تولّى الرئيس رفيق الحريري رئاسة خمس حكومات في لبنان منذ سنة 1992. وعلى مدى أكثر من عِقدٍ، أشرف الرئيس الحريري على إعادة البناء المادية والاقتصادية للبنان الذي مزَّقتهُ الحرب. وهو عملٌ لم يُعهَدْ لهُ مثيلُ في ظلِّ ظروف مماثلة وفترة زمنية محدودة. والرئيس الحريري يرئسُ الحكومة الحالية بعد تسميته في 17 نيسان 2003، وحصوله على دعم 93 نائباً من أصل 128 عضواً في البرلمان اللبناني.

وُلِد الرئيس الحريري في مدينة صيدا اللبنانية، في سنة 1944، لوالدَين كرَّسا حياتهما لأبنائهما الثلاثة: رفيق وشفيق وبهية. وحصَّل الرئيس الحريري دراسته الابتدائية والتكميلية والثانوية في مدارس صيدا، ثم تابع دراسته الأكاديمية في جامعة بيروت العربية، للتخصُّص في التجارة. وفي سنة 1965، سافر إلى المملكة العربية السعودية سعياً وراء حياة أفضل، فعمِل مُدرِّساً ثم محاسباً قبل أن يدخل في مضمار الأعمال فيصبح مقاولاً ويجني ثمرةَ العمل الدؤوب، والمواظبة، والتمسُّك بأخلاقيات المهنة. وتمكَّن من بناء فندق في مدينة الطائف، في المملكة، وتسليمه في ستة أشهر، وهي مهمة شبه مستحيلة. وهناك، نزوَّج السيدة نازك عوده ، فأصبحا أبوَين لسبعة أبناء. وهما ينعمان اليوم بمحبَّة أحفادهما السبعة. 

والرئيس الحريري رجلٌ مُحسنٌِ، وعِصاميٌّ بنى أعماله بنفسه على أساس السُمعة الطيبة، والمصداقية الكبيرة، وروح الشراكة الجديرة بالثقة التي تطبعُ كل مشاريعه. وهو يؤمن بأن الثقة هي أهم رصيدٍ يُديرُ به الإنسانُ علاقاته البشرية والمهنية في آن. ومعروف عن الرئيس الحريري أيضاً أنه ماهِرٌ ومُخلِصٌ لعملِه ولكل قضية ينتصرُ لها. وهذا يَظهرُ جلياً في بروز نجمه بسرعة في السعودية. 

ودخل الرئيس الحريري معترك الحياة السياسية والاقتصادية في موطِنه قبل زمنٍ طويلٍ من تسلُّمه زمام رئاسة الحكومة. فيومَ كان يعيش في المملكة بصفته رجل أعمال لبناني، اعتراه القلقُ على بلده الذي يرزح تحت القتال، فلعبَ في الكواليس دورَ الوسيط، الذي يُسدي النُصح ويُعزِّز فُرص التوصل إلى وقفٍ للنار واتفاقات من شأنها إنهاء الحرب الأهلية. واستثمر وقته وعلاقاته في العالم العربي وفي الخارج لإحلال السلام في وطنهِ الذي عاثت فيه الحربُ دماراً وخراباً. فبعد الاجتياح الإسرائيلي في سنة 1982، كان لشركة الرئيس الحريري، أوجيه-لبنان، دور ناشط في إزالة رُكام الأبنية المُحَطَّمة، وفتح الشوارع والطُرُق المزروعة بأكياس الرمل والحجارة، مما مهَّد الطريق أمام عودة الحياة الطبيعية للعاصمة اللبنانية. 

وفي سنة 1984، شارك الرئيس الحريري في اجتماعَي جينيفا ولوزان لتحقيق المصالحة السياسية في لبنان، وأسهم في الوساطة التي أثمرَت مبادراتٍ وضعت حداً للحرب الأهلية.

وفي سنة 1989، كان الرئيس الحريري وراء التوصُّل إلى اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب وأدّى إلى صياغة دستور جديد للبنان. وتحوَّل هذا الاتفاقُ إلى ميثاقٍ سياسيٍّ أرسى مبادئ المصالحة الوطنية، التي تسود الحياة السياسية في لبنان اليوم.

    سنوات الحكم

عاد الرئيس الحريري إلى لبنان في سنة 1992 ليتبوَّأ منصب رئاسة مجلس الوزراء بعد ثماني وعشرين سنة من العيش والعمل في المملكة العربية السعودية. فألَّف حكومته الأولى في 22 تشرين الأول 1992. وتحمَّل مسؤولية المساعدة في قيادة بلدٍ خرجَ للتو من حربٍ أهلية دامت سبعة عشر عاماً مع كلِّ ما خلَّفتهُ وراءها من دمار مادي واسع، وتمزُّق اقتصادي، وانقسام سياسي. 

