بعد ضجّة أثارها تطابق حرفيّ لكلام بطل مسلسل “تشيللو” تيمور تاج الدين (ويؤدّي دوره الممثل السوري تَيْم حسن) مع كلام للرئيس الراحل رفيق الحريري، وذلك في فيلم وثائقي عنه أخرجه وأنتجه المخرج عمر أميرالاي العام 2000، بعنوان “الرجل ذو النعل الذهبي”. خرج اليوم إلى العلن تصريح لمخرج “تشيللو”، سامر البرقاوي، ذهب إلى أبعد من المقارنة بين جملتين. (فيديو المقارنة بين جملة المسلسل وجملة الحريري مرفق بالنصّ)

البرقاوي قال في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية نشر اليوم إنّ “الكلام المقتبس يجب أن يحافظ على حرفيته لأنه مأخوذ من مقولة. وتيمور ردّد في المسلسل أكثر من مقولة تعود لأكثر من شخصية عامة، تتبنّى نظرية رأس المال التي تقدمها هذه الشخصية”. وتابع “تمّت الاستعانة بهذه الجملة لأنّها تتقاطع درامياً مع المسلسل”.

ثم أضاف البرقاوي في مكان آخر: “نحن اخترنا شخصية رفيق الحريري لأنّنا وجدنا أنّها تتقاطع درامياً مع شخصية تيمور، لناحية نظرته إلى الإعلام وتعاطيه معه”. أما الجملة الأقسى التي قالها المخرج فهي أنّ تيمور “لديه نظرية في رأس المال ويعتقد أنه يستطيع شراء كل شيء”. تيمور الذي “يتقاطع درامياً مع رفيق الحريري”.

لا بدّ هنا من التذكير بأنّ “تشيللو” مسلسل يحكي قصة عرض يقدّمه تيمور (تيم حسن و/أو رفيق الحريري) على آدم (يوسف الخال) لاستعارة زوجته ياسمين (نادين نسيب نجيم) لقاء مليون دولار في ليلة واحدة. فما الذي يربط ذلك بشخصيات سياسية أو شخصيات شهيرة قال عنها المخرج إنّها شريكة في “تشيللو”؟

ويتابع المخرج: “شخصية تيمور مكوّنة من مجموعة نظريات في رأس المال، بصرف النظر عن الجانب العاطفي والإنساني. هو لديه نظرية في رأس المال ويعتقد أنه يستطيع شراء كل شيء. لم نقدم شخصية رأسمالي متوحش، بل شخصية رأسمالي يحمي كل فكرة من أفكاره بشهادة أو نظرية أو بمقولة استعارها من الناس، من بينها مقولات لشخصيات معروفة كبيل غيتس، أو بمقولات معروفة في التاريخ”.

هكذا شنّ البرقاوي هجوماً مبطّناً لكن قاسياً، وغير مباشر، على الراحل الحريري، رغم أنّ المسلسل يعرض على قناة mbc، وهي الفضائية السعودية الأبرز عربياً، وعلى قناة “المستقبل”، التي أسّسها الراحل الحريري وهي مملوكة لابنه سعد رفيق الحريري حالياً.
فهل شاهد المسؤولون في mbc المسلسل قبل الموافقة على شرائه وعرضه؟ وهل إدارة “المستقبل” تعي حقيقة “الإسقاط” الجارح على شخصية الحريري؟ وكيف اخترق هذا المخرج إعلام السعودية وآل الحريري.

تقول مصادر “العربي الجديد” إنّ البرقاوي كان موجوداً في العاصمة السورية دمشق قبل شهر تقريباً، وإنّ جريدة “الوطن” السورية التابعة للنظام السوري أجرت معه مقابلة مؤخّراً. وإذا كان يزور العاصمة التي لا زالت بيد نظام الأسد، والتي طردت 180 فناناً من نقابة الفنانين “الأسدية”، فهل تكون علاقته بالنظام الأسدي موضع شكّ.

وهل يمكن أن يكون عرض المسلسل على mbc و”المستقبل” اختراقاً للإعلام السعودي والحريري، وسقطة مهنية كبيرة من إدارتي المحطتين؟ وهل هو محاولة لتشويه صورة الحريري بتصويره “لديه نظرية في رأس المال ويعتقد أنه يستطيع شراء كل شيء”؟ أم أنّها محاولة لتحسين صورته باعتباره “عاشقا” و”شغوفا بالفنّ والحبّ”؟