شلل حكومي مستمر , ونفايات تتراكم , وخطابات النصر على وقع الفساد الاداري

 

السفير :

لبنان بلا حكومة منتجة للشهر الثاني على التوالي، أما مجلسه النيابي، فبات يستحق أعلى الأوسمة، لأنه الأكثر بطالة، حتى أن مجلس العام 1972 الذي عاش عشرين سنة بفضل تمديد تلو التمديد، ظل ينتج في عز أيام الحرب الأهلية وخطوط التماس.
ولبنان الذي يحتفل، اليوم، للسنة التاسعة على التوالي، بالنصر المخضب على العدو الإسرائيلي، يكاد يُضيّع تلك التضحيات الكبيرة التي دفعها على مدى ثلاثة وثلاثين يوما، مع تعمق الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية، برغم إدراك الجميع أن التأزيم لا يتناسب أبدا ومناخات التسويات التي لا بد وأن تلفح المنطقة، وخصوصا مربع الأزمات اليمنية والسورية والعراقية واللبنانية، ولذلك، لا بأس أن يكون هذا الوقت الإقليمي الضائع مناسبة لتكريس تفاهمات الحد الأدنى محليا، بدل توسع دائرة الانقسام والضياع والاهتراء، وصولا إلى تفكك آخر ما تبقى من مؤسسات.
مهرجان وادي الحجير ثلاثي الأبعاد
في الرابع والعشرين من نيسان 1920، انعقد مؤتمر وادي الحجير، ومن منبره، أطلق العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين صرخته مخاطبا ثوار جبل عامل أن ينتفضوا وأن يطلقوا المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي وضد كل محاولة لتقسيم الوطن العربي وتحويله إلى دويلات مذهبية وطائفية.
ومن أدهم خنجر الصعبي وصادق حمزة الفاعور، إلى هادي حسن نصرالله، مرورا بـ «الأخضر العربي»، ظل وادي الحجير رمزا للمقاومة ضد الاحتلال والاستعمار بكل مسمياتهما، وظل الترابط قائما بين جبل عامل وفلسطين وبلاد الشام.
ولعل ميزة إطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر الشاشة العملاقة من وادي الحجير، مساء اليوم، أنها ستكون ثلاثية الأبعاد:
البعد الأول، هو المناسبة بحد ذاتها، أي انتصار تموز ــ آب 2006، والتدليل على رمزية وادي الحجير، حيث كان الإسرائيلي يريد أن يتوج تلك الحرب بمجرد التقاط صورة لمجموعة من جنوده وضباطه عند الضفة الشمالية لنهر الليطاني، لكن المقاومين، حولوا هذا الوادي وكل الوديان والدروب المؤدية إليه إلى مقبرة لأكثر من خمسين دبابة «ميركافا»، فكانت ملحمة ربما وَثَّقَها الإسرائيليون بتفاصيلها الدقيقة والمؤلمة أكثر من اللبنانيين أنفسهم.
وبطبيعة الحال، سيعيد السيد نصرالله التأكيد في هذا المضمار، على جهوزية المقاومة للرد على أية حرب أو مغامرة يفكر الإسرائيليون بالقيام بها.
البعد الثاني، هو التأكيد مجددا على ترابط مواجهة الإرهابَين الإسرائيلي والتكفيري، وصولا إلى القول إننا كما انتصرنا في تموز 2006 سننتصر في نهاية المطاف في حربنا المفتوحة ضد الإرهاب التكفيري بمسمياته كافة.
البعد الثالث، هو البعد المحلي، انطلاقا من إعادة التأكيد على وفاء المقاومة لكل شركائها في الانتصار التاريخي، وفي طليعتهم الجيش اللبناني وكل حلفاء المقاومة في الداخل وأبرزهم العماد ميشال عون.

