ليس من المستغرب أن تكون معركة الزبداني مركز إهتمام للمسلحين من جهة وللجيش السوري وحزب الله من جهة ثانية، نظرا لما تشكله من أهمية جيواستراتيجية. فالمدينة التي عرفت بأهميتها السياحية تحولت الآن إلى مركز صراع بين الجماعات فلماذا الزبداني بالتحديد؟

من الناحية الجغرافية تبعد الزبداني 45 كيلومترا عن العاصمة دمشق وتبعد 8 كيلومترا عن الحدود اللبنانية-السورية.  

أما من الناحية الإستراتيجية، فهي تشرف على طريق بيروت-دمشق الدولية كما انها قريبة من الحدود اللبنانية السورية هذا بالإضافة إلى انها جزء لا يتجزأ من معركة القلمون الجنوبي.

فهذه المنطقة والتي قد تتحول إلى  قاعدة لوجستية وآكبر معقل للمسلحين لها تداعيات وتأثيرات كبيرة على الجهة اللبنانية وأيضا الجهة السورية.

  وتسيطر "جبهة النصرة " على مناطق الزبداني وسرغايا ونبع بردى وعين الحور الواقعين في الجهة الشرقية-الشمالية والتي يمر فيها خط بين عين الحور والزبداني يصل إلى الحدود اللبنانية لكن هذا الخط واقع تحت سيطرة حزب الله والجيش السوري، ويبدو أن قرب سرغايا من  بلدة النبي شيت وحام (المنطقتين اللبنانيتين) قد يعرضهما في حال بقي المسلحين هم المسيطرون إلى خطر جسيم قد يمتد إلى البقاع الشمالي والأوسط.

  هذا بالنسبة للجهة اللبنانية، فما الأهمية التي تشكلها لدمشق؟

مما لا شك فيه ان الزبداني تعتبر الخاصرة الرخوة والآمنة للعاصمة دمشق مما يعني أن بقاء هذه المنطقة كمعقل لـ"جبهة النصرة" وأحرار الشام، يؤثر سلبا على الطريق الغربي رغم انتشار الجيش السوري ولكن لا أحد يضمن عدم خيانة عناصر قوات الأسد له، لذا من الأولى لهم تضييق الخناق على القاعدة وتكبيدهم الخسائر في المعركة، كما أنه يمكن أن تكون خسارة معركة الزبداني هي خسارة لدمشق حيث يمكن أن تتطوق دمشق من الجهة الغربية والجنوبية.

  هذا كما هو متداول في الإعلام، لكن ما حقيقة هذه المعركة واهميتها؟  

ربما يحاول حزب الله أن يحقق إنتصارا إعلاميا جديدا حيث أنه بعد الخسارة التي تكبدها والجيش السوري في درعا وجسر الشغور أريحا جعلت إختلال التوازن النفسي للعسكريين لا بد منه لذا بالسيطرة وربح المعركة قد تعيد الأمور إلى نصابها وربما تتحسن الأوضاع وتعاد القليل من الكرامة إليهم، كما أن قطع النصرة لمياه نهر الفيجي عن العاصمة دمشق جعل هذه المعركة أمرا من المحتم القيام بها أولا: للحفاظ على بقاء دمشق حيث أن بانهيار دمشق سينهار الأسد وثانيا: لتبقى دمشق آمنة ومعقل لبشار الاسد و بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان بلغ عدد العناصر التابعة لحزب الله 4 وما يفوق المئة عنصر تابع للجيش السوري.

لكن السؤال الآن: من سيربح في هذه المعركة وهل ستضاف خسارة أخرى إلى خسائر حزب الله؟