يَشعر زهاءَ 600 ألف فرنسيّ وفرنسيّة على الأقلّ بالرعب والخوف من أن تُكشَف هوياتهم وأسرارهم، بعد أن قرصَن الفريق الذي أطلَق على نفسه اسمَ "The Impact Team" مواقع مؤسّسة Avid Life Media التي تملك عدداً هائلاً من المواقع التعارفية، وأبرزها الموقع المتخصّص بالعلاقات العاطفية خارج إطار الزواج والخيانة Ashley Madison.

وتمكّنَ القراصنة من جمعِ معلومات وبيانات حوالي 37 مليون مستخدم للموقع من جميع أنحاء العالم. وقد هدّدوهم بكشف أسرارهم وهوياتهم وتفاصيلهم المصرفية للعَلن، بالإضافة إلى تخيّلاتهم الجنسيّة السرّية في حال لم يستجيبوا لمطالبهم ويقفِلوا الموقع بسرعة.

إستهداف الشركة

وعلى عكس ما يظنّ البعض، لا تهدف القرصنة إلى إعادة الأزواج والزوجات إلى منازلهم وعائلاتهم وإبعادهم عن الخيانة، وإنّما إلى التنديد بشركة ALM وممارساتها غير القانونية، التي تُبقي على معلومات مستخدميها حتّى عندما يغلقون حساباتهم.

وأقرّ القراصنة أنّ "خدمة حذفِ الحساب كاملاً التي درّت على الشركة 1.56 مليون دولار عام 2014 هي مجرّد كذبة"، مشيرين إلى أنّ "المستخدمين يدفعون ببطاقاتهم المصرفية والشركةُ تسجّل أسماءَهم الكاملة وأرقامَ حساباتهم المصرفية بالإضافة إلى عناوينهم ولا تحذفُها كما تعِدُهم".

قذارة الرجال

كذلك، هدَّد القراصنة مستخدمي الموقع، لا سيّما الرجال منهم، معتبرين إيّاهم "قذرين وكاذبين، وبالتالي فإنّهم لا يستحقّون الحصولَ على السرّية بل يستحقّون أن تُكشَف هويّاتهم للعلن ويشعروا بالخوف والذعر جرّاء ذلك".

وأكّدوا أنّ "ما مِن فرصة أمام شركة ALM، فهي لن تنجوَ أبداً، خصوصاً أنّها وعَدت مستخدميها بالسرّية، ولكنّها كذبَت ولم تؤمّنها لهم، وهذا ما وضَعها ووضعَهم في موقف محرج للغاية". واعتبر القراصنة أنّه "مع تعرّضِ بيانات 37 مليون مستخدم، غالبيتهم من الولايات المتّحدة الأميركية وكندا للقرصنة، فإنّ الفضيحة ستكون مكلِفةً للغاية".

إعتذار

وبالإضافة إلى ذلك، يطالب القراصنة بإغلاق موقع "Established Men" الذي يضع في خدمة الرجال الأثرياء نساءً جميلات ومغريات"، معتبرين أنّه "مجرّد غطاء للدعارة، يتيح للرجال الأثرياء خدمةَ شِراء الجنس مقابل مبلغ من المال". وأفاد صحافي أميركي أنّ "القراصنة كان سبقَ لهم أن نشَروا بعض البيانات عقبَ قرصنتهم المواقع، لكنّهم سحَبوها بسرعة".

من جهتِها، اعتذرَت شركة ALM من مستخدميها في بيان، وأكّدَت فيه أنّها أصلحَت الخطأ التقني الذي أصاب النظام واستفاد منه القراصنة، وشدّدَت على أنّ "خصوصية زبائننا والحفاظ على أسرارهم هي من صلب أولوياتنا، ولن نسمح لأحد المساس بها".

إلّا أنّها لم تحسم قرارَها بعد في ما يتعلّق بالاستجابة إلى طلبات القراصنة أو إهمالها. وبانتظار أن تتّخذ شركة ALM قرارَها في هذا الشأن، يعيش مستخدمو المواقع التعارفية فترةً حرجة جدّاً. فماذا سيكون مصيرهم؟