النهار :

لم تخرج "حكومة المصلحة الوطنية" من جلستها مرة ، منذ تشكيلها، مفككة تنعى بقايا تماسكها كأنها تشارف الموت السريري كما فعلت امس. ذلك ان محضر جلسة مجلس الوزراء عكس للمرة الاولى العمق الخطير الذي بلغته الأزمة الحكومية والسياسية التي تتخبط فيها البلاد وسط تعمّد شل الحكومة كإحدى الوسائل الضاغطة التي لم يحققها التحرك الاحتجاجي في الشارع اول من امس لانصار "التيار الوطني الحر"، فجاءت وقائع الجلسة لتعوّض النتيجة السلبية تماماً. بل ان الامر لم يقف هذه المرة عند التداعيات المتواصلة للتمديد الثلاثي للقيادات العسكرية بل تجاوزه الى الاخطر والأسوأ في تداعيات رفع المتظاهرين لافتات مسيئة الى تيار "المستقبل" واتهامه بـ"الداعشية" الامر الذي استدعى مداخلات لوزراء "المستقبل"، كانت أبرزها للوزير نهاد المشنوق اتسمت بدلالات ثقيلة جدا من حيث الآثار الخطيرة التي واكبت هذا المناخ الخانق. أما المفاعيل السياسية للاحتقانات المتصاعدة التي تحولت الجلسة متنفساً ماراتونياً للتعبير عنها فتدرجت من اعلان وزير الاتصالات بطرس حرب اعتكافه عن حضور الجلسات العقيمة لمجلس الوزراء ولم تقف عند حدود اصطدام تحذير رئيس الوزراء تمّام سلام من مغبة عدم تخصيص السلفات الضرورية لصرف الرواتب ومعالجة ازمة النفايات فيما انتهت الجلسة الى لا قرار في اي مجال.

الوقائع
وفي وقائع محضر الجلسة الذي توافر لـ"النهار"، تجدد السجال السياسي العقيم من حيث انتهى في الجلسة السابقة،وقد اضيفت اليه مفاعيل التمديد الثلاثي للقيادات العسكرية الذي اعتبره وزيرا "التيار الوطني الحر" غير شرعي وغير قانوني، وتظاهرة العونيين التي رفعت فيها شعارات مسيئة الى "تيار المستقبل" ولا سيما منها شعار "الدولة الاسلامية" على علم "المستقبل" الامر الذي دفع الوزير نبيل دو فريج الى القول: "أنا المسيحي اللاتيني العضو في تيار المستقبل ، وانا لا مرجعية دينية لي الا قداسة البابا، بتّ انتمي الى الدولة الاسلامية - امارة لبنان".
واستهل الرئيس سلام الجلسة بقوله: في ضوء مطالبتنا الدول بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية وسعينا الدائم لإجراء الانتخاب لا نزال في مواجهة كبيرة لهذا الاستحقاق واستحقاقات كبيرة اخرى كالرواتب والسندات والتحكيم في موضوع الطائرة. ان جدول اعمالنا مجمد ولا نزال في داومة التعطيل وعدم الانتاج وتواجهنا مشاكل ملحة كالنفايات التي تضغط على البلد بصورة مستفحلة. لقد املت في إيجاد حل لترحيل النفايات فواجهتنا عقبات وعلينا ان نتصارح حول كونه موضوعا وطنيا بامتياز. لكن ان يتحول موضوع النفايات ليتخذ شكلا طائفيا ومناطقيا فهذا يدفعني الى القول ان هذا الملف لا يمكن حله الا على الصعيد الوطني ويستحيل حله طالما ان المناخ السياسي العام على هذا النحو.
وتحدث وزير البيئة محمد المشنوق فكرر ان الهم الوطني اليوم هو النفايات وما يكبلنا ويجعلنا في حال عجز هو الوضع السياسي. واشار الى ان موضوع المناقصات سينتهي بعد يومين وسنعلن نتائجها الثلثاء المقبل الا اننا في حاجة للانتقال الى نظام جديد لحل قضية النفايات.
وتساءل الوزير رشيد درباس عن سبب الامعان في الامور التي تشكل الازمة. فعندما يتهجم نائب من "التيار الوطني الحر" على رفيق الحريري الميت منذ عشر سنين فهذا لا يفيد الشركة الوطنية. وخاطب الوزيرين باسيل وبو صعب قائلا: "البارحة انتقدتم وزير الدفاع لانه تخطى صلاحيات مجلس الوزراء وانا اسأل وزير الخارجية كيف تستطيع ان تمون على 24 وزيراً وتتكلم عنهم دون توكيل؟".
وكانت مداخلة للوزير سجعان قزي أعرب فيها عن الشعور بالخجل من الرأي العام بعدما كنا اعطينا انطباعا في البداية بانجازاتنا اننا قد نكون من احسن الحكومات. لكن ما يجري اخيراً حوّل الصورة الى اسوأ حكومة عرفها اللبنانيون. ورأى وجوب اعتبار جلسات مجلس الوزراء مفتوحة تأكيدا لتحملنا المسؤولية وايجاد أي حل لمشكلة النفايات. لا احد يفهم لماذا لا تفرض الدولة مطامر. وقد وعدنا رئيس الحكومة بإيجاد حل ولا يجب ان نخرج اليوم بدونه. ويجب العودة الى جدول الاعمال والانتهاء من تقديم مواضيع عليه، فلا يجوز وقف الجدول بسبب الآلية وهذه الحكومة يجب ان تنتج كما يجب حسم موضوع الآلية ومجلس الوزراء لا يجب تحويله الى ديوانية.
وأثار الوزير باسيل موضوع "مخالفة كبيرة حصلت من احد الوزراء (مقبل) وبعلم الحكومة اي بتأجيل تسريح قيادات عسكرية وهذا ما يجعل الحكومة مخالفة للدستور ولا يجوز لوزير اختزال مجلس الوزراء ويستمر الموضوع كأن شيئا لم يكن. اما عمل مجلس الوزراء في ظل اعتراض وزراء لهم تمثيلهم فعندما يكون في وضع عادي يتم تخطي المسيحيين، نحن كتكتل تغيير واصلاح نمثل 27 نائبا واكثر من نصف المسيحيين. لن نقبل بتجاوزنا. لا نقبل ان يتخذ اي قرار في مجلس الوزراء الا بموافقتنا من الدعوة الى جدول الاعمال الى اقرار البنود. نحن جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية ولا نقبل اي شيء لا يخضع للتوافق معنا. وما سمعناه من انتقاد يدل على الاستخفاف بشعور الناس وعدم الشعور بالغبن لدى المسيحيين شيء خطير والذين يمثلون المسيحيين ممنوع عليهم الوصول ما يخلق ردة فعل في الشارع.

