لاتزال الولايات المتحدة تحت وقع صدمة جريمة عنصرية غير مسبوقة تورط فيها شاب لا يتجاوز عمره 21 عاماً يدعى ديلان روف. بورتريه:

بعد 14 ساعة من المطاردة، تم توقيف ديلان روف المتورط في الجريمة العنصرية التي كان ضحيتها مصلين في كنيسة "عمانوئيل الأفريقية الأسقفية الميثودية". وأول صورة تداولتها وسائل الإعلام الأميركية والدولية أظهرت روف مقيداً في قبضة الشرطة ويلبس سترة واقية من الرصاص.

وظهر روف عبوس الوجه بنظرة قاتمة، توحي بشخصية انطوائية لا يبدي أي ندم على ما اقترفت يداه. كانت لديلان روف سوابق مع القضاء الأميركي مرتين، الأولى في قضية تتعلق بالمخدرات، والثانية في قضية مرتبطة بانتهاك ملكية خاصة.

ونقلت صحيفتا "تشارلستون بوست" و"كورييه" الأمريكيتان عن مصادر من مكتب التحقيقات الفدرالي أن المشتبه به يسكن في منطقة كولومبيا، كبرى مدن كارولاينا الجنوبية، التي تبعد ساعتين عن تشارلستون.

أفكار متطرفة

يعطي حسابه على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك فكرة أكثر وضوحاً عن توجهات هذا الشخص. يبدو ديلان روف مرتدياً قميصاً يحمل علم جنوب أفريقيا في زمن التمييز العنصري وعلم روديسيا، التي كان يحكمها نظام عنصري قبل أن تصير اليوم زيمبابوي.

وتجدر الإشارة إلى أن النظامين معا يلقيان إعجاباً خاصاً من قبل الكثير من المجموعات العنصرية في الولايات المتحدة، إلا أن وسائل الإعلام الأميركية أفادت أن ديلان روف لم يكن ينتمي لأي من هذه المجموعات.

كما يظهر ديلان في صورة أخرى جالساً على سيارة تحمل ترقيماً يحيل إلى أميركا أيام الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين الجزء الشمالي لأميركا المناهض للعنصرية والجزء الجنوبي المدافع عنها.

أحد الناجين من هذه المجزرة يقربنا أكثر من الأفكار التي كان يتبناها ديلان روف، إذ صرح أنه سمعه يصرخ وقت ارتكابه الجريمة قائلا: "أنتم بصدد اغتصاب نسائنا واجتياح بلدنا. يجب أن تموتوا".

وقالت المسؤولة المحلية عن "حركة الدفاع عن السود" دوت سكوت لـ"سي إن إن" إن المشتبه به تعمد عدم قتل أحد الأشخاص داخل الكنيسة ليحكي ما حصل. وصرحت "لقد نجا لأن القاتل قال له "لن أقتلك (...) لأنني أريد أن تقول لهم ماذا حصل".

ويحكي بعض زملائه في الثانوية أن روف تفوه مرارا بتصريحات عنصرية، ويؤكدون أنه كان يحمل أفكارا جد متطرفة، وفي بعض الأحيان كان يحكي نكتا عنصرية كذلك، إلا أن زملاءه لم يكونوا يأخذون كل ذلك على محمل الجد.

وكان والده أهداه بندقية في عيد ميلاده، حسب ما أعلن لوسائل إعلام أمريكية عمه الذي وصف روف بـ"الهادئ والانطوائي جدا".

ويأتي الحادث وسط توترات عرقية تهز الولايات المتحدة في الوقت الحالي على خلفية ما أصبح يتعرض له الأميركيون من أصول أفريقية من اعتداءات عنصرية، علما أن البلاد تتوجه بعد خمسة عقود على بدء العمل بقانون الحقوق المدنية الذي يمنع العنصرية وأي نوع من التمييز.

وكان مقتل أميركيين من أصول أفريقية على يد الشرطة خلال الأسابيع الأخيرة أدى إلى تنظيم مظاهرات غاضبة في عدة مدن أمريكية، تخللت بعضها أعمال عنف ومشادات، ما فتح الباب وطنيا أمام جدل كبير، لم ينته بعد، حول العنصرية وممارسات الشرطة.

(فرانس 24)