وبصفته رئيساً لمجلس الوزراء، قَبِلَ الرئيس الحريري التحدِّي. فحوَّل وجهةَ لبنان فوراً إلى حقبة ما بعد الحرب، وبدأ ببذل جهود مكثَّفة نقَلت لبنان، في أقل من ست سنوات، من بلدٍ يحملُ بصمات الحرب إلى موقع هائلٍ لعملية إعادة بناء محلية، وإلى لاعب مُحتَرَم على الساحة الدولية. واعتبر الرئيسُ الحريري كلَّ شيء أولويةً عندما واجهَهُ سؤالٌ هو من أين تبدأ إعادة الإعمار: هل تبدأ من المدارس أو المستشفيات أو البنى التحتية أو الاقتصاد؟

وفي الوقت نفسه، ركَّزت الحكومة انتباهها على ضمان استقرار العملة الوطنية وإعادة إعمار البنية التحتية من خلال عودة الخدمات الأساسية في البلاد، مثل توفير المياه والكهرباء والهاتف، وتنظيف بيروت من مُخلَّفات الحرب. كما أولى رئيسُ مجلس الوزراء عنايةً خاصة للمشاكل الاجتماعية والتربوية والصحية التي عانى منها لبنان بسبب الحرب. 

وفي نيسان 1993، أسَّس الرئيس الحريري وزارةَ المهجَّرين لمساعدة ألوف الأشخاص الذين تركوا ديارهم عُنوةً أيامَ الحرب على العودة إلى مدنهم وقراهم. وفي 25 تموز من السنة نفسها، أمسَت البلادُ مسرحاً لعملياتِ قصفٍ استمرَّت سبعة أيام وطاولت المدنيين، فما كان من الرئيس الحريري إلا أن دعا إلى اجتماع عربي طارئ في دمشق، لحشد الدعم العربي للبنان. 

وعلى الرغم من هذه الأحداث، أطلق الرئيس الحريري في أيار 1994 مشروع إعادة إعمار الوسط التجاري في بيروت، الذي أتَت عليه الحربُ. وكان الرئيس الحريري يعتبرُ أن إعادة بناء قلب العاصمة يُعيدُ الحياة إلى لبنان كلِّه. وقد ثبُتَ أنه كان مُحِقاً في هذه الفكرة التي ما زال يؤمن بها. فقلبُ بيروت أضحى مُلتقىً لكل اللبنانيين، وحتى للعرب والأجانب الذين يتوافدون عليه بالآلاف لينعموا بمزايا بيروت. والوسطُ التجاريُّ بات كذلك مركزاً مالياً ومعقِلاً لمؤسسات البلد. ومشروع إعادة بناء وسط بيروت هو الأقربُ إلى قلبِ الرئيس الحريري، بينَ المشاريع التي أطلقتها حكوماته، وهو المشروعُ الذي عمِلَ على تحقيقه قبل أن يصبح رئيساً للوزراء بكثير. وعملية إعادة الإعمار بدأت تحت الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وفي ظل التهديدات الإسرائيلية المُستمِّرة بشن هجمات على البنية التحتية في البلد، ولا سيما على قطاع الكهرباء. 

وفي أيار 1995، شكَّل رئيس مجلس الوزراء حكومته الثانية، وعزَم على استكمال عملية إعادة الإعمار. 

وفي ربيع سنة 1996، شنَّت إسرائيل هجوماً على لبنان، فقتلت مئة مدني لبناني في مقرٍّ للأمم المتحدة في قانا الجنوبية، في إطار عمليةٍ عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "عناقيد الغضب". وباشرَ الرئيسُ الحريري بحملة دبلوماسية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. وأفلحتِ الجهودُ التي بذلَها في صبِّ اهتمام العالم على الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، فأفضَت إلى اتفاق على وقف النار، عُرِف بتفاهم نيسان. وقد أرغم هذا الاتفاقُ إسرائيلَ على القبول، للمرة الأولى، بتجنيب المدنيين خطرَ المواجهة العسكرية في الجنوب. وشكَّل أطرافُ الاتفاق لجنةَ مراقبة للإشراف على احترام وقف النار، واتفقت على وضع إطار للمساعدة في إعادة إعمار لبنان. ومنذ ذلك الحين، استقرُّ الوضعُ عموماً في لبنان، وبرزت فيه مؤشراتُ نمو إيجابية. 

