اليوم ساعة الصفر للتيار الوطني الحر , وظريف يثني على تمام سلام ويبعد لبنان عن التجاذبات , والنفايات تهزم الشعب اللبناني العظيم

 

السفير :

مجلس النواب اليوم على موعد مع جلسة رئاسية تحمل الرقم 27 ومصيرها لن يكون مختلفاً عن مصير سابقاتها.
حتى وجود وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لم يشكل حاجزاً أمام العماد ميشال عون، الذي فاجأ الحلفاء كما أعضاء «تكتل التغيير والإصلاح» أنفسهم الذين لم يتبلغوا قرار النزول إلى الشارع اليوم، إلا عند سماعهم المؤتمر الصحافي لـ «الجنرال» من الرابية!
ووفق قيادات معنية فإن النزول سيكون عبارة عن تجمعات رمزية حاشدة أمام عدد من مقرات «التيار» في العاصمة والمتن وبعبدا وكسروان وجبيل والبترون، وقد تتخللها مسيرات سيارة في عدد من شوارع بيروت، في ظل قرار صارم بتفادي أية محاولة للاشتباك مع القوى الأمنية أو العسكرية، وهو القرار نفسه الذي عمّمته القيادة العسكرية على الوحدات الموجودة على الأرض.
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ «السفير» إن أي تعبير ديموقراطي تحت سقف القانون «مسموح وهو حق دستوري لكل لبناني.. والمهم ألا يتسبب بأية مشكلة أو إشكال أمني».
وقبل ان يبدأ عون مؤتمره الصحافي، كان وزير خارجية إيران بالكاد ينتهي من أول كلامه اللبناني في المطار، في أول زيارة رسمية لبيروت بعد توقيع التفاهم النووي، بتشديده على أهمية الحوار والتعاون، متمنياً المزيد من التعاون بين الحكومتين اللبنانية والإيرانية، معتبراً أن الهدف من زيارته هو التحدث مع المسؤولين اللبنانيين «بخصوص السلام والأمن في المنطقة».
وقد ثمّن ظريف «الدور الكبير» الذي يلعبه «شخص» رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «لتوفير الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب»، كما ثمّن «هذا الدور الذي أدى إلى مزيد من الهدوء والاستقرار والأمن في هذا البلد». وشدّد على أهمية «التعاون في لبنان بين ايران ودول اخرى للوصول الى مزيد من الاستقرار فيه».
وقد شمل برنامج اليوم الأول للوزير الايراني الرئيس سلام فور وصوله الى بيروت، قبل أن يتوجه الى الضاحية الجنوبية لبيروت حيث عقد لقاء مطولا مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله شارك فيه مساعده حسين أمير عبد اللهيان والسفير الايراني محمد فتحعلي وباقي أعضاء الوفد الايراني.
والتقت أوساط سياسية مخضرمة في «8 و14 آذار» عند وصف تصريحات ظريف في بيروت بأنها «جدّية» و «محترمة» و «حريصة» و «هادئة»، وقالت إن الوصفة التي يحملها للبنانيين «هي الاستقرار اللبناني ثم الاستقرار اللبناني»، وهي وصفة شبيهة بالمقالة التي نشرها قبل عشرة أيام في «السفير» وقال فيها «الجار ثم الدار».
وما بين «هدوء ظريف» في تصريحي المطار والسرايا و «ثورة جنرال الرابية»، استمر التحرك الداخلي على خط تسوية قضية تمديد سن التقاعد ثلاث سنوات للضباط، حيث واصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم تحرّكه على أكثر من خط داخلي، بالتوازي مع دخول مصري بهدف بلورة مخرج للاقتراح يؤدي إلى إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد، من إعادة الاعتبار إلى الحكومة وصولا إلى فتح أبواب مجلس النواب، مرورا بقوننة قضية التمديد لقائد الجيش وعدد من كبار الضباط.. والأهم هو الحفاظ على واقع الاستقرار الحالي.

