قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن إحصاءات قتلى الحرس الثوري والمليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية الشيعية وحزب الله اللبناني، تكشف عن حجم التورط الإيراني في الحرب بسوريا.

وقال المعهد إن لدى طهران أسبابا كثيرة تدفعها إلى التقليل من قيمة مدى مشاركتها وخسائرها هناك فوفقا لبيانات تم جمعها من أخبار مفتوحة المصدر باللغة الفارسية حول المآتم التي جرت في إيران، فقد قُتل 113 مواطنا إيرانيا و121 من الرعايا الأفغان، و20 من الرعايا الباكستانيين في المعارك التي جرت في سوريا منذ كانون الثاني/ يناير 2013 ولم يشمل هذا المسح العدد الهائل من الضحايا العراقيين واللبنانيين الشيعة.

ولفت إلى أن الأخبار المتاحة للعامة والتي كشفت أن جميع الضحايا الإيرانيين الـ113 كانوا قد خدموا في الحرس الثوري الإيراني هناك، ثمانية منهم خدموا في صفوف "القوات البرية" لـلحرس الثوري الإيراني، وتم تحديد ثمانية آخرين كأعضاء في قوة القدس، وثلاثة خدموا في ميليشيا الباسيج. وتُظهر صور المآتم ولمحات سير الحياة أنّ الـ94 الباقين كانوا أعضاء في خدمة فعلية في الحرس الثوري الإسلامي أيضا، رغم أنّه لا يُعرف اسم الفرع الذي خدموا فيه.

وقد يعكس غياب المعلومات حول بعض هؤلاء الأفراد محاولة الحرس الثوري الإسلامي إخفاء خدمتهم في فيلق القدس أو التستر على نشر "القوات البرية" للحرس الثوري.

أما بالنسبة إلى المواطنين الأفغان والباكستانيين الذين قُتلوا في المعارك، فقد تَبيّن أنّ جميع الباكستانيين كانوا أعضاء في "لواء الفاطميين"، بينما خدم الباكستانيون في "لواء الزينبيين"، علما بأنّ كلا هاتين المليشيتين كانتا ترفعان التقارير على ما يبدو لـفيلق القدس الذي كان يتولى تنظيمهما.

قال المعهد إنه جرى نشر "القوات البرية "على ما يبدو في أعقاب تزايد الضحايا في أوساط فيلق القدس الذي يشكّل وحدةً صغيرةً نسبيا، الأمر الذي لم يُبق أمام الحرس الثوري الإيراني أي خيار سوى نشر قواته "النظامية" في سوريا.

وفي المقابل، فإنه يبدو أنّه كان قد تم التخطيط لنشر لواءي "الفاطميون" و"الزينبيون" في مرحلة مبكرة من النزاع، وربما في أواخر عام 2012، حينما أدرك حزب الله وإيران المحنة التي يمرّ بها نظام الأسد.

وتتماشى هذه الخطوة مع تلك التي اعتمدتها قوة القدس لتزويد الأفغان والباكستانيين الشيعة بالخبرة القتالية، أي إنّ نشرها لم يأت كرد فعل لارتفاع عدد الخسائر البشرية الإيرانية. وأضاف المعهد أن الإبقاء على لواء "الفاطميين" في سوريا على الرغم من ضحاياه العالية، قد يعكس نقص القوى البشرية الذي يعاني منه الحرس الثوري الإسلامي وحاجة نظام الأسد المستمرة للقوات. وقد كشف مسح حول رتب الضحايا ومهاراتهم التقنية عن وجود اختلافات ربما تكون كبيرةً بين المقاتلين الإيرانيين وغير الإيرانيين. فمن بين الإيرانيين الـ 113، تم إحياء ذكرى 10 منهم على أنّهم "سردار" وهو لقب يُطلق على الضباط من ذوي الرتب العالية في الحرس الثوري الإيراني.

وأشار إلى أنه واستنادا إلى تعليقات القرّاء في المواقع الإلكترونية التي أحيت "ذكرى الشهداء، فقد كان من بين هؤلاء مستشارون تقنيون، مدرِّبون في القتال، وأفراد مشاركون في القتال من بينهم سائق دبابة واحد وقوات العمليات الخاصة، وضباط مخابرات، وحتى صحفيون ومعدّو أفلام تلفزيونية وثائقية. وفي المقابل، فإنه يبدو أنّ المواطنين الأفغان والباكستانيين خدموا كجنود مشاة لا غير.

وخلص المعهد إلى أنه من غير المرجّح أن "تتخلى إيران عن التزامها لنظامها العميل في دمشق على المدى القصير.

فالجمهورية الإسلامية بشكل عام، والحرس الثوري بشكل خاص، قد سفكا الكثير من الدماء واستثمرا الكثير من المال في هذه الحرب ولم يعودا يعتقدان أن بمقدورهما سحب دعمهما".

وأشار إلى أنه يمكن القول إنّ سهولة نفاذ إيران إلى العملات الأجنبية في أعقاب الاتفاق النووي بقيادة الولايات المتحدة سوف تترجم بزيادة في تمويل عمليات الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

وبالنظر إلى المستقبل، فإنّ جهود قوة القدس لتزويد الأفغان والباكستانيين الشيعة بالخبرة القتالية هو بمثابة تحذير مسبق بشأن الأمور التي ستزداد سوءا في أفغانستان في المستقبل عندما يعود هؤلاء المقاتلون إلى ديارهم.