رأى أمين سر حركة التجدد الديموقراطي الدكتور أنطوان حداد أن لا شيء مفاجىء في خطوة التمديد للقادة الامنيين، فالمسألة مبتوتة ذهنيا وسياسيا منذ أشهر، وقد حظيت بدعم جميع الاطراف ما عدا تكتل التغيير والاصلاح، اما ما حتّم توقيت الخطوة الخميس الماضي فهو تاريخ تسريح رئيس الاركان اللواء سلمان.

وأضاف في حديث صحافي ان الحملة التي تقاد ضد التمديد هي كلام حق يراد به باطل، لأن من يتغاضى عن الاصل لا يمكنه التشدد في معارضة الفرع، فالتمديد ليس حدثا معزولا بل هو وليد التعطيل، والتعطيل وليد الفراغ الرئاسي، والفراغ وليد انخراط حزب الله في الحرب السورية. ومن يقول اليوم أن التمديد هو انتهاك للقانون وللدستور لم يحرك ساكنا حيال توريط لبنان في حرب مفتوحة مع ما رافق ذلك من تعطيل فعلي للحياة الدستورية وتجميد لآخر مظاهر الدولة في لبنان. واوضح ان المفارقة الاساسية في موضوع التمديد انه يحظى بالقبول الكامل من قبل حزب الله، مضيفا انه لو كان حزب الله ضد التمديد للوّح بورقة "القمصان السود" مثلا بدل التقدم بالتهنئة الى العماد قهوجي.

وأشار حداد الى ان العماد عون لا يستطيع الذهاب بعيدا في الاعتراض او الاحتجاج من دون حزب الله الذي يتمسك بمعادلة الحد الادنى من الاستقرار السائدة حاليا في لبنان والتي يعتقد انه تؤمن مصالحه ومصالح ايران الاستراتيجية، خصوصا ان حزب الله هو الذي يقود هذا التحالف عبر فائض القوة والاوراق الاخرى التي يملكها، وليس العماد عون. كما انه من الصعب جدا على عون هذه المرة صياغة مطالب محددة او الذهاب الى حد المطالبة باسقاط الحكومة او اقالة القادة الامنيين، فضلا عن انه لم يستطع اقناع المسيحيين مؤخرا أن معركة تعيين العميد شامل روكز هي معركة تحصيل حقوق المسيحيين.

واضاف ان حزب الله، وعبر فائض القوة العسكري ، هو من يملي على حلفائه، وحتى على معارضيه، قواعد اللعبة السياسية، ومنها اعتماد نصاب الثلثين في كل الدورات الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية وليس في الدورة الاولى فحسب كما ينص الدستور، الامر الذي يجعل قرار انعقاد اي جلسة انتخاب في قبضة الحزب ورهينة الاقلية من النواب وليس الاكثرية كما يفترض ان تكون عليه الحال في النظام الديموقراطي.

ورأى حداد ان عون لم يفقد حظوظه الكاملة في الرئاسة، لكن ذلك يتطلب منه تعديلا في تموضعه السياسي يبرز قدرته على ايجاد حلول خلاقة للتحديات المصيرية التي يواجهها لبنان كتخفيف حدة التوتر السني-الشيعي واقناع حزب الله بالانسحاب من سوريا والكف عن الاحتفاظ بمنظومة عسكرية خاصة به بعيدا عن الدولة، وليس الاكتفاء بالتعبئة الطائفية والتعطيل بحجة تحسين حصة في الدولة. ان وقف تهميش المسيحييين يتم عبر تفعيل دورهم اللبناني والعربي وليس بتحسين حصتهم فحسب، اذ لا يليق بالمسيحيين في لبنان التصرف كأقلية مذعورة باتت تخشى على وجودها، بل تقديم رؤى استراتيجية للمنطقة نابعة عن امكاناتهم الفكرية والاقتصادية ودورهم التاريخي.

8/8/2015

 

حركة التجدد الديموقراطي

جادة شارل ديغول، قرب مستديرة المكلس

سن الفيل - لبنان