النهار :

ما بين عبارات العماد ميشال عون ومقدمة محطته التلفزيونية "أو تي في" مساء امس، يتكشف رهان "التيار الوطني الحر" على الدور الايراني في المرحلة المقبلة، لكن وزير خارجية الجمهورية الاسلامية محمد جواد ظريف الذي بدأ جولة تقوده من بيروت الى دمشق فموسكو لم يعزف على الوتر نفسه، بل سجل دعما للحكومة، مثمناً دور رئيسها تمّام سلام "الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في هذا البلد".
وقال ظريف: "نحن نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الامن ومكافحة التطرف والارهاب ولخلق وايجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين. ونقول ليس اليوم للمنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بد من التنافس فلا بد أن يكون التنافس لإعمار لبنان".
وعلمت "النهار" ان ظريف سجل في السرايا اعجابه بالوضع الامني المستقر في لبنان، وقارن بالاجراءات المشددة التي كانت تحاط بها زياراته السابقة. وأكد تشجيع ايران الحوارات القائمة "بهدف الوصول الى اتفاق على رئاسة الجمهورية"، واشار الى ان هذا الموضوع "يعالج من قبل الشعب اللبناني وينبغي على الحكومات الأجنبية ألا تعرقل ما يريده الشعب اللبناني". واضاف ظريف في اللقاء أن "أصدقاء لبنان مستعدون للمساعدة ولن يتأخروا".
ويلتقي ظريف اليوم الرئيس نبيه بري وسيكون الطبق الرئاسي على مائدتهما، استنادا الى مصادر متابعة، بعدما عرض الظروف التي تحكمه وتؤخره في لقاء ليلي مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. ويختتم زيارته بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل ظهرا في قصر بسترس.

موفد أميركي
وفي خط مواز، علمت "النهار" أن موضوع زيارة موفد أميركي للبنان قيد البحث منذ نحو عشرة أيام ولم يبت به بسبب فقدان المعطيات المطلوبة عن الاستحقاق الرئاسي. لكن المعلومات تفيد أن الزيارة انتظرت زيارة وزير الخارجية الايراني لبيروت. واعتبرت مصادر مواكبة لمحادثات الوزير الايراني أن معيار نجاح زيارته سيكون مدى تسهيل إيران عملية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية باعتبار أن طهران طرف في تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق من خلال حلفائها في لبنان.

 

عون والرهان والتحرك
من جهة ثانية، بدا واضحا رهان "التيار" على تسوية ما تقودها ايران، كما على الدعم الذي يلقاه من "حزب الله"، ويتوقع عونيون ان يتضمن خطاب السيد نصرالله الجمعة المقبل اشادة بعون ودعما له في رسائل متعددة الاتجاه لمن يعنيهم الامر. وامس قال العماد عون إنهم "ينتظرون ليربحوا الحرب حتي يتخلصوا منا. لن يربحوا الحرب ومن ربحها معروفون ونحن في الخط الرابح في المنطقة". ولاحظت محطة "او تي في" في مقدمة نشرتها ان "مواعيد تزدحم، ولقاءات، ولقاءات تتزاحم، وتصريحات تتقاطع وتتباين لتوحي ان تسوية ما تحاك بين عواصم القرار لتفصل على قياس منطقتنا".
وكان عون دعا الى التظاهر اليوم عشية جلسة مجلس الوزراء غداً. وسيبدأ التحرك عصراً بمواكب سيّارة في كل المناطق في أجواء تواكب التحضير لجلسة مجلس الوزراء، على أن تتحول تظاهرة كبرى، من الممكن أن تكون في أي مكان، اذا كانت أجواء الجلسة سلبية، على أن يحدد العماد عون زمانها ومكانها. وتوقعت مصادر متابعة ان تتوجه مجموعة من المتظاهرين للاعتصام ليلاً في محيط السرايا، ومحاولة منع الوزراء من عقد جلستهم الخميس.
وصرّح عون في مؤتمر صحافي عقب اجتماع تكتله الأسبوعي: "أطالب اللبنانيين بالنزول إلى الشارع، فنحن نحلم بوطن فيه قانون، فيه دستور وشعب، لا نفايات وسرقة وفساد، فجميعكم مدعوون إلى التظاهر". وأضاف: "إذا كانت فكرة وضع الجيش اللبناني في وجهنا لا تزال واردة لديكم فالتحذير ما زال ساريا".

