ان يقدم الى العماد عون بعد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وسقوط احتمال أن يكون العماد عون رئيساً للجمهورية؟ ورأت ان الهدف الحقيقي لخطاب نصرالله داخلياً هو رفع معنويات العماد عون ودفعه الى الموافقة على معاودة عمل مجلس النواب.
وعلمت "النهار" ان الرئيس الحريري اتصل أمس بالرئيس تمام سلام وعرضا مجريات الأزمة الحكومية والاوضاع السائدة داخلياً.
وفي شأن الازمة الحكومية، علم ان الرئيس سلام أبدى امام عدد من الوزراء إستياءه من التعقيدات التي ترافق العمل الحكومي، آملاً في حصول تطورات من شأنها أن تحلحل الامور.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان توجيه الدعوة الى عقد جلسة عادية لمجلس الوزراء سيتضح بعد غد الاثنين وذلك في نطاق المهلة المتوافق عليها أي 72 ساعة قبل انعقاد الجلسة أي الخميس المقبل. وأشارت الى ان عطلة عيد السيدة اليوم حال دون معرفة ما إذا كان الرئيس سلام يعتزم توجيه هذه الدعوة أم لا. ولم تستبعد ان يكون تريثه في الرد على مداخلات الوزراء في الجلسة الاخيرة مدخلاً الى تعامل حازم في الجلسة المقبلة أياً يكن موعدها، اذ يكون سلام قد أمهل القوى السياسية وقتاً لتنفيس الاحتقان ليستعيد المبادرة الى طرح الملفات الملحة واتخاذ القرارات في شأنها.

 

المستقبل :

دخل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصياً، أمس، في مسلسل ترويج «كذبة» عزل رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون و«كسره»، التي كانت فبركتها صحيفة موالية لـ«حزب الله» قبل أيام ونفاها عدد من نواب كتلة «المستقبل»، ما دفع الرئيس سعد الحريري إلى الردّ مساءً بتأكيده أنّ ثمّة مَن اخترع مقولة «إنّ هناك جهة تريد عزل العماد عون وكسره، فبركوا الكذبة وصدّقوها وجعلوا منها باباً مشرّعاً للتحريض على المستقبل». فيما واصل النائب عون ليلاً تحميل «المستقبل» وحده مسؤولية التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، متجاهلاً مواقف حلفائه وفي مقدّمهم «حزب الله» الذي لم يصدر عنه أي اعتراض علني أو غير علني إزاء هذا التمديد، ناهيك عن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في بيروت مع وزير الدفاع سمير مقبل الذي أصدر قرار التمديد.
وأضاف الحريري في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر»: «كنا نتمنى أن ينتهي الاحتفال بذكرى حرب تموز عند الكلام الذي يقول إنّ كل اللبنانيين شركاء في الخوف والغبن، وإنّ الدولة هي الضمانة والحل». وأكد أنّ «الشراكة الحقيقية لا تستوي مع الخروج على الإجماع الوطني والإصرار على زجّ لبنان في الحروب الأهلية المحيطة، والشراكة الحقيقية لا تستوي مع صبّ الزيت على نار التحريض ضدّ فريق أساسي في المعادلة الوطنية».
واعتبر الحريري أنّ «هناك إصراراً على رمي الأمور في الاتجاه الخاطئ وتحميل تيار «المستقبل» مسؤولية أزمة يشارك حزب الله في إنتاجها»، مؤكداً أنّ تيّار «المستقبل» مؤتمن على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية، وهو لم يكن ولن يكون في أي يوم من الأيام أداة لكسر شركائه في الوطن». وشدّد على أنّ «تاريخنا يشهد لنا، والذين يريدون إلباسنا أثوابهم لن ينجحوا في هذه المهمة».
نصرالله
وكان الأمين العام لـ«حزب الله» قال بمناسبة الذكرى التاسعة لنصر تموز «الإلهي» في وادي الحجير «عندما يتحدّثون عن زعيم المكوّن (المسيحي) العماد ميشال عون، يقولون كسر العماد عون أو عزل العماد عون، هذا مؤسف أن نصل إلى هذه المرحلة»، مضيفاً «اننا لا نقبل أن يكسر أي من حلفائنا أو يعزل وخصوصاً أولئك الذين وقفوا معنا في حرب تموز»، داعياً «ألا يحسب أحد خطأ بهذا الموضوع وهذا يعني كل الحلفاء».
وفي تأكيد جديد ومباشِر على أن لا عودة إلى العمل الحكومي الطبيعي إلاّ على قاعدة «عون أو لا دولة»، بعد شعار «عون أو لا رئيس»، أكد نصرالله التزامه بأنّ عون «ممرّ إلزامي لانتخابات الرئاسة»، وبأنّ الأخير ممرّ إلزامي أيضاً «لتعود حكومة منتجة وفاعلة». ولوّح بالنزول إلى الشارع تضامناً مع عون بقوله: «هل مَن يفكّر بالكسر والعزل لديه ضمانات أن يبقى الشارع فقط هذا الشارع؟ هل لديه ضمانات بأنّ حلفاء كثيرين لن يلتحقوا وينضموا إلى هذا الشارع في وقت من الأوقات وفي مرحلة من المراحل؟ نحن خياراتنا مفتوحة رغم انشغالاتنا في الجنوب وسوريا، مَن قال إننا نغضّ النظر عن الداخل؟».