 

النهار :

لم تخرج "حكومة المصلحة الوطنية" من جلستها مرة ، منذ تشكيلها، مفككة تنعى بقايا تماسكها كأنها تشارف الموت السريري كما فعلت امس. ذلك ان محضر جلسة مجلس الوزراء عكس للمرة الاولى العمق الخطير الذي بلغته الأزمة الحكومية والسياسية التي تتخبط فيها البلاد وسط تعمّد شل الحكومة كإحدى الوسائل الضاغطة التي لم يحققها التحرك الاحتجاجي في الشارع اول من امس لانصار "التيار الوطني الحر"، فجاءت وقائع الجلسة لتعوّض النتيجة السلبية تماماً. بل ان الامر لم يقف هذه المرة عند التداعيات المتواصلة للتمديد الثلاثي للقيادات العسكرية بل تجاوزه الى الاخطر والأسوأ في تداعيات رفع المتظاهرين لافتات مسيئة الى تيار "المستقبل" واتهامه بـ"الداعشية" الامر الذي استدعى مداخلات لوزراء "المستقبل"، كانت أبرزها للوزير نهاد المشنوق اتسمت بدلالات ثقيلة جدا من حيث الآثار الخطيرة التي واكبت هذا المناخ الخانق. أما المفاعيل السياسية للاحتقانات المتصاعدة التي تحولت الجلسة متنفساً ماراتونياً للتعبير عنها فتدرجت من اعلان وزير الاتصالات بطرس حرب اعتكافه عن حضور الجلسات العقيمة لمجلس الوزراء ولم تقف عند حدود اصطدام تحذير رئيس الوزراء تمّام سلام من مغبة عدم تخصيص السلفات الضرورية لصرف الرواتب ومعالجة ازمة النفايات فيما انتهت الجلسة الى لا قرار في اي مجال.

