هنادي دياب

إذا كان المواطن اللبنانيّ يخصّص مساحة يوميّة ليبدي نقمته على الدولة وتقصيرها الكبير في الكثير من المسائل والأمور الحياتيّة التي تعنيه والتي لا تزال عالقة، فإنّ لـ "مواطن الأضواء"، وخصوصاً مَنْ يُعنى بالشأن الدّرامي، أيضاً حصّته من ممارسة النقمة على شركات الإنتاج وبعض المعنيّين بالدراما. فهل تساءلتم مرّة عن الظروف التي تحيط بالممثّل اللبنانيّ أثناء تصويره عملاً دراميّاً؟ هل لديكم فكرة عن المكان الذي يبدّل فيه ملابسه الداخليّة في موقع التصوير؟

 

 

تبدو صورة الممثّل خلف الشاشة بحلّة جميلة و"مخمليّة". وربّما يظنّ البعض أن المعاملة التي يتلقّاها أشبه بـ"معاملة ملكيّة". الواقع يتحدّث عكس ذلك...

وضعَنا أحد الممثّلين اللبنانيّين المعروفين على الساحة الدراميّة، والذي رفض نشر اسمه، بصورة خاصّة عن مواقف حصلت معه أثناء التصوير. وروى لموقع mtvأنّه اضطرّ في إحدى المرّات، وليتمكّن من تغيير ملابسه الداخليّة، أن يحوّل بابَي السيّارة الأمامي والخلفي إلى "ستارتين" حيث فتحهما ووقفَ بينهما. فـ "البيت المتنقّل" أو الـ Caravane، الواجب على القيّمين على إنتاج العمل تأمينه، غير متوفّر. وأضاف أنّ وجبات الطعام التي يوصون لها ليست غالباً بالجودة العالية، فضلاً عن أنّها تصلهم أحياناً باردة وغير طازجة.

 

 

وليست شركة الإنتاج الجهة الوحيدة التي تمارس "تنكيلها"، إن صحّ التعبير، على الممثّلين. فمالكو المنازل حيث يتمّ تصوير المسلسلات لا يقصّرون. وهم حريصون على كلّ ما هنالك من مفروشات وآثاث في المنزل. ولا ينفكّون ينبّهونه على الانتباه والتأنّي خلال جلوسه في مكان ما أو لدى تجوّله في البيت.

 

 

وفي دردشة عفويّة، مثل أدائه وشخصيّته، لموقع mtv، "فَضْفضَ" لنا الممثّل يورغو شلهوب، فامتلأت كلماته عتباً، نقمةً وتأسّفاً على قدر تقديره وحبّه للدراما اللبنانيّة. فلم يجد كلمةً تعبّر عن حاله كممثّل إلاّ بوصف نفسه "مغواراً". وصرّح بأنّ ما مرّ عليه وعايشه خلال فترة خضوعه للتجنيد الإجباريّ أسهل وأقلّ صعوبة ممّا يتعرّض له من ظروف ومواقف حَرجة خلال التصوير.

 

 

يبقى أنّ ما يعانيه الممثّل اللبنانيّ مع شركات إنتاج الدراما ليس أقلّ "شقاءً" ممّا يعيشه الفنّان مع بعض شركات إنتاج الموسيقى التي لا تأبه بنوعيّة النغمة والكلمة بقدر ما تكرّسه من أهميّة لأغنية مصوّرة على طريقة الفيديو كليب أو لإقامة أكبر عدد ممكن من الحفلات.