وفي أول أيلول 1996، أجرى لبنان انتخابات نيابية، انتُخِب الرئيس الحريري على إِثرِها عضواً في مجلس النواب مع ثلاثة عشر مُرشَّحاً على لائحته الانتخابية. فشكَّل الرئيس الحريري أولَ كتلة نيابية له. وفي 25 تشرين الثاني 1996، طُلِبَ من الرئيس رفيق الحريري تأليف حكومته الثالثة على التوالي. وفي عهد هذه الأخيرة، أجرى لبنان، في صيف 1998، أول انتخابات بلدية منذ أكثر من 35 سنة. وأعادت الحكومةُ فتح مطار بيروت الدولي، واستطاعت فكَّ عزلة البلاد الدولية من خلال رفع حظر السفر الأميركي الذي كان مفروضاً. 

وفي 23 تشرين الأول 2000، اختيرَ رئيسُ مجلس الوزراء رفيق الحريري لتشكيل حكومته الرابعة، بعد أن فازت كتلتُه النيابية بكل مقاعد بيروت في 3 أيلول 2000. وحصل الرئيس الحريري على دعم 106 نواب من أصل 128 عضواً في مجلس النواب، لتأليف حكومته الخامسة. 

ويرى الرئيس الحريري في إحياء الاقتصاد جوهرَ الاستراتيجية التي يعتمدُها، وهو يعتبرُ جذبَ الاستثمارات الخارجية إلى لبنان مجدداً بعد طولِ انتظار دعامةً أساسيةً من دعائم البلد. 

وفي 20 تشرين الأول 2004، قدَّم الرئيس الحريري استقالة حكومته، معلناً اعتذاره عن عدم ترشيح نفسه لرئاسة حكومة جديدة.

    الاستشهاد

اغتيلَ رئيس مجلس الوزراء الراحل رفيق الحريري في تفجير استهدف موكبه إثر مغادرته المجلس النيابي وسلوكه الطريق البحري للعاصمة، مما أدى 

وأصدرت عائلة الزعيم اللبناني الراحل بياناً وصفت فيه الهجوم بالعمل الإجرامي، وأعلنت أن الرئيس الحريري هو شهيد الوطن أجمع. 

لقد ودَّع لبنان والعالم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه السبعة في مأتم شعبي تاريخي مهيب، اجتاز شوارع بيروت في اتجاه مسجد محمد الأمين في وسط العاصمة حيث وُوروا في الثرى. وتميَّزت الجنازة بمشاركة لبنانية وعربية ودولية بارزة شقَّت طريقها بصعوبة وسط الحشود الغفيرة التي أتت من كل المناطق والأطياف اللبنانية رافعةً الأعلام اللبنانية وصُور الرئيس الشهيد ورفاقه. وخلال الجنازة، قُرِعت أجراس الكنائس في العاصمة وبثَّت المساجد آيات من الذكر الحكيم في آن. 

وحضر الكثير من المسؤولين العرب والدوليين الجنازة. وشاطرت المرجعيات الروحية والشخصيات البارزة عائلةَ الحريري والشعب اللبناني حزنهم، فأدوا جميعاً تحيةً أخيرة للرئيس الراحل. وأتى الرئيس الفرنسي جاك شيراك وعقيلته، إضافة إلى حشد من أفراد العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية وفي دولة الكويت وعدد كبير من الشخصيات السياسية لتقديم واجب التعزية. 

وتلقَّت عائلة الحريري التعازي في دارة الرئيس الراحل في مجدليون في صيدا، ثم في الرياض في السعودية، حيث كان ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز في طليعة المُعزِّين، فأعلن عن ألمه وحزنه لفقدان زعيم عربي كبير وصديق عزيز. وحضرت الجالية اللبنانية في المملكة السعودية لتقديم تعازيها.

    إنجازات دوليـة

أصدقاء لبنان

في كانون الأول 1996 عُقِد أولُ مؤتمر دولي هدفُه الوحيدُ مساعدةُ لبنان في وزارة الخارجية في واشنطن، بدعوة من الولايات المتحدة. وشارك الرئيسُ الحريري في رعاية هذا الاجتماع، الذي حضرَهُ ممثلون عن منظمات دولية، ومؤسسات مالية وتجارية في أكثر من ثلاثين بلداً. وتعهَّد معظمُ البلدان المشاركة بتقديم المساعدة المالية والتقنية للبنان. وكانت العودةُ إلى الساحة الدولية أساسيةً بالنسبة إلى لبنان، وكذلك مواصلة جمع رأس المال اللازم لاستكمال جهود التنمية وإعادة الإعمار. فعُقِد مؤتمران مُهمّان: باريس-1 وباريس-2، التماساً لمساعدة المجتمع الدولي لبنان في إدارة دينه العام.

