ردا على سيطرة القوات الكردية على مناطق عدة في محافظة الرقة وتكبيد التنظيم خسائر كبيرة، اقتحم مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا كما دخلوا مجددا مدينة عين العرب - كوباني بعد اشتباك عنيف مع الاكراد اعدموا بالرصاص 23 كرديا وقد تمكنوا من السيطرة على احياء في المدينتين بعد تفجير ثلاث سيارات مفخخة اسفرت عن مقتل 12 شخصا واصابة 70 اخرون. في الحسكة، طرد مسلحو «داعش» السكان من منازلهم في منطقة النشوة في الحسكة شمال شرق البلاد كما دارت اشتباكات عنيفة بين وحدة من الجيش والقوات المسلحة وإرهابيين من التنظيم تسللوا امس إلى حي النشوة الغربي بالمدينة اضافة الى انهم استخدموا الأهالي كدروع بشرية في المدينة. وفي هذا المجال، قتل 50من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» وأفراد الجيش السوري في المعارك الضارية وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي افاد ايضا الى ان التنظيم وصل الى شارع المدينة الرياضية والمقابل للسجن المركزي وفرع الأمن الجنائي، بعد سيطرته على أحياء النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة». وقد تمكن الجيش العربي السوري من القيام بهجوم مضاد مستخدماً الاسلحة المختلفة بعد معارك ضاربة واستعاد المواقع العسكرية التي تراجعوا عنها ثم عادوا واستردوها من «النصرة. وفي مدينة عين العرب - كوباني، دخل مسلحون من «داعش» متنكرين بزي قوات وحدات حماية الشعب وفصائل الجيش الحر وتسللوا الى بعض الأبنية ليشنوا هجمات لاحقا قتلت العديد من المدنيين الأبرياء بغرض خلق البلبلة، الى جانب تنفيذ تفجير انتحاري عند المعبر الحدودي (مرشد بينار)، وأماكن أخرى في المدينة، اضافة الى ان مسلحي التنظيم توزعوا في أنحاء المدينة، وبدأوا في قنص المدنيين بشكل عشوائي. وكانت مدينة عين العرب - كوباني التي اشتهرت بمقاومتها لهجمات «داعش» المتتالية عليها، عادت لتكون اسيرة حملات التنظيم العسكرية عليها مرة جديدة ومنطقة مستهدفة من عناصر التنظيم اذ بعد ان شهدت معارك عنيفة في أواخر عام 2014، تجددت الاشتباكات امس بين مقاتلي التنظيم والقوات الكردية في وسط البلدة الواقعة على الحدود مع تركيا. وتعليقا على المعركة التي شهدتها كوباني، اعتبر حزب الشعوب الديمقراطي التركي مؤيد للأكراد إن «المذبحة» التي وقعت في بلدة كوباني السورية امس جاءت نتيجة سنوات من دعم الحكومة التركية لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية. من جهة اخرى، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجوبيلجيك مزاعم بأن اتباع تنظيم الدولة الإسلامية الذين شنوا هجوما على مدينة كوباني السورية امس دخلوها من تركيا واصفا اياها بأنها «أكاذيب».

ـ معركة عاصفة الجنوب ـ

بموازاة ذلك، شنت كتائب المعارضة السورية المسلحة التي تضم فصائل «جيش الفتح» بما فيها «جبهة النصرة»، وحركة المثنى، والجبهة الجنوبية بالجيش الحر هجوما أطلقت عليه اسم «عاصفة الجنوب» للسيطرة على مدينة درعا التي ظلت تحت سيطرة النظام السوري من محافظة درعا جنوب سوريا. وقتل 7 من مسلحي الفصائل الإسلامية خلال الاشتباكات المستمرة مع الجيش السوري والمسلحين الموالين له في مدينة درعا كما اسفرت سقوط عدة قذائف على مناطق في احياء مدينة درعا الى مقتل واصابة عدد كبير من العسكر والمدنيين بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ولفت المرصد إلى أن الطيران المروحي التابع للنظام السوري ألقى عدة براميل متفجرة على مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي طفس والمزيريب دون أنباء عن اصابات، بينما ارتفع الى 11 عدد البراميل المتفجرة التي القاها الطيران المروحي على مناطق في بلدة اليادودة.
ورغم الاعداد الهائلة للمسلحين وغرف العمليات التي تدير معاركهم فقد تمكن الجيش السوري من صدّ الهجوم ونفى متحدث عسكري سوري الانباء عن قطع طريق دمشق - درعا واكد ان الجيش سيطر عليها واشار الى ان الجيش السوري كان يملك معلومات عن تحركات المسلحين واستعد للمعركة جيداً رغم تحالف 51 فصيلا عسكرياً لها، ومزودين بأحدث الاسلحة.
وفي سياق متصل، أسفر سقوط قذيفة مصدرها الأراضي السورية على مدينة الرمثا الاردنية الى مقتل شاب أردني و4 أشخاص آخرين بينهم طفلان وقال مصدر اردني رسمي ان «قواتنا المسلحة على أتم الاستعداد للتعامل مع أي موقف وأي خطر ناجم عن المساس بأمننا أيا كان مصدره» مشيرا الى ان العمل جار على تحديد مصدر الاعتداء، ومناقشة أسلوب الرد وفق مستجدات المرحلة، وبما فيه مصلحة الوطن والمواطن. ويذكر ان المعارضة السورية المسلحة كانت قد بدأت هجوما كبيرا أطلق عليه اسم «عاصفة الجنوب» للسيطرة على محافظة درعا القريبة من الحدود الأردنية.

ـ «داعش» يصفي 12 اسيراً ـ

الى ذلك، قطع «داعش» رؤوس 12 عنصرا في فصائل إسلامية سورية تعرق بجيش الاسلام قاتلت ضده أسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية بريف دمشق كما اظهر شريط مصور نشره التنظيم.ويذكر ان التنظيم يستخدم مفردة «الصحوات» للإشارة إلى المجموعات التي تقاتل ضده، والتي كانت هذه التسمية تطلق على العشائر السنية العراقية التي قاتلت تنظيم «القاعدة» قبل أعوام بدعم أميركي.

ـ السفارة الاميركية في تركيا: لا للتغيير الديمغرافي ـ

بدورها، اكدت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في تركيا ان واشنطن ضد اي تغيير ديمغرافي دائم في سوريا، وانها ترغب في عوده اللاجئين الى ديارهم في اسرع وقت ممكن. وشددت السفارة على ان الطائرات تستهدف تنظيم الدولة ولا تستهدف المناطق المدنية، وذلك من اجل دعم قوات وحدات حماية الشعب الكردي، والفصائل السورية الاخرى التي تقاتل «داعش».

ـ وكالة الاغاثة: المجتمع الدولي حقق ربع المبلغ لمساعدة اللاجئين ـ

قالت وكالات إغاثة تابعة للامم المتحدة امس إن استجابة المجتمع الدولي حققت أقل من ربع المبلغ الذي طلبته لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين في عام 2015 من إجمالي مبلغ 4.5 مليار دولار طلبتها لمعالجة مشكلة اللاجئين من الأزمة السورية مما يعرض للخطر ملايين الضعفاء.
وقالت الوكالات والمؤسسات الشريكة لها إن العجز أدى إلى خفض المساعدات الغذائية المخصصة لعدد 1.6 مليون لاجئ هذا العام. كما أن 750 ألف طفل لا يرتادون مدارس. وطلبت الوكالات من الدول الالتزام بما تعهدت به.