الوقائع
وفي وقائع محضر الجلسة الذي توافر لـ"النهار"، تجدد السجال السياسي العقيم من حيث انتهى في الجلسة السابقة،وقد اضيفت اليه مفاعيل التمديد الثلاثي للقيادات العسكرية الذي اعتبره وزيرا "التيار الوطني الحر" غير شرعي وغير قانوني، وتظاهرة العونيين التي رفعت فيها شعارات مسيئة الى "تيار المستقبل" ولا سيما منها شعار "الدولة الاسلامية" على علم "المستقبل" الامر الذي دفع الوزير نبيل دو فريج الى القول: "أنا المسيحي اللاتيني العضو في تيار المستقبل ، وانا لا مرجعية دينية لي الا قداسة البابا، بتّ انتمي الى الدولة الاسلامية - امارة لبنان".
واستهل الرئيس سلام الجلسة بقوله: في ضوء مطالبتنا الدول بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية وسعينا الدائم لإجراء الانتخاب لا نزال في مواجهة كبيرة لهذا الاستحقاق واستحقاقات كبيرة اخرى كالرواتب والسندات والتحكيم في موضوع الطائرة. ان جدول اعمالنا مجمد ولا نزال في داومة التعطيل وعدم الانتاج وتواجهنا مشاكل ملحة كالنفايات التي تضغط على البلد بصورة مستفحلة. لقد املت في إيجاد حل لترحيل النفايات فواجهتنا عقبات وعلينا ان نتصارح حول كونه موضوعا وطنيا بامتياز. لكن ان يتحول موضوع النفايات ليتخذ شكلا طائفيا ومناطقيا فهذا يدفعني الى القول ان هذا الملف لا يمكن حله الا على الصعيد الوطني ويستحيل حله طالما ان المناخ السياسي العام على هذا النحو.
وتحدث وزير البيئة محمد المشنوق فكرر ان الهم الوطني اليوم هو النفايات وما يكبلنا ويجعلنا في حال عجز هو الوضع السياسي. واشار الى ان موضوع المناقصات سينتهي بعد يومين وسنعلن نتائجها الثلثاء المقبل الا اننا في حاجة للانتقال الى نظام جديد لحل قضية النفايات.
وتساءل الوزير رشيد درباس عن سبب الامعان في الامور التي تشكل الازمة. فعندما يتهجم نائب من "التيار الوطني الحر" على رفيق الحريري الميت منذ عشر سنين فهذا لا يفيد الشركة الوطنية. وخاطب الوزيرين باسيل وبو صعب قائلا: "البارحة انتقدتم وزير الدفاع لانه تخطى صلاحيات مجلس الوزراء وانا اسأل وزير الخارجية كيف تستطيع ان تمون على 24 وزيراً وتتكلم عنهم دون توكيل؟".
وكانت مداخلة للوزير سجعان قزي أعرب فيها عن الشعور بالخجل من الرأي العام بعدما كنا اعطينا انطباعا في البداية بانجازاتنا اننا قد نكون من احسن الحكومات. لكن ما يجري اخيراً حوّل الصورة الى اسوأ حكومة عرفها اللبنانيون. ورأى وجوب اعتبار جلسات مجلس الوزراء مفتوحة تأكيدا لتحملنا المسؤولية وايجاد أي حل لمشكلة النفايات. لا احد يفهم لماذا لا تفرض الدولة مطامر. وقد وعدنا رئيس الحكومة بإيجاد حل ولا يجب ان نخرج اليوم بدونه. ويجب العودة الى جدول الاعمال والانتهاء من تقديم مواضيع عليه، فلا يجوز وقف الجدول بسبب الآلية وهذه الحكومة يجب ان تنتج كما يجب حسم موضوع الآلية ومجلس الوزراء لا يجب تحويله الى ديوانية.
وأثار الوزير باسيل موضوع "مخالفة كبيرة حصلت من احد الوزراء (مقبل) وبعلم الحكومة اي بتأجيل تسريح قيادات عسكرية وهذا ما يجعل الحكومة مخالفة للدستور ولا يجوز لوزير اختزال مجلس الوزراء ويستمر الموضوع كأن شيئا لم يكن. اما عمل مجلس الوزراء في ظل اعتراض وزراء لهم تمثيلهم فعندما يكون في وضع عادي يتم تخطي المسيحيين، نحن كتكتل تغيير واصلاح نمثل 27 نائبا واكثر من نصف المسيحيين. لن نقبل بتجاوزنا. لا نقبل ان يتخذ اي قرار في مجلس الوزراء الا بموافقتنا من الدعوة الى جدول الاعمال الى اقرار البنود. نحن جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية ولا نقبل اي شيء لا يخضع للتوافق معنا. وما سمعناه من انتقاد يدل على الاستخفاف بشعور الناس وعدم الشعور بالغبن لدى المسيحيين شيء خطير والذين يمثلون المسيحيين ممنوع عليهم الوصول ما يخلق ردة فعل في الشارع.

