اتهمت الولايات المتحدة في تقرير عن الإرهاب صادر عن وزارة الخارجية، إيران بأنها لا تزال ترعى الإرهاب حول العالم وتواصل تسليح نظام بشار الأسد الذي تلقى دعماً جديداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبرراً موقفه بأن سقوط الأسد سيفاقم الفوضى في البلاد ويحول سوريا الى ليبيا ثانية.

وقالت الخارجية الأميركية في تقريرها عن الإرهاب امس ان المتطرفين تسببوا في زيادة الهجمات الارهابية الدموية العام الماضي، حيث ارتفع عدد القتلى في انحاء العالم بنسبة 81% مقارنة مع العام 2013. وقال التقرير انه برغم المحادثات مع ايران الهادفة لخفض نشاطاتها النووية، الا ان ايران لم تتوقف عن دعم الجماعات المسلحة ومن بينها «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة.

وصرحت مبعوثة الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب تينا كيدانو اثناء كشفها عن تقرير وزارة الخارجية حول الدول المندرجة فيه للعام 2014 ان «ايران واصلت رعاية الجماعات الارهابية حول العالم».

وقالت «علينا ان نبذل مزيدا من الجهود لمواجهة حلقة التطرف العنيف وتغيير البيئة التي تخرج منها هذه الحركات الارهابية»، ونددت بـ»الوحشية» التي اتسمت بها هجمات العام الماضي ما ادى الى ارتفاع حصيلة القتلى.

وفي احصاء قاتم ذكر تقرير وزارة الخارجية ان ما معدله 1122 هجوما وقع كل شهر وكانت اكثر الاشهر دموية هي ايار وحزيران وتموز. وزاد عدد عمليات الخطف ثلاثة اضعاف في انحاء العالم حيث احتجز اكثر من 9400 شخص رهائن اي ثلاثة اضعاف عددهم في 2013.

واوضح التقرير انه في الاجمال بلغ عدد الهجمات 13463 هجوما في 2014 في نحو 95 بلدا اي بزيادة بمقدار الثلث عن نحو 9700 هجوم في العام 2013، ووقعت معظم الهجمات الدموية في العراق وباكستان وافغانستان. كما ارتفع عدد الهجمات في نيجيريا حيث تنشر حركة بوكو حرام الرعب في المناطق الشمالية التي قتل فيها نحو 7512 شخصا في 662 هجوما.

ورصد التقرير الاحداث التي تزامنت مع الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم «داعش» و»سيطرته غير المسبوقة» على مناطق شاسعة من العراق وسوريا العام الماضي. وقال التقرير انه «على الرغم من تشرذم تنظيم القاعدة وفروعه، فإن الحكم الضعيف والفاشل استمر في توفير بيئة ادت الى ظهور التطرف المتشدد والعنف خاصة في اليمن وسوريا وليبيا ونيجيريا والعراق».

وجاء في التقرير ان «عدد الهجمات الارهابية في 2014 زاد بنسبة 35% والعدد الاجمالي للوفيات بنسبة 81% مقارنة مع 2013 ويعود ذلك في جزء كبير منه الى العنف في العراق وافغانستان ونيجيريا»، مضيفا ان الحرب في سوريا كان لها دور كبير في زعزعة الاستقرار.

وفي الاجمال قتل 32727 شخصا مقارنة مع 17800 شخص في 2013، طبقا لارقام اعدها الكونسورتيوم الوطني للارهاب ومواجهة الاعمال الارهابية. وقال التقرير ان 34700 شخص جرحوا في نحو 95 بلدا، وذلك بسبب العنف في العراق وافغانستان ونيجيريا.

واكد التقرير ان «الجماعات الارهابية استخدمت اساليب اكثر شراسة في هجماتها»، فقد مارس مقاتلو تنظيم «داعش» المتطرف «القمع الوحشي ضد المجتمعات التي يسيطر عليها» بحسب كيدانو، التي اضافت ان التنظيم «استخدم طرقا عنيفة وحشية مثل قطع الرؤوس والصلب لبث الرعب في نفوس معارضيه».

وقال التقرير ان «الحرب الاهلية الدائرة في سوريا شكلت عاملا كبيرا في زيادة الاعمال الارهابية في انحاء العالم في 2014».

وشهد العراق اجمالي 3360 هجوما قتل فيها نحو عشرة الاف شخص اي نحو ثلث من قتلوا في العالم في هجمات ارهابية، الا ان كيدانو اكدت ان الاحصاءات لا تنقل الصورة كاملة، مضيفة انه تم احراز بعض التقدم في مجالات من بينها التضييق على تمويل الجماعات الارهابية».

 

 

 

(المستقبل)