استنكر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه أمس عن الأوضاع الداخلية والشأن الحكومي، إضافة إلى "الكلام الذي توجّه فيه الى تيار المستقبل حيث أعلن بكل وضوح أنّه يدعم التيار الوطني الحر في حركته الانقلابية على الدستور وعلى الحكومة".
وقال السنيورة: "لقد أقرّ السيد نصر الله دون مواربة أنّ حزب الله هو الذي يحرّك التيار الوطني الحر، ويقف خلف محاولاته ضرب الاستقرار في لبنان ما يؤدي إلى انحلال الدولة ومؤسّساتها وتعطيل مؤسسة مجلس الوزراء وقبلها منع انتخاب رئيس للجمهورية وتعطيل العمل التشريعي والرقابي لمجلس النواب. وكلّ ذلك يفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية ويزيد الاحتقان الاجتماعي ويدفع الأمور في لبنان نحو المزيد من التدهور الوطني والسياسي والأمني".
وأضاف: "أنّ السيد نصر الله لم يكتفِ بإعلانه مساندة محاولة الانقلاب الذي ينفّذه التيار الوطني الحر، بل انتقل إلى مكان وموقع آخر ذهب فيه إلى حد تحذير وتهديد وسائل الاعلام اللبنانية، في سابقة خطيرة، من مغبة الاشارة أو استخدام الافلام الايرانية المعارضة للسلطة في ايران لكونها تنتقد المسؤولين في ايران، وهذا يؤكد مجددا ان في ادبيات حزب الله وثقافته السياسية لا مكان للرأي الآخر".
ورأى أنّ السيد نصر الله "أضاف إلى مهامه أمس، كأمين عام لحزب الله مهاما جديدة، وهي إملاء الأوامر الى تيار المستقبل بالذهاب الى حوار مع التيار الوطني الحر. لكنّ المضحك المبكي أنّه حدّد سلفا اطار هذا الحوار الذي أمر به، وحدد مواضيعه ونتائجه، وهو يفترض بطبيعة الحال، انه على تيار المستقبل ان ينصاع الى مشيئته، من دون اي اعتراض".
وقال "إنّ السيّد نصر الله بكلامه هذا قد تجاوز كلّ الحدود فنصّب نفسه خبيراً في معالجة النفايات التي تتفاقم مشكلتها بنتيجة العمل على شلّ مؤسسات الدولة من قبل حزب الله والأطراف الحليفة له بحيث اصبحت مشكلة النفايات تعبيرا حقيقيا وساطعا عن ازمة الحكم المشلول من قبل صاحب القول. ومثل النفايات في هذا كمثل الكهرباء المستباحة والعاجزة وغيرها من المرافق العامة والتي يقبض عليها وعلى قرارها حزب الله وحلفاؤه وفي مقدمهم التيار الوطني الحر، وهو أيضا نصب نفسه مرشدا سياسيا بحيث انه وضع نفسه في مكان لا يحسد عليه فأجلس نفسه في موقع المرشد والآمر والموجه والرقيب. وهو في هذا السياق عندما يحاول ان يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة مشيرا الى ان استقالته وعدمها سيان، يقول في الوقت عينه أيضا ان الاستقالة تودي بالبلاد الى الخراب محملا اياه المسؤولية، وهذا بحد ذاته تناقض في المنطق وتحد في الشكل والمضمون وكل ذلك مغلف بصلف دأب على الإمعان فيه، وفي هذه المناسبة لا بد من التنويه بالدور الوطني والمسؤول الذي يمارسه رئيس الحكومة تمام سلام الذي يتمتع بثقة الكثرة الكاثرة من اللبنانيين والذي له من الحكمة والأناة والدراية ما يجعله أعلى من أي املاءات".
ورأى "ان كلام السيد نصر الله يظهر تماما انه يستعمل العماد عون والتيار الوطني الحر لتحقيق مآربه، وفي المقابل يحتمي ويستقوي العماد عون بما يعلنه السيد نصر الله وحزبه ويحاول التحريض الداخلي لتحميل طائفة مسؤولية الانتقاص من حقوق طائفة أخرى".
وقال: "ان الحل بوضوح شديد هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية كخطوة فورية، واستعادة الدولة لهيبتها من خلال استعادة المؤسسات الدستورية لدورها. ان حزب الله مطالب بالعودة الى منطق الدولة منعا لمزيد من الانقسام والفتن وأخذ البلاد بعيدا الى المجهول. ان التقدم على مسار هذا الحل هو الذي سيؤدي الى متابعة ومعالجة قضايا الناس الحياتية والمعيشية والتي يجب ان تتقدم على أية مصالح شخصية او حزبية ضيقة وهو الذي يوئد الفتنة لعن الله من ايقظها".