المستقبل :

 

بينما كانت سبل حماية لبنان وتذليل العقبات التي تعترض عمل مؤسساته الدستورية محوراً رئيسياً في النقاش خلال لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في فرنسا، كانت سبل تدمير لبنان وتكريس العقبات أمام مؤسساته محور الأداء العوني في بيروت حيث انقض وزراء «التيار الوطني الحر» على آخر المؤسسات العاملة في الجمهورية ممعنين في خنق المؤسسة التنفيذية وتكبيلها وزجّها في زنزانة التعطيل إلى جانب رئاسة الجمهورية المخطوفة والسلطة التشريعية المقيّدة. 
ولأنّ الكيل طفح من الدلع البرتقالي المرتمي في بيئة «حزب الله» الحاضنة للتعطيل، بشهادة الوزير حسين الحاج حسن الذي كرّر أمس لازمته الأسبوعية في مجلس الوزراء بالتأكيد أنّ «الحزب يقف مع التيار الوطني داخل المجلس وخارجه»، شهدت جلسة الأمس تظاهرة وزارية منتفضة على العبثية الاستئثارية العونية سمع فيها وزراء الرابية ما قاله اللبنانيون في بيوتهم أمس تعقيباً على مشهد التحريض الطائفي المبتذل بعناوينه وشعاراته ويافطاته الفتنوية بعبارة مختصرة: «يا عيب الشوم».
وبينما قالها صراحةً الوزير رشيد درباس في مداخلته رداً على الوزير جبران باسيل، توالت الغالبية العظمى من الوزراء على قولها كذلك كل على طريقته تعليقاً على ما تخلل التظاهرة العونية في ساحة الشهداء من ابتذال تحريضي عشية انعقاد الحكومة وعلى النهج التعطيلي العوني السائد في البلد، بينما بادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى إبداء الأسف إزاء «استمرار دوامة التعطيل» وما تعكسه من «عجز في القدرة على اتخاذ القرارات حيال الأمور الضاغطة وأبرزها ملف النفايات والموضوع المالي والرواتب وسندات الخزينة». في وقت دقّ وزير المالية علي حسن خليل «ناقوس» الرواتب قائلاً وفق ما نقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل»: «أنا لست بصدد صبّ الزيت على النار لكن من واجبي أن أعلمكم بأنّ هناك موظفين في وزارة الثقافة لم يقبضوا رواتبهم الشهر الفائت، والدور آتٍ على وزارات أخرى وعلى السلك العسكري، لذلك أنا أطلب مجدداً المبادرة إلى إقرار نقل اعتمادات مالية لدفع الرواتب». غير أنّ وزراء «التيار الوطني» رفضوا الأمر.
النفايات
وكانت جلسة مجلس الوزراء قد استهلها سلام بكلمة افتتاحية تناول فيها «مشكلة النفايات التي صار لها لون طائفي ومذهبي ومناطقي»، مشدداً في المقابل على كونه «موضوعاً وطنياً بامتياز لن يجد حلاً إلا بإجراءات وطنية يشارك فيها الجميع بعيداً عن الاستغلال السياسي»، مع تحذيره من أنّ الأزمة ستبقى مستعصية «ما دام المناخ السياسي العام في البلاد على ما هو».
ثم طلب وزير البيئة محمد المشنوق الكلام فنبّه إلى أنّ «الدولة التي لا تستطيع أن تجد مطمراً في أراضيها الأميرية في أي مكان من لبنان أو في أي منطقة من دون لون لا طائفي ولا مذهبي تكون دولة غير قادرة على متابعة هذا المشوار«، ولفت إلى أنّ كل أعضاء مجلس الوزراء «في الهوا سوا» في هذا الملف الذي سيتفاقم «إذا لم تلتزم القوى السياسية مسؤولية المعالجة بصيغة وطنية وبيد واحدة«. وعن مناقصات بيروت والمناطق للنفايات أبلغ المشنوق مجلس الوزراء أنّ هذا الموضوع سينتهي يوم الاثنين المقبل على أن يتم إعلان النتائج الثلاثاء. 