الديار :

اطلّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من وادي الحجير رمز المقاومة ضد الاحتلال في ذكرى انتصار تموز 2006، للتدليل على اهمية الموقع الاستراتيجي ضد الطغيان والاستبداد، ولتكون الذكرى تحية للمقاومين الذين عبروا الوادي واستشهدوا فيه.
للمكان رمزيته بطولات ودماء، حكايات شهداء وقصص جرحى وروايات اسرى هكذا اراد السيد نصرالله ان يحيي ذكرى انتصار تموز في «وادي المقاومين» في الوادي الذي كان عنوان المعركة الابرز لا بل الحاسمة في مجريات حرب تموز.
السيد نصرالله اراد احياء ذكرى التصدي البطولي للمقاومين عام 2006، في هذا الوادي، حيث كبّدوا العدو خسائر فادحة فدمروا لهم 37 دبابة «ميركافا» مما دفع بالجنود الاسرائىليين للتراجع واعلان الهزيمة.
«نصركم دائم» كان عنوان الاحتفال هذا العام ليؤكد السيد ان النصر حليف لبنان واللبنانيين دائما مهما عصفت رياح الغدر والتآمر فان لبنان منتصر بفضل المقاومين الابطال.
السيد نصرالله اراد التأكيد من وادي الحجير حيث تحكي كل شجرة وصخرة فيه ملحمة بطولات المقاومين، على ترابط مواجهة الارهابيين الاسرائيلي والتكفيري على حد سواء وان المقاومين جاهزون ويدهم على الزناد والترسانة حاضرة على كافة المستويات ولهذا يظهر الخوف عند العدو الاسرائىلي من تعاظم قدرات المقاومة بعد سنوات نصرها.
السيد نصرالله اصرّ ان يؤكد من وادي الحجير على معادلة القوة والعزة للبنان وهي مقاومة الشعب والجيش والمقاومة على معادلة الردع المتوازن التي رسمتها دماء الشهداء شهداء الجيش المزروعين في العديد من المواقع العسكرية وشهداء المقاومة المزروعين على الحدود مع اسرائيل وسوريا.
السيد نصرالله في ذكرى الانتصار التاريخي وجّه رسائل عديدة في كل الاتجاهات ولم ينس وفاء المقاومة لكل شركائها في الانتصار التاريخي على رأسهم العماد ميشال عون.
ماذا قال السيد نصرالله في خطابه في ذكرى الانتصار التاريخي؟
قال: «من وادي الحجير سقط مشروع احتلال جنوب الليطاني وانقلب السحر على الساحر ارادوا علوا فانزلهم الله وارادوا عزا فأذلهم الله. لن تكون هناك استراتيجية ناجحة للجيش الاسرائيلي بعد اليوم في لبنان.
وأعلن متوجها للعدو ان كل بقعة في ارضنا ستكون حفرة محصنة تدمر دباباتكم وتقتل جنودكم وتهزم جيشكم.. وقال ان العدو الاسرائيلي عجز برا وبحرا وجوا في حرب تموز ففي هذه الارض لا سبيل لكم للوصول او للبقاء وما جرى في حرب تموز يدرّس كنظريات عسكرية جديدة.
واكد اننا مقابل استراتيجية الاقتحام الاسرائيلية نطرح استراتيجية وادي الحجير، ونحن اليوم اقوى ارادة وأمضى عزيمة واشد بأساً وأعظم عدة وعديداً.
ولفت الى اننا عندما نصر على الاحتفال في 14 آب فلكي نأخذ العبرة ، وانا اقول للبنانيين كونوا على يقين أنكم قادرون على الصمود في اصعب الظروف وإسقاط المشاريع والإنتصار امام أقوى جيوش المنطقة وارهابيي المنطقة وبمعادلة الردع ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
ووجه السيد نصر الله التحية للمقاومين الابطال الذي قاتلوا حتى اخر قطرة دم في حرب تموز وما زالوا، والى عوائل الشهداء والجرحى.
واضاف امام حجم التضحيات ومواكب الشهداء التي ما زالت تتوالى وامام مواقف عوائل الشهداء وعظمتهم واخلاصهم وأمام آلام الجرحى استطيع ان اقول ان اللسان عاجز عن الكلام فأستبدل الكلام بتقبيل يد عوائل الشهداء وكل المضحين الذين ببركة تضحياتهم كانت وستبقى هذه الانتصارات وسيبقى نصركم دائما.
ودعا الى تثبيت يوم 14 آب يوماً للنصر الالهي في حرب تموز لأنه اليوم الذي توقف فيه العدوان وفشل العدو في تحقيق اهدافه واليوم الذي عاد فيه اهلنا الاوفياء من الاماكن التي هجروا اليها بكل ثقة ويقين واطمئنان دون خوف لأنهم امنوا بمعادلة الردع، وكانت عودة اهلنا اقوى رد شعبي وسياسي واعلامي وميداني وجهادي على العدوان وكانت عودتهم تعبيرا بليغا عن تمسكهم بأرض الآباء والاجداد مهما كانت التضحيات ويوما للنصر الالهي لأنه كذلك بحق، لنثبت من خلال هذا العنوان السياسي والاعلامي ما نؤمن به اننا في الرابع عشر من اب كنا امام نصر الهي اعطاه الله لنا جميعا.
وتابع نصرالله يمثل الصمود الاسطوري لجيشنا وشعبنا ومقاومتنا قمة الالتزام، في مواجهة تلك الحرب تكامل الصمود العسكري مع الصمود الشعبي مع الصمود السياسي في مواجهة المشاريع المشبوهة واملاء الشروط والتهديد والوعيد، بالرغم من الانقسامات السياسية.
واشار الى معركة وادي الحجير فقال ان من اهم المحطات الحاسمة جداً في حرب تموز معركة وادي الحجير التي كانت حاسمة في انهاء الحرب وايقاف العدوان واذلال العدو، واسقطت كل خططه العسكرية ولم يبق امامه سوى الانسحاب السريع الى الحدود.
وحول موضوع لبنان والوحدة الوطنية اكد السيد نصر الله اننا يجب ان نقتنع جميعا بقيام الدولة التي يشارك فيها جميع مكونات الشعب والوطن ويشعر فيها الجميع وتخدم جميع مكونات الشعب اللبناني، هذه الدولة هي التي نحتاج اليها وهي الضمانة في كل شيء. وشدد على انه يجب عدم التعاطي على قاعدة الطائفة القائدة، والكل في لبنان للأسف متساوون في الاحساس بالخوف والغبن. واعلن اننا في حزب الله لا نقبل ان يكسر او يعزل اي من حلفائنا خصوصا من وقف معنا في حرب تموز وهذا الموضوع يستحق التضحيات وادعو الجميع ان لا يحسبوا بشكل خاطئ في هذا الموضوع.

