اعتادت كرة السلّة اللبنانية على الإستفادة من خدمات طيورها المهاجِرة، غير أنّ هناك إسماً يستحق متابعة خاصة. إنه جوزيف الشرتوني المولود في كندا من عائلة لبنانية. انضمّ صانع الالعاب اللبناني - الكندي الى منتخب لبنان للرجال الأسبوعَ الماضي، وتمكّن من لَفت الانظار إليه سريعاً حيث نال إشاداتٍ واسعة من الجهاز الفنّي وعلى رأسه المدرب الصربي فيسلين ماتيتش.

يستعدّ الشرتوني للإنتقال الى المرحلة الجامعية حيث تمكّنت جامعة فوردهام الاميركية التي تشارك في دَوري الجامعات للدرجة الاولى من إنتزاع خدماته، بعدما مارس اللعبة في بطولات الثانويات الكندية فاحتل المركز الرابع على قائمة افضل المواهب الكندية لعام 2015.

يقول الشرتوني في حديث خاص الى "الجمهورية": "لم تكن كرة السلّة الرياضة الاولى التي مارستها. بدأتُ ممارسةَ كرة القدم في سنّ الرابعة، واستطعتُ أن أشغل جميع المراكز بما فيها حراسة المرمى. لكن مع مرور الأعوام، تعيّن عليّ أن أختار بين لعبتَي كرة القدم والسلّة، ووجدتُ أنّ كرة السلة هي اللعبة التي تستهويني أكثر فقرّرتُ البقاء في كندا واللعب مع ثانوية جان-دي-بريبوف".

وتشير التقارير الواردة من كندا والولايات المتحدة على حدٍّ سواء، حيث شارك الشرتوني في بطولات يشارك فيها أبرز اللاعبين الصاعدين في البلدَين، الى قدراته العالية. فصانع الألعاب البالغ 20 عاماً و191 سنتمتراً، يمتاز بقدراته الهجومية والدفاعية، حيث يتمتّع برؤية ممتازة على أرض الملعب، إضافة الى قوّة بدنية ورشاقة عاليتَين.

ويتابع: "أعتقد انّ من أهم ميزاتي رؤيتي وذكائي على أرض الملعب. كما أنني كلاعب كرة سلّة أملك القدرة على التمرير إضافة الى قراءتي الجيدة للمباريات وقدرتي التنافسية".

ولكن ماذا عن طموحاته الشخصية؟ يجيب: "أضع دائماً أهدافاً جديدة كلما بلغت هدفاً ما. استيقظ كلّ يوم من أجل أن أكون الافضل ما دامت الفرصة سانحة. أكره الخسارة ولهذا السبب وصلتُ الى ما أنا عليه اليوم. هدفي أن أفوزَ بأكبر عدد من المباريات هذا العام وأن أبلغ المرحلة النهائية في دَوري الجامعات في آذار المقبل. آمل أن اترك بصمة سريعة في الفريق".

رحلة شاقة الى المنتخب

رحلة الشرتوني الى منتخب لبنان لم تكن سهلة. فهو ليس لاعباً محترفاً في الدوري اللبناني ولا في أيّ دَوري عالمي. لذلك اضطُرّ الى القيام بإتصالاتٍ عدّة من أجل الوصول الى تمارين المنتخب ومحاولة إثبات نفسه.

ويشير: "أولاً، كان من الصعب جداً التواصل مع الشخص المناسب كي أحظى بفرصة إثبات نفسي مع الفريق. تواصلنا في البدء مع أحد المدرّبين الذي لم يعتقد بأنني جيدٌ كفاية لخَوْض تجاربَ مع المنتخب، لكنني لم استسلم وأصرّيتُ على المحاولة.

استطاع أحدُ الاشخاص المقرّبين منّي التواصلَ مع بهجت شدياق (اللاعب السابق) والذي اتصل أيضاً بالمدرب طوني كارا الذي ساعدنا كثيراً، الى أن وصلتُ الى تمارين الفريق. أشكره على دعمه لأنه آمن واهتمّ بي".

ويضيف: "أعيش في كندا لكنني فخورٌ جداً لكوني لبنانياً، أردتُ دائماً أن أمثّل بلدي فهذا الامر يسرّني ويسرّ عائلتي كثيراً ويلمسها في الصميم".

ويتابع: "ساتدرّب مع الفريق حتى نهاية تموز. ومن ثمّ أنا مضطرٌ للعودة الى الولايات المتحدة من أجل المشاركة في تمارين فريق الجامعة. من بعدها، سأرى ما إذا كانت الفرصة سانحة للعودة الى صفوف المنتخب".

وأمّا عن طموحاته المستقبلية، فيخبر الشرتوني: "كما قلتُ، أنا أطمحُ دائماً لأهداف جديدة. وهدفي الأساس أن أصل الى الـ "ان بي أي"، وإذا استمريتُ في العمل من دون كلل، أعتقد أنّ فرصتي قائمة. وفي حال لم أنجح سأفكّر حينها بوجهتي".

وعن لاعبه المفضّل اجاب الشرتوني: "ستيف كوري هو لاعبي المفضّل. لا اشاهد الـ "أن بي أي" كثيراً إنما افضّل متابعة أيّ مباراة أستطيع ان أتعلّم بواسطتها من صانع ألعاب رائع، لذلك أحرص دائماً على مشاهدة ستيف كوري، طوني باركر، ستيف ناش وريكي روبيو. الجميع يشبّهني بمانو جينوبيلي ايضاً".

(دانيال عبود – الجمهورية)