 

المستقبل :

في وقت سعت الدولة اللبنانية إلى استقباله استقبالاً مؤسساتياً رسمياً كما يليق بالعلاقات الندية والودية المفترضة بين الدول، أبت دويلة «حزب الله» أمس إلا أن تستقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على طريقتها الميليشيوية المتفلّتة من عقال الشرعية عبر توجيهها بالتزامن مع الزيارة رسالة مسلّحة «خاطفة» توثّق بكل وقاحة الواقع المزري الذي بلغته سطوة قطّاع الطرق المحميين من الحزب المدعوم من طهران على حساب الدولة في لبنان. وإذا كانت دويلة «حزب الله» قد نجحت في «خطف» وحجب بعض من الأضواء الإعلامية عن اليوم الأول للزائر الإيراني في بيروت ولم تتأخر في الوقت عينه عن ترجمة «الحماية» العونية المنشودة للمسيحيين بأخسّ الصور المهينة لرأس الكنيسة المارونية، تولّى الحليف الاستراتيجي لـ«حزب الله» النائب ميشال عون بدوره مهمة توجيه «رسالة» أخرى تهويلية تقويضية للاستقرار الداخلي من خلال دعوة مناصريه إلى التظاهر في الشارع ضد الحكومة بالتزامن مع اليوم الثاني لزيارة ظريف الذي يصدف أنه سيكون يوماً جديداً من أيام المقاطعة «المجيدة» لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية من قبل نواب الحزب وعون. أما عن رسالة وزير الخارجية الإيراني التي حملها إلى اللبنانيين تحت عنوان دعم الاستقرار في البلد مثمّناً من السرايا الحكومية دور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «الذي أدى إلى مزيد من الهدوء والاستقرار والأمن»، فحبذا لو يلقيها في صندوق بريد حلفائه الذين لا يتوانون عن ممارسة كل أساليب قضم الدولة وتقويض استقرارها أمنياً ومؤسساتياً.

الديار :

دقت ساعة الصفر العونية بالنزول الى الشارع مع تحديد نقاط التجمع، فقد دعا الجنرال ميشال عون اللبنانيين للتظاهر اليوم.
الامور تتجه الى التصعيد المتدحرج، وكل المؤشرات تؤكد ان لا عودة الى الوراء. عون رفع السقف، رغم كل الاتصالات والدعوات للتهدئة «كون البلد لا يحتمل هزات»، الا ان عون اصرّ على تكملة ما بدأه.
وفي المعلومات ان اجتماعاً امنياً حضره بعض رؤساء الاجهزة تحضيراً لنزول شباب التيار الوطني الحرّ سلمياً الى الشارع وإعطاء الاوامر للجيش للانتشار. وقد قال وزير الداخلية خلال الاجتماع: اتركوها عليّ عندي الفهود وسيكون عناصر الجيش وراءهم».
غداً، موعد جلسة الحكومة، وكل الاجواء تشير الى انها ستكون كسابقاتها، لا قرارات. والسؤال كيف سيتصرّف سلام والوزراء ازاء التحرك العوني؟ وهل سيكون ضمن البنود المطروحة على الطاولة؟
الشارع يغلي، والجميع بانتظار ما سيؤول اليه التحرك العوني، والى اين ذاهبة الاوضاع؟ وهل ستنجح المساعي للتهدئة؟