الجمهورية :

كانَ اللافت، أمس، زيارة السفير الأميركي ديفيد هيل للسراي الحكومي، غداةَ جلسة مجلس الوزراء، ليؤكّد لرئيس الحكومة تمّام سلام ضرورةَ الحفاظ على حكومته وعدم التفكير بالاعتكاف أو الاستقالة.
وهذا الموقف الأميركي يُعبّر عن موقف مجموعة الدوَل الخمس الكُبرى في مجلس الأمن الدولي.
كذلكَ، جاءت زيارة هيل لسلام بعدَ انتهاء زيارة وزير الخارجيّة الإيرانيّة محمّد جواد ظريف للبنان، بمثابة تشديدٍ على أنّ «الولايات المتّحدة الأميركيّة هنا». وقد زارَ هيل أيضاً رئيسَ حزب «القوّات اللبنانيّة « سمير جعجع في معراب.
نصر الله
وفي هذه الأجواء، أعلنَ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، أمس، أنّ «الحزب لا يقبَل أن يُكسَر أو يُعزَل أيٌّ مِن حلفائه، خصوصاً الذين وَقفوا معه في حرب تمّوز ووضَعوا رِقابَهم مع رقابنا ومصيرهم مع مصيرنا»، مؤكّداً أنّ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «ممرّ إلزاميّ في انتخابات الرئاسة، ولا يُمكن عزله».
وشَدّد على أنّه «لا يُمكن أن تستمرّ الحكومة بلا مكوّنات أساسيّة في البلد، وعون ممرّ أساسيّ للحكومة، ولا يُمكن تجاهل مكوّنات أساسيّة في البلد». وإذ رأى «أنّ الحوار هو الطريق الذي يوصِل إلى الشراكة، وأنّ إدارة الظَهر تأخذ البلد إلى الخراب»، دعا القيادات المسيحيّة في لبنان إلى «أن تُعيد النظر لمعاودة فتح المجلس النيابيّ وإعادة العمل ومعالجة قضايا اللبنانيّين».
ودعا نصر الله إلى تثبيت يوم 14 آب «يوماً للنصر الإلهي للبنان في حرب تموز ضد إسرائيل»، مؤكّداً أنّه «لن تكون هناك استراتيجية ناجحة للجيش الإسرائيلي في لبنان بعد اليوم، وكلّ حفرة ستكون حفرةَ تدمّر دبّاباته وتقتل جيشَه».
عون
ولاحقاً، لوّح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بـ«تسونامي شعبي قريب»، مؤكداً أنّ «تيار «المستقبل» لا يُقرّ بالآخر ويرفضه وهو الذي يدفعني الى التطرّف لا العكس».

