الشيخ عبد الله بن عثمان بن عبد الله العلايلي ولد في بيروت في العام 1914ونشأ فيها وفي بداية علومه انتسب الى مدرسة الحرش في بيروت وتنقل في دراساته الاولية بين عدد من الاستاتذة والمشايخ حينذاك .
وفي العام 1924 انتقل مع شقيقة مختار الى الازهر الشريف حيث بدأ بتلقي علوم الدين حتى العام 1936.
في العام 1936 عاد الى بيروت وقام بالتدريس في المسجد العمري الكبير واستمر في التدريس في المسجد لمدة ثلاث سنوات وفي هذه الأثناء كان يعد اول مؤلفاته " مقدمة لدرس لغة العرب " كتب مؤلفه هذا وعاد الى مصر لطباعته حيث لم تكن هناك دور نشر في بيروت وبقي في مصر فترة من الزمن عمل خلالها على اعداد كتابين بعنوان  " سوريا الضحية " و " فلسطين الدامية " وتم طبع الكتابين على نفقة الجالية اللبنانية السورية في مصر . وقد كانت هذه الكتب بمثابة الاطلالة السياسية الاولى للشيخ العلايلي .
تلى ذلك إطلالة للشيخ العلايلي على التاريخ الاسلامي و أمجاده فكتب عن الامام الحسين بن علي عليه السلام كتابا أسماه:" سمو المعنى في سمو الذات أو أشعة من حياة الامام الحسين " .
في بداية العام 1940 عاد الشيخ العلايلي الى بيروت واخذ على عاتقه تربية المجتمع اللبناني فكتب عدة رسائل حول المشكلات التي يعاني منها المجتمع حينذاك فكتب وكتب في عدد من الصحف والمجلات حول المشاكل السياسية والاجتماعية التي كانت تعصف بالمجتمع إضافة الى الخطب التي كان يلقيها في المناسبات في المساجد والاحتفالات .
وفي العام 1945 عمل مدرس فتوى وأسس في هذه الفترة مع عبد الحميد كرامي "حركة التحرر الوطني " التي انتسب اليها عدد كبير من المفكرين اللبنانيين , و في العام 1952 انتدبته جامعة الدول العربية ليكون في اللجنة الاجتماعية كمستشار في موضوع  الزكاة في الاسلام .
وكذلك انتدبته جامعة الدول العربية في العديد من اللجان و المؤتمرات التي لها علاقة بالدين و الثقافة والادب وانتدبه اللواء فؤاد شهاب الذي كان قائدا للجيش لوضع المعجم العسكري الذي عمل عليه لمدة اثني عشر عاما .
عبد الله العلايلي وصفه الدكتور الناقد الادبي عبد المجيد زراقط بالقول :

"الشيخ عبد الله العلايلي علم من اعلام العرب الكبار في هذا العصر وقد ذهب بعضهم مثل الشاعر امين نخلة الى تسمية هذا العصر باسمه فقال : نحن يا صاحبي إنما نعيش في عصر عبد الله العلايلي . وقد أثر في الاحداث في غير ميدان من ميادين الحياة فهو لغوي عريق مجدد ,واديب مبدع شعرا ونثرا وفقيه مجتهد ومصلح اجتماعي سياسي يكاد يصل برؤيته الى الثورة التي تبتهج بسقوط قرابين الحرية ".
 
ويأتي إسم العلامة العلايلي في طليعة العلماء العرب المعاصرين الذين يتم الاعتماد على أبحاثهم ومؤلفاتهم فقد اعتمد جملة من الباحثين الروس على مؤلفات الشيخ العلايلي في اللغة العربية وكذلك فقد اهتم الأكاديمي الروسي افنانسي كراتشوفسكي بكتاب العلايلي المعروف "مقدمة لدرس لغة العرب", خاصة وأن منهجية الكتاب تتلاقى مع حرص المستعربين الروس على دراسة اللغة العربية في منحاها التطوّري التاريخي, وقد نصح كراتشوفسكي طلابه بالإعتـماد على مؤلـف العلايلي القيّم. ويـرى الكسندر سيمرنوف أن من يتابع النتاج العلمي للمستعربين السوفيـات كثيراً ما يرى الإشارات والإستشهادات لمؤلفات العلايلي المتعددة, وبصورة خاصة تلك التي تتناول القضايا الإجتماعية من وجهة نظر دينية مستنيرة مثل كتابه الشهير الكيان والفساد الإجتماعيان وأين الخطأ.
ويعتبر الشيخ عبد الله العلايلي من اشهر الكتاب في العصر الحديث ممن تناولوا اللغة والادب والشعر وتميز بكتابات وآراء خاصة في مجال اللغة والادب واعتمدت مؤلفاته كمراجع لدى الكثيرين والمتابعين في هذا المجال .
وقد أفرد موقع "معجم البابطين " الخاص بالشعراء الكبار عدة صفحات للحديث عن الشاعر العلايلي لما له من نتاج شعري يوازي بل يتعدى ما كتبه كبار الشعراء العرب على مدى التاريخ وله ملحمة تتألف من 1500 بيت من الشعر كتبها في العام 1938جاء فيها  :
أنا يومي بين أمسٍ وغدٍ
خدعةُ الآمال في بُرد الرجاءْ
وأمانُ القلبِ برقٌ خلَّبٌ
حار إذ شَعَّ كضحكٍ في بكاء
أظننتَ الخلدَ بابًا واسعًا
بسمةَ الآمال إذ يعلو النداء
لو عفَتْه بدعةُ الصنعِ ولو
لم تَخَلْ دُرَّ حصاهُ كذُكاء
فتنةُ العابدِ في محرابه
ورؤى الشاعر في لوح السماء
نشوةُ القيثار في أوتاره
ولحون الزُّهر في زَهْر الفضاء
وحنينُ الحبِّ في تطريبه
ورجيعُ الوُرق في إلفِ النَّشاء
زرقةُ الأمواج في إزبادها
وخريرُ الماء في أُذن الضياء

أعماله ومؤلفاته  :
من مؤلفات الشيخ العلا يلي: مقدمة لدرس لغة العرب – مدخل إلي التفسير – سورية الضحية – فلسطين الدامية – سلسلة "إني أتهم" – تاريخ الحسين – رحلة إلي الخلد – أيام الحسين – مثلهن الأعلى أو السيدة خديجة – المعجم الكبير – العرب في المفترق الخطر – المرجع معجم وسيط – الوجه الكرتوني – مجموعة مقالات وخطب تقع في ثلاثة أجزاء – من أجل لبنان.

توفي الشيخ عبد الله العلايلي في الثالث من كانون الاول في العام 1996