ـ عون ـ

ماذا قال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح؟
دعا رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون اللبنانيين الى التظاهر اليوم. وفي كلمة له من الرابية اعتبر العماد عون أنّ هناك حملة لتيئيس اللبنانيين و«الوضع سيصبح أسوأ يوما بعد يوم لكننا مناضلون ولسنا محبطين».
وفي كلمته قال عون أن البعض «يحاربوننا لاننا عملنا على تحجيم الاقطاع المالي والمذهبي ولاننا ادخلنا مفهوم المساءلة الى النظام السياسي»، واكد «نحن لا نمازح أحدا ولم نتحرك يوما لقضية شخصية، خيارنا الاساسي قانون انتخاب نسبي وهذا ما قلناه، لكن لان البلد يمر بأزمة قبلنا ان نعدل القانون في الانتخابات المقبلة»، متسائلا «لماذا يريدون أن يفرضوا انتخابات الرئاسة قبل الانتخابات النيابية وكيف ذلك؟»، موضحا ان «رئيس الجمهورية الجديد ينتخبه مجلس نيابي جديد»، مشددا على ان «كل هذه القضايا ليست مقبولة، وكفى تهربا من المسؤولية لأن أولادنا سيضيعون في المستقبل».
ورأى عون ان «الوضع يتدهور بسرعة ونحن لن نسكت، الدستور والقوانين أصبحت في مكب النفايات وهذا امر غير مقبول»، لافتا الى ان «بعض القوى مرتبطة بالخارج وبانتظار التعليمات، هم بانتظار أن يربحوا الحرب كي يتخلصوا منا غير أنهم لن يربحوا، لان من ربحوا هم معروفون ونحن في الخط الرابح»، موضحا انه «عندما نتكلم عن حقوق المسيحيين نتكلم عن حقوق المسيحيين الوطنية وحقوق الشعب اللبناني، فالمياه والكهرباء تعنيان جميع اللبنانيين».
وقال الجنرال عون «ان هناك فراغاً نيابياً قبل الفراغ الرئاسي ومن ينبغي أن ينتخب الرئيس الجديد هو البرلمان الجديد الذي ينتخبه الشعب».
وشدد عون على «اننا لا نتحدى باسم غيرنا بل باسمنا ونتحمل نتيجة هذا التحدي»، معتبرا ان قرار وزير الدفاع سمير مقبل بالتمديد للقادة الامنيين هو الذي ضرب مؤسسات الدولة والذي يضرب معنويات الجيش.

 

الجمهورية :

دعا عون اللبنانيين إلى التظاهر اليوم، مؤكّداً أنّ «ما مِن شيء سيُثنينا عن تحقيق هدفنا». وقال عقبَ الاجتماع الأسبوعي لـ«التكتّل» أمس إنّ قانون الانتخاب يأتي بالدرجة الأولى قبل الانتخابات الرئاسية، وسأل: «أيّ مرجع قانوني يفرض علينا إجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية؟». ورأى «أنّ التصرّفات التي جرَت في مجلس الوزراء هي التي تضرب الجيش وهيبة الدولة».
وردَّ عون على الرئيس فؤاد السنيورة، فقال: «إنّ عناصر الجيش كأبنائي، وما قلتُه كان للتذكير بالواجب الوطني للجيش». ولفتَ إلى أنّ اسمَ العميد شامل روكز «لم يَذكره «التيار» إلّا بعد الاتفاق على تعيينه، وأنّ دعم «التكتّل» لروكز أساسُه تاريخُه وملفُّه».
واعتبَر «أن ليس الرئيس رفيق الحريري مَن حرّرَ لبنان بل أنا مَن عملَ على استقلاله بمساندة القوى الدولية»، وقال: «نحن في الخط الرابح للحرب في الشرق الأوسط، وكفى تطاولاً علينا، فبعد 15 عاماً من العذاب والنضال ربحنا».