البلد :

حضرت الازمة الحكومية بقوة أمس في خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، رغم خفوت الحديث عن تسويات وتكتم التيار الوطني الحر عن خطوته التالية في الشارع ومكانها وزمانها.
وشدد السيد نصرالله في خطاب متلفز باحتفال لحزب الله في وادي الحجير بذكرى الانتصار التاسعة بحرب تموز، على ان
"من المؤسف الحديث عن كسر أو عزل "التيار الوطني الحر" أو رئيس التيار العماد ميشال عون". وقال :"اننا في "حزب الله" لا نقبل أن يكسر او ان يعزل أي من حلفائنا، وخصوصا الذين وقفوا معنا في حرب تموز ووضعوا رقابهم مع رقابنا ومصيرهم ومع مصيرنا، أنا أقول للجميع هذا الموضوع كما هو موضوع سياسي هو موضوع أخلاقي يستحق التضحيات، وباعتبار المستهدف في هذه الأيام هو العماد عون أنا أقول أنكم لن تستطيعوا عزل العماد عون".
وأكد نصرالله ان "العماد عون ممر إلزامي لإنتخابات الرئاسة ونحن ملتزمون بهذا الموقف" وانه و"لكي تكون الحكومة منتجة فإن ممرها الإلزامي هو ميشال عون، وإذا كان هناك من يظن انه يمكنه ان يدير البلد من دون مكونات أساسية في البلد هو واهم وواهم من يظن أن إيران تضغط على حلفائها في ملف الرئاسة".
ولفت الى ان "في هذه المرحلة أكيد ان هناك مصلحة ان يكون "التيار" في الشارع ولكن هل من يفكر في كسر وعزل مكون اساسي لديه ضمانة بأن حلفاء كثيرين لن ينضموا لهذا الشارع؟ فخياراتنا مفتوحة وسنساعد ونقف مع حلفائنا رغم انشغالاتنا".
واكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في مقابلة مع المنار بمناسبة انتصار تموز، ان "حركتنا اعتراضية سلمية، ولكن اذا اكملوا ابتزازنا فلكل حادث عندها حديث". واعتبر عون ان "الحروب التي تُشن عليّ هي إلغائية بمجملها، لذا لا يمكن التنازل فيها"، مضيفا "أنا مستهدف لأني أقف إلى جانب المقاومة".
وبعد إنتهاء خطاب نصرالله رد الرئيس سعد الحريري عليه، وقال :"كنا نتمنى ان ينتهي الاحتفال بذكرى حرب تموز عند الكلام الذي يقول إن كل اللبنانيين شركاء في الخوف والغبن وإن الدولة هي الضمانة والحل".
وأشار الحريري إلى أن "الشراكة الحقيقية لا تستوي مع الخروج على الإجماع الوطني والإصرار على زج لبنان في الحروب الأهلية المحيطة، ولا مع صب الزيت على نار التحريض ضد فريق أساسي في المعادلة الوطنية".
وأضاف: "إنهم يخترعون مقولة إن هناك جهة تريد عزل العماد عون وكسره، فبركوا الكذبة وصدقوها وجعلوا منها بابا مشرعا للتحريض على "المستقبل". تيار "المستقبل" مؤتمن على الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية، وهو لم يكن ولن يكون في أي يوم من الأيام أداة لكسر شركائه في الوطن".