الديار :

 

انعقدت أمس جلسة مجلس الوزراء وخرجت بقرارات صفر، ودون أن يحدّد رئيس الحكومة تمام سلام أي موعد للجلسة المقبلة.
الجلسة العقيمة التي تخللها سجالات وعبارات حادة واتهامات طائفية متبادلة بالجملة، تعكس حالة الانهيار الكامل للدولة.
وقد ظهر جلياً، ان مجلس الوزراء وصل الى الشلل التام، وظهر عجزه في اتخاذ او اصدار أي قرار أو معالجة لاي بند او موضوع ملحّ، مما حدا وزير الاتصالات بطرس حرب على الاعتكاف.
وما التصريحات التي ادلى بها الوزراء قبل الجلسة وبعدها، الا دليل واضح على ان الابواب موصدة، ولا تبدو في الافق اي بصيص أمل للحلحلة.
والسؤال المطروح: لماذا اوقف التيار الوطني الحرّ تظاهراته امس، على رغم ان تصريحات نوابه ووزرائه في ساحة الشهداء اكدت انهم سيواصلون التحرك في الشارع للوصول الى «الشراكة» الحقيقية، واعادة حقوق المسيحيين المغتصبة منذ العام 1990؟
بين كلام العماد ميشال عون الذي أكد أمس خلال دردشة مع الصحافيين من الرابية انه «اذا لزم الامر سلنجأ الى التصعيد، ولكننا دعاة حوار ولن نرضى ان تداس حقوقنا المسيحية والوطنية»، وبين الكلام الذي اكدته مصادر التيار الوطني الحرّ «انهم لم يخرجوا من الشارع ونتناغم مع التطورات»، يستدل ان الازمة بحاجة الى وقت لبلورة الاتصالات والمشاورات التي تجرى على اكثر من صعيد.

 


محضر جلسة الحكومة
ماذا حصل في جلسة مجلس الوزراء العقيمة؟
تنشر «الديار» ما دار في جلسة الأمس، من سجالات بين الوزراء: فقد قال الرئيس تمام سلام في مستهل الجلسة: في ضوء مطالبتنا من قبل الدول بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية وسعينا الدائم لاجراء الانتخاب فاننا لا نزال في مواجهة كبيرة لهذا الاستحقاق واستحقاقات كبيرة اخرى كالرواتب والسندات والتحكيم في موضوع الطائرة. ان جدول اعمالنا مجمد ولا نزال في داومة التعطيل وعدم الانتاج وتواجهنا مشاكل ملحة كالنفايات التي تضغط على البلد بصورة مستفحلة.
وتابع سلام لقد املت في إيجاد حل لترحيل النفايات فواجهتنا عقبات، ومنها الوقت والتحضير ومن ابرز محاذيره انه موقت في ظل المعلومات التي اطلعت عليها وعلينا ان نتصارح حول كونه موضوعاً وطنياً بامتياز. لكن ان يتحول موضوع النفايات ليتخذ شكلا طائفيا ومناطقيا فهذا يدفعني الى القول ان هذا الملف لا يمكن حله الا على الصعيد الوطني والموضوع يستحيل حله طالما ان المناخ السياسي العام على هذا النحو.
واردف سلام «الزبالة هي زبالة الجميع» ولا نستطيع ان نتهرب من مسؤوليتنا منه.
وحذر رئيس الحكومة من الاستمرار في هذا الجو اذ لا فعالية لمجلس الوزراء مشيرا الى وجوب تجاوز خلافاتنا السياسية للتمكن من حل مشاكل البلاد.

 

الجمهورية :

إنّه زمن الحكومة المشلولة العاجزة عن اتّخاذ القرارات. هذا هو حال مجلس الوزراء الذي كرّس هذا المشهد في جلسته الاولى ما بعد التمديد أمس. نفايات واستحقاقات مالية وأزمة صرف وقروض وهبات ستضيع على لبنان، وكهرباء وتقنين قاتل وشَلل على مستوى كلّ إدارات الدولة وملف الاتصالات والنازحين وتهديد بقطع الموازنات عن وزارات لتسيير شؤون الناس وأزمة تحكيم مع شركة تفرض على لبنان جزاءً بقيمة 150 مليون دولار، ومؤسسة عسكرية مهدّدة بتلبية احتياجاتها وهي على الخطوط الأمامية تواجه الإرهاب... كلّها ملفات لم تجد طريقاً لها إلى السلطة التنفيذية المعنية بحَلحلتها، لأنه لم يُسمح لها بالعمل ما دامت مطالب «التيار الوطني الحر» لا تُنفّذ، ما يعني استمراراً للجمود والمراوحة والشَلل في ظلّ غياب أيّ أفق للحلول السياسية.
المشنوق
ووصَف وزير الداخلية نهاد المشنوق المرحلة بأنّها مرحلة دقيقة وانتقالية، ولا أحد يستطيع ان يغيّر أو يؤسس لمرحلة جديدة. وقال لـ»الجمهورية»: «في النهاية، الحلّ سيكون عند الرئيس نبيه برّي، ومِن الواضح انّ البلد يحتاج الى مرجعية، والرئيس بري هو المرجعية الوطنية المطلوبة للتعامل مع هذه المرحلة».
وعن تحرّكات الشارع أمس الاوّل، قال المشنوق: «حقّهم محفوظ بالتعبير السلمي، لكن من غير المقبول ان تُكالَ الشتائم والاتهامات للناس على الشكل الذي حصَل».
مصادر وزارية
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «إنّ جلسة الأمس كانت عبارة عن منتدى سياسي دستوري يعبّر عن واقع حكومي مأزوم، وبات واضحاً أنّ وزراء «التيار الحر» يتبَعون آليّة للعمل الحكومي تقضي بعدم الاستقالة، وفي الوقت نفسه عدم تسهيل وتسيير عمل مجلس الوزراء، ما يعني أنّنا في حالة مراوحة بانتظار ما يمكن أن يُطبَخ خارج مجلس الوزراء».