باريس-1

في 27 شباط 2001، ترأسَّ رئيس الوزراء الوفد اللبناني إلى الاجتماع الثاني لأصدقاء لبنان في قصر الإيليزيه في باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأُطلِق على الاجتماع اسم باريس-1، وحضرَهُ، إلى الرئيس الحريري والرئيس شيراك، رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي، ورئيس البنك الدولي جايمز ولفنسون، ونائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار فرانسيس ماير، ووزير المال الفرنسي لوران فابيوس، وغيرهم من كبار المسؤولين الأوروبيين والفرنسيين واللبنانيين. 

مبادرات الإصلاح الأساسية المطروحة: عرض رئيس الوزراء رفيق الحريري برنامج حكومته للإصلاح الاقتصادي، الذي ارتكز على عدة عناصر أساسية هي:

  • تحفيز الاقتصاد وتحديثه
  • متابعة عملية تحديث النظام الضريبي
  • تأمين التحسين البنيوي للمالية العامة الشاملة
  • المحافظة على الاستقرار النقدي والمالي، إضافة إلى استقرار الأسعار

نتائج المؤتمر: حظِيَ برنامج الحكومة اللبنانية للإصلاح بدعم المشاركين في المؤتمر، واتفق البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار على منح لبنان مبلغاً بقيمة 500 مليون يورو لتمويل مشاريعه الإنمائية.

باريس-2

في 23 تشرين الثاني 2002، دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى مؤتمر باريس-2، الذي عُقِد في قصر الإيليزيه تحت عنوان "بعد الإعمار والنهوض، في اتجاه التنمية المُستدامة". وحضرَ اجتماع باريس-2 مسؤولون مهمُّون في عدة بلدان ومؤسسات متعددة الأطراف. 

أهداف المؤتمر: تمثَّلت هذه الأهداف بحشد دعم المجتمع الدولي من أجل مساعدة لبنان في جهوده الرامية إلى تخفيف عبء الدين العام وعكس الخلل في التوازن الذي يُعاني منه الاقتصاد اللبناني على مستوى الاقتصاد الكلي وعلى المستوى المالي. وتكمن المساعدة في تقديم تمويل طويل الأمد، بمعدلات فائدة أدنى بكثير من المعدلات التي كانت الحكومةُ قد استدانت بها في الأسواق المحلية والدولية. 

وشكَّلَ انعقادُ هذا المؤتمر مؤشراً إيجابياً غير مسبوق على صعيد الاقتصاد والدعم السياسي المُقدَّم للبنان. كما عكس المؤتمر إجماع المجتمع الدولي على تأييد التزام الحكومة بالبرنامج المالي والاقتصادي في لبنان.

مبادرات الإصلاح الأساسية المطروحة:

  • الإصلاح البنيوي للإدارات والمؤسسات المختلفة
  • تعزيز إنتاجية القطاع العام وتحسين القدرة التنافسية
  • تحفيز النمو الاقتصادي وتحسين المناخ الاستثماري

نتائج المؤتمر: وفقاً لوزارة المال، نتج عن اجتماع باريس-2 مِنَحاً وقروضاً بقيمة 10.1 مليون دولار أميركي. فقد قدَّمت سبعُ دولٍ مانِحة أموالاً بقيمة 2.4 مليار دولار أميركي، ووضعت مصارفُ تجارية عاملة في لبنان خطةً تدرُّ مبالغ قيمتها 3.6 مليار دولار أميركي، ورسمت البنك الدولي خطةً أخرى لتوفير 4.1 مليار دولار أميركي.

    مؤسسة الحريري

لعلَّ أكثر ما يرمزُ إلى الرئيس الحريري ويدلُّ على أهم إنجاز لهُ هو مؤسسة الحريري. فالمؤسسةُ شهادةٌ على الأهمية التي يوليها هذا الرجلُ للتربية ولأجيال المستقبل. والرئيس الحريري يقولُ إن العمل الذي تقوم به مؤسسته هو الأقرب إلى قلبه، علماً أن هذه المؤسسة التي لا تتوخى الربح أُنشئت في سنة 1979، لمساعدة أكثر من 33 ألف شاب لبناني على التعلُّم في أفضل جامعات لبنان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا. 

وتُقدِّم مؤسسة الحريري أيضاً خدمات صحية واجتماعية وثقافية للبنانيين المحتاجين، ناهيك عن تشجيع الأنشطة الثقافية والأعمال الخيرية للأطفال. وهي تملك مكاتب في لبنان وفي باريس وفي واشنطن. 

وتقديراً لالتزام مؤسسة الحريري بخدمة التعليم والثقافة، التي قدَّمت مِنحاً تعليميةً، وبنَت مدارس وجامعات في لبنان، وساهمت في الحفاظ على الهندسة الإسلامية للمساجد، تم اختيار المؤسسة لمنحها جائزة "الملك فيصل العالمية" لخدمة الإسلام للعام 2005، مناصفةً مع بنك التنمية الإسلامي ومقره مدينة جدة.