«التيار»
وبعدما حَدّد «التيار الوطني الحر» نقاط التجَمّع للمشاركة في التحرّك على الأرض اليوم، والتي شملت سنتر ميرنا الشالوحي والحديقة العامة في جبيل ولاسيتيه ـ جونية، ومكتب قضاء بعبدا، وساحة ساسين في الأشرفية و«مجمّع بترونيات» في البترون ومكتب المتن الشمالي في نهر الموت، نفَت مصادر بارزة في «التيار» لـ«الجمهورية» أيّ علاقة للتحرّك المرتقب بالجوّ الخارجي، بل يتعلق حصراً بالوضع الداخلي، وقالت: «نحن لا نوقِف تظاهرةً أو نتحرّك من أجل وزير خارجية إيران أو من أجل أيّ موفَد أجنبي أو عربي»، ودعَت إلى انتظار اليوم «لمعرفة حجم الحَشد».
ولفَتت المصادر الى أنّ التحرك الذي يأتي عشية جلسة مجلس الوزراء سيكون هذه المرّة أشملَ وأوسع، ويمكن أن يمتد أياماً عدّة وسيشمل كلّ المناطق، وأنّ عنصر المفاجأة يكمن في المكان الذي سيلتقي فيه المتظاهرون».
وأكّدت المصادر أنّ «هدف التحرّك هو للقول بأنّنا موجودون في المعادلة وأنّنا طلّاب شراكة، وسنناضل لانتزاع حقّنا بهذه الشراكة، ولن يتمكّن أحد مِن حذفِنا كأكبر قوّة مسيحية من المعادلة، تمهيداً للتسوية على حساب جميع المسيحيين». وشدّدَت على أن «لا نيَّة للصدام مع الجيش والقوى الأمنية».
بصبوص
وفي هذه الأجواء، عزّزَت القوى العسكرية والأمنية تدابيرَها الأمنية في وسط بيروت وحول المؤسسات العامة والخاصة تحضيراً للتظاهرات التي أعلِنَ عنها أمس وسط معلومات تتحدّث عن انتشار كثيف للقوى الأمنية سيُسجّل بدءاً من ظهر اليوم.
وقال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص لـ»الجمهورية»: «إنّ التدابير التي ستُتّخَذ طبيعية جداً وليس فيها أيّ جديد، وهي تتزامن مع كلّ ما هو طارئ واستثنائي، والغاية منها حفظ النظام والمؤسسات».
وردّاً على سؤال حول وضع قوى الأمن الداخلي ووحدات مكافحة الشغب في مواجهة المتظاهرين، قال بصبوص «إنّ التدابير التي سنتّخذها هي لحماية المتظاهرين بالدرجة الأولى، وتالياً لا يمكن الفصل بين وجودنا والجيش، فنحن وإياه يد واحدة».
مصادر عسكرية
وإلى ذلك، قالت مصادر عسكرية لـ«الجمهورية» إنّ «الجيش لن يقف حجر عثرة في وجه أيّ تحرّك سِلمي وديموقراطي، ولن ينجَرّ إلى الاستفزاز، بل سيَحمي المتظاهرين»، لافتةً الى أنّ «المسيرات السابقة لـ«التيار الوطني الحرّ» اتّجَهت من سنتر ميرنا الشالوحي الى محيط السراي الحكومي ولم تمرّ على أيّ حاجز للجيش، مع أنّه كان في إمكان الجيش إقامة حواجز في مثل تلك الحالات، لكنّه قامَ بواجبه الوطني في حماية المتظاهرين على رغم الاعتداءات التي تعرّضَ لها».
وأكّدَت المصادر أنّ «قطعَ الطرق ممنوع والتعرّض للمؤسسات وهزّ الاستقرار سيواجَه بالطريقة المناسبة»، مشدّدةً على أنّ «جميع المتظاهرين هم أبناء هذا الوطن، لكنّ اللعبَ بالاستقرار خطّ أحمر»