البلد :

فيما يطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى التاسعة لانتصار المقاومة في حرب تموز من العام 2006، يتوقع ان يكون في كلام السيد نصرالله موقع لمحطة داخلية للتحدث فيها عن الأزمة الحكومية الراهنة وكيفية الخروج منها، في المقابل دخلت جلسات الحكومة في دائرة المراوحة والعقم في اتخاذ القرارات وبقي ملف النفايات في مشهده الضبابي مع عجز مجلس الوزراء عن اتخاذ اي قرار في هذا الشأن. 
وبعد إعلان وزير البيئة محمد المشنوق نتائج مناقصات إدارة نفايات بيروت والمناطق الثلثاء المقبل، يبقى التساؤل عن المهلة الزمنية الفاصلة بين إعلان الشركات الفائزة في المناقصات، وتسلم الشركات مهام إدارة النفايات. وكشفت معلومات صحافية عن مساعٍ بعيدة من الأضواء، لتأمين مطامر موقتة لطمر النفايات، إلى حين مباشرة الشركات عملها.
وبالعودة الى جلسة الحكومة التي انعقدت صباح امس لم تخرج سوى بتسجيل مواقف سياسية، اذ ان وزيري التيار الوطني الحر، رفضا البحث في اي موضوع قبل اعادة طرح التعيينات العسكرية متجاوزيْن طرح رئيس الحكومة تمام سلام قضيتي فتح اعتمادات لدفع رواتب موظفي القطاع العام وإعطاء وزارة البيئة سلفة خزينة لرفع النفايات من الشوارع. 
وفيما انهالت المواقف الوزارية بعد الجلسة عاكسة الاجواء السوداوية، اعلن وزير الاتصالات بطرس حرب اعتكافه وقال: ابلغت رسميا مجلس الوزراء أنني قررت أن أعتكف عن حضور جلسات مجلس الوزراء من الآن فصاعدا إلا إذا حصل توجه جدي لكي يعود المجلس سلطة قادرة على اتخاذ القرارات". أما وزير الدفاع سمير مقبل فأعلن: في ظل شلل عمل مجلس الوزراء وعدم تمكنه جلسة تلو الأخرى من اتخاذ قرارات، انا مضطر الى إطلاع الرأي العام على الضرر الذي سيطاول الجيش اللبناني، حول ما يحتاج اليه من اعتمادات لتأمين دفع رواتب ومستلزمات التغذية للعسكريين الذين يدافعون عن لبنان في مواجهة كل التحديات الامنية". من جهته دعا وزير المال علي حسن خليل الى "ضرورة ان يكون هناك نقل للاعتماد لدفع الرواتب".
من جهة ثانية التقى الرئيس سعد الحريري في فرنسا مساء امس الاول رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط. وبحث الجانبان في اوضاع المنطقة وسبل حماية الاستقرار في لبنان وتذليل العقبات التي تعترض عمل مؤسساته الدستورية.
على خط آخر، وفي أعقاب تحذير النائب العماد ميشال عون قائد الجيش العماد جان قهوجي من وضع الجيش في مواجهة متظاهري التيار الوطني الحر، التقى قهوجي قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز على غداء بمطعم في وسط بيروت.
وفي تطور أمني خطير القى مجهولون ليل امس قنبلة في مقهى في حي الاميركان في جبل محسن، ما ادى الى سقوط ثلاثة جرحى في حصيلة اولية.