البلد :

عشية جلسة مجلس الوزراء الاولى بعد قرار تأجيل تسريح القادة العسكريين الثلاثة، بدت الاجواء السياسية محكومة بالجمود، وأما على خط الرابية فأشارت مصادر مطلعة لـ "المركزية" الى ان العماد ميشال عون تلقى سيلا من النصائح من حلفائه في قوى 8 آذار تتمنى عليه عدم الانزلاق الى الشارع لاسيما بعد مواقفه الاخيرة التي هاجم فيها الجيش وقائده، بما بات يخشى معه الانجرار الى مواجهة في الشارع، علما ان اي صدام مع المؤسسة العسكرية راهنا ممنوع بكل المعايير والمقاييس الداخلية والخارجية.
وأشار وزير الاعلام رمزي جريج الى ان "قرار تأجيل التسريح اتخذ وأصبح نافذا ولن يعاد النظر فيه في مجلس الوزراء، لأن المجلس بحث في جلسته الاخيرة التعيينات ولم ينجح في التوافق عليها، وفي ضوء هذا المعطى، اتخذ وزير الدفاع قرارا بتأجيل التسريح".
في سياق متصل، دعا العماد ميشال عون الى التظاهر والنزول الى الشارع، قائلا بعد الاجتماع الاسبوعي لتكتل التغيير والاصلاح: الآن كما كلّ مرة أطلبُ منكم أيها اللّبنانيون، أن تنزلوا إلى الشارع. لا أريد أن أسمع منكم أنّكم تحلمون أو لا تحلمون. لقد قالوا لرفاقكم وأولادكم عندما كانوا طلاباً في ظل الوجود السوري، أنهم يحلمون وكانوا يأتون إليّ محبطين ليخبروني بأنّ الناس لا يهتمّون بهم، ولا يكفّون يخبرونهم أنهم يحلمون. فقلتُ لهم إيّاكم أن تنزعوا الحلم عنكم، فهذا هو أجمل ما فيكم، لأنه لولا الحلم، لما وصل الإنسان إلى القمر، ولما غاص في البحار، ولما اخترع شيئاً. نحن نحلم، ونحلم الآن بوطن فيه قانون ودستور وشعب، وليس وطن نفايات وسرقة ونهب وفساد. لذلك فأنتم جميعاً مدعوون غداً (اليوم) للتظاهر".
في سياق متصل، ورغم دعمه مطالب حليفه "التيار الوطني"، الا ان "حزب الله" أعلن مرة جديدة تمسكه بحكومة المصلحة الوطنية، حيث دعا على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الى "عدم تعطيل مجلس الوزراء، وعدم إسقاطه بالعمل الدؤوب من أجل ان يتخذ القرارات اللازمة لتسيير البلد ومصالحه وعلى رأسها التعيينات، كما إلى انعقاد المجلس النيابي تحت عنوان تشريع الضرورة". 
في غضون ذلك، تمنى الرئيس سعد الحريري على النواب في كتلة المستقبل وكل القيادات في تيار المستقبل تجنب زج اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في اي سجال.
وفي زيارة لافتة، وصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف امس الى لبنان في زيارة هي الاولى بعد توقيع الاتفاق النووي، ليعلن لبنان بلدا للتعايش والمقاومة ومحاولا ابعاده عن التجاذب الحاصل في المنطقة، قائلا من السراي الحكومي بعد لقائه الرئيس سلام: "نحن نعتبر ونقول ان اليوم ليس يوم المنافسة والتنافس في لبنان، وان كان لا بد من التنافس فلا بد ان يكون لإعمار لبنان. والجميع في لبنان اليوم يعترفون بهذا البلد الذي هو نموذج للمُداراة وللتعايش وللمقاومة". وأضاف "ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف الى جانب الشعب اللبناني وتدعم مطالب هذا الشعب العظيم".